إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

بعد نحو ستة أسابيع من اشتعال فتيل احتجاجات المزارعين في أوروبا، لا يزال التظاهر والغضب من السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة سيدا الموقف رغم "التنازلات" التي قدمتها بروكسل لحد الآن في هذا الملف.

ويطالب المزارعون في عدة دول أوروبية بخفض أسعار المنتجات لتمكينهم من تغطية تكاليف إنتاجهم، وبفرض القوانين نفسها المفروضة عليهم على الدول الموردة من خارج الاتحاد الأوروبي.

دعوات للتظاهر بباريس عشية انطلاق صالون الزراعة

لمواصلة الضغط على حكومة غابرييل أتال، أغلق مزارعون فرنسيون طرقا الأربعاء، محددين موعدا نهائيا للحكومة لتلبية مطالبهم قبل استئناف الاحتجاجات على نطاق أوسع.

ودعت النقابتان الرئيسيتان للمزارعين في البلاد "FNSEA" و"JA"، للتظاهر بالجرارات بباريس عشية انطلاق النسخة 60 من المعرض الدولي للزراعة بالعاصمة الفرنسية.

 

اقرأ أيضاقوانين "التحايل": لماذا يستهدف غضب المزارعين الفرنسيين مراكز التوزيع الكبيرة للبضائع؟

 

وأكدت النقابتان بأنه لا يمكن تنظيم صالون الزراعة (الذي يحظى بشعبية كبيرة في فرنسا ويزوره سنويا ملايين الأشخاص) "بشكل طبيعي، وكأن شيئا لم يحدث وكل شيء على ما يرام".

 ولم يتمكن رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال حتى الآن من تهدئة غضب المزارعين الذين يشكون، كما هي الحال في دول أوروبية أخرى، من انخفاض الدخل ومن القوانين البيئية الصارمة والمنافسة التي تشكّلها واردات أرخص ثمنا من خارج الاتحاد الأوروبي.

 

اقرأ أيضا"ثورة الأرياف".. لهذه الأسباب يحتج المزارعون في فرنسا!

 

وأكد أتال الأسبوع الماضي أنه يسعى إلى "تقدير أفضل لمهنة الزراعة" وحماية المزارعين "من المنافسة غير المنصفة" و"منح قيمة لغذائنا".

كذلك، تعهد بضمان الحصول على تعريف على مستوى أوروبا للحوم المصنعة في المختبرات، وهي تكنولوجيا ما زالت في بداياتها، مستبقا بذلك معارضة محتملة من المزارعين شبيهة بتلك التي واجهتها أنواع الحليب النباتية وبدائل اللحوم.

وأعلن عن إجراءات تشمل تقديم 150 مليون يورو (162 مليون دولار) سنويا لمربي الماشية الفرنسيين وحظر الواردات الغذائية المعالجة بمبيد ثياكلوبريد الحشري من فئة نيونيكوتينويد والمحظور أساسا في فرنسا.

بالإضافة لتعهده بضمان الحصول على تعريف على مستوى أوروبا للحوم المصنعة في المختبرات، وهي تكنولوجيا ما زالت في بداياتها، مستبقا بذلك معارضة محتملة من المزارعين شبيهة بتلك التي واجهتها أنواع الحليب النباتية وبدائل اللحوم.

 وأعلن عن إجراءات تشمل تقديم 150 مليون يورو (162 مليون دولار) سنويا لمربي الماشية الفرنسيين وحظر الواردات الغذائية المعالجة بمبيد ثياكلوبريد الحشري من فئة نيونيكوتينويد والمحظور أساسا في فرنسا.

المزارعون الإسبان يصرخون: "عالم الريف يموت"

إسبانيا، التي كانت من أوائل الدول الأوروبية التي انفجر فيها غضب المزراعين، تتواصل الاحتجاجات فيها حيث تظاهر آلاف المزارعين ودخلت مئات الجرارات وسط العاصمة مدريد الأربعاء.

 وأمام وزارة الزراعة، حمل المزارعون لافتات كتب عليها "عالم الريف يموت" أو "بدون الريف المدينة لا تأكل".

ويحتج المزارعون ومربّو الماشية الإسبان منذ 1 شباط/فبراير للمطالبة بفرض أسعار للمنتجات تمكّنهم من تغطية تكاليف إنتاجهم، وبتطبيق القوانين المحلية على الموردين من دول خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما قال ممثل الاتحاد لويس كورتيس لمحطة "إر تي في إي" العامة.

