شبكة اخبار العراق:
2024-07-01@19:41:41 GMT

بناء الإنسان أكثر نجاعة من بناء الجدران

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

بناء الإنسان أكثر نجاعة من بناء الجدران

آخر تحديث: 22 فبراير 2024 - 12:53 محيدر علي الأسدي تنظم مؤسساتنا الثقافيّة بشكل سنوي العديد من المهرجانات الشعريّة، المسرحيّة، السينمائيّة، فضلاً عن معارض الكتاب والندوات الثقافية والفكرية والعلمية التي تعقد هنا وهناك في مدن مختلفة من بلدنا، وكذلك الجلسات الأسبوعية للاتحادات النقابات المعنية بالثقافة وغيرها.

. ولكن السؤال الجدلي الأنجع في هذه المعادلة: هل تقدم هذه التجمعات مشاركة حقيقية بناءة على مستوى قضايا وأزمات المجتمع؟ هل يشارك المثقف بتلك القضايا، كما يفعل في المهرجانات الثقافية؟ ، بصيغة أكثر صراحة ما جدوى تلك المهرجانات إن كانت ترتكز على حضور ومشاركة النخب الثقافية فقط، وربما نسبة بسيطة جدا ممن هم خارج هذه الطبقة (الأنتليجنسيا)، ما جدوى أن تصرف الدولة أو تلك المؤسسات الثقافية ملايين الدنانير من أجل أن يجلس عدد من المثقفين (اعداد محدود حتماً) للمحاورة والمجادلة والمشاكلة بقضايا فكرية أو أدبية أو نقدية أو فنية فيما بينهم، بما يسمى نقاشات البرج العاجي فيما يعاني المجتمع العربي أو العراقي من قضايا كثيرة وأزمات عديدة، هل من الصواب أن ينشغل الأديب والمثقف بالقضايا الجمالية والفلسفية من دون الاكتراث لواقع مجتمعه؟ لماذا لا تعمل مؤسساتنا الثقافية على صياغة مهرجانات ومنتديات أدبية وثقافية تنزاح من فعلها الجمالي إلى فعلها البنائي الواقعي المشارك مع المجتمع؟ لماذا لا تكون تلك المهرجانات في الأحياء الشعبية والجامعات والمدارس بدلاً من فنادق الدرجة الأولى أو القاعات المغلقة على نفسها فكرياً ومادياً؟ ولماذا لا نعمل على ترسيخ الثقافة وتفكيك مفرداتها وإعادة صياغتها وفقاً للواقع المعاش، هل من الجدوى أن نتغنى بقصائد ومسرحيات ولوحات تتسم بطابعها الحالم والرومانسي والجمالي المترف، ونحن ننزف يوميا شتى الآلام والجروح والنكبات؟  إن على السلطة الثقافية أن يعيد النظر بكل محافله غاية في استرداد القيمة الحقيقية لكلمة الثقافة والمثقف، وإلا ستتحول هذه الثقافة هنا إلى ثقافة ميتة وسطحية لا تسهم بالبناء أبداً، الثقافة والمثقف هما الاسهام الواعي الحقيقي في ردم الهوة وانضاج تجارب المجتمع، كما حصل في فرنسا، مثلاً واغلب مدن اوروبا، خاصة ما بعد الحربين العالميتين. اليوم نعيش أزمات حقيقية يتطلب معها فكر مشارك ومثقف عضوي، ينتبه لقضايا مجتمعه، وإلا ستبقى نقطة التباعد، كما هي بين الطبقة الثقافة والمجتمع الشعبي البسيط، الذي ينظر للمثقف على أنه منعزل وغير مكترث لآلامه ومعاناته اليومية، حتى وإن كتب هذا المثقف روايات، أو قصائد، أو مقالات تسلط الضوء على المجتمع وما يكتنفه من الام.  هذا لا يعني المشاركة الفاعلة، المشاركة العضوية الفاعلة تتمثل في الاسهام الواقعي على أرض الواقع الاسهام المباشر في حلحلة قضايا المجتمع وتفكيكها والعمل على خلق مسارات موضوعية ناجعة من الممكن أن يسلكها المواطن البسيط من أبناء شعبه. على المثقف والمؤسسة الثقافية التفكير ألف مرة قبل الشروع بأية خطوة ثقافية تكتنفها صبغة التعالي والبرجوازية والانكفاء على الذات، فأي ثقافة لا يكون فيها تأثيراً على أفراد المجتمع هي ثقافة منعزلة غير مؤثرة.إن المثقفين في العديد من البلدان الأوربية كانت مشاركاتهم الفاعلة واسهاماتهم الفاعلة تتمثل في الوقوف حجر عثر أمام العقول الرجعية المتخلفة وصناع الحرب وتجاره، قادوا احتجاجات مجتمعية ومظاهرات في سبيل فضح ماكينة الموت المجاني للطغاة وإن نالوا التطريد والتشريد وحملات الاعتقالات وحرق المؤلفات، إلا أن مواقفهم سجلها التاريخ، فلم يكترثوا بما يمكن أن تسببه لهم مواقفهم السياسية والاجتماعية والوطنية إزاء مجتمعاتهم التي كانت تمر بأقسى الظروف. وما أشبه تلك الظروف القاسية بمجتمعاتنا العربية الآن والتي تمر أغلبها بحالات من الحروب والتدخلات، وفساد رجالات السياسة الحاكمين في أغلب مفاصل تلك البلدان العربية. فلا يمكن لشاعر أو فنان أن يتغنى بالجمال وبهجته وجثة جاره ساكنة ازاءه جراء الفقر والجوع وغياب العدالة الاجتماعية ونقص الخدمات الصحية وتفشي الظواهر السلبية كالتميز والمحسوبية والاقصاء وكتم الحريات وانتهاك الخصوصيات، وغيرها من المفاهيم السلبية التي تتسيد على مجتمعات العالم الثالث، أو البلدان النامية، مهما تقدمت البنى المادية والمعمارية إلا أن البنى الذاتية الإنسانيّة هم الأهم، فبناء الإنسان أكثر نجاعة من بناء الجدران.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

