سودانايل:
2025-01-23@02:41:53 GMT

مدينة طابت الشيخ عبد المحمود تدخل مملكة الجنجويد

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

عثمان محمد صالح

في العشر الأواخر من عمنول، أي من العام المنصرم، اجتاحت مليشيا الجنجويد مدينة طابت الشيخ عبد المحمود. وهي لمن يجهلها دُرَة من درر الإسلام الصوفي، مكنونة في سريرة ولاية الجزيرة التي هي سُرَّة السودان.
وقع هذا الاجتياح بعيد احتلال الجنجويد لمدينة ودمدني ومن قبلها للعاصمة الخرطوم ولمدن أخرى في غرب السودان.


وقد ترافق دخول طلائع الجنجويد لطابت ذيوع تسجيل مرئي لرجل مجهول الهوية إبليسي الطوية قام بانتحال شخصية الدكتور القرشي الطيب السماني الذي هو سليل الشيخ عبد المحمود الذي تحمل اسمه طابت.
كان ذاك الانتحال مقدمة لاجتياح طابت وشرعنة لتدنيسها بايهام السامعين بأن أسرة الشيخ عبدالمحمود ترحب بالاحتلال الجنجويدي لمدينتهم. إن أول ما افتتح به الجنجويد سلسلة منكراتهم واستحلالهم للمحرمات في طابت هو سرقة اسم سليل الشيخ عبد المحمود. ثم
شرعوا من بعد ذلك في اطلاق العنان لجنونهم فاستباحوا المدينة القرآنية مشيعين فيها الرعب، وقاموا بكسر أحد البنوك فيها مرتين، وسرقوا الأموال، ونهبوا مركبات المواطنين الذين فر منهم من واتته القدرة على الفرار، ولزم منهم طابت من كتب عليه الاذعان لسلطان الجنجويد الذين خيموا في مبنى المحكمة. ومنذ ذلك الحين تخضع طابت إلى يومنا هذا لجبروت غير مسبوق يمارسه دخلاء محتلون جعلوا منها ثكنة عسكرية، وكبلوا حريتها، ونشروا ارتكازاتهم ومركباتهم المدججة بالأسلحة الثقيلة، وصيروها مدينة أسيرة يسهدونها ويروعونها بأزيز الرصاص المنفلت بغير أسباب لزوم اظهار الفتونة وحمرة العين، ينهبون فيها كل ماتصل إليه أيديهم، ثم ينطلقون منها للقرى المحيطة بهدف القتل والشفشفة وهي لون من السرقة استحدثه الجنجويد في عدوانهم المتصل على المدنيين لايتركون للضحايا مايقيمون به الأود، أي يتم تجريدهم بلارحمة من كل أسباب الحياة. يشفشف الجنجويد كل مايستطيعون حمله، فان عاظلهم شيء خربوه وهشموه واحرقوه، ولذلك تجد المناطق التي يعبرون بها كالأطلال والخرائب موسومة بسُّخَام الحرائق.

على الرغم من اصرار إعلام للجنجويد على تصوير حربهم المعلنة على السودانيين كافة كحرب تحرير من سيطرة مايسمونهم بالكيزان والفلول، فإن مايقع في طابت وغيرها من المناطق التي مر بها ريح الجنجويد الأصفر بسفايته الحارقة يبيّن للسودانيين أن ماينتظرهم في مملكة الجنجويد ليس الحرية، بل هو الاستعباد. الترهيب والافقار والتجويع والاذلال واستباحة النفوس والأملاك والأعراض
هي السمات المميزة لسلطان الجنجويد أينما حلوا

ان يوتوبيا المدنية التي يَعِدُ بها الجنجويد الضحايا وهم يعتلون ظهورهم بلسع الكرابيج، هذه اليتوبيا التي لايني يبشر بها إعلام " قوى الحرية والتغيير" وهم ظهير الجنجويد المتخفي بالرداء
المدني، قد تمخضت عن دستوبيا مرعبة لاطاقة للخيال على تصور حدود آثامها وسقف شرورها.

الجنجويد ليسوا تجسيداً للشر فحسب، بل هم مابعد الشر،
ماوراء الشيطان.

عثمان محمد صالح
21-02-2024

osmanmsalih@hotmail.com
/////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اللواء م يونس محمود: المسيرات وإجرام الجنجويد

إرتفعت وتيرة حرب المسيرات التي لجأ إليها الجنجويد بعدما إستيأسوا من تحقيق أهدافهم على الأرض، برغم دعواهم المُسبقة من قبل الحرب بفترة طويلة أنهم بديل الجيش بالنسبة للمشاة، ومضى على ذلك التأكيد مجموعات ( *قحط* ) في سعيها لهيكلة القوات المسلحة، عبر لجانها ( *الملجنة أخلاقيًا* ) مظهرًا ومخبرًا، بإعتبار الدعم السريع هو أصل قوة الجيش بتحسينات نوعية في الأفرع الفنية، والمؤكد أنهم إعتمدوا على هذا التوهم وهم يُقبلون على خوض المغامرة بإستلام السلطة التي هانت حتى يحدث بها الهالك نفسه، ولكنهم تفاجأوا بغير ما كانوا يتحسبون له، بل وفجع كل من راهن عليهم، وأدلق ماءه على وعد سقياهم التي تراءت لهم في قيعان المستحيل يلمع سرابها، فعاندوا الحقيقة، وكذّبوا الواقع، وعاودوا الهجوم على مقرات القيادة العامة، والمدرعات، والمهندسين، والإشارة، مئات المرات علّها تصدق معهم واحدة فقط ( *تشفي الغيظ* ) وترفع الحرج، وتجدد الثقة ، ولكن الصخر هو الصخر، أدمى قرونهم، وأحزن ( *أم قرونهم* ) وردهم
في خيبةٍ وإنكسار.

