حسن محمد الزبن: مشروع قانون الجرائم الإلكترونية يعني دولة ناطقة ووطنا مستمعا!
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
حسن محمد الزبن جاء هذا المشروع استكمالا لما تم إقراره لقانون الجرائم رقم 27 لعام 2015م، أي بعد سبع سنوات من إنشاء وحدة الجرائم الإلكترونية في الأردن التي أسست عام 2008م، والتي كان وجودها ضروريا وملحا لما شهده الفضاء الإلكتروني من إشكاليات وضعت مؤسسات أردنية ومواطنون في مآزق من خلال الاختراق والتحايل والابتزاز، ولم تكن واسعة ومتوغلة كما نشهد الوضع الآن في عام 2023م، ودار حوله الكثير من الآراء والنقد، مما استدعى إعادة النظر في القانون القديم والعمل على المشروع الجديد، إلا أنه أيضا مشروع اليوم عليه تحفظات أكثر، ففي هذا القانون عدد من مواده وتحديدا المواد (15,16,17,18,19,25)، فهذه المواد على التوالي تتعارض مع مقولة “الحرية سقفها السماء”، وهي مواد للجم حرية التعبير وتخالف ما نحن مقبلون عليه في محطات قادمة من منظومة التحديث السياسي ولا تخدمه على الإطلاق، وفيه تقييد ووضع حدود للحرية الصحفية والعامة التي أحد أهدافها تعزيز حق المواطن والقارئ بالمعرفة ضمن معايير أخلاقية تعهدتها المؤسسات الصحفية والمواقع الإخبارية والعاملون فيها من رؤساء تحرير وكتاب أعمدة وصحفيين ومحققين ومحرري أخبار، بدءا من المحتوى الذي يمر بمراحل إنتاج يتسلسل بمهنية وإتقان إلى المحطة الأخيرة وهي النشر عبر صفحات الجرائد أو المجلات أو المواقع الإخبارية أو القنوات الفضائية أو التلفزيون، وكل هذه المراحل هدفها الأول والأخير أن يظهر العمل الصحفي او الاعلامي بصورة احترافية ويعبر عن مصداقية وقبول لدى القارئ أو المستمع، فالأساس أن حرية الصحافة مصونة ويجب عدم المساس بها وقد كفلها الدستور، ولا أرى بالصحافة الحرة إلا رافعة من روافع الدولة لحماية القانون وتعزيز الديمقراطية ودعم منظومة التحديث السياسي والاقتصادي، وعتبة من عتبات محاربة الفساد بأشكاله كافة وغيره من المواضيع والإشكالات التي يمكن أن تُحدث الخلل أو الانحراف الذي يعود على المجتمع بالضرر والسلبية في الجو العام.
والأمور لا تمر في عالم الصحافة بمزاجية، فكما هي الدولة دولة مؤسسات، فكذلك المؤسسات الصحفية تقوم على طبيعة ونظام مؤسسي، وهناك ميثاق شرف للمهنة الصحفية يتم الالتزام به، ومن خلاله احترام لأخلاقيات المهنة، وما يحكمها من قيم وعادات وأعراف للمجتمع والدولة، مبنية على مبادئ سامية واحترام للأديان وللمواثيق والاتفاقيات الدولية التي لها علاقة بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وحرية تداول المعلومات. فمشروع القانون 2023م، في ظاهر مواده يوحي لك أنه مع حفظ كرامة العائلة والأسرة وحماية المجتمع المحلي، لكن في ذات الوقت يطلق في مواده وتفرعات بنوده للحكومات أن تتصرف كيفما ترى وكيفما تشاء في إدارة الدولة، ولكن هل هذه الحكومات تطبق كل برنامجها حسب كتب التكليف السامية الموجهة لها، وهل هي معصومة عن الخطأ، وهل رؤيتها وفكرها فقط من يدرك المصلحة العليا للدولة، حتى تسعى جاهدة لتمرير هذا القانون وتأمن من أي كان لمجرد التفكير بنقدها أو طرح قضايا تعرضها للمساءلة، على اعتبار أنها تعتبر مجلس النواب الجهة المخولة بالمساءلة والاستجواب ضمن الدستور ولوائح النظام الداخلي للمجلس، والسؤال