الفصل 7 والمادة 4 بديلان للفرص التفاوضية الضائعة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
قال مراقبون إن تعثر الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإيقاف الحرب المستمرة منذ 10 أشهر في السودان وما صاحبها من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية يعزز التوقعات التي تشير إلى حتمية اللجوء إلى تدخل دولي أو إقليمي قريب سواء كان على أساس الفصل السابع المنصوص عليه في مواثيق الأمم المتحدة أو البند الرابع من دستور تأسيس الاتحاد الأفريقي.
ومع احتدام الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي أدى إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص وتهجير نحو 10 ملايين من بيوتهم؛ تزايدت المطالب بالضغط على طرفي القتال.
3 فرص ضائعة
منذ نوفمبر الماضي توقفت مفاوضات منبر جدة التي كانت تجري برعاية سعودية أميركية. وتشير التقارير إلى أن السبب الرئيسي لتعثر مفاوضات منبر جدة يعود إلى الفشل في تنفيذ الالتزامات التي أعلن عنها في اتفاق "بناء الثقة" ومن أبرزها القبض على قيادات نظام الإخوان الفارين من السجون.
تتمثل الفرصة الثانية في مقررات قمتي الهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا "إيغاد" في ديسمبر ويناير والتي دعت لعقد لقاء مباشر بين قائدي الجيش عبدالفتاح البرهان والدعم السريع محمد حمدان دقلو.
أما الفرصة الثالثة فهي المفاوضات السرية التي أشارت تقارير إلى عقدها في العاصمة البحرينية المنامة خلال الأسابيع الماضية والتي نصت على 21 بندا بحسب تلك التقارير.
التدخل الأفريقي
طالب ممثلو منظمات المجتمع المدني الأفريقية الاتحاد الأفريقي بتفعيل المادة الرابعة من دستوره التأسيسي والتدخل عسكريا لوقف الحرب؛ وسط مخاوف كبيرة من سقوط المزيد من الضحايا بعد التصعيد اللافت في وتيرة القتال خلال الأيام القليلة الماضية.
ورجح المراقبون أن تتجه اللجنة الثلاثية رفيعة المستوى التي شكلها الاتحاد الأفريقي مؤخرا لحل الأزمة لإصدار توصية لمجلس السلم والأمن الأفريقي بتدخل عاجل لوقف الانتهاكات المتزايدة والتدهور المريع في الأوضاع الإنسانية في السودان.
وتنص المادة الرابعة من دستور الاتحاد الأفريقي على حقه في التدخل لمنع التدهور الأمني والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أي من الدول الأعضاء.
وتتسق مطالب المنظمات المدنية الأفريقية مع تأكيد "إيغاد" بأنها ستستخدم كافة الوسائل للوصول إلى حل للأزمة. وأقرت "إيغاد" آلية تشمل وقف إطلاق النار الدائم وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح؛ وإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن العاصمة ونشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الإستراتيجية؛ إضافة إلى معالجة الأزمة الإنسانية والبدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي.
دعم دولي للتدخل الأفريقي
من المتوقع أن تلقى الخطوة الأفريقية المحتملة دعما من الولايات المتحدة الأميركية؛ حيث يقترب مجلس النواب الأميركي من مشروع قرار ينص على عدد من الإجراءات لدعم الجهود الإقليمية لوقف الأعمال العدائية واستكشاف الخيارات لحماية المدنيين من الفظائع الجماعية؛ وتمكينهم من إنشاء طريق نحو انتقال ديمقراطي سلمي وشامل.
كما ينص مشروع القرار الذي تقدم به أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على تعيين مبعوث رئاسي خاص للمساعدة في حل الأزمة الحالية في السودان.
ووفقا لبيان صادر عن لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس فإن مشروع القرار يدعو طرفي الحرب - الجيش وقوات الدعم السريع إلى وقف الأعمال العدائية بشكل دائم؛ ووقف الهجمات على المدنيين وتوفير حرية التحرك لهم والسماح بمرور وإيصال المساعدات الإنسانية دون قيود.
ويطالب مشروع القرار وزارة الخارجية الأميركية بتعزيز التنسيق مع وزارة الخزانة لوضع استراتيجية عقوبات شاملة على قيادات قوات الدعم السريع والجيش ومرتكبي انتهاكات القانون الإنساني الدولي والضالعين في الفساد وتقويض الانتقال الديمقراطي.
