أوصلت الحرب على قطاع غزة مكانة إسرائيل إلى مستوى غير مسبوق من الانحدار، لكنها مع ذلك تغمض عينيها وعقلها بطريقة صبيانية على أمل أن تتمكن من تجاهل العار بتجاهلها الواقع، دون أن تفعل شيئا لتحسين مكانتها الدولية وكرامتها واستعادة القليل من أنفتها.

هكذا عبر جدعون ليفي -في مقال بصحيفة هآرتس- عن تصوره لحال إسرائيل بين الأمم، مشيرا إلى ألا يوجد بلد في حاجة ماسة إلى شيء من الإباء والاعتزاز الوطني مثل إسرائيل التي تجعل من الإنجازات البسيطة أحداثا كبيرة، في توق صبياني للاعتراف وهو ما قد يكون مفيدا لولا خسارة شرفها في القضايا المهمة.

ومن الصعب أن نتصور أي دول أخرى أدت سلوكياتها إلى أن تُجَر إلى لاهاي مرتين في غضون بضعة أسابيع بتهمة الإبادة الجماعية، ولإجراء مداولات حول ما هو احتلال غير قانوني بشكل واضح، ثم تُلقي باللوم على القاضي "الملعون" وعلى معاداة السامية ونفاق العالم وشره، وتتغيب عمدا عن الطعن في الاتهامات الموجهة إليها، وكأنها تقول "إذا أغمضنا أعيننا فلن يرونا. إذا تجاهلنا لاهاي فسوف تختفي لاهاي".

لكن لاهاي تعيش وتتنفس، وكان من المفترض أن تسبب إجراءاتها إحراجا وعارا عظيمين لإسرائيل، لأن جلساتها كانت قاطعة وثابتة وجدية فيما يتعلق بتهمة الإبادة الجماعية، بل وأكثر من ذلك فيما يتعلق بالاحتلال، لكن إسرائيل تتجاهل ذلك.

إسرائيل سوف تغزو رفح، حتى لو كان ذلك يعني المزيد من تراجع مكانتها في عيون العالم، ولن تشارك في مداولات لاهاي بشأن الاحتلال، مما يعني أنها تنازلت عن بقايا كرامتها، فهي لا تهتم بكونها دولة منبوذة ومهمشة ما دام ذلك لا يؤدي إلى اتخاذ أي إجراءات عملية ضدها، حسب الكاتب.

ولكن بعيدا عن الجسر الجوي للأسلحة الأميركية، وحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وغياب العقوبات حتى الآن، فإن أي بلد، لديه أصل مهم يتمثل في اسمه الجيد، بحسب الكاتب، وقد تنازلت إسرائيل عن ذلك، ربما يأسا من العالم وربما لشعورها أنها تستطيع العيش دون اسمها الجيد، وهذا بالتأكيد ليس من بين العوامل التي تأخذها في الاعتبار قبل وبعد كل حرب، وفقا للكاتب جدعون ليفي.

وهذا العالم نفسه كان قبل سنوات قليلة يحب إسرائيل -كما يرى الكاتب- عندما تصرفت كعضوة في أسرة الأمم، وقد يكون العالم ساخرا ولا يحب سوى القوة، كما تقول إسرائيل لنفسها، ولكن هناك أيضا العدالة والقانون الدولي والاعتبارات الأخلاقية والمجتمع المدني والرأي العام، وهي مهمة، على الأقل بقدر المركز الثالث "المشرف" في يوروفيجن 2023 الذي تحتفي به إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الحزب الكردي يتهم السلطات التركية بالتلاعب فيما يخص أوجلان

أنقرة (زمان التركية) – أفاد نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي، سيزائي تملي، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي بالبرلمان التركي أن العالم بات على شفا حرب عالمية ثالثة بسبب التطورات الاقتصادية والحروب العالمية المندلعة حاليا.

وأوضح تملي أن التطورات تمضي بشكل متفاقم وفي اتجاه سلبي عندما يكون لها تأثيرات على الاقتصاد. وانتقد تملي إدارة الحكومة للاقتصاد مشيرا إلى امتلاك تركيا اقتصاد هش.