هل في كل مراحل ومحطات الدولة يعتبر مجلس النواب واجهة حقيقية لنبض الشارع ويعبر عن أفكاره وطموحاته وتساؤلاته والجواب مفتوح برسم الإجابة… وعليه فمن حق الصحافة الحرة أن تكون عين الرقيب ايضا على أداء الحكومات وعلى غير الحكومات ومن حقها أن تقول كلمتها دون المساس بفضاء ومساحات الحرية لديها، ومن حق الموطن أن ينتقد من يدير الولاية العامة المسؤول الأول في الحكومة كرئيس للوزراء في إي حكومة وكل وزير ومسؤول وموظف عام، وإذا ما أقر القانون كما هو في مسودة المشروع فإن في ذلك ضرب لكل ما قيل في محاربة الفساد بكل أشكاله في الدولة، وذهب أدراج الرياح، كما أنه إذا غض مجلس النواب عن مسؤوليته الدستورية والقانونية، ولم تتم معالجة نصوص القانون أو رده أو رفضه سنشهد تراجعا في الحياة العامة وتراجعا في المؤسسات الإعلامية والصحفية، وفي القضايا الهادفة لصلاح المجتمع، وسيسود ما لا يحمد عقباه ونترحم على المئوية الأولى وكل شيء جميل فيها ونقول يا ليت تلك الأيام تعود. القانون يبني حصونا وقلاعا للمسؤول ويمنع نقده أو إبداء الرأي بمسيرة إنجازه، عبر الصحافة أو إي من منصات التواصل الاجتماعي، أو أي موقع إخباري ما يعني أننا بعد اليوم لا يحق لنا الحديث عن المصالح العليا للوطن والدولة، وستتوقف أقلام أصحاب الرأي الجريء والمنابر الحرة مغبة الوقوع في براثن العقوبات للقانون الجديد، وبهذا يكون الرأي والرأي الآخر على الحياد، ويصبح حق المواطن في حرية التعبير والرأي على الهامش. مع أن المجتمع كله ضد أي ابتزاز أو انتهاك للحرية الشخصية أو ما يهدد الأمن والسلم المجتمعي، أو يهدد الأمن الوطني القومي، وضد التعرض للأعراض وخصوصيات الأسر والعائلات وقضايا الشرف التي تنال من أسر وتشكل خطورة في انعزالها وهدمها، والمجتمع أيضا ضد الذم والتحقير وضد نشر التفاهات ونشر الكراهية في المجتمع وترويج الإشاعات أو إي فعل من شأنه أن يقزم المنظومة القيمية في المجتمع. والمجتمع أيضا يعلم أن الفضاء الإلكتروني مفتوح وفيه الكثير من الجرائم وكثير من العبث والإساءات، وفيه ما فيه من التهديد والتنمر والتحرش واغتيال الشخصية، ويمضي في حرب ممتدة لا تتوقف ولا تنتهي، ولا ننكر أنه يحتاج إلى من يضبط عالمه، حماية لسلامة الأفراد والمجتمعات، فقضايا كثيرة مطروحة في أروقة المحاكم سببها الشكاوى الإلكترونية وهي تزداد يوما بعد يوم، وتؤرق المجتمع وتشكل عبئا على القضاء الأردني، ولا بد من تحجيمها والتقليل منها إلى أبعد قدر ممكن، ونحن مع المواد في هذا القانون الخاصة بذلك شرط معالجتها وإزالة اللبس والغموض عنها، فهمنا جميعا أن لا نصل إلى مرحلة الخراب المجتمعي وظاهرة تشكل خطر حقيقي وتساهم في الهم والانحلال. إن مواد مشروع القانون الخاصة فيما يتعلق بالقرصنة والدخول غير المشروع إلى مواقع أفراد أو مواقع جهات رسمية أو هيئات ومراكز حساسة في الدولة، والتهكير وإتلاف المعلومات وتزوير الحسابات والبرامج والتطبيقات ونسبتها زورا إلى جهات رسمية أو موظف عام، أو جرائم انتهاك سرية البيانات وانتحال الشخصية واستخدام عناوين وهمية أو جرائم الترويج للأعمال الإباحية واستغلال الأطفال والمرضى النفسيين وذوي الإعاقة والإساءة لهم باي شكل، نؤيد بنودها ونراها تواكب العالمية في تشريعاتها ولا غضاضة في تغليظ العقوبات حتى تكون رادعا لمن تسول