رحيل أنطوان متلقى أحد عمالقة المسرح اللبناني عن 91 عاما
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
رحل الأربعاء عن عمر يناهز 91 عاما المسرحي أنطوان ملتقى، أحد عمالقة الخشبة في لبنان.
وقال جيلبير ملتقى لوكالة الأنباء الفرنسية مساء الأربعاء إن والده أنطوان "توفي خلال نومه بعد ظهر اليوم في منزله".
وأوضح أنه "لم يكن يعاني أي مشكلة صحية، لكن وضعه تراجع في الآونة الأخيرة جراء تقدمه في السن إذ بلغ 91 عاما، وأصيب قبل مدة بالتهاب".
وقال نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون السابق الكاتب والممثل جان قسيس لوكالة الأنباء الفرنسية إن ملتقى وزوجته لطيفة "شكلا معا منذ أواخر الخمسينات ثنائيا فريدا أضاف إلى الحركة المسرحية اللبنانية زخما وحيوية مميزين".
وارتبطت مسيرتا الزوجين، وتوالت أعمالهما المشتركة، ولعبا أدورا تأسيسية مهمة في المسرح اللبناني.
تأسيس "حلقة المسرح اللبناني"ذكر قسيس بأن "البدايات المسرحية لأنطوان ولطيفة كانت مع منير أبو دبس الذي حمل إلى لبنان من فرنسا طلائع المسرح الحديث"، إذ أسسا معه عام 1960 معهد التمثيل الحديث.
لكن الزوجين "استقلا لاحقا ليؤسسا حلقة المسرح اللبناني"، بحسب قسيس. وانبثق عن هذه الحلقة عام 1967 محترف المسرح الاختباري "الذي استقطب الكثيرين من عشاق المسرح وطلاب التمثيل وقدمت فرقته أعمالا عدة، وفق قسيس.
وشارك الزوجان في إطلاق أول مهرجان للمسرح في لبنان في بلدة راشانا في شمال البلاد.
وتولى ملتقى المولود في 9 حزيران/يونيو 1933 رئاسة قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية منذ تأسيسه عام 1965، وبقي في هذا المنصب حتى تقاعده سنة 1996، وكان واحدا من المسرحيين اللبنانيين الكبار الذين درسوا فيه.
وقالت الممثلة جوليا قصار "كنت محظوظة بأنه كان أستاذي، إذ كان حازما وفي الوقت نفسه أبا حاضنا للجميع".
أما قسيس الذي أشرف ملتقى على مشروع تخرجه فأشار إلى أن الراحل "كان عاشقا للمسرح الإغريقي ومسرح شكسبير، وكان حلمه دائما أن يرقى بالمسرح اللبناني إلى مستوى المسرح العالمي". ولاحظ "حرصه على الحفاظ على على قدسية النص المسرحي وأمانته".
ومن أبرز المسرحيات التي اقتبسها أنطوان ولطيفة ملتقى أو ترجماها أو أخرجاها أو شاركا في التمثيل فيها "ماكبِث" و"ريتشارد الثالث" لشكسبير و"أوديب ملكا" و"أنتيغون" لسوفوكليس، و"الذباب" لجان بول سارتر و"عرس الدم" لغارسيا لوركا و"سوء تفاهم" و"كاليغولا" لألبير كامو.
شهرة تلفزيونيةوفي 1980، أسسا "مسرح مارون النقاش"، على اسم رائد المسرح العربي، وهو معد لمختلف إختبارات الفضاء المسرحي. وشرح قسيس أنه "كان أول مسرح مفتوح في لبنان، وكسرا من خلاله معادلة الجدار الرابع الذي أرساه المسرح الكلاسيكي".
واشتهر ملتقى تلفزيونيا عام 1974 بمسلسل "عشرة عبيد زغار" عبر تلفزيون لبنان والمشرق، عن قصة لأغاتا كريستي، إذ أدى دور القاضي وارغريف، وزوجته لطيفة دور إيتيل.
وللزوجين ابنان هما جيلبير والمؤلف الموسيقى وعازف البيانو زاد، وابنة هي جيهان.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل ألكسي نافالني ريبورتاج لبنان لبنان انفجار مرفأ بيروت متحف بيروت فرنسا للمزيد صحة مستشفى الهجرة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الحقيقة، فوَّت اللبنانيون، خلال 20 عاماً، فرصتين كبيرتين للإنقاذ:
1- خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 ، من دون "ضربة كف"بدعم أميركي. وقد تمّ إحباط هذه الفرصة النادرة، ولم تنجح القوى اللبنانية في تأسيس حياة سياسية طبيعية
وسلطة مستقلة بعد خروج السوريين، إذ نجح "حزب الله" في تعويض الخسارة السورية والإمساك بالقرار مباشرة في السنوات التالية، فيما ضعفت منظومة خصومه وتفككت.
2- انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي تمكّن "الحزب" أيضاً من إحباطها، معتبراً أنّها أساساً من تدبير الأميركيين وحلفائهم بهدف إضعافه وانتزاع حضوره من داخل السلطة.
على مدى عقدين، تبادل الأميركيون وحلفاؤهم رمي المسؤوليات عن الفشل في مواجهة "حزب الله" في لبنان. بل إنّ قوى 14 آذار و "التغيير " استاءت من أنّواشنطن أبرمت في العام 2022 صفقة ترسيم الحدود بحراً بالتفاهم مع "حزب الله" دون سواه، وكانت تحاول إبرام صفقة مماثلة معه في البرّ لولا انفجار الحرب في غزة، خريف 2023 . وأما موفدها عاموس هوكشتاين فبقي يتوسط بين "الحزب" وإسرائيل أشهراً ويغريه بالتسهيلات لوقف "حرب المساندة"، ولكن عبثاً. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة أنّها كأي دولة أخرى مضطرة إلى التعاطي مع الأمر الواقع لإنجاز التوافقات الإقليمية، وأنّ مفاوضة "الحزب" لا بدّ منها لأنّه هو صاحب القرار الحقيقي في بيروت، ومن دون رضاه لا تجرؤالحكومة على اتخاذ أي قرار. هذه الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها واشنطنوحلفاؤها الغربيون والعرب ومعهم خصوم "حزب الله" انكسرت في الأسابيع الأخيرة نتيجة الحرب الطاحنة في لبنان والتطورات الانقلابية في سوريا. وللمرّة الأولى منذ تأسيسه في العام 1982، يبدو "حزب الله" معزولاً عن أي دعم خارجي ومحاصراً، فيما قدراته العسكرية الباقية موضوعة تحت المراقبة، في جنوب الليطاني كما في شماله.
عملياً، تبدّلت اليوم طبيعة "حزب الله". فهو لم يعد نفسه الذي كان في 2005 و 2019، وباتت قدرته على استخدام السلاح محدودة جداً، فيما المحور الذي يدعمه من دمشق إلى طهران تلاشى تقريباً. وهذا الواقع سيسمح بإحداث تغيير لم يكن ممكناً، لا قبل 20 عاماً ولا قبلها ب 20 عاماً. وهو ما سيستغله الأميركيون في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكون "الثالثة ثابتة"، فينجحون في 2025 بعدما فشلوا في 2005 و 2019 .