دعوة لحوار وطني شامل في الذكرى الخامسة للحراك الجزائري.. هذه أرضيته
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
دعت منظمة "شعاع" الحقوقية القوى السياسية والمدنية الجزائرية المتمسكة بمطالب حراك 2019 إلى ضرورة إجراء حوار وطني شامل غير إقصائي، وفق برنامج وطني ديمقراطي تشاركي يعالج القضايا والمشاكل الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة.
جاء ذلك في بيان للمنظمة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للحراك الشعبي الجزائري المطالب بالإصلاح السياسي في الجزائر.
وأوضحت المنظمة أن أرضية الحوار الوطني يجب أن تبدأ بإطلاق سراح معتقلي الرأي والمساجين السياسيين ورفع كل التضييقات عن المجتمع المدني والأحزاب، والكف عن خنق الحريات وإلغاء القوانين والأحكام القانونية القمعية كافة، ورفع كل التدابير والعراقيل أمام الممارسة الفعالة للحريات الديمقراطية، والعودة للشعب الجزائري لتمكينه من التعبير عن إرادته الحرة التي تجلّت في الحراك الشعبي، من أجل استرجاع حريته وتحقيق كرامته".
وقال البيان، الذي توصلت "عربي21" بنسخة منه: "إذ يتذكر الجزائريون الحراك السلمي الذي ملأ البلاد أملاَ في التغيير، وكيف خرجوا يوم 22 شباط / فبراير 2019 بالملايين في مسيرات لمعارضة ولاية خامسة لرئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة. وسار المتظاهرون في الشوارع كل يوم جمعة، حتى أجبروا بوتفليقة على الاستقالة في أفريل 2019، ثم استمر الحراك بالمطالبة بتغيير جذري لمنظومة الحكم، وانتقال ديمقراطي عبر إصلاحات وانفتاح سياسي حقيقي".
وأشار البيان إلى أنه و"عندما عارض الحراك خطط السلطة في وقت لاحق من ذلك العام لإجراء انتخابات رئاسية من دون تنفيذ الإصلاحات أولا، بدأت السلطات في حملة الاعتقالات، ولم تهدأ مسيرات الحراك إلا بفعل فيروس "كورونا" رغم التشديد الأمني مع بداية عام 2020".
وأكدت المنظمة أن وضع الجزائر لا يختلف عن حالها قبل الحراك الشعبي، وقال البيان: "مرت 5 سنوات على انتفاضة الشعب الجزائري ضد نظام الحكم. وعلى الرغم من تغيير الرئيس، لا تزال البلاد تعاني من المشاكل نفسها كما كانت من قبل".
وحذّرت المنظمة من مخاطر الاستمرار في انتهاج سياسة الكل الأمني في البلاد، وذكرت أن "السلطة وسّعت وصعّدت من سياسة القمع بالتضييق والاعتقالات وتلفيق القضايا والاتهامات، في صفوف نشطاء الحراك والصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، وإغلاق الفضاء المدني بحل جمعيات وأحزاب سياسية اعتبرت داعمة للحراك".
وأضاف البيان: "حاليًا، يقبع حوالي 230 ناشطا في السجن، أغلبهم مرتبطون بالحراك، ويواجهون أو يُدانون على أساس تهم غامضة، والكثير منهم ملاحقون بتهم الإرهاب استناداً إلى تعريف فضفاض إلى حد تعسفي، مع استمرار السلطة في إسكات الأصوات الناقدة للأوضاع السياسية والحقوقية في الجزائر من خلال الرقابة أو الضغط أو الترهيب أو المنع من السفر، واستخدام خطاب التخوين ضدهم".
وأدت "شعاع" أن "استنساخ نفس الأساليب والممارسات التي أدت إلى اندلاع الحراك الشعبي في شباط / فبراير 2019، والذي أدى إلى تنحي الرئيس السابق بوتفليقة، هو ترسيخ لتقويض حقوق الإنسان في الجزائر، وهذا منافٍ لآمال الشعب الجزائري ومطالبه في التحول الديمقراطي والتي خرج من أجلها عام 2019".
وأضاف البيان: "كما أن الحصار الحقوقي والسياسي الحالي الذي يسبق الرئاسيات المزمع تنظيمها نهاية السنة الحالية في الجزائر، لا يبدي أيّ مؤشر على إجرائها وِفق معايير الديمقراطية والنزاهة والشفافية، ولا يمكن الحديث عن الانتخابات والمشاركة فيها في ظل هذا الغلق غير المسبوق"، وفق البيان.
وكانت احتجاجات شعبية قد اندلعت في 22 شباط / فبراير 2019 في معظم المدن الجزائرية للمطالبة في بادئ الأمر بعدم ترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة.
بعدَ الأسبوع الثالث من الاحتجاجات المتواصلة؛ أعلنَ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الحادي عشر من آذا ر/ مارس تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 18 من أبريل / نيسان كما تعهّدَ بعدمِ الترشح في السباق الرئاسي. كما دعا إلى تشكيل حكومة من التكنوقراط لإدارة شؤون البلاد كما طالبَ بإجراء حوار شامل قبل الانتخابات.
