محافظ الطائف: يوم التأسيس وصل الماضي بالحاضر لدولة ارتكزت على مبادئ راسخة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
المناطق_واس
رفع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز محافظ الطائف، خالص التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، بمناسبة يوم التأسيس.
أخبار قد تهمك محافظ ” المواصفات والمقاييس” يهنئ القيادة بمناسبة يوم التأسيس 22 فبراير 2024 - 1:52 مساءً الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة يوم التأسيس 22 فبراير 2024 - 1:43 مساءً
وقال سموه:” (رحلة التأسيس) الممتدة من قبل ثلاثة قرون؛ هي وصل الماضي بالحاضر لدولة ارتكزت على مبادئ راسخة؛ تبدأ بكتاب الله دستوراً وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نهجاً، دولة حققت العدل ووحدة الصف وخدمة المجتمع، فعمَّ الأمن والأمان، دولة لن تبتعد عن نور اليقين ولن تتزحزح عن أحلام (جودة الحياة)، ورفاهية أبنائها، اليوم ونحن نحتفل بمشاعر من الفخر والاعتزاز بيوم رسم كيان دولة عظيمة شيدت على مجد عبق وماضٍ عميق، ونجسد جذورنا وإرثنا التاريخي، وبين الماضي والحاضر بنينا وطناً متطوراً متقدماً أصبح حديث العالم يتجاوز بهمته عنان السماء”.
وأضاف : “من حقنا أن نعتز بقيمنا وإرثنا الثقافي والاجتماعي، بعد أن أصبحنا أجمل إشراقة وأكثر تجدداً، فغدنا أفضل ومستقبلنا واعد، فمن حقنا الفخر بوطن عظيم في حضارته وتراثه ورموزه وقيمه الراسخة” .
ودعى سموه الله العلي العظيم أن يحفظ لبلادنا قيادتها وأمنها واستقرارها، ويعيد علينا المناسبات الغالية والوطن يرفل في ثوب العز والأمن والأمان.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: محافظ الطائف يوم التأسيس یوم التأسیس
إقرأ أيضاً:
بياضٌ وابتسامة
المعتصم البوسعيدي
يبحثُ الإنسان طوال حياته عن راحةٍ أبديةٍ، فلا يجدها في دنيا البشر. يكبرُ فتكبرُ مسؤولياته، وتزدادُ احتياجاته، وكلما اقتربَ ابتعد؛ إذ يرحلُ عنه الأحبةُ والأصحاب، أو يُودعهم هو، ويبقى الأثر.
كان هُنا في بلدته الأخضر يكتبُ من الفلجِ النقاء، ومن النخلةِ العطاء، ومن القلعةِ الشموخَ والإباء، ومن المسجدِ السلامَ والطمأنينة. هادئٌ لا يشعرك بالضوضاء، هادرٌ بالحضورِ السمحِ والابتسامةِ التي لا تُفارقه، وبياضُ ثوبه يختلطُ ببياضِ لحيته، مظهره دليلٌ على جوهره. ذلك هو العمُّ سعود بن محمد بن حمود الفرعي، إنسانٌ من الزمن الجميل.
قبل أسبوعٍ من اليوم؛ يطوي الليلُ راحلته، ورائحةُ العيدِ لا زالت عالقة، عائدًا إلى العاصمةِ مسقط، نائمًا على موعدِ العمل، نزقٌ يوقظني، رسائلُ تتسابقُ في منتصفِ الليلِ تنقلُ الخبرَ الحزينَ: في ذمةِ الله. سريعًا خلف مقود السيارة، أقربُ ذكرى كانت قبل يومٍ واحدٍ فقط؛ كان هُناك في عقدِ القرانِ بمجلسِ القلعة، ناديته مُمازحًا: لتجلس وتأخذ الثالثة. ابتسامته المعتادة، قال: فلتجلس أنت!
وُلد في أربعينيات القرنِ العشرين، وكان أحدَ تلاميذِ الشيخِ ناصر بن حميد الراشدي في بيتِ الخبيب، امتشقَ سلاحه شابًا يافعًا في الجيشِ السلطاني العُماني ضد المدِّ الشيوعي في أقاصي جنوبِ عُمان، وكان -رحمه الله- في الصفِّ الأولِ من طابورِ استقبالِ السلطانِ الجديدِ قابوس بن سعيدٍ - طيب الله ثراه- في صلالة، وهو الذي عاصرَ عهدَ السلطانِ سعيد بن تيمور، وكان شاهدًا على العهدِ الجديدِ للسلطانِ هيثمَ -حفظه الله ورعاه-.
عرفَ التجارةَ بعد التقاعدِ قبل أن يتركَ مغامرتها، ظلهُ يُسابقهُ للخير، تجده في البساتينِ إخضرارَ غرسه وحصاده، ووسط عائلته منارةً وبوصلة، وفي الناسِ سيرةً ومسيرة، مكلومٌ على فقدِ ابنه البكرِ الشابِّ إمام وخطيب جامعِ السلطانِ قابوس الأكبر، كما إنه فخورٌ بأحمدَ وإخوته وأخواته.
في مشهدِ العيدِ، وحين يمرُّ الجميعُ للسلامِ على بعضهم، كانت هُناك وقفةٌ تعطلُ الحركةَ قليلاً؛ العمُّ سعودٌ يصافحُ الجمعَ، وكبارهم وصغارهم يمازحونه. بينِي وبينه قصةُ قلمٍ أحاولُ منذ زمنٍ أخذه منه، ثم اختفى من صدرِ دشداشته تجنبًا لأي عمليةِ خطف. بينِي وبينه - أيضًا- شرفُ اطلاعه على كتابي، وخطه الكريمُ: "مهدى من الولدِ المعتصم بن حمود البوسعيدي" كان شغوفًا بالقراءة، لم يتجاوزه الزمن؛ إذ إنَّ لديه حسابًا على منصةِ "أكس" يعبرُ فيه عن آرائه، منتصرًا لدينه وأمته، متابعًا لقضيةِ المسلمين الأولى، داعمًا لأبطالِ المقاومةِ في غزةَ العزة، ولأهلها وناسها المستضعفين.
العمُّ سعود -رحمه الله- حكايةٌ جميلةٌ عن بساطةِ الحياة، فيه بياضٌ لا تخطئه العين، وابتسامةٌ أرقُّ من قطرةِ الندى. رحل بلا مُقدماتٍ -ربما- حتى لا نعتب عليه تقصيرَ الوداع، وبفقده رزئت البلادُ، وانفطرت قلوبٌ، واستوحشت سكةُ "الخزينة" دربها حين كان ينيرها بخطواته نحو مزرعته الأثيرة. ولا اعتراض على قضاءِ الله وقدره، ونحسبه -ولا نزكي على الله أحدًا- مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
رابط مختصر