الشارقة: «الخليج»
أكد عدد من الخبراء في الزراعة العضوية والغذاء الصحي أن الزراعة العضوية هي زراعة الآباء والأجداد، وليست مصطلحاً مستورداً من الخارج، وهي عنصر يعود بالمجتمعات إلى إيقاع الحياة الهادئ والصحي، وأن المزارع المنزلية المصغرة تعزز الصحة النفسية والتماسك الأسري، مشددين على أن الصحة هي حالة من التوازن والانسجام بين كل عناصر الكيان البشري، من الجسم والعقل والروح والمشاعر.


جاء ذلك خلال اللقاء الثاني من «حوارات الشارقة»، الذي نظمته دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، بالتعاون مع نادي موظفي حكومة الشارقة في مشروع «شجر» بمنطقة الجادة بالشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن عبد الله بن سالم القاسمي، مدير الدائرة، وأحمد حمد السويدي، رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من مديري الإدارات والموظفين والمهتمين بالزراعة العضوية والمستدامة. التربة أساس الدورة الغذائية وتحدث في الجلسة الأولى، التي حملت عنوان: «الزراعة العضوية... تعزيز الاستدامة الغذائية: بدءاً من التربة وصولاً إلى الطعام المأكول» سعيد الرميثي، سفير اليونيسيف لتغير المناخ وشريك مؤسس لـ«المزرعة العضوية»، وإيمان المري، خبيرة الزراعة العضوية المنزلية، حيث أكد الرميثي أنه يسعى إلى توعية الناس لتبني مبادرة الزراعة العضوية وتحويل الأماكن غير المستغلة في منازلهم إلى مزارع مصغرة.
وأشار سعيد الرميثي إلى أن التربة هي أساس الدورة الغذائية والفطرية، وأن الحفاظ عليها هو أساس الانتقال إلى زراعة مستدامة تحترم التوازن البيئي وتحمي الصحة. وقال: «أنصح بأن لا يشتري صاحب المشروع الزراعي البذور من الأسواق، بل يختار الأفضل من الثمار التي لديه ويستخرج منها البذور لأنها تكون أكثر إنتاجية وتكيفاً مع البيئة المحلية».
المزرعة المنزلية راحة وتماسك أسري
بدورها، قالت إيمان المري: «إن الزراعة العضوية هي شغفي وهوايتي ورسالتي للناس؛ إذ انطلقت فيها من عدم قناعتي بأن تربة الإمارات الصحراوية لا تصلح للزراعة، وأردت أن أثبت أن هذا شيء غير صحيح. فاكتشفت أن أرضنا مهيأة للزراعة ولكن علينا أن نتعلم الطرق الصحيحة والمناسبة للظروف المناخية والبيئية التي نعيش فيها».
وأضافت إيمان المري: «حدائق المنزل تؤثر بشكل كبير في جودة حياة العائلات والأطفال، وتساهم في تحسين المناعة وزيادة معدلات السعادة والراحة، كما أنها تعزّز التماسك الأسري عندما يتشارك الأفراد في مهام الزراعة والري والحصاد ويتمتعون بالنتائج؛ وأنا أرى في الزراعة العضوية إحياء للتربة وللكائنات المختلفة، وأعتقد أن عملي في إحياء الأرض هو من أعظم الصدقات التي يمكن أن أقدِّمها لنفسي وللآخرين وللكون». تغذية الجسد والعقل والروح وحملت الجلسة الثانية من لقاء «حوارات الشارقة» عنوان «التناغم الصحي: تغذية الجسد والعقل والروح»، وشهدت مشاركة كل من ديمة خلف، مؤسسة تطبيق Wellness by Dima، ومهدية الجد، شريك مؤسس لحكمة، وشيرين الملا، شريك مؤسس لحكمة، والشيف لوكا كوبري، من مطعم Healthy Farm Eastery.
وسلط الشيف لوكا كوبري، الضوء على الطبيعة الشاملة لجودة الحياة، قائلاً: «الصحة لا تشمل فقط ما نأكله ولكن تضم أيضاً ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأعشاب، حيث تكمّل الممارسات الصحية بعضها بعضاً».
وأضاف: «الحراك الذي يشجع على استهلاك المواد العضوية، والذي ظهر نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات والهرمونات في الزراعة، يعني العودة إلى جذورنا الأصلية للزراعة الطبيعية»، مشدداً على أن وجود شهادات «العضوية» على المنتجات يستلزم أن يضمن للمستهلكين خلوها من المواد الضارة. الصحة... توازن الكيان البشري من جانبها، قالت ديما خلف: «إن الصحة لا تعني مجرد غياب المرض، بل هي حالة من التوازن والانسجام بين كل عناصر الكيان البشري، من الجسم والعقل والروح والمشاعر. كمتخصصة تغذية شمولية، أهتم بتطوير وتحسين كل هذه العناصر بطرق طبيعية ومتكاملة، وهدفي هو مساعدة الناس على الوصول إلى مستوى عالٍ من العافية الشاملة، يمكنهم من خلاله تغذية أنفسهم بشكل صحيح ومتوازن، والاستمتاع بحياة سعيدة ومفعمة بالحيوية».
بدورها، أوضحت مهدية الجد أن النباتات والأعشاب لها دور رئيسي في عملية الشفاء من الأمراض والمشاكل الصحية، وزيادة مناعة الجسم، بالتزامن مع اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وإجراء تغييرات إيجابية في نمط الحياة. وبالإضافة إلى ذلك، حثت مهدية على أهمية الانخراط في العمل الخيري والتطوعي والمساهمة في خدمة المجتمع والمحتاجين، كجزء أساسي من الصحة الشاملة.
من ناحيتها، قالت شيرين الملا: «إن الأعراض المرضية رسائل من الجسم تنبهنا إلى وجود خلل أو اضطراب في أحد عناصر الصحة الشاملة، سواء كان الجسدي أو النفسي، وعلينا الاستماع إلى هذه الرسائل والبحث عن الأسباب والعوامل المؤثرة فيها، والبحث عن الحلول والعلاجات المناسبة لها، بالاستعانة بالخبراء والمتخصصين». تجارب المزارع الصغير وشهد اللقاء الثاني من «حوارات الشارقة» أيضاً جلسة بعنوان: «بصمة الأطفال الخضراء: تجارب المزارع الصغير» سلط خلالها الطفل مصلح العرياني، ذو الـ8 أعوام الذي يمتلك مزرعة تنتج العديد من الخضر والفواكه، الضوء على مشروعه في استغلال مياه المكيفات في ري المزروعات، وأشار إلى أنه يطمح عندما يكبر للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي للدولة.
وفي ختام اللقاء الثاني من «حوارات الشارقة»، نظّم مشروع «شجر» ورشة عمل قدمتها هبة إلياس، منسقة مشتل «شجر»، تعرف خلالها المشاركون على طرق الزراعة العضوية واطّلعوا على مشاريع المشتل في تعزيز هذا القطاع.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الإمارات الزراعة العضویة فی الزراعة

