برلماني أردني: مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية تؤكد دورها الدولي لوقف الحرب على غزة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
أكد رئيس لجنة فلسطين النيابية بمجلس النواب الأردني النائب فراس السواعير، أن مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية بشأن الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، جاء في إطار جهودها المستمرة والتي لم تتوقف للعمل على تشكيل موقف عالمي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه المرافعة تأكيد لدور القاهرة الدولي والمحوري بشأن كشف حقيقة الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال السواعير، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال منتدى "البيئة الآمنة والتنمية المستدامة" والذي ينظمه المركز الريادي الأردني، إن تقديم مصر مرافعة أمام محكمة العدل الدولية وكذلك الأردن، يؤكد مما لا شك فيه أن القاهرة وعمان يعملان بكل الوسائل لكشف حقائق الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وخصوصا ما يحدث في غزة.
وأضاف أن ما يجري في قطاع غزة عقاب جماعي وإبادة ترفضها كل الشرائع والأديان والمواثيق والقوانين الدولية، مؤكدا أن دولة الاحتلال تريد القضاء على الفلسطينيين أمام حالة الصمت الدولية وبدعم أمريكي وغربي.
واعتبر السواعير أن مرافعة الأردن الشفوية أيضا أمام محكمة العدل الدولية بخصوص الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة بموجب القرار رقم ٧٧/٢٤٧ والذي صدر بتاريخ 30 ديسمبر 2022 بشأن الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية هو تأكيد للموقف الأردني الثابت إزاء القضية الفلسطينية.
ونوه إلى أن مصر والأردن استطاعا - خلال الفترة الماضية - تغيير بعض المواقف الدولية جزئيا في الوقت الذي لا تتراجع الولايات المتحدة عن دعم دولة الاحتلال في المحافل الدولية وبالسلاح، مشيرا إلى أن موقف واشنطن كشفها أمام العالم بأنها لا تريد سلام ولا وقف للحرب.
ولفت السواعير إلى أن ما حدث أمام مجلس الأمن الدولي من استخدام الفيتو الأمريكي ضد مشروع عربي يطالب بوقف الحرب، يمثل وصمة عار دولية ضد السلام والإنسانية، منوها إلى أن الولايات المتحدة تعيش حالة ازدواجية في المعايير أمام الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأشار إلى أن إصرار واشنطن على استخدام الفيتو للمرة الثالثة أمام مجلس الأمن يؤكد مما لا شك فيه أنها تقول شيئا وتفعل شيئا آخر، موضحا أن الولايات المتحدة تتحدث في الإعلام عن ضرورة وقف الحرب، فيما تستخدم الفيتو في مجلس الأمن وهو ما يعكس حالة التخبط في الإدارة الأمريكية.
وأوضح رئيس لجنة فلسطين النيابية بمجلس النواب الأردني، أن دولة الاحتلال لديها هدف واضح وصريح وتعمل عليه حاليا هو تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ، مشيرا إلى أن الوكالة تشهد استهدافا واضحا لوقف عملياتها، وهي الشاهد الأكبر والأقوى على المأساة الفلسطينية.
وتابع أن الوكالة تمثل طوق نجاة للفلسطينيين؛ لأنها قامت على أساس المساعدة وتعويض الفلسطينيين المهجرين، منوها إلى أن الوكالة تقدم خدماتها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي غزة وفي الأرض ولبنان.
وأردف أن الأردن سيعاني كثيرا أكثر من معاناة الحالية؛ بسبب اللاجئين إذا أوقفت وكالة الأونروا خدماتها، كاشفا عن وجود آلاف الطلاب والمدارس التي تقدم الخدمة للفلسطينيين في الأردن تابعة للوكالة.
وقال رئيس لجنة فلسطين النيابية بمجلس النواب الأردني، إن هدف دولة الاحتلال يتمثل في تصفية القضية الفلسطينية عبر فكرة التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو غزة، مشيرا إلى أن موقف القيادة المصرية والأردنية أفشل هذا المخطط وأكدا أنه بمثابة إعلان حرب.
وشدد على أن الموقف المصري والأردني رسميا وشعبيا ما زال ثابتا على ضرورة وقف هذه الحرب الإسرائيلية على غزة، والسماح للمساعدات الإغاثية والإنسانية بالتدفق بانسيابية إلى القطاع، مشيرا إلى أنه ومنذ اليوم الأول وحتى الآن هذا الموقف لم يتغير ولن يتغير لأنه ينبع من المسئولية الإنسانية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
وانطلقت أمس /الأربعاء/ أعمال منتدى "البيئة الآمنة والتنمية المستدامة" والذي ينظمه المركز الريادي الأردني، تحت رعاية وبحضور رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز بالعاصمة (عمان) بمشاركة النائبة سولاف درويش وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب ورئيس النقابة العامة للبنوك والتأمينات والأعمال المالية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ووزير البيئة الأردني الدكتور معاوية الردايدة، وعدد من النواب والمسؤولين بالأردن والعالم العربي.
