سكان غزة بمواجهة الجوع واليأس.. ما أسباب تراجع حجم المساعدات؟
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
تباطأت عمليات تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل تدهور الوضع الأمني في جميع أنحاء القطاع المحاصر، ما ترك 2.2 مليون فلسطيني يواجهون انتشر المجاعة والأمراض واليأس.
وعدّد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، سلسلة من العوامل التي تقف حجر عثرة أمام جهود مد سكان القطاع بالمساعدات الإنسانية الأساسية، مشيرة إلى أن الفراغ الأمني المتزايد بالقطاع والضربات العسكرية، بالإضافة القيود التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على شحنات المساعدات، تأتي على رأس الأسباب التي تحُول دون وصول المساعدات.
كما تعرقل احتجاجات نشطاء إسرائيليين يحاولون منع عمليات التسليم إلى غزة، بالإضافة إلى انهيار الأمن بالقطاع مع تزايد الهجمات على شحنات الإغاثة، من قبل الفلسطينيين اليائسين الذين يبحثون عن الغذاء، (تعرقل) وصول الإغاثة إلى مئات الآلاف من السكان بمناطق في القطاع، وفقا لتقارير أممية ومنظمات دولية.
والثلاثاء، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة – إحدى الوكالتين الرئيسيتين المسؤولتين عن توزيع الغذاء في غزة – إنه أوقف مؤقتا عمليات تسليم محدودة إلى شمال غزة، بعد يومين فقط من استئنافها، بعد أن واجهت قوافله حشودا كانت تحاول الصعود على متن الشاحنات وإطلاق نار في مدينة غزة والاستيلاء على الدقيق وضرب أحد سائقي الشاحنات.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، من أن "الحاجة ملحة لتوسيع نطاق تدفق المساعدات إلى شمال غزة لتجنب الكارثة".
ووصل ما معدله 65 شاحنة يوميا إلى غزة في الفترة ما بين 9 و18 فبراير، مقارنة بحوالي 150 شاحنة كانت تدخل القطاع بشكل يومي في الأسابيع السابقة، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، التي تشرف على الاستجابة الإنسانية في غزة.
ووسط الأسبوع الماضي، دخلت أربع شاحنات فقط إلى غزة، بحسب الصحيفة التي ذكرت بأنه قبل الحرب، كانت تصل إلى غزة يوميا حوالي 600 شاحنة.
وتفرض إسرائيل قيودا مشددة على تدفق المساعدات إلى شمال غزة. وقالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي سمح فقط بوصول 12 مهمة إنسانية من أصل 77 إلى المنطقة، في الفترة من 1 يناير إلى 15 فبراير.
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة، إن انهيار القانون والنظام داخل غزة يوقف تسليم المساعدات عبر كلا المعبرين، مع تزايد وتيرة الهجمات العنيفة على الشاحنات وسائقيها بسبب النقص الكبير في السلع الأساسية.
وأضافوا أن الهجمات شبه اليومية أضرت بعمل منظمات الإغاثة. وحتى الأسبوع الماضي، كانت الهجمات العنيفة على سائقي الشاحنات وموظفي الأمم المتحدة نادرة. ونتيجة لذلك، تقوم الأمم المتحدة بإرسال عدد أقل من الشاحنات إلى القطاع.
من جهتها، تكشف الأونروا، أنها لم تتمكن من إيصال أي مساعدات إلى شمال قطاع غزة منذ 23 يناير.
وتفحص إسرائيل جميع الشاحنات التي تدخل غزة من المعبرين، وتحمّل الأمم المتحدة مسؤولية تراجع تسليم المساعدات، وتقول إنها مستعدة لتسريع تخليص هذه المساعدات.
وقال العقيد موشيه تيترو، رئيس الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة، الثلاثاء، إن هناك 450 شاحنة على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم في انتظار التوزيع، مؤكدا أن الجانب الإسرائيلي ليس مسؤولا عن المشكل الحاصل.
وفي السياق ذاته، قال مسؤولون أمميون، إن على الجيش الإسرائيلي إلى توفير الأمن لتوزيع المساعدات في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث أدت العملية الإسرائيلية المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حماس، ردا على الهجوم الدموي الذي شنته الحركة على إسرائيل إلى خلق أزمة إنسانية واسعة النطاق.
