تباطأت عمليات تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل تدهور الوضع الأمني في جميع أنحاء القطاع المحاصر، ما ترك 2.2 مليون فلسطيني يواجهون انتشر المجاعة والأمراض  واليأس.

وعدّد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، سلسلة من العوامل التي تقف حجر عثرة أمام جهود مد سكان القطاع بالمساعدات الإنسانية الأساسية، مشيرة إلى أن الفراغ الأمني المتزايد بالقطاع والضربات العسكرية، بالإضافة القيود التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على شحنات المساعدات، تأتي على رأس الأسباب التي تحُول دون وصول المساعدات.

كما تعرقل احتجاجات نشطاء إسرائيليين يحاولون منع عمليات التسليم إلى غزة، بالإضافة إلى انهيار الأمن بالقطاع مع تزايد الهجمات على شحنات الإغاثة، من قبل الفلسطينيين اليائسين الذين يبحثون عن الغذاء، (تعرقل) وصول الإغاثة إلى مئات الآلاف من السكان بمناطق في القطاع، وفقا لتقارير أممية ومنظمات دولية.

والثلاثاء، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة – إحدى الوكالتين الرئيسيتين المسؤولتين عن توزيع الغذاء في غزة – إنه أوقف مؤقتا عمليات تسليم محدودة إلى شمال غزة، بعد يومين فقط من استئنافها، بعد أن واجهت قوافله حشودا كانت تحاول الصعود على متن الشاحنات وإطلاق نار في مدينة غزة والاستيلاء على الدقيق وضرب أحد سائقي الشاحنات.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، من أن "الحاجة ملحة لتوسيع نطاق تدفق المساعدات إلى شمال غزة لتجنب الكارثة".

ووصل ما معدله 65 شاحنة يوميا إلى غزة في الفترة ما بين 9 و18 فبراير، مقارنة بحوالي 150 شاحنة كانت تدخل القطاع بشكل يومي في الأسابيع السابقة، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، التي تشرف على الاستجابة الإنسانية في غزة. 

ووسط الأسبوع الماضي، دخلت أربع شاحنات فقط إلى غزة، بحسب الصحيفة التي ذكرت بأنه قبل الحرب، كانت تصل إلى غزة يوميا حوالي 600 شاحنة.

وتفرض إسرائيل قيودا مشددة على تدفق المساعدات إلى شمال غزة. وقالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي سمح فقط بوصول 12 مهمة إنسانية من أصل 77 إلى المنطقة، في الفترة من 1 يناير إلى 15 فبراير.

ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة، إن انهيار القانون والنظام داخل غزة يوقف تسليم المساعدات عبر كلا المعبرين، مع تزايد وتيرة الهجمات العنيفة على الشاحنات وسائقيها بسبب النقص الكبير في السلع الأساسية.

وأضافوا أن الهجمات شبه اليومية أضرت بعمل منظمات الإغاثة. وحتى الأسبوع الماضي، كانت الهجمات العنيفة على سائقي الشاحنات وموظفي الأمم المتحدة نادرة. ونتيجة لذلك، تقوم الأمم المتحدة بإرسال عدد أقل من الشاحنات إلى القطاع.

من جهتها، تكشف الأونروا، أنها لم تتمكن من إيصال أي مساعدات إلى شمال قطاع غزة منذ 23 يناير.

وتفحص إسرائيل جميع الشاحنات التي تدخل غزة من المعبرين، وتحمّل الأمم المتحدة مسؤولية تراجع تسليم المساعدات، وتقول إنها مستعدة لتسريع تخليص هذه المساعدات.

وقال العقيد موشيه تيترو، رئيس الوكالة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة، الثلاثاء، إن هناك 450 شاحنة على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم في انتظار التوزيع، مؤكدا أن الجانب الإسرائيلي ليس مسؤولا عن المشكل الحاصل.

وفي السياق ذاته، قال مسؤولون أمميون، إن على الجيش الإسرائيلي إلى توفير الأمن لتوزيع المساعدات في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث أدت العملية الإسرائيلية المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حماس، ردا على الهجوم الدموي الذي شنته الحركة على إسرائيل إلى خلق أزمة إنسانية واسعة النطاق.