   وأوضح كورتيس أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة اليسارية في إسبانيا الأسبوع الماضي ليست كافية لمعالجة المشكلات التي يواجهونها.

   حركة أوروبية

 وفي اليونان، طالب آلاف المزارعين بالحصول على مساعدات مالية لإنهاء احتجاجهم المستمر منذ أربعة أسابيع، فيما قالت الحكومة إنها تفتقر للموارد لتقديم للمساعدة.

 لكن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس قال إن الاحتجاجات ستكون مفيدة لإقناع الاتحاد الأوروبي بتغيير سياساته الزراعية.

 وأضاف لمحطة "ستار تي في" التلفزيونية الإثنين: "هذه وسيلة ضغط لي أيضا، عندما أذهب إلى بروكسل للتفاوض".

 وتشهد العلاقات بين وارسو وكييف توترا بعدما أعلنت الشرطة البولندية الأربعاء أنها تحقق في مسألة رفع لافتة مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال احتجاج للمزارعين ضد المنافسة غير العادلة من أوكرانيا المجاورة.

   ورفع المزارعون في جنوب بولندا لافتة كتب عليها "بوتين، أعد النظام في أوكرانيا وبروكسل وفي حكومتنا" إلى جانب علم للاتحاد السوفياتي مثبت على جرار زراعي.

   وقالت بولندا الأربعاء إنه "من المحتمل" أن تكون الشعارات المؤيدة لبوتين رفعت تحت تأثير روسيا فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء محادثات بين حكومته وبولندا للبحث في مسألة إغلاق الحدود بين بلديهما الذي فرضه مزارعون بولنديون، معتبرا أن موسكو هي المستفيد "الوحيد" من هذه التوترات.

 من جهتها، قدّمت المفوضية الأوروبية تنازلات عدة في الأسابيع الأخيرة بعدما ألقى المزارعون في كل أنحاء أوروبا باللوم على السياسة الزراعية المشتركة و"الصفقة الأوروبية الخضراء" في المشكلات التي يواجهونها.

 وجددت دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء الإعفاءات على الواردات من أوكرانيا، وذلك وسط عدة مظاهرات للمزارعين في الأيام الأخيرة.

لكن النص الذي اقترحته بروكسل وصادق عليه سفراء الدول الأعضاء يشمل فرض "تدابير تصحيحية" سريعة في حال حدوث "اضطرابات كبيرة" في السوق، و"مكابح طوارئ" لثلاثة منتجات (الدواجن والبيض والسكر) تثبّت الواردات منها عند متوسط الكميات المستوردة في الفترة 2022-2023، على أن يتم في حال تجاوزها فرض رسوم جمركية. وبات مصير النص بأيدي أعضاء البرلمان الأوروبي

 

فرانس24

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل ألكسي نافالني ريبورتاج احتجاجات المزارعين الاتحاد الأوروبي غابرييل أتال المعرض الدولي للزراعة المفوضية الأوروبية البرلمان الأوروبي فرنسا مزارعون غابرييل أتال فلاحون المعرض الدولي للزراعة الاتحاد الأوروبي فرنسا للمزيد صحة مستشفى كوفيد 19 الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الاتحاد الأوروبی المزارعون فی فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

العملة السودانية تواصل التدهور أمام الدولار

العربي الجديد/ واصلت أسعار العملة السودانية تدهورها إذ وصل الدولار إلى ما يتراوح بين 2660 و2700 جنيه في السوق السوداء، متراجعاً عن الشهر الماضي بنحو 200 جنيه، يأتي ذلك في الوقت الذي سجل السعر في بنك الخرطوم نحو 2020 جنيهاً بفارق كبير عن السوق غير الرسمية.
ومع تفاقم أزمة الجنيه السوداني نتيجة استمرار الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع وقرب دخولها عامها الثالث بلغت نسبة ارتفاع أسعار العملات أكثر من 500% منذ اندلاع النزاع في منتصف إبريل/نيسان عام 2023، الأمر الذي أدى إلى زيادات غير مسبوقة في أسعار السلع والخدمات الضرورية.
ومنذ اندلاع الحرب يواجه النظام المصرفي صعوبة في استعادة عملياته المصرفية سوى بعض البنوك التي نقلت مقارها من العاصمة الخرطوم إلى الولايات البعيدة نسبياً عن القتال.
وقال الاقتصادي السوداني إبراهيم توفيق لـ"العربي الجديد" إن سعر صرف الجنيه تأثر بالأوضاع العامة وتوقف العمليات التجارية في البنوك، مع فشل الحكومة في إيجاد مخرج للأزمة. وإنه من المستحيلات إيجاد مخرج لأزمة العملة طالما الحرب مستمرة.
واعتبر أن الميزان التجاري في السودان بحاجة إلى تمويل بالعملات الصعبة قد تصل إلى ملياري دولار خلال ستة أشهر، مع الوضع في الاعتبار أن السودان يحتاج إلى توسيع استيراد الغذاء بشكل مضاعف بسبب خروج المشاريع الزراعية من الموسم الإنتاجي بسبب الحرب.

تراجع تحويلات المغتربين السودانيين يؤثّر على نفقات الأسر

يأتي هذا التطور في وقت يعاني فيه السودان من شح في السيولة النقدية، مما يزيد من أهمية استخدام الأنظمة الرقمية لتسهيل عمليات التحويل بين البنوك، مما يساهم في تسريع وصول الأموال وتحسين كفاءة المعاملات.
هذا التوجه نحو استخدام المنصات الرقمية يعكس سعي القطاع المصرفي في السودان إلى مواجهة تحديات السيولة، وفي الوقت ذاته تسهيل العمليات المالية بما يتماشى مع التحولات التقنية في أنظمة الدفع والتعاملات المصرفية في المنطقة.
وفي هذا الإطار، أعلن وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، مؤخراً، عن أهمية التحول الرقمي الشمول المالي في تحسين الاقتصاد ومحاربة اقتصاد الظل، وقال إن السودان يحتل مراتب متأخرة في هذا الإطار مقارنة ببعض الدول على المستوى الإقليمي.
وطالب الوزير خلال مخاطبته فعالية "الدفع الإلكتروني" التي انعقدت مؤخراً في بورتسودان "العاصمة الإدارية للبلاد"، بضرورة تجاوز التحديات والعقبات التي تواجه عملية التحول الرقمي ليخفف العبء عن البنوك ويقلل الجهد في سداد الفواتير.

أزمة سيولة في السودان
وتشهد غالبية ولايات السودان، أزمة سيولة حادة وازدحاماً أمام البنوك للحصول على النقد لتغطية نفقات الحياة المعيشية اليومية نتيجة لعدم استخدام معظم المواطنين للتقنية الرقمية في التحويلات، كما أن عدداً من المراكز التجارية والأسواق تفتقر إلى استخدام التطبيقات البنكية مع ضعف شبكات الاتصالات في ظل عدم استقرار الكهرباء نتيجة للاعتداءات المتكررة على المحطات الكهربائية التي ظلت تشنها قوات الدعم السريع، ما أثر بصورة كبيرة على معظم ولايات السودان.
الخبير الاقتصادي محمد الناير يعتقد أن أزمة السيولة النقدية في بعض المناطق أمر طبيعي في ظل الأوضاع الأمنية بالولايات التي تشهد نزاعات عسكرية لأن نقل العملة الورقية يصبح غير ممكن، خصوصاً في ولايات دارفور وكردفان.
وبدأ بنك السودان المركزي في ديسمبر/كانون الأول الماضي عمليات استبدال الأوراق النقدية من فئتي 500 وألف جنيه في الولايات الآمنة وتم تمديدها حتى يناير 2025 عقب احتجاجات مواطنين، وأعلن البنك المركزي أن العملات بأيدي المواطنين في الولايات المتأثرة بالحرب ستكون مبرئة للذمة إلى حين استبدالها.  

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: موسكو وسعت قائمة عقوباتها ردا على حزمة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي
  • قمة أوروبية جنوب أفريقية تبحث الشراكة رغم الخلافات الجيوسياسية
  • أزمة الميزانية تهدد بإغلاق الحكومة الأمريكية الجمعة
  • الزراعة تدرب المزارعين على استخلاص المحصول وإعداده للتسويق وتقليل الفاقد
  • ترامب يعتزم إضافة النحاس إلى قائمة الواردات الخاضعة للرسوم الجمركية بنسبة 25%
  • "حصول المزارعين على مستحقاتهم المالية" على مائدة زراعة النواب الفترة المقبلة
  • العملة السودانية تواصل التدهور أمام الدولار
  • رسوم أوروبية ردًا على الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ
  • خطة أوروبية لتسريع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين
  • الزراعة تعلن الموعد النهائي لافتتاح حديقة الحيوان.. هل سيكون بعيد الفطر؟