وقالت الأونروا، الأربعاء: "تقع على عاتق القوات الإسرائيلية مسؤولية تمكين العمليات الإنسانية في جميع أنحاء غزة من خلال ضمان السلامة وتسهيل الوصول إلى جميع المناطق المحتاجة، بما في ذلك الشمال، والحفاظ على القانون والنظام والسماح بمتطلبات التشغيل الأساسية للعاملين في المجال الإنساني مثل معدات الاتصالات".
وكانت جماعات الإغاثة تعمل مع قوات شرطة حماس لتوصيل المساعدات، لكن مسؤولي الأمم المتحدة، قالوا إنهم أصبحوا مترددين بشكل متزايد في القيام بذلك بسبب استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي.
والأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي، إنه ليس مضطرا إلى اتخاذ خطوات لتأمين المساعدات في غزة.
وقال متحدث عسكري: "إن الجيش، ليس ملزماً بتوفير الأمن عند تقديم المساعدات”.
وفي سياق متصل، دانت منظمة "أطباء بلا حدود" الأربعاء "بأشد العبارات الممكنة" مقتل شخصين من أفراد عائلة أحد موظفيها في قصف إسرائيلي على مبنى تابع لها في غزة.
وقالت المنظمة في بيان، إن الحادث وقع، في وقت متأخر الثلاثاء، عندما أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مقرها الذي يأوي موظفين وعائلاتهم في منطقة المواصي على ساحل غزة.
وأضافت "أدى الهجوم إلى مقتل زوجة أحد زملائنا إضافة إلى زوجة ابنه، وإصابة ستة أشخاص، بينهم خمسة من النساء والأطفال".
وأعربت، ميني نيكولاي، المديرة العامة لـ"أطباء بلا حدود" والتي تنسق حاليا الأنشطة الطبية للمنظمة في قطاع غزة عن شعورها "بالغضب والحزن".
وأضافت "عمليات القتل هذه تؤكد الحقيقة القاتمة بأنه لا وجود لمكان آمن في غزة، وأن الوعود بالمناطق الآمنة فارغة، وآليات فض الاشتباك لا يمكن الاعتماد عليها".
وأكدت المنظمة في بيانها أنه جرى إبلاغ القوات الإسرائيلية "بوضوح بالموقع الدقيق" لملجأ "أطباء بلا حدود" في منطقة المواصي.
وأضاف البيان "هذا يظهر مرة أخرى أن القوات الإسرائيلية لا تضمن سلامة المدنيين في عملياتها العسكرية وتُظهر تجاهلا تاما للحياة البشرية وعدم احترام للمهمة الطبية".
وقال الجيش الإسرائيلي في اتصال مع وكالة فرانس، بشأن الحادث إن قواته "أطلقت النار على مبنى تم تحديده على أنه مبنى تجري فيه أنشطة إرهابية".
وأضاف "بعد الحادث، وردت تقارير عن مقتل اثنين من المدنيين غير المتورطين في المنطقة"، معربا عن "الأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين"، وبأنه "يبذل كل ما في وسعه للعمل بطريقة دقيقة وصائبة في ميدان القتال".
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر مع شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وخُطف نحو 250 شخصا نقلوا إلى غزة، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وفي نهاية نوفمبر، وعقب هدنة استمرت أسبوعا، أُفرِج عن 105 رهائن في مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وتقدر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف أتبعتها بعمليات برية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 29410 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة قطاع غزة إلى شمال إلى غزة غزة من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
غزة - صفا
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا يلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة، خاصة في الحصول على الخبز، وهو ما أدى إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.
وأوضحت "الأونروا" في تصريح صحفي، يوم الأحد، أن أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، وأن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع.
وأشارت إلى أن أوضاع النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء مأساوية، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء.
وطالبت "الأونروا"، بفتح كامل للمعابر وإدخال ما يحتاجه السكان للحد من المجاعة التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المتعددة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" حربًا على قطاع غزة خلفت أكثر من 147 ألف فلسطيني بينشهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل "إسرائيل" حربها، رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاءاجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.