رأي: بعد مواقف ترامب الأخيرة.. هل أصبحت الولايات المتحدة على أعتاب التخلي عن أوروبا؟
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
هذا المقال بقلم ديفيد أندلمان، كاتب في CNN، ومراسل ومدير سابق لمكتب صحيفة نيويورك تايمز في أوروبا وآسيا ولقناة "CBS News" في باريس. الآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
وصفت مادلين أولبرايت أمريكا ذات يوم بأنها "الأمة التي لا غنى عنها". هل يجعل الرئيس السابق دونالد ترامب أمريكا أمة ليست ذات صلة؟
أخيرًا كسر ترامب أيامًا من الصمت بشأن موت المعارض الروسي أليكسي نافالني، لكنه فشل في ذكر روسيا أو إدانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أول تعليقاته العامة.
وقاوم رئيس مجلس النواب مايك جونسون الدعوات المطالبة بطرح حزمة المساعدات التي أقرها مجلس الشيوخ لأوكرانيا للتصويت عليها سريعا، وبدلا من ذلك سمح لمجلس النواب بالتأجيل لمدة أسبوعين تقريبا.
قد يكون هناك دعم من الأغلبية لمساعدة أوكرانيا في المجلس ككل، لكن جونسون يواجه معارضة شديدة من جناحه الأيمن بشأن المساعدات الإضافية، حيث يحث ترامب الجمهوريين على رفضها.
وجاءت هذه التحركات في أعقاب تهديد ترامب الأخير بأنه قد يطلب من روسيا "أن تفعل ما تريده" لأي دولة عضو في الناتو تتخلف عن إنفاقها العسكري.
النتائج؟ إن المخاوف المتزايدة من حدوث تحول جديد ومخيف في الولايات المتحدة جعلت عدداً متزايداً من الزعماء الأوروبيين مصممين على العمل بمفردهم.
حتى التعليقات الموجهة من الرئيس جو بايدن للكونغرس المتمرد، مثل "الطريقة التي يبتعدون بها عن التهديد الروسي، والطريقة التي يبتعدون بها عن تهديد الناتو، والطريقة التي يبتعدون بها عن تلبية احتياجاتنا، وإنه أمر صادم" لم تساعد.
والحقيقة أن مؤتمر ميونخ الأمني السنوي شهد الكثير من الأحداث بشأن إخفاقات الكونغرس. عاد أغلب الزعماء الأوروبيين إلى بلادهم من ميونخ، وهم أكثر اقتناعاً من أي وقت مضى بأن الولايات المتحدة أصبحت على أعتاب التخلي عنهم.
بالنسبة للكثيرين، من الواضح أن الديمقراطيات يجب أن تبدأ في النظر بشكل ملموس في كيفية الدفاع عن نفسها دون المظلة النووية والأمنية الأمريكية التي ازدهرت تحتها لأكثر من نصف قرن.
وقبل مغادرتها، أعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن أن بلادها ستسلم جميع المدفعية التي تملكها إلى أوكرانيا بالإضافة إلى مقاتلات إف-16. وقالت فريدريكسن: "علينا أن نفعل المزيد"، مع حلول السبت الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا.
ولقد بدأ بالفعل اتخاذ الخطوات الأولى نحو اتجاه جديد لأوروبا ـ من دون أمريكا. وفي برلين، أعلنت أورسولا فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة التي قادت القارة ببراعة لمدة خمس سنوات مشحونة كرئيسة للمفوضية الأوروبية، الاثنين أنها ستسعى لولاية ثانية. وتقول إن تعيين أول مفوض لشؤون الدفاع في أوروبا سيكون على رأس جدول أعمالها.
ومع ذلك، فإن إنشاء مثل هذه الوزارة لعموم أوروبا يذهب إلى ما هو أبعد من مجرد إعادة توزيع البيروقراطيين في بروكسل. أولاً، هناك مسألة الميزانيات.
وبالفعل أصبح انخفاض التمويل الأمريكي محسوساً في مختلف أنحاء أوروبا. وكما ذكرت CNN، فإن الدعم الأمريكي لأوكرانيا لا يزال يستنزف موارد قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، والتي بقي لديها الآن 3 مليارات دولار لتمويل احتياجات تشغيلية بقيمة 5 مليارات دولار بما في ذلك نقل الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا وحتى بولندا العضو في الناتو.
وبدون اتخاذ إجراء من جانب الكونغرس، قد ينفد تمويل العمليات الأمريكية في أوروبا في مايو/أيار، حيث توقعت المسؤولة في البنتاغون كريستين وورموث أن يضطر الجيش لأخذ أموال أجزاء معينة مقابل تمويل أماكن أخرى.
