شاهد.. استشهاد عروسين بعد يوم من الزفاف في غزة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
غزة- "كانت أحلامهما تعانق السحاب"، يقول مقربون من العروسين مريم عبد السلام ديب وعبد الله إبراهيم أبو نحل، اللذين قتلتهما غارة جوية إسرائيلية، وحولتهما إلى أشلاء ممزقة ومتناثرة.
لم تدم فرحة مريم وعبد الله سوى يوم وليلة، وتقول غالية ديب والدة العروس مريم للجزيرة نت "والله ما لحقت تفرح".
مساء الخميس 15 فبراير/شباط الجاري تزوج العروسان مريم وعبد الله في مراسم زفاف فرضت الحرب طقوسها السريعة والمتواضعة، وبعد منتصف ليلة الجمعة بنحو ساعة هوت غارة جوية إسرائيلية بهما وبقصور أحلامهما في أعماق الأرض، عندما ألقت مقاتلات حربية صاروخين على منتجع صغير (شاليه) في منطقة "خربة العدس" بمدينة رفح جنوب غزة، كان يؤوي 19 فردا من عائلة العريس نزحوا إليه من شرق المدينة إلى عمقها بحثا عن أمان مفقود.
بدافع من حب كبير، ارتباط عبد الله بمريم خلال عام ونصف العام من خطوبتهما، جعله يتعجل الزواج خشية من التهجير، وتقول والدة العروس مريم "تهديد الاحتلال باجتياح رفح وخوف عبد الله من التهجير دفعه إلى الإصرار بالإسراع في إتمام الزواج كي لا يفترق عن مريم".
وانهمرت الدموع من عينيها من دون أن تتوقف عن سرد حكاية عروسين تقول إن الاحتلال استكثر عليهما الفرحة (..) كل يوم والدها يأتي إلى هنا يبحث عنها، وينتشل أجزاء مقطعة منها، ووجدنا أحد أطراف العريس على مسافة 400 متر من المكان".
ولم يتوقف لسان والدة العروس عن تكرار "حسبي الله على الاحتلال"، وهي تمسك بقطع من الهاتف المحمول لابنتها مريم عثرت عليه بين الأنقاض، وقالت وهي تجول ببصرها في أرجاء المكان الذي بدا وكأنه تعرض لزلزال مدمر "وينك يما والله ما لحقت تفرحي".
وأحدثت الغارات الجوية الإسرائيلية حفرة عميقة في الأرض، عقدت من مهمة فرق الدفاع المدني في انتشال جثامين 17 شهيدا من بينهم جثمانا العروسين.
عروسان في الجنة
يقول خليل أبو نحل شقيق العريس عبد الله للجزيرة نت "كانا يحبان بعضهما، واتفقوا على الزواج رغم الحرب، وقالوا لو استشهدنا نستشهد مع بعض".
ومنذ الغارة الغادرة يداوم خليل على الحضور يوميا لمسرح الجريمة، رغم خطورة المكان جراء التحليق المكثف للطيران، ويمضي ساعات طويلة يبحث عن أشلاء عائلته، ويقول "عثرت على كف يد شقيقي عبد الله وقبلته، ولميت (جمعت) أمي في كيس".
يفتقد خليل الاتزان من هول الصدمة التي لم يُفق منها بعد، وبألم شديد يتحدث عن ندمه أنه لم يكن مع عائلته لحظة القصف حتى يستشهد معهم، ويقول "أبي كان يحب العزوة، وأنجب كثيرا من الأولاد والبنات، كنا 24 فردا وأصبحنا 5 فقط، منهم اثنان في المستشفى نجيا من الغارة.. عائلتي مسحت عن وجه الأرض بلا ذنب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عبد الله
إقرأ أيضاً:
تحرمك من البركة والتوفيق.. عالم أزهري يكشف أعظم صور الظلم
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن صلة الأرحام من أهم أسباب البركة في الحياة واستمرار الرزق، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"، موضحًا أن قطيعة الرحم تؤدي إلى فساد الأرض وحرمان الإنسان من التوفيق والرحمة.
وأشار رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، إلى أن من أعظم صور الظلم أن يُحسن الإنسان إلى أقاربه فيقابلونه بالإساءة، ومع ذلك، فإن الإسلام يحث على مقابلة السيئة بالحسنة، كما جاء في قوله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
الإمام الأكبر يحتفي بذكرى تأسيس الأزهر.. ويوجه نداء للمسلمين
لمن يريد التوبة النصوح.. 3 شروط أساسية لابد من تحقيقها
بعد انتشار الألعاب النارية.. عالم بالأوقاف: نوع من الترويع المحرم شرعا
خالد الجندي: هذه الكلمة من أحب الألفاظ إلى الله
وأضاف أن النبي ﷺ أكد على خطورة قطيعة الرحم حينما قال: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله"، مبيّنا أن الرحم ستقف يوم القيامة لتشكو من قطعها، وسينال القاطع عقوبته من الله.
وتابع أن صلة الرحم لا تقتصر على الأقارب فقط، بل تمتد إلى الإحسان إليهم وكف الأذى عنهم، مشددًا على ضرورة مراجعة الإنسان لنفسه وعلاقته بأهله، حتى يعيش حياة طيبة مملوءة بالبركة والتوفيق.
تحذير.. أشد صور الفسادوكان الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، حذر من ظاهرة الغش في الميزان والتلاعب بالأسعار، قائلاً إنهما "يعدان من أشد صور الفساد التي حذر منها القرآن الكريم، حيث ربط الله بين فساد المعاملات التجارية وإفساد الأرض بعد إصلاحها".
وأوضح الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن الله سبحانه وتعالى هيأ الأرض لتكون مستقراً للرزق، وسخر الطبيعة لخدمة الإنسان، فأنزل المطر وأخرج الزرع، لافتا إلى أن الفساد الناتج عن غش الناس في الموازين والمعاملات التجارية يؤدي إلى زوال البركة وانتشار الفوضى الاقتصادية والاجتماعية.