احتفالات متنوعة بالمواقع الثقافية بالغربية بذكرى ثورة 30 يونيو

شهد مسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى، مساء أمس الأحد، سهرة فنية، نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، وذلك في إطار احتفالات وزارة الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو.

بدأت الليلة الاحتفالية بافتتاح معرض للفن التشكيلي، ضم العديد من اللوحات الفنية التي عبر من خلالها مواهب برنامج "مواهبنا مستقبلنا"، عن أبرز المظاهر في الثورة البيضاء، فيما قدم عدد من الأطفال لوحات فنية أخرى والتي عكست مساندة القوات المسلحة للشعب المصري خلال أحداث ثورة 30 يونيو.

هذا وشهدت الليلة، عزفا للنشيد الوطني، أعقبه عرض فيلم تسجيلي عن أحداث الثورة، وكيف كانت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للبلاد خلال حكم الجماعة الإرهابية، وكيف واجهت قواتنا المسلحة ورجال الشرطة مخططات ميليشيات الإرهاب التي أرادت قهر الإرادة المصرية وزعزعة الأمن القومي.

في ختام الحفل الفني، قدمت فرقة غزل المحلة للموسيقى العربية العديد من أغاني عمالقة الطرب الأصيل في مصر والوطن العربي، حيث تغنت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الفنان أحمد نفاده بأغنيات: مصر هي أمي، خلي السلاح صاحي، تسلم الأيادي، صوت بلادي، فيها حاجة حلوة، ورائعة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بالأحضان.

جدير بالذكر أن احتفالية قصور الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو قد أقيمت بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة لرعاية المواهب برئاسة المخرج محمد صابر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش.

كما تابع لفيف من أهالي محافظة الغربية، مساء أمس الأحد، الحفل الفني الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، وذلك في إطار احتفالات وزارة الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو.

وشهد الحفل الفني الذي أقيم داخل النادي الرياضي لمدينة كفر الزيات عددا من الأغاني الوطنية في حب مصر قدمتها فرقة كفر الزيات للموسيقى العربية بقيادة المايسترو الفنان طارق شعبان، حيث بدأت الليلة بعزف للنشيد الوطني، فيما قدم نجوم الفرقة الموسيقية العديد من أغاني عمالقة الفن في مصر والوطن العربي، منها: يا حبيبتي يا مصر، تسلم الأيادي، مصر هي أمي، على الربابة بغني، ومصر اليوم في عيد.

هذا وضمن احتفالات ثقافة الغربية بذكرى الثورة البيضاء، والتي أقيمت بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، أكد اللواء أ.ح. متقاعد أحمد عبد البر، خلال كلمته مساء أمس الأحد، بمحاضرة قصر ثقافة طنطا بأن ثورة 30 يونيو أعادة مصر للمسار الصحيح بعد فترة عصيبة من محاولات الجماعة الإرهابية لطمس هوية وتراث الشعب المصري، وأضاف بأنها كانت نقطة الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة، فيما اختتمت الليلة بتقديم عدد من القصائد والأغاني الوطنية من جانب المواهب الصغيرة.

في سياق آخر، انطلقت صباح اليوم الإثنين، فعاليات دورة فنون الخط العربي بقصر ثقافة الطفل بطنطا، بمشاركة خبير الخطوط الفنان وحيد غنيم، حيث توافد العديد من الأطفال للقصر للمشاركة في الدورة، التي تأتي في إطار مبادرة "ثقافتنا في إجازتنا"، تعرفوا خلالها على تاريخ الخط العربي، وأبرز مدارسه الفنية.

مقالات مشابهة

  • بنسعيد: الثقافة اقتصاد يخلق مناصب الشغل
  • الهدف الأمريكي من استهداف القطاع الثقافي للمجتمع اليمني
  • احتفالات متنوعة بالمواقع الثقافية بالغربية بذكرى ثورة 30 يونيو
  • "30 يونيو ثورة بناء وطن" في احتفالات قصور الثقافة بالأقصر
  • ما إنجازات ثورة 30 يونيو في القطاع الثقافي؟
  • «ثقافة الشارقة» تطلق النسخة الـ 5 من مهرجان الشعراء المغاربة
  • دارة الملك عبدالعزيز تسلط الضوء على عام الإبل 2024 عبر برنامج «أنتمي»
  • اعترافات تفصيلية.. الجاسوس جمال الشرعبي يكشف برامج وأهداف الملحقية الثقافية التابعة للسفارة الأمريكية وكيف عملت على ضرب ثقافة اليمن وهويته (صور+فيديو)
  • بناء الجدران يصل إلى إيران
  • وزارة الثقافة تطلق مخيمها الصيفي الخامس لعام 2024