له نفسه التعدي على حقوق الآخرين، وارتكاب جرائمه بحماقة دون مراعاة للمشاعر. ونجد ما هو وارد في نصوص مواد المشروع التي وردت بالتفصيل لحالات كثيرة، ومن خلال القانون يعطى للدولة القدرة الكافية للتعامل مع الاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية والتعاون معها في هذا الجانب. لكن القانون يحتوي على مصطلحات فضفاضة ومطاطة وهذا حسب خبراء في القانون، تجد منها في بنود القانون مصطلح أخبار كاذبة، إشاعة، اغتيال الشخصية، ازدراء الأديان، إثارة النعرات، التحقير، خطاب الكراهية، إلخ… وهذه تحتاج إلى تحديد ماهيتها . فالأخبار الكاذبة لم تأت من فراغ، وقلناها مرارا على إعلام الدولة والحكومة يجب أن يتقدم خطوات على الإعلام الخاص وعلى الفضاء الإلكتروني، ويجب أن يُقدم المعلومة للمواطن بكل مصداقية وشفافية، حتى وإن كان فيها جور على الذات، وتعزيزا للثقة أن لا نترك للموطن الخيار البديل لأن يسمع أو يقرأ من مصادر أخرى يجدها عبر الصحافة العالمية، والفضاء الإلكتروني الواسع الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتكون واردة في حوضه وفضائه. كما أن الوضع الاقتصادي للمواطن لن يفي بما يترتب عليه أمام القانون من غرامات وعقوبات مالية مغلظة، وسيكون البديل السجن في مراكز الإصلاح في وقت نبني فيه استراتيجيات للتخفيف من أعباء الدولة وجهاز الأمن العام في معالجة الازدحام المتصاعد في هذه المراكز، فلماذا نحاول أن نزيدها تخمة من خلال هذا القانون. وبما أننا دول مؤسسات فلماذا غاب عن الحكومة التشاور مع الأحزاب التي ما زلنا ندعو لتشكيلها والانضمام إليها، وكذلك النقابات المهنية ونقابة الصحفيين، ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات والنخب الوطنية، ولا ننسى التربويين والأكاديميين، والناشطين والمؤثرين الذين استقطبتهم الحكومة ورأت فيهم قدرة على الترويج لقضايا سياحية وغيرها، ولن أضيف النواب لهذه القائمة، لأن مجلس النواب دستوريا سيناقش مشروع الحكومة المقترح للجرائم الإلكترونية ويرد عليه بالقبول أو التعديل أو الرفض، وتقع عليه مسؤولية اتخاذ القرار أمام الوطن بأكمله. حمى الله الأردن،،، كاتب اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
إقرار قانون لجوء الأجانب.. حصاد جلسات مجلس النواب 17 – 19 نوفمبر
واصل مجلس النواب تفعيل دوره الرقابي بمناقشات موضوعية ، حيث وافق المجلس نهائياً على مشروع القانون المُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب لتنظم شئون اللاجئين من منطلق التزام الدولة بمسئوليتها الإنسانية تجاه اللاجئين وتحقيق توازن بين حماية اللاجئين والحفاظ على الأمن القومي الوطني بما يتوافق مع المعاهدات الدولية وبالتعاون مع المفوضية السامية بالأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وانطلاقاً من الحرص على الالتزام بأحكام المحكمة الدستورية العليا، مجلس النواب يشكل لجنة مشتركة من لجنة الإسكان ومكتبي الإدارة المحلية والشئون الدستورية والتشريعية لإجراء تحليل شامل ومستفيض لحيثيات حكم المحكمة الدستورية العليا بما يمكن المجلس من فهم وتقييم كل الجوانب المرتبطة بمسألة الإيجار القديم والتوصل إلى البدائل والحلول المناسبة لها، دون تحيز لطرف على حساب الآخر بما يعزز التضامن الاجتماعى بين أبناء الوطن.