وقالت فون دير لاين أيضًا إن زيادة الإنتاج الدفاعي الأوروبي سيكون أولوية قصوى خلال فترة ولايتها الثانية، ناهيك عن الميزانيات المتباينة إلى حد كبير لمختلف البلدان.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، وعلى الرغم من احتجاجاته الأولية على التضامن الأبدي، فقد تعهدت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم 640 مليون يورو فقط (686 مليون دولار)، مقارنة بمبلغ 17.7 مليار يورو (19.1 مليار دولار) من المساعدات العسكرية الألمانية، وفقا لحسابات "معهد كيل" الألماني، معهد بحوث اقتصادية ومؤسسة فكرية. وعلى الرغم من أن الرقم الفرنسي محل خلاف، إلا أن المعهد يقول إن "مساهمات فرنسا" أقل بكثير من مساهمات المملكة المتحدة"، التي تقع فقط في المرتبة المتوسطة بين الموردين الأوروبيين.
ومع ذلك، فإن أوروبا ككتلة التي وصلت مساعدتها عند نحو 85 مليار يورو (92 مليار دولار) تجاوزت الولايات المتحدة بالفعل والتي قدمت 66.2 مليار يورو (71.6 مليار دولار) في إجمالي الالتزامات تجاه أوكرانيا. وكانت المساعدات العسكرية الأمريكية أعلى من تلك التي يقدمها الاتحاد الأوروبي، ولو أن هذه المساعدات توقفت الآن في مواجهة تقاعس الكونغرس عن التحرك بينما تتسارع مساعدات الاتحاد الأوروبي.
ثم هناك القضية النووية. تمتلك الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 100 سلاح نووي في قواعد جوية في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا - على الرغم من أن جميع رموز الإطلاق في أيدي الولايات المتحدة. وفرنسا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تمتلك ترسانة خاصة بها، وهي رابع أكبر ترسانة في العالم. ومع 290 رأسًا حربيًا، فهي الأكبر في أوروبا، على الرغم من أنها لا تزيد عن 5 في المائة من حجم روسيا.
وقد رفضت فرنسا التنازل عن سيطرتها على مثل هذه الأسلحة لأي قوة أخرى، رغم أن ذلك قد يتغير. وفي زيارة قام بها مؤخراً إلى السويد، اقترح ماكرون أنه على الرغم من أن الردع النووي ضروري ومن منطلق "المصالح الحيوية لفرنسا"، فإن مثل هذه الخطط لابد أن يكون لها "بعد أوروبي واضح، وهو ما يمنحنا مسؤولية خاصة".
وتمتلك بريطانيا، رغم أنها لم تعد عضوا في الاتحاد الأوروبي، ترسانة مكونة من 225 سلاحا نوويا. وفي مؤتمر ميونخ الأمني، قال وزير الخارجية البريطاني في حكومة الظل ديفيد لامي، إن حزب العمال، إذا تم انتخابه في الانتخابات هذا العام، سيقترح "اتفاقية أمنية جديدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
تمثل كل هذه الجهود والتعهدات تغييراً جذرياً في الاتجاه بالنسبة لقارة ظلت لعقود من الزمن مقيدة بالولايات المتحدة باعتبارها الضامن لها. وللإشراف على هذه العملية، تحتاج أوروبا إلى فرد قوي وحازم ليكون قيصرها الدفاعي الأول.
أحد المرشحين الأوفر حظا هي رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس، التي تولت بالفعل زمام المبادرة في خطة الاتحاد الأوروبي لتسليم مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا.
وكتبت كالاس لصحيفة "بوليتيكو" العام الماضي: "نحن بحاجة إلى أوروبا ذات فعالية قتالية، قادرة على توفير الدفاع عن نفسها. هذه هي الطريقة الوحيدة لبناء الردع من خلال الإنكار الذي سيكون ذا مصداقية كافية لتجنب الحرب ووقف دورة العدوان الروسية”.
وقالت "منذ أن بدأ الغزو، رأينا روسيا تطلق ما يعادل الإنتاج الشهري من المدفعية الأوروبية في يوم واحد في أوكرانيا. إن القدرة والاستدامة ستحدد نتيجة هذه الحرب."
لدى كالاس دافع واضح لتولي مثل هذا المنصب. في الأسبوع الماضي، وضعها الكرملين على قائمة المطلوبين، ويبدو أنها أول رئيسة حكومة يتم استهدافها. (واتهمها هي وآخرين بتدمير أو إتلاف نصب تذكارية تخلد ذكرى الجنود السوفيت). وفي ميونخ، اقترحت وضع اليد على كل أصول روسيا المجمدة في الخارج وتسليمها إلى أوكرانيا ــ قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني.