وبعدها لجأوا إلى سلاح المسيّرات للقصف العشوائي والموجّه ضد مراكز الحضر، ومحطات الخدمات من المياه والكهرباء، وتجمعات السكان، والمستشفيات بغرض احداث الرعب في الناس، والخلخلة في الصف، وإرباك القوات المسلحة، وإستنزاف قدرات الدولة، وفرض واقع عملياتي جديد، والإمساك بورقة للضغط في إتجاه عقد إتفاق يعيدهم واسيادهم للمشهد من جديد، ولذلك رأينا مشاهد ضرب محطات الكهرباء في سد مروي، والشُوك، ومحاولات أخرى كثيرة تصدّت لها مضادات القوات المسلحة وحيّدتها عن الأهداف، وأسقطتها.

والمؤكد أن هذه الطائرات صينية الصنع من طراز ( *ch_5 / ch_4* ) بتمويل ونقل من الإمارات العربية الداعم الرئيسي، والمحرّض الأول، والشريك الفاعل، والمؤسس لأركان هذه المؤامرة منذ بداياتها، عبر كفالة الهالك، وتسليحه بهذا الحجم الضخم ، مستغلين ( *غفلة الدولة أو غفوتها* ) في ذلك الزمن التعيس، حيث حكم السودان طغام الأحلام، بعقول نصف واعية من أثر الكحول، اذ يكتفي الواحد منه بالوفاء ( *لشهوتيه* ) ثم لا يعبأ بما يجري حوله، ولذلك وجد أهل السودان هذا ( *الغول* ) وقد بلغ حجمًا ضخمًا، أوشك على إفتراس الوطن لولا فضل الله وفراسة وصمود ( *الجيش* ).

ولهذه الطائرات المسيّرة الصينية الصنع إمكانات عبور مسافات تصل إلى ألفي كيلومتر احيانًا، حيث يمكن إطلاقها من بعيد، ولكنها لن تحقق نصرًا ، ولن تروي غليلًا فهي مثل الرزاز، ولن تمكّن للجنجويد في الأرض التي أُخرجوا منها عنوةً وبسالة، في ولاية سنار، وعاصمة الجزيرة ود مدني، والجيش والشعب يتأهبون الآن للوثبة قبل الأخيرة لتحرير الخرطوم، ومن ثم دارفور مسك الختام، بحول الله وقوته ونصره وتأييده.

الجنجويد الآن يمارسون إنتقامًا من المواطنين في القرى والأماكن التي لم يصل إليها الجيش، ويمارسون البطش والقتل والنهب في أسوأ صورة، مما سيكون له عواقب وخيمة عليهم، خاصةً المرتزقة الجنوبيون، الذين عضّوا يد السودان الممدودة إليهم، بعدما إنفصلوا ببلدهم، آثروا العيش هنا، وشاركوا الناس الخدمات، والتعليم والعلاج، والسلع المدعومة، ثم هم هؤلاء الآن يتشاركون مع الجنجويد القتل والسحل والإجرام.

إن كل المؤشرات تؤكد أن الحرب في خواتيمها بإذن الله، وسيتم سحق الجنجويد بلا رحمة، وستلاحق شراذمهم حيث ما تولت؛ لأن الذي بينهم وأهل السودان كبير جدًا، وعظيم الأثر.
أما الذين تواطأوا معهم من ( *خيابات قحط* ) فالشعب أولى بهم، حيث يتوعدهم صباح مساء بالويل والثبور :، ولن يكون لهم مقام بينه مهما طال الزمن، وتبدلت الأحوال.
تقبّل الله شهداء معركة الكرامة، من قُتل منهم في معركة، ومن أغتيل غدرًا من المدنيين، ومن مات قهرًا، وحزنًا وحرضا.
نصرٌ من الله وفتح قريب
كما يردد المجاهدون.

اللواء م يونس محمود

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يبدو أن الجنجويد يريدون العودة لكسر رقبتهم
  • دونالد ترامب من نجم هوليوودي إلى البيت الأبيض .. أبرز الأدوار التي ظهر فيها
  • «كم تساوي مدينة أنت لست فيها؟» رواية للكاتبة إنجي الشيمي في معرض الكتاب
  • هل تعلم ماذا اشترى الأتراك في 2024؟ هذه هي الاصناف التي أنفقوا فيها أموالهم
  • السفير عبد المحمود عبد الحليم يعلق على قرار وزارة الخزانة الأميركية
  • تعرف على الحالات التي يجوز فيها الحبس الاحتياطي
  • مدينة مرسى مطروح:رصف شوارع وتركيب الانترلوك لمناطق العجارمة والمغاربة وكفر الشيخ
  • اللواء م يونس محمود: المسيرات وإجرام الجنجويد
  • النزاهة تضبط مسؤولاً سابقاً بصحة بابل لإضراره بمصلحة الجهة التي يعمل فيها
  • رئيس مدينة بيلا بكفر الشيخ تناقش 15 طلبا في أول لقاء شهري مع المواطنين