في السادس والعشرين من مارس/آذار طالبَ قائد أركان الجيش الجزائري الراحل أحمد قايد صالح بضرورة تطبيق المادة 102 من الدستور الجزائري "استجابةً للمطالب الشعبيّة" وتنصّ المادة على ضرورة اجتماع المجلس الدستوري وجوباً في حالة ما استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن واختيار رئيس مجلس الأمّة للقيام بمهام رئيس الدولة لمدة أقصاها تسعون يوما؛ تنظم خلالها انتخابات رئاسية ولا يَحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية.
أعلن عن الحكومة الجديدة الجزائرية في يوم 31 مارس تضمنت وجوه جديدة مع احتفاظ 6 وزراء بحقائبهم من أهمّهم نائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح.
مباشرة عقب الإعلان عن شغور منصب رئيس الجمهورية الجزائرية، خرج الآلاف من المتظاهرين في مسيرات سلمية عبر عديد ولايات الوطن منددين بهذا القرار الذي يتنافى ورغبة الشعب ومطالبه المرفوعة منذ بداية الحراك، حيث اجتمع البرلمان بغرفتيه ممثلا في مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني بنوابه لإعلان شغور منصب رئيس الجمهورية تفعيلا للمادة 102 من الدستور، وهو القرار الذي كان ينتظره الشعب منذ إعلان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة استقالته رسميا، فيما صاحب هذا الإعلان تولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة لمدة ثلاثة أشهر كاملة بهدف تسيير الحكومة وإجراء انتخابات رئاسية لاختيار رئيس جديد للدولة.
مع الانطلاق الرسمي لسباق الرئاسيات في الجزائر، دخلت الجزائر مرحلة حاسمة، وسط رفض شعبي للانتخابات التي يرى المحتجون أن لها عواقب سياسية واقتصادية وخيمة، في وقت ضغط الجيش فيه باتجاه إجراء انتخابات الرئاسة في ديسمبر/كانون الأول من ذات العام.
أعلنت سلطة الانتخابات الرسمية في الجزائر رسميا عن فوز عبد المجيد تبون بالانتخابات الرئاسية في البلاد.
وقرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إعلان تاريخ 22 فبراير، الذي يصادف الذكرى الأولى لبدء الحراك الشعبي، "يوما وطنيا" تقام فيه الاحتفالات الرسمية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجزائرية حراك المطالب سياسة الجزائر سياسة حراك مطالب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحراک الشعبی فی الجزائر
إقرأ أيضاً:
بعد توسع عزلته الدولية..النظام العسكري الجزائري يختلق أزمة تجسس لإثارة إنتباه فرنسا
زنقة 20. الرباط
كعادته، أطلق النظام العسكري الجزائري اتهامات جديدة وغريبة يسعى من خلالها إلى كسر الجليد مع فرنسا.
هذه المرة، زعم النظام العسكري الجزائري أن جهاز الاستخبارات الفرنسي (DGSE) يجند إرهابيين لزعزعة استقرار الجزائر. واستُدعي السفير الفرنسي في الجزائر، ستيفان روماتي، إلى وزارة الخارجية الجزائرية لسماع سلسلة من الاتهامات التي تبدو وكأنها مأخوذة من رواية تجسس أكثر منها من الواقع.
وتدور هذه المزاعم حول شخص يدعى محمد أمين عيساوي، والذي قُدم على شاشات التلفزيون الحكومي الجزائري بصفته “إرهابياً تائباً”. وفقاً لروايته، اتصلت به جمعية فرنسية تُدعى“ARTEMIS”، والتي بدورها ربطته بعميل مزعوم لجهاز الاستخبارات الفرنسي. ويزعم عيساوي أن هذا العميل طلب منه تشكيل مجموعة إرهابية من زملائه السابقين في السجن لتنفيذ هجمات داخل الجزائر. بالطبع، الهدف من ذلك – كما تقول الرواية الرسمية – هو هدم أسس الدولة الجزائرية التي تقدم نفسها كحصن للاستقرار.
وزارة الخارجية الجزائرية لم تفوت الفرصة للتعبير عن غضبها الشديد، ووصفت ما حدث بأنه “أعمال عدائية” و”ابتزاز غير مقبول” من فرنسا.
كما أصدر النظام الجزائري تحذيراً صارماً بأن “صبر الجزائر له حدود”. لكن، في المقابل، يبدو أن صبر فرنسا تجاه هذه الادعاءات المبالغ فيها قد نفد منذ فترة طويلة. فلا شيء يشير إلى أن باريس تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، بل يبدو أنها تفضل تجاهلها تماماً.
الحقيقة الواضحة أن تجاهل فرنسا للجزائر أصبح يسبب إزعاجاً أكبر للنظام الجزائري من أي شيء آخر.
فالنظام، الذي يعاني من عزلة متزايدة، يفتقر إلى الاعتراف الدولي ويبحث عن أي وسيلة لإعادة جذب الانتباه.
ومع ذلك، فإن استراتيجية المبالغة والتضخيم تزيد فقط من ترسيخ صورة نظام عالق في أوهامه، يرى المؤامرات في كل مكان ويعتبر الصمت الأجنبي إهانة. بينما تستمر باريس في موقفها المتزن والهادئ، ترسل رسالة واضحة: ليس هناك ما يستدعي الاستجابة لخيالات نظام يقاتل أشباحاً في عزلة صنعها بنفسه.
النظام العسكري الجزائريفرنسا