موجة رادكليف لا تشبه الموجة فقط بل تتحرك كموجة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أن "موجة رادكليف" التي تعد أحد أعظم أسرار مجرة درب التبانة لا تشبه الموجة فحسب، وإنما تتحرك كموجة تتأرجح في الفضاء فيما يشبه حركة الموجة.
ووفقا للدراسة التي نشرت في 20 فبراير/شباط بمجلة نيتشر، فإن موجة رادكليف هي عبارة عن سلسلة هائلة من السحب الغازية على شكل موجة في الفناء الخلفي لشمسنا.
ويقول الباحثون إن موجة رادكليف -وهي بنية غازية تكوّن سلسلة من مجموعات النجوم المنتشرة على امتداد مجرة درب التبانة ويبلغ طولها نحو 9000 سنة ضوئية- تتحرك بنمط متذبذب. وكان الباحثون عرفوا سابقا أن الموجة تبدو وكأنها سلسلة منحنية من السحب الغازية في الفناء الخلفي لشمسنا.
قوة الجاذبيةويعود التعرف على التموج الكوني -المعروف باسم موجة رادكليف- في البيانات الفلكية قبل أربع سنوات، إذ سميت على اسم معهد هارفرد رادكليف في عام 2020 عندما اكتُشفت تموجاتها من قبل باحث تابع للمعهد في ذلك الوقت.
ويقول المعد الرئيسي للدراسة "رالف كونيتزكا"، وهو باحث بجامعة هارفرد ومركز هارفرد سميثسونيان للفيزياء الفلكية: "على غرار الطريقة التي يُسحب بها المشجعون في الملعب إلى مقاعدهم بسبب جاذبية الأرض، تتأرجح موجة رادكليف بسبب جاذبية درب التبانة".
وأشار الباحث إلى أنهم حددوا النمط المتموج من خلال ربط المواقع ثلاثية الأبعاد للمجموعات في بيانات من تلسكوب جايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، بالإضافة إلى ملاحظات سحب الغبار والغاز في نفس المنطقة.
وأوضح "كونيتزكا" في تصريحات لـ"الجزيرة نت" أن موجة رادكليف تعد أكبر بنية متماسكة نعرفها حتى الآن، وهي قريبة جدا منا، ورغم ذلك كنا لا نعرف شيئا عن ذلك، لأننا لم نتمكن من بناء هذه النماذج عالية الدقة لتوزيع السحب الغازية قرب الشمس بشكل ثلاثي الأبعاد.
فتح علمي جديدوقارن المؤلفون حركة النجوم الصغيرة التي تشكل موجة رادكليف بحركة المشجعين في الملعب وهم يقومون بالتلويح في مباراة بيسبول. فبينما كان المشجعون يقفزون إلى الأعلى ثم يهبطون في أثناء نوبات التشجيع، فإن النجوم الصغيرة أيضا في موجة رادكليف كانت تتحرك بالمثل، لكن في حركة أبطأ كثيرا يمكن اكتشاف نمطها التدريجي على بعد مئات السنين الضوئية.
ويفترض الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى لفهم الظواهر الفلكية خارج نطاق موجة رادكليف، إذ يمكن للعلماء أيضا استخدام الموجة لقياس كمية المادة المظلمة حول النظام الشمسي.
وأشار "كونيتزكا" إلى أن الصور الوهمية التي تصور درب التبانة هي صور نظرية ولا يمكن أن تمثل بنيتها الفعلية، لكنّ لقطات من هذه الصورة الأكبر -كما هو موضح في موجة رادكليف- تقدم نظرة ثاقبة لبقية الصورة والأساليب التقنية اللازمة لاستكشافها، وكأننا نرى لقطة فيديو لما يحدث وليس مجرد صورة.