واصل المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد من حيث المبدأ وسط إشادات واسعة من النواب بحرص المجلس على اتساع دائرة الحوار المجتمعي حول مشروع القانون لضمان تناول جميع الآراء وصولاً لتحقيق حماية فاعلة لحق الفرد والمجتمع.
واستكمالاً لدوره الرقابي، استعرض المجلس بيانين من وزيري الإسكان، والتنمية المحلية، لمتابعة تنفذ برنامج الحكومة وخطط وسياسات الفترة المقبلة، وقرر المجلس إحالة البيانين إلى اللجان المختصة لدراستهما باستفاضة.
ووافق المجلس على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 449 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الاتفاق التنفيذي لبرنامج "تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر وإدماجهم في المجتمع" لتوفير سبل الرعاية الكريمة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودمجهم في المجتمع للمشاركة بقدراتهم في عملية البناء والتنمية، استكمالًا لاهتمام الدولة بهم، واحترام حقوقهم.
الجلسات العامة
جلسة الأحــد 17/11/2024
أحال المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، في بداية الجلسة العامة للمجلس قرارا جمهوريا باتفاقية دولية، ومشروعي قانونين مُقدمين من الحكومة، إلى اللجان النوعية بالمجلس لدراستها وإعداد تقارير بشأنها.
ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس كلمة بشأن حكم المحكمة الدستورية العليا والذى قضى بعدم دستورية الفقرة الأولى في كل من المادتين رقمي (١) و(٢) من القانون رقم (١٣٦) لسنة ١٩٨١ في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، أكد خلالها أن مجلس النواب أمام مسؤولية تاريخية تجاه معالجة الآثار المتراكمة للقوانين الاستثنائية التي تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، وأن المجلس ملتزم بالنظر لهذا الملف من منظور شامل ومتوازن، بما يضمن العدالة دون تحيز لطرف على حساب طرف آخر، وبما يعزز التضامن الاجتماعي بين أبناء هذا الوطن، موضحاً أن أي معالجة في تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر يجب أن تكون محاطة بسياج من العدالة والتضامن الاجتماعي بما يضمن حقوق الجميع ويحقق التوازن بين مختلف الأطراف، وأعلن رئيس المجلس أنه وجه بتشكيل لجنة مشتركة من لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ومكتبي لجنتي الإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية، لإجراء تحليل شامل ومستفيض لحيثيات حكم المحكمة الدستورية العليا بما يمكن من فهم وتقييم كل الجوانب المرتبطة بمسألة الإيجار القديم، موضحاً أن خطة ومنهجية عمل اللجنة المشتركة تشمل على الاستماع لآراء الوزراء المختصين والمجلس القومي لحقوق الإنسان والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كما ستتاح الفرصة لكل من الملاك والمستأجرين للتعبير عن آرائهم ومواقفهم وذلك عبر دعوة ممثلين عنهم وتخصيص اجتماعات منفصلة لكل طرف؛ ليتمكن كل منهم من عرض وجهة نظره بشفافية وفي بيئة هادئة، بلا أي ضغوط، كما سيتم الاستماع إلى آراء أساتذة القانون وعلم الاجتماع بالجامعات المصرية وغيرهم من الخبراء لأخذ آرائهم العلمية في هذا الملف، لضمان الوصول إلى رؤية متكاملة ومتوازنة دون تحيز لأى طرف مع الالتزام بتعزيز التضامن الاجتماعى وتحقيق العدالة لجميع الأطراف.
ناقش المجلس مشروع قانون مُقدما من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، حيث انتهى من الموافقة على القانون من حيث المبدأ، وإقرار (5) مواد من مشروع القانون، على أن يستكمل المجلس مناقشة باقى المواد فى جلسة لاحقة.
