مراثي فبراير… أنين القماري ونواح النخيل… الطيب صالح سلاما عليك في الخالدين
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
يوسف عيسى عبدالكريم
مدخل : موسم الهجرة للشمال .
هذه الرواية بمثابة محطة ومعلم من معالم المثقف السوداني الافندي . قراتها وانا طالب في الثانوية في بداية السعي نحو المعرفة و يومها كانت تزحم عقلي ومخيلتي صور متناقضة تماما للماضي والحاضر تأرجحت فيها يمينا بين أحلام الخلافة الراشدة ويسارا الى صراع الطبقة العملة واحلام الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في ايدها جواز سفر و عشق البت الحديقة التي رحلت واندفنت برحيل الفنان ذو الشارب الكث .
قراءتها مرة أخرى وانا في الجامعة .كانت تلك أيام ثرة بالفكر والعمل والعطاء اللامحدود في وطن تتكسر فيه مقاديف الرجال بضحكة ساخرة من ...و كلمة عابرة من .
تلك القراءة الثانية كان فيها من العمق ما دفعني لطرح عدة أسئلة. من منا ليس في حياته جزء من هذا الغامض مصطفى سعيد ؟
من منا لم يكن في حياته او تفاصيلها شيء منه ؟ لا احسب ان احد من السودانيين الذين في المهجر او من تراودهم أحلام الهجرة و مغادرة هذه الأرض الطيبة قد ينجو من لعنته . هكذا ارادت لنا الحياة كسودانيين ان نكون في كل مرحلة من مراحل حياتنا مظهرا او انعكاسا لشخص مصطفى سعيد .
لذا عندما كتب الطيب صالح رائعته موسم الهجرة للشمال كان بكل ببساطة يتحدث عن الشخصية السودانية و قد وفق للغوص في اعماقها سبر اغوارها و استخراج هذا الكائن المعروف بمصطفى سعيد بكل تعقيداته وتقاطعاته مع الماضي والحاضر والمستقبل .
من منا لم يحلم مع استاذنا محمد عبدالحي بالعودة الى سنار والطرق على أبواب المدينة القديمة . حافي حالق متجردا من آثام الماضي متلحفا بالبداوة والاساطير الافريقية القديمة .
من منا من لم يحلم بالرحيل يوما ما مع الطيور المهاجرة بحثا عن شمالا يحوي فسحة لأحلام تحطمت على جدار الانتظار وصخور الإمكانيات .
مصطفى سعيد ذلك السوداني القح في بلاد الفرنجة يظل سؤلا لم تسنح الظروف بالإجابة عنه .
هل كان رحيله وهجرته – في موسم الهجرة للشمال – من عجز هنا – السودان - الى افاق الشمال الأوربي الناضح بالحياة الارستقراطية والنساء الشقراوات .
ام كانت هجرته من هناك – الشمال الأوربي - حيث المادية المترعة وجفاء الروح الى هنا - شمال السودان - المفعم بدفيء العشيرة وحنين الأرض وعبق التصوف .
لذا ها انا اشرع قاربي في رحلة عبر نيلنا العظيم ونهرنا الثالث الطيب صالح علي اجد جوابا يطفئ ظمأ النفس التواقة للمعرفة . واحسب ان جوهر – جراز يلدا الطيب قد حاولت ان تضع مقدمة للإجابة عن هذه الأسئلة .
يوسف عيسى عبدالكريم
yousufeissa79@gmail.com
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من منا
إقرأ أيضاً:
أبو الطيب البلبوسي يناشد البرهان!!
من غراٸب أحوال القحاطة (الله يكرم السامعين) إنَّهم هم مَن أدخل مفردة (البل) في أدبيات السياسة السودانية، عندما هتفوا حتِّیَ شرخوا حلاقيمهم (الحل فی البل) وقالوا (بل بس)،ثمَّ لمَّا دارت الداٸرة عليهم بعد إشعالهم حربهم الغادرة للإستيلاء علی السلطة بإنقلاب تنفذه لهم بندقية المليشيا،ثُمَّ سارت الأمور علی غير ما يشتهون، أطلقوا نداء (لا للحرب) ثمَّ أطلقوا علی كل من يخالف هواهم لقب (البلابسة) إدماجاً لكلمتی (بل بس)، ويُلاحَظ إن كلمة(بس) من إنتاجهم أيضاً عندما راج شعار فورتهم الماجيدة (تسقط بس).