إقرأ أيضاً:

نظام غذائي لمكافحة الشيخوخة وتعزيز الصحة العامة.. تجنب اللحوم الحمراء

تساعد التغذية السليمة في تعزيز الصحة العامة ومُقاومة أعراض الشيخوخة، فضلًا عن دورها في الوقاية من الإصابة بالأمراض المُزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكر، وأمراض القلب، وفق ما ذكره موقع «health line» الطبي. 

تناول طبق خضراوات في الغداء 

أشار الموقع الطبي هيلث لاين إلى نصائح لنظام غذائي صحي تساعد على مُكافحة الشيخوخة، وتتمثل في ضرورة تناول وجبة الإفطار ببطء لأن ذلك يُساعد الجسم على هضم الطعام بشكل أفضل، مع ضرورة احتواء وجبة الخضروات على تعزيز صحة الأمعاء، وتتمثل النصيحة المهمة المُتعلقة بوجبة العشاء، في ضرورة أن تكون وجبة صغيرة للغاية مثل كوب صغير من الزبادي.

هناك قائمة من الأطعمة الصحية التي تساعد على مكافحة الشيخوخة، أوضحتها الدكتورة مروة شعير، استشارية التغذية العلاجية خلال حديثها لـ«الوطن»، منها الزبادي الذي يحتوي على كمية جيدة من الكالسيوم وفيتامين د، والمكسرات الغنية بأوميجا 3 والدهون غير المٌشبعة والألياف، فهي تساهم في تعزيز الصحة والتحكم في مشاكل القلب، ومرض السكر من النوع الثاني.

يُعتبر البروكلي من الخضراوات المٌفيدة التي تٌساهم في مكافحة الشيخوخة، لاحتوائه على مٌضادات الأكسدة وفيتامين K و C والألياف والكالسيوم، كما يُحافظ على ترطيب الجسم ويٌساهم في التخلص من مشاكل البشرة، وتساعد جميع الأسماك الدهنية في محاربة علامات الشيخوخة بفضل غناها بـ«أوميجا 3»، ومضادات الأكسدة التي تمنح البشرة النضارة.

تجنب اللحوم الحمراء 

ووفقًا لموقع هيلث لاين الطبي، هناك قائمة من الأطعمة الضارة التي ينبغي تجنبها قدر الإمكان، لأنها تُعجل بظهور علامات الشيخوخة، أبرزها اللحوم الحمراء، واللحوم المٌصنعة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، بالإضافة إلى الوجبات السريعة، مثل رقائق البطاطس، والأطعمة المُعلبة، إذ تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والسكر، كما يُعتبر السكر الأبيض من أكبر أعداء الجسم والبشرة لأنه يسبب تلف الكولاجين ما يٌساعد في ظهور التجاعيد.

مقالات مشابهة

  • «موارد الشارقة» تعزّز ثقافة موظفيها بزراعة القمح
  • زيارة مفاجئة لوكيل صحة أسيوط لمستشفيات الشاملة والنساء والتوليد بحى غرب
  • وزير الزراعة: الشباب هم عماد المستقبل والقوة الدافعة نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة
  • الرعاية الصحية: نسعى للتغطية الشاملة عبر التحول الرقمي وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص
  • «الشارقة للكتاب» تضيء على المشهد الأدبي الإماراتي في «القاهرة للكتاب»
  • مؤتمر«أرب هيلث».. «السبكى»: استخدام التكنولوجيا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في مصر
  • الزراعة تبدأ تجارب استخدام ماكينة جديدة لحصاد محصول قصب السكر
  • حكم قول "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" في الركوع
  • الرعاية الصحية: تجارب مصرية متميزة في تعزيز الصحة يمكن نقلها للأشقاء بدروسها المستفادة
  • نظام غذائي لمكافحة الشيخوخة وتعزيز الصحة العامة.. تجنب اللحوم الحمراء