ويعقد المنتدى عدة جلسات نقاشية حول الخبرات والتجارب العربية والدولية بشأن التعاون والتنسيق والتعامل مع مواجهة التحديات المناخية وسبل تعزيز التعاون العربي في التصدي لظاهرة التغيرات المناخية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أن موسكو تؤيد مبدأ وقف إطلاق النار في الحرب ضد أوكرانيا، لكنها وضعت شروطا مسبقة قبل الالتزام بالهدنة.
وجاءت تصريحات بوتين بعد اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، مما أثار ردود فعل متباينة من أوكرانيا والولايات المتحدة.
واجتمع فريقان يمثلان الولايات المتحدة وأوكرانيا في مدينة جدة السعودية يوم الثلاثاء، واتفقا على اقتراح وقف إطلاق نار "فوري ومؤقت" لمدة 30 يوما. ركز الاقتراح على:
تبادل أسرى الحرب. إطلاق سراح المعتقلين المدنيين. عودة الأطفال الأوكرانيين المنقولين قسرا.ولم يتطرق الاقتراح إلى العقوبات على روسيا أو ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكنه أشار إلى مشاركة الحلفاء الأوروبيين في عملية السلام.
شروط بوتينأكد بوتين أن روسيا تؤيد فكرة وقف إطلاق النار من حيث المبدأ، لكنها تحتاج إلى مناقشة عدة قضايا قبل الالتزام بالهدنة. وحدد الرئيس الروسي 3 نقاط رئيسية:
مصير القوات الأوكرانية في كورسك: في أغسطس/آب 2023، شن الجيش الأوكراني توغلا مفاجئا في منطقة كورسك الروسية، واستولى على أراض. وعلى الرغم من استعادة روسيا لمعظم هذه الأراضي، لا تزال القوات الأوكرانية موجودة في المنطقة. وفي هذا السياق، تساءل بوتين: "هل سيخرج جميع الموجودين هناك دون قتال؟ أو هل ستأمرهم القيادة الأوكرانية بإلقاء السلاح والاستسلام؟". إعادة تجميع القوات الأوكرانية: أشار بوتين إلى أن وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا قد تستغله أوكرانيا لحشد قوات جديدة وتلقي أسلحة إضافية. وقال "كيف يمكننا وكيف سنضمن عدم حدوث شيء من هذا القبيل؟ كيف سيتم تنظيم السيطرة؟". آلية مراقبة وقف إطلاق النار: تساءل بوتين عن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار ومن سيضمن التزام الطرفين بالاتفاق. وقال "من سيصدر الأوامر بوقف الأعمال العدائية؟ ومن الذي سيحدد أين ومن الذي انتهك اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل على مسافة ألفي كيلومتر؟". إعلان
ردود الفعل الدولية
الولايات المتحدة
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحات بوتين بأنها "واعدة ولكنها غير مكتملة". وقال "سنرى الآن ما إذا كانت روسيا هناك أم لا. وإذا لم تكن كذلك، ستكون لحظة مخيبة للآمال للغاية بالنسبة للعالم".
كما أشار وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى أن ترامب مستعد لممارسة "أقصى قدر من الضغط" على روسيا، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة إذا لم تلتزم بوقف إطلاق النار.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت واشنطن وكييف على استعداد لقبول الشروط الروسية، لكن بعض المحللين يشيرون إلى أن ترامب قد يكون مستعدا لتقديم تنازلات لتسريع عملية السلام.
وقال الباحث كير جايلز من مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في لندن، "إذا كان الأداء السابق دليلا، فإن مطالب بوتين قد تلقى استجابة من إدارة ترامب، مما قد يضع كييف في موقف صعب".
أوكرانيا
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوتين بالاستعداد لرفض اقتراح وقف إطلاق النار، حيث قال في بيان نشره على منصة "إكس"، "يخشى بوتين أن يخبر الرئيس ترامب مباشرة أنه يريد مواصلة هذه الحرب ومواصلة قتل الأوكرانيين".
ودعا زيلينسكي إلى زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات، مؤكدا استعداد أوكرانيا للعمل مع شركائها الأميركيين والأوروبيين لتعزيز عملية السلام.
خبراء دوليون
في المقابل، يرى محللون أن روسيا قد تستخدم المماطلة كتكتيك عسكري، حيث تمنح نفسها المزيد من الوقت لتعزيز مكاسبها الميدانية، وخاصة في كورسك ودونيتسك.
وأوضحت مارينا ميرون، الباحثة في جامعة "كينغز كوليدج" بمدينة لندن أن تنفيذ وقف إطلاق النار سيجعل "الجميع على وفاق، سيمر الوقت، وهو ما سيمنح الروس على الأرجح الوقت اللازم لاستعادة كورسك على الأقل".
ومع تصاعد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج دبلوماسي للصراع، لا يزال مستقبل وقف إطلاق النار غير واضح. فبينما تسعى واشنطن وكييف لإنهاء الحرب بشروط تضمن استقرار أوكرانيا، تصر موسكو على معالجة مخاوفها الأمنية قبل الالتزام بأي هدنة.
إعلانويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن ترامب وبوتين من التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب، أم أن المفاوضات ستظل عالقة وسط خلافات لا يمكن تجاوزها؟