وقالت الأونروا، الأربعاء: "تقع على عاتق القوات الإسرائيلية مسؤولية تمكين العمليات الإنسانية في جميع أنحاء غزة من خلال ضمان السلامة وتسهيل الوصول إلى جميع المناطق المحتاجة، بما في ذلك الشمال، والحفاظ على القانون والنظام والسماح بمتطلبات التشغيل الأساسية للعاملين في المجال الإنساني مثل معدات الاتصالات". 

وكانت جماعات الإغاثة تعمل مع قوات شرطة حماس لتوصيل المساعدات، لكن مسؤولي الأمم المتحدة، قالوا إنهم أصبحوا مترددين بشكل متزايد في القيام بذلك بسبب استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي.

والأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي، إنه ليس مضطرا إلى اتخاذ خطوات لتأمين المساعدات في غزة.

وقال متحدث عسكري: "إن الجيش، ليس ملزماً بتوفير الأمن عند تقديم المساعدات”.

وفي سياق متصل، دانت منظمة "أطباء بلا حدود" الأربعاء "بأشد العبارات الممكنة" مقتل شخصين من أفراد عائلة أحد موظفيها في قصف إسرائيلي على مبنى تابع لها في غزة. 

وقالت المنظمة في بيان، إن الحادث وقع، في وقت متأخر الثلاثاء، عندما أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مقرها الذي يأوي موظفين وعائلاتهم في منطقة المواصي على ساحل غزة.

وأضافت "أدى الهجوم إلى مقتل زوجة أحد زملائنا إضافة إلى زوجة ابنه، وإصابة ستة أشخاص، بينهم خمسة من النساء والأطفال". 

وأعربت، ميني نيكولاي، المديرة العامة لـ"أطباء بلا حدود" والتي تنسق حاليا الأنشطة الطبية للمنظمة في قطاع غزة عن شعورها "بالغضب والحزن".

وأضافت "عمليات القتل هذه تؤكد الحقيقة القاتمة بأنه لا وجود لمكان آمن في غزة، وأن الوعود بالمناطق الآمنة فارغة، وآليات فض الاشتباك لا يمكن الاعتماد عليها". 

وأكدت المنظمة في بيانها أنه جرى إبلاغ القوات الإسرائيلية "بوضوح بالموقع الدقيق" لملجأ "أطباء بلا حدود" في منطقة المواصي. 

وأضاف البيان "هذا يظهر مرة أخرى أن القوات الإسرائيلية لا تضمن سلامة المدنيين في عملياتها العسكرية وتُظهر تجاهلا تاما للحياة البشرية وعدم احترام للمهمة الطبية". 

وقال الجيش الإسرائيلي في اتصال مع وكالة فرانس، بشأن الحادث إن قواته "أطلقت النار على مبنى تم تحديده على أنه مبنى تجري فيه أنشطة إرهابية". 

وأضاف "بعد الحادث، وردت تقارير عن مقتل اثنين من المدنيين غير المتورطين في المنطقة"، معربا عن "الأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين"، وبأنه "يبذل كل ما في وسعه للعمل بطريقة دقيقة وصائبة في ميدان القتال".

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر مع شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وخُطف نحو 250 شخصا نقلوا إلى غزة، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. 

وفي نهاية نوفمبر، وعقب هدنة استمرت أسبوعا، أُفرِج عن 105 رهائن في مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. وتقدر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007. وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف أتبعتها بعمليات برية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 29410 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة قطاع غزة إلى شمال إلى غزة غزة من فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: إسرائيل فقدت الرشد في التعامل مع منظمات الأمم المتحدة

علق الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، على الاعتداءات الإسرائيلية على وكالة التي تقدم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، قائلًا: "إن الأمر الأسوأ هو أن الكنيست الإسرائيلي يصوت على اعتبار أن الأونروا منظمة إرهابية وإسرائيل فقدت الرشد في التعامل مع المنظمات الدولية للأمم المتحدة".

“الأونروا”: لا يجب اعتبار عمال الإغاثة الإنسانية هدفا للعمليات العسكرية بغزة وزير فلسطيني يؤكد أهمية استمرار "الأونروا" في تقديم خدماتها للاجئين  المنظمات الدولية

وأضاف خلال مداخلة هاتفية، على فضائية "إكسترا نيوز"، أن المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الجنون واعتمدت على زيادة قتل الفلسطينيين، ما أدى لسقوط آلاف الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى المفقودين.

