المركز الثقافي اللبناني الماروني بالإسكندرية يناقش التنوع بعلاقة القاهرة وبيروت السبت القادم
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
أعلن المركز الثقافي اللبناني الماروني بالإسكندرية عن عقد الصالون الثقافي الثاني بعنوان “التنوع الثقافي: العلاقات المصرية اللبنانية نموذجا”، وذلك يوم السبت المقبل الموافق 24 فبراير، بحضور كوكبة كبيرة من قادة الفكر بالمجتمع الإسكندري.
وقال رئيس أساقفة أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان المطران جورج شيحان – في بيان صحفي اليوم- إن العلاقة بين مصر ولبنان قائمة على التعاون المتجذر في كافة المجالات وعلى مر التاريخ والعصور، مضيفا أن مصر كانت ومازالت الدولة الأكثر دعمًا لوحدة لبنان، ولها مواقف إيجابية تجاه القضايا اللبنانية المختلفة.
وأوضح أن مصر تسعى دائما للحفاظ على وحدة الصف اللبناني وسيادته، حيث كانت مصر أول دولة تعترف باستقلال لبنان في أربعينيات القرن الماضي، مؤكدا أن علاقة البلدين تعد نموذجًا متميزًا يوضح التفاعل الحضاري بين الدول الشقيقة، خاصة وأن التضافر في العلاقات المصرية اللبنانية ظهرت منذ عصر قدماء المصريين في مجال التبادل التجاري لخشب الأرز اللبناني وكتان أخميم المصري المغزول.
ونوه شيحان إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين امتدت إلى المجال الثقافي؛ لتصبح الثقافة اللبنانية جزءً لا يتجزأ من التنوع الثقافي الذي تزخر به مصر، مشيرا إلى بصمة اللبنانيين القوية في تأسيس الصحافة المصرية وتحديث آلات الطباعة والنشر والتوزيع، وعلى رأسهم سليم وبشارة تقلا مؤسسي جريدة الأهرام.
وأكد شيحان أن الصالون الذي يعقده المركز سيناقش رؤى قادة الفكر في المجتمع الإسكندري حول حجم العلاقات بين البلدين وغنى التنوع الثقافي العابر للجنسيات، منوها إلى أن الصالون يُعد منبرا لعرض الآراء البناءة لقادة الفكر؛ بهدف خلق مساحة حوار قائمة على مبادئ التفكير الجمالي الحر والمبدع وتتماشى مع خطة الدولة للتنمية المستدامة في مجال الثقافة.
يُذكر أن المركز الثقافي الماروني بالإسكندرية افتتح في الثاني من ديسمبر الماضي بحضور قنصل عام لبنان بالإسكندرية علي قرانوح ومجموعة من قادة الفكر بالمجتمع الإسكندري، وكان عنوان أول صالون ثقافي للمركز "المواطنة متعددة الثقافات".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاسكندرية المركز الثقافي اللبناني أخبار مصر الكنيست
إقرأ أيضاً:
الجزائر وطهران على درب تعزيز العلاقات.. لقاء بين وزيري خارجية البلدين
في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية وتوجه البلدين نحو توطيد التعاون السياسي والإقليمي، استقبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، نظيره الإيراني، عباس عراقجي، بمقر وزارة الخارجية الجزائرية، حسب ما أفاد به التلفزيون العمومي.
لقاء في ظرف إقليمي حساس
وجاء هذا اللقاء بعد ساعات من وصول وزير الخارجية الإيراني إلى الجزائر صباح اليوم، في زيارة رسمية تدخل في إطار المشاورات السياسية بين البلدين حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المحادثات بين الجانبين تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية، والأزمة في السودان، بالإضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي، وتنسيق الجهود داخل المنظمات الإقليمية والدولية.
إيران في قلب عاصفة جيوسياسية
تأتي زيارة الوزير الإيراني في وقت تمر فيه بلاده بمرحلة دقيقة على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث تتعرض طهران لضغوط متزايدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، على خلفية تصاعد التوتر في منطقة الخليج، واستمرار الاتهامات الغربية لإيران بدعم حركات مسلحة في عدد من بؤر التوتر، أبرزها اليمن، سوريا، ولبنان.
وقد تصاعدت حدة التهديدات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، بعد توجيه واشنطن تحذيرات مباشرة لإيران بشأن أنشطتها الإقليمية وبرنامجها النووي، مع فرض عقوبات جديدة طالت كيانات وشخصيات مرتبطة بالحرس الثوري. في هذا السياق المتأزم، تسعى طهران إلى كسر طوق العزلة عبر تعزيز علاقاتها مع دول الجنوب، لا سيما الجزائر، باعتبارها قوة إقليمية ذات مواقف مبدئية مستقلة.
الجزائر والساحل.. بين التحديات الأمنية والمنافسة الجيوسياسية
بالتوازي، تعيش الجزائر بدورها ظرفًا حساسًا في محيطها الإقليمي، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد اضطرابات متصاعدة عقب سلسلة من الانقلابات العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو. وقد تسببت هذه التحولات في توتر علاقات الجزائر مع بعض هذه الدول، لا سيما بعد توجه الأنظمة الجديدة نحو التعاون العسكري مع قوى خارجية مثل روسيا وتركيا، في ظل تهميش نسبي للدور الجزائري التاريخي في المنطقة.
وتُعد منطقة الساحل أحد أبرز المجالات الحيوية للأمن القومي الجزائري، حيث تنظر الجزائر بقلق إلى تنامي النفوذ الأجنبي غير المنسق مع دول الجوار، وسط تحديات تتعلق بالإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية.
النفوذ الإيراني في إفريقيا.. طموحات هادئة
في هذا السياق، تسعى إيران هي الأخرى إلى تعزيز حضورها في الساحل الإفريقي، عبر قنوات متعددة تشمل العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات صحية وتعليمية، إضافة إلى نشاطات ثقافية ذات طابع ديني. هذا التمدد الإيراني، رغم طابعه "الناعم"، يندرج ضمن استراتيجيتها لتعويض عزلة في مناطق أخرى، وبناء تحالفات مع دول تعاني من هشاشة سياسية وأمنية.
وقد يُنظر إلى هذا التقارب بين الجزائر وطهران كخطوة نحو تنسيق الرؤى بشأن مستقبل الساحل، خاصة إذا ما تم برؤية مشتركة ترفض التدخلات الأجنبية وتسعى لإيجاد حلول إفريقية خالصة للمشكلات المعقدة في المنطقة.
آفاق التعاون
ومن المنتظر أن تُتوّج هذه الزيارة باتفاقات أو تفاهمات تمهد الطريق لمزيد من التنسيق الثنائي، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تعرفها المنطقة، والتي تستدعي تكثيف الجهود الدبلوماسية والحوار بين الدول الفاعلة.
وتبقى الجزائر، وفق مراقبين، لاعبًا دبلوماسيًا متوازنًا يسعى للحفاظ على علاقات متينة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك إيران، في إطار رؤية قائمة على عدم الانحياز، والدفاع عن مبادئ السيادة والوحدة الإقليمية.