يهدف مشروع القانون إلى وضع تنظيم قانوني لأوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة في إطار الحقوق والالتزامات التي قررتها الاتفاقيات الدولية التي انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، لتكون هي الجهة المختصة بكافة شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بهم، وذلك في إطار استمرار تقديم الدعم والمساندة الكاملة للاجئين.
خلال المناقشات أشاد النواب بمشروع القانون حيث أكدوا أنه جاء متوافقاً مع المبادئ الدستورية والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، كما أنه يعد خطوة هامة نحو تنظيم ملف اللاجئين لضمان تحقيق توازن بين حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن القومي المصري، مؤكدين أنه جاء لوضع إطار قانوني لتوفيق أوضاع اللاجئين بما يسهم فى تقديم مزيد من التسهيلات للمستحقين منهم سواء فى الدراسة أو العمل، والرعاية الصحية، وغيرها من الأمور التى تكفل لهم حياة كريمة، وأكد النواب أن إنشاء لجنة دائمة لشئون اللاجئين تسهل على الدولة المصرية التعامل مع الجهات والمنظمات الدولية، وطالبوا بدعم اللجنة بخبراء متخصصين، وإلزام المجتمع الدولى بالمشاركة، وتقاسم أعباء اللاجئين مع التشديد على خطر مباشرة العمل السياسى للاجئين بجميع جنسياتهم.
واصل المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ).
خلال المناقشات أكد النواب أن قانون الإجراءات الجنائية نقطة مضيئة في تاريخ مجلس النواب، مؤكدين أن اهتمام المجلس بالقانون يأتي في إطار مسايرة توجيهات القيادة السياسية نحو الجمهورية الجديدة لبناء مجتمع يُعلى من شأن العدالة ويؤمن بحقوق الانسان والمواطن، مؤكدين أن مشروع القانون أهتم بكل أطراف التقاضي بداية من المتهم وصولا إلى القاضي، كما أنه يعد نقلة نوعية جديدة فى السياسة العقابية قائمة على التوازن بين العدالة الجنائية وحقوق وحريات المواطنين.
جلسة الإثنين 18/11/2024
استكمل المجلس برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي مناقشة مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، وبعد مناقشات موسعة انتهى المجلس من مناقشة المادة (32) من مشروع القانون على أن تُستكمل باقى المناقشات فى جلسة لاحقة، وتضمنت هذه المواد عدداً من الحقوق التى يتمتع بها اللاجئ فور اكتسابه هذا الوصف، منها: حقه فى العمل والحصول على الأجر المناسب لقاء عمله، وحق الطفل اللاجئ فى التعليم الأساسى، والحق فى الاعتراف بالشهادات الدراسية الممنوحة فى الخارج للاجئين وفقاً للقواعد المقررة قانوناً للأجانب، وكذلك حقه فى الحصول على رعاية صحية مناسبة وكذلك حقه فى الاشتراك فى عضوية الجمعيات الأهلية أو مجالس إداراتها وفقاً لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلى، وأكد النواب أن مشروع القانون يعكس التزام مصر العميق بمسئولياتها الدولية تجاه اللاجئين مع الحرص على تحقيق التوازن بين الحماية الانسانية للأفراد واستقرار الأمن القومى المصرى.
استأنف المجلس مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ)... خلال المناقشات أكد المستشار الدكتور حنفى جبالى أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية حظى بحوار مجتمعى لم يحظ به أي مشروع قانون من قبل عبر تاريخ مجلس النواب والحياة النيابية فى مصر، مؤكداً أن اختلاف الرأي في التشريع ليس عيبًا بل هو إثراء للديمقراطية، وتابع أن مجلس النواب يطمئن الجميع أنه لن يدخر جهداً في دراسة مشروع القانون بكل دقةٍ وتأن لضمان خروجه بصياغةٍ تشريعيةٍ رصينةٍ ودقيقةٍ، تتفق مع المعايير الدستورية والتشريعية الوطنية كما تتماشى مع التزامات مصر الدولية وتواكب التطورات المجتمعية الآنية، مشيراً إلى حرص المجلس على تلقي جميع الآراء أثناء مناقشة مشروع القانون وأكد أن المجلس منفتح على الحوار ومناقشة آراء المعارضين والمؤيدين لأن الحوار البناء هو الطريق الأمثل للوصول إلى التشريع السليم.