 قطاع غزة

وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن ما يحدث في قطاع غزة الآن من قتل وخراب ودمار جعل دولة الاحتلال دولة منبوذة من قبل دول العالم، متابعًا أن قرارات العدل الدولية والاعتراف بدولة فلسطين دفعا الاحتلال إلى الجنون.

يذكر أن وزارة الخارجية الفلسطينية، أدانت أمس قرار الكنيست الاسرائيلي تصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كمنظمة "إرهابية".

وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان رسمي أن هذا القرار ينم عن عداء مبيت لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم الأصيل في العودة، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، ومخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 2730 الذي اعتمد بتاريخ الـ 24 مايو 2024 والذي يلزم الدول احترام وحماية مؤسسات الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني وهو ما ينطبق على الأونروا بمؤسساتها وعامليها.

وأضاف البيان أن "هذا القرار يأتي في إطار حملة التحريض الممنهجة التي تمارسها إسرائيل والتي برزت بشكل واضح خلال حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سواء بالتصريحات العلنية أو باستهداف "الأونروا" ومسؤوليها ومقراتها ومؤسساتها وإمكانياتها وكوادرها، كما حدث بالأمس باستهداف قافلة مساعدات أممية كانت متجهة إلى قطاع غزة".

وشددت الوزارة على أنها ستواصل جهودها السياسية والدبلوماسية والقانونية لضمان تنفيذ ولاية الأونروا بأكبر قدر من الفعالية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما في ذلك القرارات 194 و302  وجميع القرارات الأخرى.

ودعت الوزارة إلى تكثيف الجهود الدولية الهادفة للحفاظ على ولاية الأونروا وضمان استمراريتها حتى يتم إعمال حقوق لاجئي فلسطين وإيجاد حل عادل، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 194 وحق العودة للاجئين الى ديارهم التي شردوا منها.

واشارت الوزارة إلى قرار محكمة العدل الدولية وفتواه القانونية التي أكدت على أنه لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية بما فيها القدس، وهي جزء من مناطق عمليات الاونروا.

وطالبت الخارجية المجتمع الدولي للانضمام إلى الموقف الفلسطيني الرافض لقرار الكنيست باعتباره أداة اضافية" لترسيخ الاحتلال" والاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني، كما تطالب أيضا بمقاطعة وفرض عقوبات على كل من صوت لصالح قرارهم الجائر.

هذا وصادقت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي في قراءة أولى على مشروع قانون يقضي بتصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "كمنظمة إرهابية"، وذلك بتأييد 50 واعتراض 10.

ويقضي مشروع القانون بأن يسري "قانون محاربة الإرهاب" على وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، وأن توقف كافة الاتصالات والعلاقات بين إسرائيل ومواطنيها وبين الأونروا، ويتم إغلاق مكاتب الوكالة في إسرائيل، كما ستسري على الوكالة الأممية بنود قانون العقوبات التي تسري على "المنظمات الإرهابية".

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية فقد تمت المصادقة أيضا على مشروع قانون يحظر عمل الأونروا في الأراضي الإسرائيلية بما في ذلك القدس الشرقية، وحظر أنشطتها فيها.

أُسست وكالة "الأونروا" عام 1949 بقرار من الأمم المتحدة، وتم تفويضها تقديم المساعدة والحماية للاجئين بمناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لقضيتهم.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: العالم تراجع 15 عاماً إلى الوراء بسبب الجوع (تقرير)
  • الأمم المتحدة: 733 مليون شخص عانوا من الجوع في عام 2023
  • الأمم المتحدة تحذر: القضاء على الجوع في العالم مستحيل
  • الأمم المتحدة تحذر: جهود القضاء على الجوع في العالم تعثرت
  • الجوع أثر على نحو 9% من سكان العالم في 2023 وفق الأمم المتحدة
  • في يوم واحد.. الأمم المتحدة: 150 ألف شخص فروا من خان يونس وسط أزمات الغذاء والصحة
  • الأمم المتحدة تحذّر: مئات الملايين واجهوا الجوع في 2023
  • الأمم المتحدة: عدد الجوعى في السودان يعادل سكان أستراليا
  • السودان.. مخاوف من “تسييس توزيع المساعدات”
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل فقدت الرشد في التعامل مع منظمات الأمم المتحدة