سودانايل:
2024-11-05@09:24:41 GMT

من قصص الحرب العبثية

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

========5======
نعم، لازال في الكأس باق
===============
د.فراج الشيخ الفزاري
========
حديقة العشاق التي قصدها شاعرنا العظيم توفيق صالح جبريل ،تعني عندي ،السودان كله...فقد كان حديقة وارفة الظلال تحتوينا كلنا ..ولازالت في الوجدان..يانعة ومخضرة ولها روعتها وعطاؤها واريجها الذي نعرفه نحن العشاق علي إمتداد الوطن وخارج حدوده الجغرافية حيث لا توجد فواصل ابدا بين الجنين والمشيمة حتي خارج الرحم.

..فلا زال في الكأس باق من رحيق تلك الأيام الجميلة والصفات النبيلة من الجود والكرم المروءة التراحم بين الناس حتي في أيام المحن وهذه الحرب العبثية اللعينة.
السودان الكبير..شمس الشموس ومدنه البهية .. روائع النجوم المضيئة ..العاصمة الخرطوم...شندي...كسلا..
مدني ..بارا..النهود ..ومدن أخري كثيرة وبهية..لازالت في الخاطر والوجدان،هي دنيانا التي أشرقت بها شموس وجداننا ..هي وجودنا وجنة إشراقنا.
إلي وقت قريب ،كنت اظن،أن(الغيرة)و( الحسد) هي حالات نفسية فردية تلازم إضطرابات الشخصية غير السوبة، وليس لهاعلاقة بالسلوك الجمعي ..ولكن خاب ظني..فقد ادركت ان الشعور بالغيرة يمكن أن تكون حالة انتقالية كالعدوى الجرثومية تماما..وهي متوافرة بكثرة عندنا نحن معشر العاملين بالخارج ،وزادت اشتعالا بقدوم المشردين بسبب الحرب العبثية اللعينة..فقد بدأت تنتابنا تلك الغيرة الشريرة ونحن نري من حولنا تلك الإبداعات الرائعة التي تشهدها المدن الذكية في دول المهجر..ففي كل يوم وآخر هناك إبداع ومعالم جديدةومظاهر من التحديث والتعمير والبناء..بينما تصلنا عبر الوسائط، أخبار ارضنا الحبيبة وما تشهده من خراب ودمار بيد أبنائها..
أقول كل ذلك بالحسرة والألم..ولكن سرعان ما تهب علي رياح الذكريات الجميلة وكيف كان السودان...فاكمل مع شاعرنا العظيم هذه الأبيات المختارة من قصيدته لعلها تعيد التوازن إلى دواخلنا المختلة بسبب
تلك الحرب العبثية اللعينة:
كان صبحا نديا طلق المحيا
إذ دخلنا حديقةالعشاق
نغم الباقيات حرك أشجاني...وهاج الأسي
انين السواقي.
أصبح الصبح والشهود نهود...والأباريق بتن
في إطراق.
ائتني بالصبوح يا بهجة الروح..ترحني إن كان في
الكأس باق..
نعم...لا زال في الكأس باق عظمة شموخ وكبرياء السودان..لا زال في القلب والوجدان حب ذلك الوطن العظيم..الذي كان ولا يزال هو السودان.
د.فراج الشيخ الفزاري.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب العبثیة

إقرأ أيضاً:

السودان بين تنسيقية تقدم والحركة الإسلامية!