ويقول معدو الدراسة إنه يمكننا الآن أن نختبر كل النظريات المختلفة عن سبب تشكل الموجة، بما في ذلك نظريات انفجارات النجوم الضخمة، والتي تسمى المستعرات الأعظم، والاضطرابات خارج المجرة، مثل اصطدام مجرة قزمة مع مجرتنا درب التبانة، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع يوريك آلارت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: درب التبانة
إقرأ أيضاً:
لأول مرة في التاريخ.. لقطة مقربة لنجم يحتضر خارج مجرة درب التبانة
فنزويلا – التقط علماء صورة مكبرة لنجم خارج مجرة درب التبانة لأول مرة. وقد تمكن الفريق من تقريب النجم العملاق الأحمر الضخم المسمى WOH G64 باستخدام مقياس التداخل التلسكوبي الكبير جدا (VLTI)
وتمكن علماء الفلك من التقاط صورة مكبرة لنجم خارج مجرة درب التبانة لأول مرة. وقد تمكن الفريق من تقريب النجم العملاق الأحمر الضخم المسمى WOH G64 باستخدام مقياس التداخل التلسكوبي الكبير جدا (VLTI).
ويقع WOH G64 على مسافة مذهلة تبلغ 160 ألف سنة ضوئية في سحابة ماجلان الكبرى (LMC)، وهي مجرة قزمة تابعة لمجرة درب التبانة.
وقد علم علماء الفلك بوجود هذا النجم منذ بعض الوقت، وقد اكتسب لقب “النجم البهيموث” (مخلوق أسطوري يشير استخدامه لوصف أي كيان إلى أنه عملاق جدا)، لأن حجمه يعادل 2000 مرة حجم الشمس.
وتمكن مقياس التداخل التلسكوبي الكبير جدا من رؤية هذا النجم البعيد بتفاصيل كبيرة لدرجة أنه كشف أيضا عن غلاف بيضاوي شبيه بالشرنقة محيط به من الغاز والغبار.
وتشير هذه التدفقات من المواد إلى أن WOH G64 يحتضر، أي أنه في المراحل الأخيرة من حياته التي ستؤدي إلى انفجار مستعر أعظم هائل.
وقال قائد الفريق كييتشي أوناكا، عالم الفيزياء الفلكية من جامعة أندريس بيلو، في بيان: “للمرة الأولى، نجحنا في التقاط صورة مكبرة لنجم يحتضر في مجرة خارج مجرتنا درب التبانة. لقد اكتشفنا شرنقة على شكل بيضة تحيط بالنجم عن كثب. ونحن متحمسون لأن هذا قد يكون مرتبطا بالطرد العنيف للمواد من النجم المحتضر قبل انفجار المستعر الأعظم”.
واكتشف أوناكا وزملاؤه أن النجم كان يخفت على مدار العقد الماضي. وقال عضو الفريق جيرارد ويغلت، أستاذ علم الفلك في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي في بون بألمانيا في بيان: “لقد وجدنا أن النجم كان يشهد تغيرا كبيرا في السنوات العشر الماضية، ما يوفر لنا فرصة نادرة لمشاهدة حياة النجم في الوقت الفعلي”.
ومع اقترابها من نهاية حياتها، تتخلص العمالقة الحمراء مثل WOH G64 من طبقاتها الخارجية من الغاز والغبار في عملية يمكن أن تستمر لآلاف السنين. وأشار جاكو فان لون، عضو الفريق ومدير مرصد كيلي، الذي كان يراقب النجم العملاق على مدار العقود الثلاثة الماضية: “هذا النجم هو أحد أكثر النجوم تطرفا من نوعه، وأي تغيير جذري قد يجعله أقرب إلى نهاية متفجرة”.
ولاحظ العلماء أن WOH G64 يشهد تعتيما بسبب طبقات المادة النجمية التي يتخلص منها لإنشاء الغلاف البيضاوي حوله. وقد يكون هذا الشكل الغريب الشبيه بالشرنقة ناتجا أيضا عن التأثير الجاذبي لنجم مصاحب غير مكتشف قريب من WOH G64.
وفي حين أن هذه الصورة المكبرة الأولى لـ WOH G64 “رائعة جدا”، فقد لا يكون هناك الكثير من الصور الأخرى القادمة، وذلك لأن النجم العملاق، مع استمراره في إخراج الغاز والغبار، سيصبح باهتا أكثر فأكثر، ما يجعل تصويره أكثر صعوبة.
المصدر: سبيس