وأضاف تملي أن السياسة التركية أيضا تواجه أزمة كما هو حال اقتصادها، مفيدًا أن الأزمة السياسية بلغت ذروتها بسبب الحملة الأمنية على بلدية إسطنبول الكبرى التي انطلقت في التاسع عشر من مارس/ آذار الماضي وما أعقبها من أحداث.

وفي رد منه على إشارة أحد الصحفيين عقب المؤتمر لتصريحات أردوغان بشأن مضي عملية “المصالحة مع الأكراد” بالنحو المخطط له، ذكر تملي أنه ينبغي على السلطات بالكشف عن الإجراءات المتخذة بهذا الإطار للرأي العام فورا، إن كانت صادقة في هذا الأمر، وأوضح قائلا: “الرأي العام بحاجة إلى معلومات في هذا الصدد. جميعنا بحاجة إلى معلومات، لان الجميع في حالة ترقب منذ السابع والعشرين من فبراير. السلطة في حالة جمود..” منذ ذلك التاريخ، حين أعلن عبد الله أوجلان دعوته لتنظيم العمال الكردستاني بتنظيم مؤتمر عام يعلن خلاله حل تشكيلاته وإلقاء السلاح.

وأفاد تملي أن السلطة تواصل الحديث عن الأمور عينها وهى مطالبة العمال الكردستاني بعقد المؤتمر الذي دعا إليه عبد الله أوجلان في رسالته وإلقاء سلاحه غير أنها لا تتخذ أية إجراءات حول كيفية عقد هذا المؤتمر قائلا: “مناقشة أوضاع عقد المؤتمر وكيفية مشاركة أوجلان فيه ووسيلة التواصل التي سيشارك من خلالها… لا يتم الحديث أبدا عن أي من هذه الأمور. الجميع يشهد أن قضية نزع السلاح هي في الواقع شعار تلاعبي، وهي الجزء المرئي، وهناك تلاعب كبير وراءها.كن جادا وصادقا واتخذ خطوات نحو السلام الذي من شأنه أن يلبي توقعات المجتمع. البرلمان مستعد لما يتطلبه المجتمع الديمقراطية. البرلمان مستعد لتشكيل لجنة وتطوير المباحثات”.

جدير بالذكر أن الرئيسة المشتركة لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، تولاي حاتم أوغولاري، قد أدلت بتصريحات يوم أمس قبل اجتماع رؤساء شعب الحزب بمقر الحزب أكدت خلالها أن الحزب يعمل ليلا ونهارا غير أنه لم يرصد بعد أية خطوات فعلية من السلطة.

وأوضحت تولاي ان تركيا تواجه أزمة اقتصادية متفاقمة منذ فترة طويلة وفي الوقت عينه تنازع الديمقراطية والحريات والقضاء قائلة: “وعلى هذا النحو نرى أن دعوة أوجلان لم تلقى الاستجابة الكافية بالشكل الذي تستحقه من السلطة الحالية وهو ما لا نجده صائبا”.

Tags: تنظيم العمال الكردستانيحزب الديمقرطية والمساواة للشعوبعبد الله أوجلانمفاوضات السلام الكردية

مقالات مشابهة

  • قيادية بالشعب الجمهوري: زيارة الرئيس ماكرون لمصر تؤكد مكانتها العالمية
  • «جابت لنا العار».. مقتل سيدة على يد شقيقيها بـ «حقنة هواء» وإلقاءها بالنيل
  • فيما إسرائيل تبيد أهل غزة.. الامارات تستضيف وزير خارجية الاحتلال 
  • انعقاد جولة المشاورات السياسية الخامسة بين وزارتي خارجية المملكة وهولندا في لاهاي
  • برلماني: زيارة ماكرون لمصر تؤكد مكانتها الإقليمية ودورها المحوري في حل أزمات المنطقة
  • الحزب الكردي يتهم السلطات التركية بالتلاعب فيما يخص أوجلان
  • هآرتس: بن غفير وزّع آلاف الأسلحة على الإسرائيليين لتبدأ جرائم القتل
  • رئيس الوزراء: امريكا ستخسر امام شعبنا الذي اذهل العالم
  • وطنٌ مُعلَّقٌ على حافَّةِ النِّسيانِ
  • من البلقان إلى شرق أوروبا ومن تركيا إلى إسرائيل..لماذا تتصاعد الاحتجاجات السياسية حول العالم؟