الحرب على تنسيقية تقدم وعلى رئيسها عبدالله حمدوك من منسوبي الحركة الإسلامية مفهوم، فالحرب التي سعت اليها الحركة الإسلامية وغرست بذورها طوال سنوات الحكم الانقاذي المشئوم، هي حرب بالدرجة الأولى ضد الثورة التي اذلتهم واقتلعت سلطانهم، وان لم تكتمل فصولها في تصفية النظام الكيزاني بسبب تآمر اللجنة الأمنية للمخلوع، ودعمهم الخفي للدولة العميقة للنظام البائد في الحرب التي شنتها على الحكومة الانتقالية منذ لحظتها الأولى، ثم دبّرت مع اللجنة الأمنية انقلاب أكتوبر وحين فشل الانقلاب شنت الحرب على القوات التي صنعتها في حربها على الشعب السوداني.
لقد أخطأت قوى اعلان الحرية والتغيير بتفاوضها وقبول اشراك العسكر في الفترة ما بعد فض الاعتصام. العسكر والكيزان هم من قاموا بفض اعتصام القيادة، والتفاوض معهم كان قبولا للمجرم الذي سفك دماء الثوار الذين تقدموا صفوف الثورة. لكن كان لقحت رؤيتها في محاولة وقف سفك الدماء والاحتكام الى الوثيقة الدستورية لإدارة الفترة الانتقالية وصولا الى مرحلة الانتخابات.
لكن فترة الحكومة الانتقالية ورغم ما اعتورها من صعوبات جمة بسبب التركة الثقيلة للنظام الاستبدادي الفاسد، وبسبب الحرب المعلنة التي شنتها الدولة العميقة، لإفشال كل جهود الحكومة الانتقالية في رفع الأنقاض وإعادة الاقتصاد الى المسار الطبيعي. تمثلت تلك الحرب في المضاربة بالدولار، واحداث انفلات أمنى مصنوع وتخريب الخدمات واخفاء السلع، واثارة الفتن القبلية، ولكن برغم كل محاولات التعويق الا ان الفترة شهدت محاولات جادة لتصفية النظام الكيزاني وكشف جرائمه وفساده الذي لم يسبق له مثيل، كما شهدت إصلاحات اقتصادية ورفع للسودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وجهود أخرى لإعفاء الديون، وبرامج هدفت لمساعدة الطبقات الفقيرة لتخفيف الآثار السلبية لبعض الإصلاحات الاقتصادية.
بدلا من توجيه بعض القوى المدنية الاتهامات الى تنسيقية تقدم ورئيسها، الاوفق ان توجه سهام النقد الى مؤسس المليشيات الذي لا يزال يمارس هوايته الاثيرة في بث الفتن وانشاء المليشيات، والتي تمخضت تجاربها السابقة عن فتن وكوارث قادت للحرب الحالية، ولن تكون(الورطة) الشرقية آخر مواليده ان لم يتم القائه وميليشياته في مزبلة التاريخ. تقدم سعت ومنذ بداية الحرب الى وقفها، واقترحت اعلان مبادئ يوقع عليه طرفا الحرب والقوى المدنية. وجدت تجاوبا من أحد طرفي الحرب ولم تتوقف محاولاتها لجعل الطرف الآخر ينضم لمسيرة وقف الحرب. لكن الطرف الآخر الذي تسيطر الحركة الإسلامية على قراره، لم يستجب لتلك المحاولات لأن الحركة الإسلامية لا تستطيع تنفيذ اجندتها الا عبر استمرار الحرب وارتكاب المزيد من الانتهاكات الدموية التي يدفع ثمنها المدنيين الابرياء.
لابد من توحد جهود كل القوى المدنية لوقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم او انتهاكات بحق المدنيين. ما لم تتوحد القوى المدنية لوقف هذه الحرب فإن الثمن الذي يدفعه الأبرياء سيتضاعف وصولا لتفكك هذه البلاد وتشرذمها وهو ما ترمي اليه القوى التي تسعى لاستمرار الحرب، بل وتمهد عبر انسحابات الجيش وعدم تصديه لمهمته في حماية المدنيين، لإشاعة المزيد من الانتهاكات والمزيد من الفتن والتباعد بين أبناء الوطن، تمهيدا لتقسيمه.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • السيسي يستقبل البرهان في القاهرة
  • كوستا عن رد فعل جماهير الزمالك على احتفالاته: متحمس للمشاركة مع هذا النادي العظيم
  • حقيقة الحرب !
  • حرب السودان كأداة للهيمنة عليه
  • السودان حرب الوطنيين والكومبرادور
  • هل يتجاوز فرقاء السودان انسداد الأفق السياسي؟
  • للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!
  • بن سبعيني يستهدف الفوز أمام لايبزيغ لتدارك الإقصاء من الكأس
  • نقص التمويل والعمالة يهدد موسم الحصاد في السودان| تفاصيل
  • السودان بين تنسيقية تقدم والحركة الإسلامية!