ومع ذلك، فإن الدليل الأكثر وضوحا على مدى ابتعاد أوروبا عن أمريكا ونحو الاكتفاء الذاتي كان عمود رأي كتبه الرئيس الإستوني آلار كاريس يوم الاثنين، والذي تحدث فيه عن الدفاع في المنطقة دون إشارة واحدة إلى الولايات المتحدة أو دونالد ترامب.
وأشار كاريس إلى أن "أي دولة أوروبية ستكافح لمواجهة روسيا بمفردها.. ولكن عندما نكون متحدين، فإننا لا نقهر."
وفي صفعة مباشرة لترامب، كتبت مجلة دير شبيغل الألمانية: "الناتو، بالطبع، ليس وكالة لتحصيل (الديون)."
أمريكاالاتحاد الأوروبينشر الخميس، 22 فبراير / شباط 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة إلى أوکرانیا فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
صحف العالم| نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعمار غزة ..بريطانيا: حرب أوكرانيا خط الدفاع عن أوروبا.. ترامب يوقف برامج مكافحة الإرهاب
وزير الخارجية الأمريكي يصل إلى تل أبيب لإجراء محادثات
أنباء عن رغبة دونالد ترامب في تعديل بعض بنود الاتفاق مع حماس
الرئيس الأمريكي يريد إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين قبل المفاوضات
لامي: حرب أوكرانيا هي "خط المواجهة" لأوروبا وبريطانيا ستزيد الإنفاق
تناولت صحف دولية مخاطر تطلعات ترامب التي تدور في فلك خارج فلك المصالح والترتيبات الأمريكية التقليدية بل إنها تذهب في اتجاه يضر أمريكا أكثر مما يفيدها، هذا علاوة على التطورات في غزة والمنطقة.
قالت شبكة يورونيوز الدولية، إن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، رفض إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى غزة، رغم الاتفاق الذي ينص على تسهيل وصول المساعدات لإعادة الإعمار.
وفي هذا السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان-ريشيت بيت" بأن القضية ستُناقش في الأيام المقبلة، فيما يعتقد مراقبون أن إسرائيل تمارس سياسة المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق، مستفيدة من الضغوط السياسية الداخلية والخارجية.
من جهتها، أكدت حركة حماس أنها تنتظر تنفيذ إسرائيل للبروتوكول الإنساني، مؤكدة أن الإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين مرهون بالتزام إسرائيل الكامل ببنود الاتفاق.
وفي سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي لم يسمح بإدخال البيوت المتنقلة أو المعدات الثقيلة عبر معبر رفح، رغم تواجد هذه المعدات على الجانب المصري.
وأوضح سلامة معروف، رئيس المكتب، أن أكثر من 1.5 مليون شخص في القطاع يعانون من النزوح بسبب الدمار الواسع للبنية التحتية.
وأضاف معروف أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل المزيد من التأجيل، مشيرًا إلى أن الوسطاء يتابعون الانتهاكات الإسرائيلية ويضغطون لتنفيذ البروتوكول الإنساني.
في وقت متزامن، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول تنفيذ الاتفاق، وسط أنباء عن رغبة دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، في تعديل بعض بنود الاتفاق، بما في ذلك إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين قبل المرحلة الثانية من المفاوضات.
من جانبه، أعرب نتنياهو عن استعداده لاستئناف الحرب إذا لزم الأمر حتى وإن أدى ذلك إلى احتجاز المزيد من الرهائن.
في نفس الوقت، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية تلقي شحنة ذخائر (MK-84) من الولايات المتحدة، بعد أن أوقفت إدارة بايدن الشحنة العام الماضي بسبب المخاوف من سقوط ضحايا مدنيين في غزة.
في إطار التحركات الدبلوماسية، أعلنت مصر عن خططها لاستضافة قمة عربية في 27 فبراير ، حيث تعمل مع دول أخرى على صياغة اقتراح بديل يهدف إلى إعادة بناء غزة دون التأثير على سكانها.
وحذرت مصر من أن أي تدفق جماعي للفلسطينيين من غزة قد يهدد معاهدة السلام مع إسرائيل.
كما اشترطت الدول العربية والإسلامية لأي دعم لغزة العودة إلى الحكم الفلسطيني ومسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية تشمل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
في قت سابق، عرضت مصر تشكيل لجنة من المستقلين تحت رعاية السلطة الفلسطينية لإدارة وإعادة إعمار غزة، وهو الاقتراح الذي لاقى قبولًا من حماس لكنه لم يجد قبولًا من السلطة الفلسطينية، مما أعاق تنفيذ الخطة.
يُذكر أن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي ينص على وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل إطلاق الرهائن وإعادة الإعمار. ومع ذلك، يهدد التلكؤ الإسرائيلي بتعطيل تنفيذ باقي بنود الاتفاق.
قالت صحيفة واشنطن بوست في موضوع غزة بأن توجهات الرئيس الأمريكي دونما خطة أو بوصلة لا تشي بمزيد من التقدم في الحالة الراهنة.
ونقلت الصحيفة عن اللواء الاحتياط يسرائيل زيف بأن مقترح ترامب بشأن غزة سيضر بالاتفاق لإعادة الرهائن.
فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله بأن حكومة نتنياهو تفعل كل ما بوسعها لمنع المرحلة الثانية من الصفقة، ما يقول بأن نتنياهو يعمل على مصالحه الخاصة.
وأرودت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه وفق المعطيات على الأرض فحماس لم تنكسر في الحرب طوال 15 شهرًا وأبدت مقاومة شديدة، وهو ما يقول بتضاؤل فرص أي تطلعات أخرى.
كما إن ذلك يشكك في فرضية تراجع الحركة الآن، قائلا "لماذا تنكسر الآن ونحن نطالبها بإعادة المخطوفين وهي لم تنكسر طوال أشهر طويلة".
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ناقلة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هناك مخاوف كبيرة من سياسات الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ونمط قرارته وفجائيتها خاصة للحلفاء أكثر من الخصوم.
وذكر المسئولون إن قرار ترامب بتجميد ووقف برامج مكافحة الإرهاب التي تضررت بشدة يرفع مستويات القلق خاصة وإنها صممت للرد على التهديدات الأمنية.
أضافت واشنطن بوست بأن المسؤولين الأمريكيين اعتبروا قرار تعليق برامج مكافحة الإرهاب وعدم دعمها يعرض الولايات المتحدة وحلفاءها الدوليين للخطر.
وأكدت واشنطن بوست عن مسؤول عسكري أمريكي بأن "تجميد المساعدات أثار مخاطر أمنية لمئات من قواتنا المتمركزة في الصومال حيث غادر مقاولون في قواعد قوات صومالية فجأة نتيجة تجميد المساعدات، حيث إن 400 من القوات الصومالية التي ندربها تركوا خارج قاعدة أمريكية دون إمدادات".
في موضوعٍ آخر، أوردت شبكة إل بي سي البريطانية، ما قاله وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، من إن أزمة أوكرانيا تمثل "مسألة وجودية" بالنسبة لأوروبا، وأيد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أن دعا زيلينسكي إلى تشكيل "جيش أوروبي".
وفي كلمته خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، أكد وزير الخارجية التزام المملكة المتحدة بزيادة الإنفاق الدفاعي لدعم المجهود الحربي الأوكراني.
وقال ديفيد لامي إن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "هي الآلية الأرخص والأفضل لضمان السلام ليس فقط في أوروبا ولكن عبر المحيط الأطلسي".
ذكر: "هناك سؤال موجه إلى أوروبا. إذا نظرنا إلى الناتج المحلي الإجمالي مجتمعا، فإننا ننفق نحو 0.01% من إجمالي الناتج المحلي على هذه المعركة من أجل أوكرانيا. ونحن نعلم أن هذا هو خط المواجهة، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، بل وبالنسبة لأوروبا أيضا. نحن نعلم أيضًا أنه حتى عندما نتوصل إلى سلام عن طريق التفاوض، فإن بوتن لن يرحل. لذا فإن هذه مسألة وجودية بالنسبة لأوروبا".
ويأتي ذلك بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيبدأ مفاوضات مع بوتين لحل الحرب "قريبا"، تاركا أوروبا خارج المحادثات.
وأشار إلى أن الدول كانت تنفق نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع خلال الحرب الباردة، وتنفق المملكة المتحدة حاليا نحو 2.3% على الرغم من أن هذه النسبة من المقرر أن تزيد.
وأضاف أنه "في حال فشلت أوكرانيا فإن التكاليف ستكون أعلى بكثير"
.
وفي ظهوره إلى جانب نظرائه من فرنسا وألمانيا وبولندا، اقترح لامي أيضًا أن تسعى أوكرانيا إلى إقامة علاقات تجارية أوثق مع الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب لضمان أمنها في المستقبل".
وقال "لماذا؟ لأن أفضل صفقة وأفضل ضمان للأمن هي التي تربط الصناعة والأعمال والقدرات الدفاعية الأميركية بمستقبلها وهذا هو ما سيجعل بوتن يستيقظ وينتبه، وهذا هو ما يجذب رئيس الولايات المتحدة الذي يعرف كيف يحصل على صفقة جيدة".
وتناقش إدارة ترامب صفقة مع كييف بشأن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة مقابل استمرار الدعم العسكري.
كما التقى وزير الخارجية مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خلال المؤتمر في ميونيخ لمناقشة "الدور المتزايد لأوروبا في أمنها".