الحل الممكن
وفقا لأشرف عبدالعزيز رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" فإن المآسي الكبيرة التي نجمت عن الحرب والشلل التام الذي أصاب كافة مناحي الحياة وتزايد أعداد الضحايا بفعل القصف الجوي والأرضي والتصعيد الواضح في خطابي قائدي الجيش والدعم السريع الأخيران تشكل جميعها مؤشرات على أن الأوضاع ستذهب نحو ترجيح فرضية التدخل الإقليمي أو الدولي.
ويوضح عبدالعزيز "مع تطاول أمد الحرب تتفاقم التداعيات الكارثية الناجمة عنها حيث باتت المجاعة تهدد بالفتك بأكثر من 18 مليون سوداني؛ كما تتزايد معاناة المصابين بالأمراض المزمنة في ظل انهيار النظام الصحي؛ حيث يموت العشرات من مرضى الفشل الكلوي بسبب نقص معينات عمليات الغسيل".
ويضيف "لم يعد هنالك مكان آمن؛ فبسبب الاشتباكات والقصف الجوي يفر النازحين من معسكرات الإيواء ومن العديد من المناطق التي لجأوا إليها بعد اندلاع الحرب".
ويشير عبدالعزيز إلى أن واحدة من المخاوف الأمنية الكبيرة تتجسد في التوزيع العشوائي للسلاح و"وضعه في أيادي مستنفرين ومواطنين لا يستطيعون حمله ولا علاقة لهم بالعمل العسكري".
وفي ذات السياق؛ يقول شهاب طه القيادي في قوى الحرية والتغيير لموقع سكاي نيوز عربية "منذ بداية الحرب "منبر جدة كان ولازال متاحا للطرفين إذا كانا فعليا جادان في التوصل لاتفاق ينهي معاناة الشعب السوداني؛ لكن من المؤسف أن يعمل الطرفان على تضييق مساحات الحوار".
ويرى طه أن هنالك تخبطا وازدواجية في السلوك التفاوضي؛ ويوضح "لا نجد مبرر للتخبط الحالي تجاه الجهود الرامية لحل الأزمة؛ فتارة يرفض الجيش منبر جدة ويطالب بأن يكون الحل عبر مبادرة إيغاد؛ ثم يأتي فيرفض مبادرة إيغاد ويطالب بالعودة لمنبر جدة".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الاتحاد الأفریقی منبر جدة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن الأهداف التي قصفها للحوثيين باليمن
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه شن ضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، بعدما أعلنت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن وقوع هجمات إسرائيلية على صنعاء والحديدة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "بعد موافقة رئيس هيئة الأركان العامة، ووزير الدفاع ورئيس الوزراء على الخطط العملياتية، نفذت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ضربات بناء على معلومات استخباراتية على أهداف عسكرية تابعة للنظام الإرهابي الحوثي على الساحل الغربي والداخل اليمني قبل فترة وجيزة. هاجم النظام الإرهابي الحوثي مرارا دولة إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك هجمات الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض-أرض على الأراضي الإسرائيلية".
وأضاف البيان: "الأهداف التي قصفها الجيش الإسرائيلي تشمل البنية التحتية العسكرية التي يستخدمها النظام الإرهابي الحوثي في أنشطته العسكرية في كل من مطار صنعاء الدولي ومحطتي حزيز ورأس قنتيب للطاقة. بالإضافة إلى ذلك، قصف الجيش الإسرائيلي البنية التحتية العسكرية في موانئ الحديدة والصليف ورأس قنتيب على الساحل الغربي".
وأردف الجيش الإسرائيلي في بيانه أن "النظام الحوثي استخدم هذه الأهداف العسكرية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة ولدخول كبار المسؤولين الإيرانيين. وهو مثال آخر على استغلال الحوثيين للبنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية".
ومضى الجيش الإسرائيلي: "النظام الحوثي هو جزء أساسي من المحور الإيراني للإرهاب، ولا تزال هجماته على السفن والطرق البحرية الدولية تزعزع استقرار المنطقة والعالم أجمع. ويعمل النظام الحوثي كجماعة إرهابية مستقلة بينما يعتمد على التعاون والتمويل الإيراني لتنفيذ هجماته"، حسب قوله.
وختم البيان قائلا: "لن يتردد الجيش الإسرائيلي في العمل على بعد أي مسافة ضد أي تهديد لدولة إسرائيل ومواطنيها".