لم يستغرب من يعرف سياسة أمريكا وبريطانيا موقفهما الأخير في مجلس الأمن الدولي، المجلس الذي يفترض أن يؤمّن الأمن والسلام ووقف الحروب في البلدان، بدلا من الصمت عن الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية ضد الشعوب المستضعفة، لا وبل رفض قرارات تدعو إلى وقف نزيف غزة الجريحة بشعبها وأطفالها ونساءها ورجالها طيلة هذه الأشهر دون أي ذنب.

فلماذا قبل سنتين وفي أوكرانيا كان لدول العالم الغربي وجهة نظر أخرى عن التي نشهدها اليوم في غـــزة؟.
رفض أمريكا لمشروع الجزائر الذي قدمته لمجلس الأمن الدولي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، أكّد للعالم ازدواجية الغرب في التعامل مع القضايا وفقا لمصالحهم الشخصية ومصالح بلدانهم. نستذكر كيف تعالت أصوات الدول الغربية قبل سنتين في وجه روسيا بسبب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وكيف تسارعت الدول لمقاطعة روسيا وفرض عقوبات تاريخية عليها، واتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقيام بأعمال عدائية ضد الشعب الأوكراني، وهو ما تنفيه موسكو جملة وتفصيلا.
ونستذكر أيضا كيف فتحت الدول الأوروبية ذراعيها للشعب الأوكراني واصفة ما يحدث هناك بـ "المجزرة" وبـ "الجريمة الإنسانية"، وبأن على المجتمع الدولي محاسبة روسيا والرئيس الروسي. ولا ننسى التضليل الإعلامي الذي صاحب رفضا لوسائل الإعلام الروسية من أجل عدم إظهار الحقائق والرؤية الروسية لهذه العملية العسكرية، والتي يقول دائما الرئيس بوتين أنها تهدف لحماية سكان دونباس من الإبادة الجماعية التي مارسها نظام كييف ضدهم.
وبالتالي فإنّ رفض الولايات المتحدة الأمريكية لقرار الجزائر بوقف فوري للنار في غزة، أثبت للعالم أنّ هذه المنظمات والجمعيات وخاصة تلك التي تنادي بالأمن والسلام وحقوق الإنسان هي مجرد جمعيات تخدم مصالح القوى العظمى. ولم تكتف واشنطن بالرفض فقط، بل وعلى لسان مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد في أنّ "واشنطن لا تؤيّد التصويت على المشروع الجزائري ووعدت بأنه في حال طرحه للتصويت فلن يتم قبوله".
الجزائر حين قدمت مشروعها أمام مجلس الأمن الدولي، طالبت "بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية يجب أن تحترمه جميع الأطراف". كما تضمن المطالبة بالإفراج عن جميع المحتجزين فورا ودون أي شروط مسبقة. وطالبت الوثيقة بالتنفيذ الكامل للقرارين 2712 و2720 اللذين تم تبنيهما في 7 أكتوبر 2023 بشأن الصراع بين الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد تم اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2712، مع التركيز على الحاجة إلى حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، في 15 نوفمبر 2023، كما تم اعتماد القرار 2720، مع الأهداف المعلنة المتمثلة في زيادة ومراقبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في 22 ديسمبر 2023.
نصف مليون شخص على حافة المجاعة
ماذا لو نتحدث قليلا إنسانيا، ماذا عن الأطفال الذين ماتوا والذيبن اليوم يعيشون ظروفا قاسية وهم على حافة الموت من المجاعة، تحت أي بند قانوني يخول لأي دولة أو كيان أو نظام أن يقتل شعبا باستخدام سياسة التجويع وقصف المستشفيات والمدارس والمخيمات والسكنات المدنية؟.
أمس الأربعاء، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، إنّ نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة ويفتقرون إلأى ابسط الحاجات الأساسية من غذاء وماء ورعاية صحية.
هل ننكر ما نراه يوميا عبر وسائل الإعلام ومن خلال مقاطع الفيديو التي تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي للظروف التي يعيشها أهالي القطاع؟، هل يغض العالم الغربي أعينه عن هذه الجرائم بحجة أنّه وكما صرحت بها الخارجية الأمريكية في وقت سابق، في أن "واشنطن لم تر أي دليل على أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا خلال حربها على قطاع غزة، وليس لديها أي معلومات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستهدف الصحفيين".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الولايات المتحدة مساعدات نظام ازدواجية شروط مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن شعوب فلاديمير بوتين المجتمع الدولي فی غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تشدد العقوبات على روسيا وتعتزم تزويد أوكرانيا بـ«قنابل» بعيدة المدى

ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن “إدارة ترامب ستفرض مزيدا من القيود على قطاعات النفط والغاز والبنوك في روسيا، من خلال زيادة تقييد الوصول إلى أنظمة الدفع الأمريكية”.