وعندما سقطت، وسقطوا جميعاً فی درك العمالة السحيق، جاءهم الإطاري مِن أولياء نعمتهم من خارج البلاد بعدما طافوا بالسفارات، سفارة سفارة، وقبَّلوا حِجَارة الدعم السريع بوت بوت،ثُمَّ قالوا إمَّا الإطاري وإمَّا الحرب، وبقية القصة تحتاج إلیٰ مجلدات.
وحتَّیٰ لا (نَعَصِر) علی القحاطة، ولا نظلم (البلابسة) الذين سبقهم علی عبارة (بل بس) الشاعر الكبير أحمد إبن الحسين الشهير بأبي الطيب المتنبي، في قصيدته التي يُواسي فيها سيف الدولة الحمدانی، ويقول في مطلعها:-
-لا يُحزِنُ الله الأمير فإنني سآخذ من حالاته بنصيبِ.
-ومن سَرَّ أهل الأرضِ ثمَّ بكیٰ أسیً بكیٰ بعيونٍ سَرَّها وقلوبِ.
-إلیٰ أن يقول:-
فَتى الخَيلِ قَد { بَلَّ } النَجيعُ نَحورَها يُطاعِنُ في ضَنكِ المُقامِ عَصيبِ.
يَعافُ خِيامَ الرَيطِ في غَزَواتِهِ فَما خَيمُهُ إِلّا غُبارُ حُروبِ.
عَلَينا لَكَ الإِسعادُ إِن كانَ نافِعاً بِشَقِّ قُلوبٍ لا بِشَقِّ جُيوبِ.
فَرُبَّ كَئيبٍ لَيسَ تَندى جُفونُهُ وَرُبَّ كَثيرِ الدَمعِ غَيرُ كَٸيبِ.
تَسَلَّ بِفِكرٍ في أَبيكَ فَإِنَّما
بَكَيتَ فَكانَ الضِحكُ بَعدَ قَريبِ.
إِذا اِستَقبَلَت نَفسُ الكَريمِ مُصابَها بِخُبثٍ ثَنَت فَاِستَدبَرَتهُ بِطيبِ.
وَلِلواجِدِ المَكروبِ مِن زَفَراتِهِ سُكونُ عَزاءٍ أَو سُكونُ لُغوبِ.
وصدق قولُ أبي الطيب (البلبوسي) إذ رأينا رجال القوات المسلحة وقد (بلَّ) النجيع، أی الدَّمُ الطري، صدورهم ورأينا الجَرحیٰ عند زيارة القاٸد العام لهم، فإذا هم (جرحیٰ يضمدون جراح القلب والنفس) بمعنوياتهم العالية وتَحَرَّقِهُم الظاهر للعودةِ إلیٰ ساحات الفداء ليدحروا العدو ويسحقوا العملاء، وقد كانت جولة البرهان (كوم) وتفقده للمصابين فی المستشفی العسكري (كوم تاني).
سعادة القاٸد العام، لقد أذقتَم العدو من بأسِ الجندي السوداني ما جعل جميع دول الإستكبار، وتوابعها، يسعون لجلب العدو إلیٰ ماٸدة (تفاوضٍ غير مُرحبٍ به) من جموع الشعب السودانی فلا تُفاوِض فشعار الشعب (لا تَفاوُض، بل بس) لا تهدر وقتك، ولا تغبر قدمك فی ما لا طاٸل من وراٸه ولا تطع كل أفَّاك زنيم منّاعٍ للخير مُعتَدٍ أثيم، وإن كان (أبيض الوجه) ونذكركم بما قاله أبو الطيب البلبوسي:-
-وما كلُّ(وَجْهٍ أبيضٍ) بمُباركٍ، ولا كُلُّ جَفْنٍ ضَيِّقٍ بِنَجيبِ.
الحل فی البَلْ بسْ،اللهم أحَيِنِي بلبوسي وأحشرني في زمرة البلابسة، الذين يجاهدون فی سبيل أن تكون راية لا إلٰه إلَّا الله عالية خفاقة.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزي والعار لأعداٸنا، وللعملاء.
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب