وسط ظروف صعبة.. حقيقة تصريح البرهان عن ديون للجيش على الحكومة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
بعد مرور نحو عشرة أشهر على اندلاع النزاع المدمر في السودان، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحا منسوبا لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، يتحدث عن ديون للجيش على الحكومة بقيمة مليار و400 مليون دولار، بما يوحي بأنه يرغب بتحميل الحكومة المدنية تكاليف الحرب التي تخوضها قواته مع قوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.
لكن هذا التصريح ليس جديدا مثلما توحي المنشورات ولا شأن له بتكاليف الحرب، بل هو يعود لفبراير 2022 أي قبل أكثر من عام على اندلاع النزاع.
ويحمل المنشور صورة لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وشعار قناة الجزيرة، مرفقة بعبارة "البرهان: مديونية الجيش على الحكومة تبلغ مليارا و400 مليون دولار".
وجاء في التعليقات المرافقة أن هذا التصريح أدلى به البرهان حديثا، بعد مرور نحو عشرة أشهر على النزاع المدمر الذي تخوضه قواته مع قوات الدعم السريع، بقيادة حليفه السابق وخصمه اللدود حاليا، محمد حمدان دقلو.
ويأتي ظهور هذه المنشورات مع دخول النزاع السوداني شهره العاشر، وسط ظروف مأساوية يعيشها السودانيون.
وقبل نحو أسبوعين، وجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداءً لجمع 4,1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا للمدنيين، بما في ذلك أكثر من 1,6 مليون شخص اضطروا إلى الفرار إلى البلدان المجاورة.
ويحتاج نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى المساعدة، ويعاني ما يقرب من 18 مليونا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للأمم المتحدة.
وقد أسفرت هذه الحرب التي اندلعت في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل آلاف المدنيين، بما في ذلك ما بين 10 و15 ألف شخص في مدينة واحدة في دارفور، وفقا لخبراء الأمم المتحدة. وفر حوالى ثمانية ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، من منازلهم.
في هذا السياق، ظهرت هذه المنشورات التي توحي بأن التصريح حديث، وبأن البرهان أراد منه تحميل الحكومة المدنية السابقة برئاسة، عبد الله حمدوك، مليارا و400 مليون دولار كتكاليف لهذه الحرب بينه وبين حليفه السابق.
حقيقة التصريحلكن هذا التصريح قديم، ويعود لما قبل اندلاع الحرب.
فالتفتيش على كلمات "البرهان/مديونية/الجيش/مليار/400 مليون" على محركات البحث يرشد إلى منشورات على موقع فيسبوك عام 2022، ما ينفي أن يكون التصريح حديثا.
ونشر التصريح يومها على صفحات عدة على موقع فيسبوك، أشارت إلى أن مصدره هو "الجزيرة السودان".
وبالفعل، يمكن العثور على هذا التصريح على صفحة "الجزيرة - السودان" على موقع فيسبوك، منشورا في 13 فبراير 2022، أي قبل أكثر من عام على اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
بحسب صحيفة الصيحة.. رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح #البرهان يقول إن ميزانية العامين الماضيين اعتمدت على وعود خارجية لم يحصد منها السودان شيئاً بسبب القائمين على النظام المالي
Posted by الجزيرة - السودان on Sunday, February 13, 2022المصدر: الحرة
كلمات دلالية: هذا التصریح أکثر من
إقرأ أيضاً:
البرهان: الجيش السوداني لن يتخلى عن الذين قاتلوا إلى جانبه
قال رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان إن القوات المسلحة لن تتخلى عن الذين حملوا السلاح وقاتلوا إلى جانبها.
وأكد البرهان، في خطاب بمنطقة أم درمان العسكرية اليوم الخميس، أن الجميع سيكونون شركاء في أي مشروع سياسي، و"لن نستثني أحدا".
وتعهد بألا تتخلى القوات المسلحة وقيادة الدولة عن "أي قوات عسكرية ونظامية ومواطنين بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم" قاتلوا مع الجيش "في الخلاص من المليشيا والمرتزقة ومن عاونهم".
⭕️ رئيس مجلس السيادة القائد العام يتفقد منطقة أم درمان العسكرية
أم درمان: ١٣-٢-٢٠٢٥م pic.twitter.com/RsYYLV0306
— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) February 13, 2025
وكان البرهان قد طالب في وقت سابق أي قوات تقاتل مع الجيش السوداني تحت لافتة حزبية بالانسحاب من ميادين القتال، كما قامت السلطات باستجواب القيادي بالمقاومة الشعبية الناجي مصطفى عقب توجيهه انتقادات لقائد الجيش في شأن نقده الحاد لحزب المؤتمر الوطني.
من ناحية أخرى، أعلن رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم أن كل قوات الحركة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني سيتم دمجها في الجيش ولن تعود جزءا من الحركة.
إعلانوقد زار البرهان، اليوم الخميس، إلى جانب منطقة أم درمان العسكرية، منطقة بحري العسكرية وسلاح الإشارة، في أعقاب التقدم الذي حققه الجيش في معاركه مع قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية.
وشدد قائد الجيش على أنه "لا تفاوض ولا مساومة مع من حمل السلاح ضد الدولة والشعب".
وأضاف أن القوات المسلحة "ماضية على طريق النصر حتى تطهير آخر شبر بالبلاد من التمرد".
وقد أفاد مراسل الجزيرة بتصاعد وتيرة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط الخرطوم بعد أيام من الهدوء الحذر، عمل الجيش خلالها على التقدم نحو العاصمة من الجنوب والشرق.
وتدور حاليا مواجهات عند القصر الجمهوري ومحيطه الذي ظل مسرحا لأشرس المعارك منذ فك الحصار عن القيادة العامة للقوات المسلحة في 24 يناير/كانون الثاني الماضي.