وثمن النواب تعقيب المجلس على ملاحظات العديد من الجهات حول مشروع القانون ووجهوا الشكر والتقدير للجنة الفرعية التى شكلتها لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لإعداد مسودة مشروع قانون الاجراءات الجنائية على جهودها المبذولة في إعداد مشروع القانون والتي استمرت على مدى (14) شهراً، مشيدين بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة في اللجنة الفرعية تأكيداً على حرص مجلس النواب على اتساع دائرة الحوار المجتمعي حول مشروع القانون، وأعربوا عن أملهم فى أن يكون قانون الإجراءات الجنائية الجديد بداية حقيقية لتحقيق العدالة الناجزة وحل المشكلات الخاصة بتأخر القضايا لسنوات، لافتين إلى أن دستور 2014 يتضمن 65 مادة عن الحقوق والحريات، وأشاد النواب بتوجيهات القيادة السياسية بإعداد قانون الإجراءات الجنائية الجديد والذى يمثل ثورة تشريعية في ظل الجمهورية الجديدة وسيكون له تأثير إيجابي فى الحفاظ على الحقوق والحريات بما يدعم مسيرة الاستثمار والتنمية.. من جانبه عقب رئيس المجلس بأنه سبق دعوة رؤساء الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب غير الممثلة في المجلس لحضور اجتماع برئاسته لعرض ملامح وفلسفة مشروع القانون في حوار مجتمعي رفيع المستوى حيث أشاد الجميع بمشروع القانون.
استمع المجلس إلى بيان المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بشأن سياسات وخطط وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لضبط النمو السكاني والانتشار العمراني من خلال تطوير المدن الجديدة القائمة، وإنشاء مدن الجيل الرابع على المحاور التنموية، واستراتيجيات معالجة الفجوات التنموية عبر تطوير العشوائيات والمناطق غير المخططة، وسبل إنهاء ملف التصالح في مخالفات، وسياسات توسيع برنامج الإسكان الاجتماعي والإسكان المتوسط لتلبية احتياجات المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة.
وفى مستهل كلمته أعرب وزير الاسكان عن بالغ تقديره وشكره لمجلس النواب على الجهد الكبير المبذول والتعاون المثمر مع وزارة الإسكان فى القضايا والتشريعات التي تخص الوزارة، واستعرض جهود الدولة فى تحسين جودة الحياة وكفاءة البيئة العمرانية وفقا لرؤية مصر "2030" للتنمية المستدامة من خلال تطوير المناطق غير الآمنة وتوفير السكن البديل، وتوفير السكن الملائم والميسر لكل المصريين وإحياء المناطق التاريخية وذات القيمة فضلاً عن تنمية جيل جديد من المدن الذكية "مدن الجيل الرابع" ورفع كفاءة الأجيال السابقة من المدن الجديدة، وأوضح الوزير أن تحديات التنمية العمرانية تتمثل فى الزيادة السكانية الكبيرة، مشيراً إلى طرح 8521 قطعة أرض فى 20 مدينة جديدة بمستويات متنوعه، وكذلك تنفيذ أكثر من 173 ألف وحدة سكنية لتلبية احتياجات مختلف شرائح المواطنين، كما تم الانتهاء من تنفيذ 21 مبنى خدميا خلال الربع الأول للعام المالى الحالى ضمن جهود الوزارة للارتقاء بالخدمات بالمدن العمرانية القائمة لدفع عجلة التنمية العمرانية بها.
أحال المجلس بيان المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ودعا إلى عقد اجتماع في أسرع وقت ممكن بحضور الوزير ومن يرغب من النواب لدراسة البيان وإبداء الرأي والملاحظات.
