زهير عثمان حمد

باسم أهلي الذين كتب عليهم الموت والتهجير لأنهم يعملون من أجل الانتقال الديمقراطي، وباسم الدماء التي خضبت أرض السودان دفاعًا عن المبادئ الإنسانية العظيمة وقيم إنسان السودان البسيط العامل للخير، المجبول على الرحمة والتآخي والإيثار والمبرأ من الأنا المريضة، وباسم كل أم فقدت ابنا أو بنتا وكل زوجة أصبحت أرملة بسبب حماقة العسكر وكل طفل وطفلة أضحوا أيتاما في زمن القهر من أراذل البشر، لأخيار بني الإنسان من الأحرار الأنقياء.



أقول في بداية الافصاح هذا للذين كانوا في السراء معنا وفي الضراء انتبذوا ركنا قصيًا ولكن أعلموا أن المحن تمحص قلوب الرجال وكنا نظن أنكم الطليعة الصادقة الملتزمة بخط الثورة والنضال من أجل وطن يسع الجميع لا لصفوة النخب أو رجال المخابرات والعسكر القتلة القاهرون وأهل المال القذر. وأنتم تعلمون أنه في هذه الحرب تداعت علينا غاشيات المحن والابتلاءات، ولكنها أنضجت شبابنا فكرا وأفعالا في أزهى تجليات الحضور من أجل سلمية الصراع وحرب الأفكار ودحضها وإبطالها ودفعها بالحجة والدليل. ورفضنا للحرب والعنف متمسكين بسلمية الصراع بالرغْم كثرة الشهداء الكرام في أوسطنا.

ليس هناك تحية أزجيها لكم، ولكن دعوني ألجأ إلى ما أراه باللغة الأمثل معكم، بالرغْم أنها خالية من أي تجريح أو تنابز بالألقاب ولا بذيء قول أو تسفيه لمقام أحد. وبعد زهاء العشرة أشهر من الدماء والدمار وثلاثين عاما من القهر والاستبداد على رؤوسنا، ولا زال جهدكم لكي تندثر عزيمتنا في بناء دولة القانون والمؤسسات لكي تمكنوا أنفسكم بالباطل على سدة السلطة. وأنتم أصحاب الادعاء هو لله ولا تخافون يوم الوعيد المنتظر تخشع فيه الأرض رهبة والسماء. هو يوم حصاد الأرواح عليكم أبناء الضالين. نعلم أنكم أعداء الحرية والديمقراطية. وعندما نقول لكم أن الديمقراطية صنيع الشورى ترفضون ذلك وتقولون عنا تغربيين أبناء ثقافة غربية. نعاني من الاستلاب الثقافي ونعيش تحت رحمة الفرنجة ونروج للفاحشة بين بني جلدتنا. هل تعلمون أن الديمقراطية قديمة ولدت قبل ميلاد المسيح ومنحها ربي سر الخلود لأنها جزء من كرامة الإنسان. ولكن أنتم أمعنتم في اضطهادها. لن نهرب ونظل ننادي بشعارات الثورة المجيدة: حرية وسلام وعدالة. نحن نعيش أحرار وأنتم سجناء الماضي. ونحن العاملون على إقامة الدولة العصرية القوية بل ساجدون لقدس السلمية. لن نطلق رصاصة ولا نرفع عصاة بل بالحوار نتعاون ونخدم حلم الأمة السودانية في بناء المستقبل الذي يليق بهذا الشعب.

اعلموا أنتم الثلة الناشزة التي تعارضون هذا التوجه ابتغاء للسلطة والسلطان وناصبتم لنا العداء لأسكاتنا بل سفور العداء والتنكيل وفجور الخصومة. لا تظنوا أنكم بهذه السلوكيات أنكم تفوقتم على القوى المدنية ولا سيما لجان المقاومة. تذكروا إن الطليعة من القوى والجماهير هم المدافعون والمناصرون والمنافحون لمشروعنا في الانتقال الديمقراطي لأنه خِيار الجمهورية الشعبية الصامتة. ونعمل على تكريس العمل الجماعي هو بداية الطريق للمشاركة الشعبية في بناء الدولة. أعلموا ليس هنا وقت للبكاء أو الانكسار أو الصمت. نحمل أقلامنا وأرواحنا في الصراع وأنتم الأضعف بكل ما تحملون. لأن من حمل السلاح وكان هناك طريقة للحوار هوا لأضعف بكل المعايير. ولن نستصرخكم بعد يومنا هذا ,وأنتم الأضعف بكل ما تحملون لأن من حمل السلاح وكان هناك طريقة للحوار هو الأضعف بكل المعايير. ولن نستصرخكم بعد اليوم وهذا آخر القول. ولنا في التجارِب عبر ومواعظ.