ونقلت وكالة “سي بي إس نيوز” عن أربعة أشخاص وصفتهم بالمطلعين، أن “وزارة الخزانة سمحت، يوم الأربعاء، بإنهاء إعفاء مدته 60 يوما تم وضعه من قبل إدارة بايدن في يناير، سمح باستمرار معاملات محددة في مجال الطاقة تشمل بنوكا روسية خاضعة للعقوبات”.

ومن خلال السماح بإنهاء هذا الإعفاء، “قد لا تتمكن البنوك من الوصول إلى أنظمة الدفع الأمريكية لإجراء معاملات رئيسية في مجال الطاقة”.

وشملت المؤسسات المالية الروسية التي كانت معفاة من العقوبات، “فنيشيكونوم بنك”، ومصرف “أوكريتيه” المالي، و”سوفكوم بنك”، و”سبير بنك”، ومصرف “في تي بي”، ومصرف “ألفا”، و”روس بنك”، ومصرف “زينيت”، ومصرف “سان بطرسبورغ”، والبنك المركزي الروسي.

ويجعل قرار تقييد الوصول إلى الأنظمة المصرفية الأمريكية بشكل أكبر “من الصعب على الدول الأخرى شراء النفط الروسي، مما يحد من العرض العالمي”.

وقد يؤدي ذلك إلى “ارتفاع الأسعار بما يصل إلى 5 دولارات للبرميل”، وهي قفزة ملحوظة بعد انخفاض الأسعار في الأسابيع الأخيرة.

وسبق أن صرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن “الولايات المتحدة لن تتردد في زيادة ضغط العقوبات المفروضة على روسيا إلى أعلى مستوى ممكن”.

واشنطن تعتزم استئناف تزويد أوكرانيا بقنابل “GLSDB” بعيدة المدى

بدورها، أفادت وكالة “رويترز” بأن “الولايات المتحدة تخطط لاستئناف إمداد أوكرانيا بقنابل “GLSDB” الفائقة الدقة والبعيدة المدى في الأيام القليلة القادمة”.

وذكرت الوكالة نقلا عن مصادر، أن “القنابل ستصل إلى أوكرانيا قريبا “ومن المتوقع استخدامها في ساحة المعركة في الأيام القليلة القادمة، حيث إن الإمدادات موجودة بالفعل في أوروبا”، مشيرة إلى أن “آخر مرة استخدمت فيها أوكرانيا هذه القنابل كانت منذ عدة أشهر”.

وأشارت الوكالة إلى أن “هذه الإمدادات تأتي في وقت تشير فيه التقارير إلى أن مخزونات صواريخ “ATACMS” ذات المدى المشابه قد نفدت في أوكرانيا”.

وفي الأسبوع الماضي، أفادت وسائل إعلام غربية بأن “الولايات المتحدة أوقفت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا”، وهو ما أكده مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، جون راتكليف. كما قامت واشنطن “بحظر مشاركة بيانات الاستخبارات مع كييف وحتى مع حلفائها”.

بالإضافة إلى ذلك، علقت الولايات المتحدة جميع أنواع المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وسيستمر التعليق حتى يقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن “نظام كييف يظهر التزاما بالمفاوضات السلمية”، وفقا لما ذكرته شبكة “فوكس نيوز”.

يذكر أن قنابل “GLSDB” هي تصميم مشترك بين شركتي “بوينغ” الأمريكية و”سآب” السويدية، اللتين أضافتا إلى القنبلة الجوية محركا صاروخيا وتم تكييفها بحيث يمكن إطلاقها من راجمات الصواريخ، وأعلنت شركة “سآب” السويدية أن “مدى عمل الصاروخ يصل إلى 150 كلم”.

وتخصص قنابل “GLSDB” لتدمير أهداف برية محصنة، بينها الأهداف الخرسانية التي لا يمكن إصابتها بوسائل أخرى.

مقالات مشابهة

  • لوضع خطة لتشكيل قوة حفظ السلام في أوكرانيا..قادة جيوش غربية يجتمعون في لندن
  • لجنة أممية تتهم روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا
  • الأمم المتحدة تتهم روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا
  • واشنطن تشدد العقوبات على روسيا وتعتزم تزويد أوكرانيا بـ«قنابل» بعيدة المدى
  • تقارير استخباراتية أميركية: بوتين لن يتنازل عن السيطرة على أوكرانيا
  • بوتين يحدد مهام السفير الروسي لدى واشنطن
  • ترامب: سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند ضرورية لتعزيز الأمن الدولي
  • بحجة الأمن الدولي..ترامب يحاول جرّ الناتو إلى معركة غرينلاند
  • أول تعليق من ترامب على موقف بوتين من الهدنة في أوكرانيا
  • حرب السودان على طاولة مجلس الأمن الدولي بطلب من بريطانيا