جلسة الثلاثاء 19/11/2024
واصل مجلس النواب مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية، الذي أعدته اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الدستورية والتشريعية (من حيث المبدأ).. وخلال المناقشات أكد المستشار الدكتور حنفي جبالي أنه تم الرد على ملاحظات المنظمات والنقابات الوطنية والجهات المعنية بقانون الإجراءات الجنائية الجديد موضحاً أن المجال ما زال مفتوحاً أمام أي منظمة أو نقابة وطنية ومجلس النواب يرحب بكل المقترحات أثناء مناقشة القانون المتناهي الأهمية خلال الجلسات القادمة، وشدد رئيس المجلس أن الجميع مخلصون لهذا الوطن سواء أغلبية أو معارضة ومستقلين.
ومن جانبهم أكد النواب أهمية مشروع القانون كونه ينظم الحقوق والحريات بما يتسق مع الدستور والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لاسيما فيما يتعلق بملف الحبس الاحتياطى كما يتفق مع كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية لما يتضمنه للعديد من الحقوق التي أقرها دستور مصر 2014.
استمع المجلس إلى بيان الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بشأن سياسات واستراتيجيات الوزارة خلال الفترة المقبلة لحوكمة الوحدات المحلية، وآليات الإصلاح المالي والتنظيمي لها، وسياسات التصدي لمخالفات البناء والتعديات على الأراضي الزراعية بما يضمن تنمية عمرانية وزراعية مستدامة، وخطوات إنهاء ملف التصالح في مخالفات البناء، وكذا استراتيجيات الوزارة لتمكين وحدات الإدارة المحلية من إدارة التنمية الاقتصادية، وسبل تطوير آليات الشفافية والمتابعة، وتحسين آلية الاستجابة لشكاوى المواطنين، حيث كشفت الوزيرة عن جهود الوزارة لإنهاء ملف التصالح وتسريع وتيرة العمل من خلال آليات قانونية عادلة، مشيرة إلى تلقى ٣ مليون طلب تصالح فى مخالفات البناء تم البت في 1.750 مليون طلب، وأضافت الوزيرة أنه تم الانتهاء من مسودة أولية من مشروع قانون الإدارة المحلية الجديد لتمكين وحدات الادارة المحلية من القيام بعملها بكفاءة وفاعلية، وأكدت استعداد الوزارة لاستمرار التعاون والتنسيق مع الحكومة والبرلمان لإصدار قانون الإدارة المحلية وأضافت أنه تم الانتهاء من الأحوزة العمرانية لـ 230 مدينة بنسبة 100% و4607 قرية بنسبة 96% من إجمالي عدد القرى وإزالة 6500 حالة تعد على الأراضى الزراعية بمساحة 271 فدان فى إطار حل مشكلات ملف التقنين واسترداد أراضي الدولة، كما أعلنت الوزيرة عن تشغيل مشروعات المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في 1477 قرية، وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن الوزارة ستلتزم باستمرار عملها نحو بناء اقتصاد محلي تنافسي جاذب للاستثمارات من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير التسهيلات للمستثمرين، مما يعزز من فرص العمل ويحفز النمو الاقتصادي المحلي، وفيما يخص تعزيز كفاءة الإدارة المحلية كشفت عن إجراءات تعيين 91 قيادة جديدة ضمن حركة التنقلات بالإضافة إلى تعيين 292 قيادة محلية في دواوين المحافظات ومديريات الخدمات، وكذلك التنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة للإعلان عن 136 درجة جديدة بهدف دعم الكوادر المحلية وتعزيز قدرة الإدارات على تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المواطنين.
وافق المجلس على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 449 لسنة 2024 بشأن الموافقة على الاتفاق التنفيذي لبرنامج "تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر وإدماجهم في المجتمع" بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة جمهورية إيطاليا.
تأتى الاتفاقية فى إطار جهود الدولة لضمان حقوق الانسان والحريات الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمانها من خلال تعزيز دور المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة واتخاذ إجراءات ملموسة لزيادة إدماجهم في المجتمع.
ووافق المجلس "نهائياً" على مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، بعد مناقشات موسعة ومستفيضة حرص فيها المجلس على أن تصدر نصوص القانون بأفضل الصياغات التشريعية.
رفع المجلس جلساته العامة، على أن يعود للانعقاد الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحـد الموافق 1 ديسمبر 2024م.