ونعلم أن في أدبيات الحركة الإسلامية والإسلام السياسي هناك طاعة صفوية وهي تؤدي ببيعة لفظية على المنشط والمكره بالطاعة. وحقيقة لا طاعة لكم علينا والمولاة ليست في معناها الموضوعي. هي تدافع العباد للولاء السياسي. وأنتم من يتحري السرية ويتقي الإعلان عن المواقف خوفا من عدم التصالح سياسيا وفضح التستير بالدين. واعلموا أنتم الغرباء بيننا ولن تستفزونا بغرائب ما تظنون بنا. وهذا بتبرير فاطر هو الصحوة. أننا في غيبوبة أو نعيش في تدين صوفي ساكن والدين العصري الذي أشبه بتدين أهل الكتاب هو زيارة المسجد يوم الجمعة فقط. والنداء عنا كذبا بأن الولاء لله ولرسوله والالتزام بالجماعة. وتقولوا لنا أن المسلمين وعقد الإخوة هو الضامن للإيمان من شروخ التصدع والشتات. أين أنتم من هذا وأنتم تقتلون وتسرقون تعسون في الأرض فسادا.

أننا بحركة لجان المقاومة والأرض في صيرورتها إلى أن تكون هي الجماعة والجمهورية الشعبية نحو الديمقراطية بنهج جريء. وتقلبنا في أحوال كثيرة من المنع والقهر إلى الحرب والحل. ولكننا أصحاب وجود في قلب هذه الأمة. وسوف نمضي إلى غايتنا في تحقيق الانتقال الديمقراطي. وتمكن قمة التحديات الآنية هي وقف الحرب وتوحيد الرأي العام السوداني على مشروع واحد هو الحكم الديمقراطي. وأنا له عاملون. وسوف يكون النصر حليفنا ذات يوم. وعلى الدرب سائرون.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المصري الديمقراطي يشارك في حشود معبر رفح لرفض التهجير.. صور

يشارك حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، في التجمعات الواسعة التي تنظمها الأحزاب المصرية في معبر رفح، رفضا للتهجير.

وجاء على رأس المشاركين في تلك الحشود فريد زهران، رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ونواب وقيادات الحزب.

وصرح فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بأنه تم إتمام كافة الإجراءات المتعلقة بسفر الوفد الشعبي إلى معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، للتعبير عن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني، ورفضنا محاولات التهجير القسري، موضحا أنه سيتم تحرك الوفد الشعبي فجر الجمعة متوجهًا إلى هناك.

كان فريد زهران قد وجه نداءً دعى فيه القوى الشعبية، والأحزاب السياسية، والنقابات المهنية، وكافة أطياف الشعب المصري إلى الانضمام إلى وفد شعبي يوم الجمعة 31 يناير للتوجه إلى معبر رفح للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض محاولات تهجير الفلسطينيين، أو النيل من حقوقهم المشروعة.

وأوضح زهران، أنه سوف يتم الإعلان من هناك، أمام العالم أجمع، الاحتجاج على هذه المخططات الظالمة التي تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة بأكملها، مؤكدًا أن الجميع سيشارك تحت شعار واحد ولهدف واحد: التضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وأن التحرك لن يكون تحت مظلة حزب ولا فصيل، لكنه يمثل الشعب المصري بكل أطيافه، ولن يتم رفع أعلام ولا شعارات سوى علمي مصر وفلسطين ولافتات تأييد الشعب الفلسطيني ورفض التهجير.

مقالات مشابهة

  • لا تهجير للفلسطينيين.. محافظ شمال سيناء: مدينة رفح الجديدة لأهل رفح في مصر
  • محافظ شمال سيناء: دخول المساعدات والقوافل الطبية لأهل غزة عبر معبر رفح في منتهى السلاسة
  • الحزب الديمقراطي الأمريكي.. استراتيجية جديدة ومواجهة منتظرة لترامب
  • خطيب المسجد الأقصى يُشيد بدعم الجزائريين لأهل القدس
  • في اليوم الوطني للعمل الاجتماعي.. تحية تقدير من وزير الشؤون لهؤلاء
  • أستاذ هندسة مصري بطوكيو لأهل غزة: استفيدوا من تجربة اليابانية واستصلحوا البحر بمخلفات الحرب
  • المصري الديمقراطي يشارك في حشود معبر رفح لرفض التهجير.. صور
  • « أحمد هنو»: المليون كتاب هدية وزارة الثقافة لأهل مصر
  • رئيس دينية الشيوخ: مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن ضمن رعاية مصر لأهل القرآن
  • الأوطان والأماكن كلها تشتاق لك