ضغوط تمارس على نزار بركة للرفع من مشاركة المرأة الإستقلالية في التعديل الحكومي والزومي أبرز المرشحات للإستوزار
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
زنقة 20 ا علي التومي
يواجه حزب الاستقلال ضغوطا تنظيمية كبيرة غير مسبوقة من أجل وضع قيادات نسائية في مناصب مسؤولية داخل أجهزة الحزب في القطاعات التي يحمل حقائبها وزراء من “الميزان”.
وفي انتظار المؤتمر الوطني الثامن عشر المرتقب بعد رمضان المقبل، والتعديل الوزاري المنتظر تؤكد الإستقلاليات على ضرورة تمكينهن من حقائب وزارية في حكومة عزيز أخنوش.
وكشت مصادر أن جهات نافذة في الحزب قد استعملت منصة منظمة المرأة لتوجيه تنبيهات تحذر من خلالها الأمين العام للحزب نزار بركة من ارتكاب نفس الخطا في الحقائب الوزارية السابقة.
وفي هذا الصدد طالبت المرأة الإستقلالية خلال إنعقاد المجلس الوطني للمنظمة النسائية، نهاية الأسبوع الماضي، بمركز الندوات والاستقبال حي الرياض بالرباط تحت شعار “من أجل تمثيلية وازنة للمناضلات بالمؤسسات والهياكل الحزبية “، بمواقع اساسية في الأجهزة واللجنة التحضيرية للمؤتمر والإشراك في القرارات الحزبية.
ودعا المجلس الوطني لمنظمة المرأة الاستقلالية إلى “الاهتمام بالكفاءة النسائية الحزبية وإشراكها في جميع اللجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية والأخذ بمواقف وآراء منظمة المرأة الاستقلالية”،
كما شدد على “ضرورة توفير الشروط الكفيلة لولوج المناضلات الاستقلاليات إلى مختلف الهياكل الحزبية ورفع جميع القيود التي تحول دون وصولهن إلى مراكز القرار الحزبي”.
واشترط المجلس المذكور أن “لا تقل النسبة المخصصة للمناضلات عن الثلث في جميع هذه الهياكل في أفق الوصول إلى المناصفة التامة؛ ومطابقته بفتح المجال أمام المناضلات الاستقلاليات من أجل تولي منصب مفتش الحزب بنسبة لا تقل عن الثلث”.
هذا، ومن جهتها أكدت رئاسة المنظمة النسائية على ضرورة تمكين المناضلات الاستقلاليات من حضور حقيقي داخل هياكل الحزب، على اعتبار أن الذراع النسائي للاستقلال “ مشتل حقيقي للكفاءات النسائية القادرة على تحمل المسؤولية سواء داخل الحزب، أو داخل المجالس المنتخبة أو مراكز القرار”.
وتعتبر خديجة الزومي المرأة الحديدية لحزب الإستقلال من أبرز الأسماء النسائية المؤهلة لنيل حقيبة وزارية في التعديل الحكومي المنتظر، كما سبق أن تحدثت مصادر إستقلالية بأن إسم خديجة الزومي قد تم طرحه بقوة في الأيام الأولى من تشكيل الحكومة غير أن جهات نافذة مارست ضغوطها على الأمين العام للحزب نزار بركة لتعويض الزومي بإسم آخر دون معرفة اسباب ذلك حتى اللحظة.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟
لا شك أن الشخص الذي يتمتّع بحسّ الفكاهة والطرفة هو شخص إيجابي، يَلقى الكثير من التّقبل والاستحسان من الآخرين، بل ويحظى بمكانة متفرّدة بينهم، فقد أثبتت دراسات كثيرة أن مثيري الضحك وأصحاب الطُرفة هم أشخاص قادرون على التخفيف من حِدة الاكتئاب والقلق لدى مجالسيهم، هذا إذا لم يكن الضحك نفسه دواءً للعديد من الأمراض المستعصية كما أثبتت إحدى الدراسات العلمية التي أجريت في الصين مؤخراً، لكن هل الفكاهة سلوك فكري تلقائي، أم هي مهارة يمكن التمرّن عليها وتأديتها؟ لقد شاعت في منتصف الثمانينيات من القرن الفائت ثقافة الكوميديا في المقاهي والمسارح العالمية، وهي عبارة عن أداء فردي يقوم به «كوميديان» أمام جمهور يحرص في أدائه على إضحاك الحضور، ومن أشهرهم في الولايات المتحدة الأميركية تشارلي تشابلن، إيدي ميرفي، وجيري سينفيلد، فقد حقق هؤلاء شهرةً عالية وبالمقابل أرباحاً كبيرة، جراء استحسان الجمهور لهذا الفنّ وحاجتهم إلى الاسترواح بالهزل، هاربين بذلك من ثقل الجدّ ومَراسمه المتعبة، فبها يستعيد الإنسان نشاطه ويجدد همّته، بل إن الجاحظ أوصى بالفكاهة والضحك، لا سيما للعلماء وأهل البحث والنّظر الذين تطغى على محياهم مظاهر الجدّة والعبوس والصّرامة عادةً، كل ذلك مشروط بأن يكون المُزاح أو الهزل في وقته وسياقه، فلا يليق مثلاً الهزل بالمحامي، في حين يصلح للمحاضرين وإن كانوا أكاديميين، والهزل دليل على أن صاحبَه فارغ البال، غير مهموم، حاله حسنة، على ألا يؤدي الهزل إلى الإفراط بالواجبات والإهمال كالابتعاد عن الموضوع والواجبات الرئيسية.
أما الجاحظ فقد استخدم الفكاهة، عبر سرد قصص النوادر والطرائف في كتابيه «الحيوان» و«البيان والتبيين»، كفلسفة ونهج في التأليف، بُغيته من ذلك جذب القارئ وتقديم الموضوعات بطرق غير تقليدية، رغم أنه طرح مسائل علمية بحتة، فاستطاع أن يلج إلى عمقها تحليلاً واستقصاءً، دون أن يُفقد تلك المسائل أهميتها الأدبية والتاريخية، وبذلك جعل من الإضحاك والمزح جِدةً ووقاراً، كما أعانته الفكاهة على تنويع أبواب كتبه وطرح مواضيع متنوعة بسهولة، باعتبار أن الضحك والرغبة به ظاهرة اجتماعية لا يمكن تجاوزها لأنها تخفف من أثقال الحياة وأعباء الواجبات المنوطة بالإنسان، فقد عدّها فلسفةً وفناً ساخراً لا يُتقن بتلك السهولة واليسر، فقيمة أسلوب الفكاهة الشفوية والمكتوبة تكمن في قدرتها على إظهار شخصيات ثانوية وخطابات مضمرة أو مسكوت عنها في عُرف سلطة النّص الجامد الذي يحكم على النص وصاحبه تبعاً لجديته وقيمته الثابتة، وهو بالتالي رسالة يراد منها هدم نمط معين من السلوكيات العامة.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية