إسرائيل تحاول ردع حزب الله: التصعيد لن يفيدكم!
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
من الواضح أن اسرائيل تسعى منذ الايام الماضية، وبعد حديث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخير الذي اعلن خلاله أن الحزب سيرد على استهداف المدنيين بإستهداف مماثل تراق فيه دماء، الى توجيه رسائل ميدانية يراد من خلالها التخفيف من قدرة الحزب على إيلام تل ابيب وتثبيت المعادلات معها خصوصاً في مسألة المدنيين، أو معادلة المدني "في مقابل المدني".
ترى تل ابيب انها غير قادرة على ايلام "حزب الله" عسكرياً وفق المسار الحالي للمعركة، ولعل افضل "انجازات" الحزب حتى اللحظة انه استطاع ان يخوض معركة نظيفة وأن يحيّد المدنيين اللبنانيين بشكل شبه كامل عن الاستهدافات الاسرائيلية، ما سلب اسرائيل قدرتها على الضغط عليه عبر بيئته الحاضنة كما فعلت في "حرب تموز" والحروب الاخرى السابقة. كما ان الحزب، ومن خلال تمكنه من تخفيف عدد خسائره العسكرية، زاد من ازمة تل ابيب.
من هنا قد يكون الحل الاسرائيلي الاساسي، للضغط على الحزب، وإلزامه تقديم تنازلات سياسية وميدانية، هو كسر "معادلة المدني بالمدني"، وقد جاءت مجرزة النبطية لكي تجسّ نبض حارة حريك، ولمعرفة السقف الذي قد يصل اليه الحزب للردّ على قتل المدنيين. لكن، وبعد خطاب نصرالله بات الانظار سيد الموقف لإختبار قدرة الحزب وإرادته بالردّ على الاستهدافات العميقة.
منذ ما بعد خطاب نصرالله بدأت إسرائيل سياسة مختلفة، اذ استهدفت بلدة الغازية واصابت مصنعا مدنيا فيها ودمرته، ومن ثم ارتكبت مجزرة جديدة امس ادت الى استشهاد طفلة وامها، وهذا يعني ان اسرائيل تريد القول أن ردّ الحزب، مهما كان قوياً لن يكون متماثلاً مع قدرة اسرائيل على اصابة المدنيين اللبنانيين، وهذا يعني، من وجهة النظر الاسرائيلية، ان معادلة "المدني في مقابل المدني" ليست معادلة رابحة للحزب بل على العكس من ذلك، فإنه الى حين قيام الحزب بالردّ على مجزرة النبطية تكون اسرائيل قد ارتكبت اكثر من مجرزة اخرى.
كما ان هناك رسالة ثانية تريد اسرائيل ايصالها من خلال استهدافاتها وهي انها لا تخاف التصعيد ولن يستطيع خطاب لنصرالله ردعها، وعليه، على الحزب ان يخاطر بردّ قد يؤدي الى تحقيق ما يريده نتنياهو، اي توسع الحرب، وهنا تصبح الحسابات معقدة في حارة حريك من منظار اسرائيلي، خصوصا ان تل ابيب توحي بأنها جاهزة للتصعيد ولولا ذلك لما استمرت بعمليات الاستهداف التي تقوم بها والتي تصيب المدنيين.
في المقابل باتت حاجة "حزب الله" لرد سريع وفعال جدا ضرورية أكثر من اي وقت مضى، على اعتبار ان هذه الخطوة ستقطع الطريق على اسرائيل وتمنعها من التوسع بعدوانها على المدنيين،لان عدم الرد، سيؤدي النتيجة ذاتها للتصعيد الذي قد يحصل نتيجة الرد نفسه، اي ان عدم الذهاب الى مخاطرة لفرض قواعد اشتباك جديدة خوفا من التصعيد، ستسفر عنه خسائر عسكرية ومدنية اكثر من التصعيد نفسه.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل ابیب
إقرأ أيضاً:
بايدن: لا بد أن نقبل الخيار الذي اتخذته البلاد في هذه الانتخابات الرئاسية
هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، دونالد ترامب وأكد له أن إدارته ستضمن انتقالا سلميا للسلطة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن: سأضمن انتقالا سلميا للسلطة الحوثي: لا ترامب ولا بايدن سيثنياننا عن نصرة غزة
وقال “بايدن” خلال كلمته في مؤتمر صحفي بثته فضائية “القاهرة الإخبارية” ، اليوم الخميس، إنه لا بد أن نقبل الخيار الذي اتخذته البلاد في هذه الانتخابات.
الديمقراطيون بعد الهزيمة.. ضعف القيادة ومحاولات العودة
وفي إطار آخر، يواجه الحزب الديمقراطي تداعيات ما بعد خسارة مرشحته للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس بفارق كبير عن الجمهوري الفائز دونالد ترامب وقبلها خسارة مقاعد مجلس الشيوخ أمام الجمهوريين، ما أظهر ضعف القيادة وغياب الشخصيات الكاريزمية التي يمكنها تولي القيادة بالحزب.
ويرى مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية أحمد المسلماني أن الحزب الديمقراطي يواجه فقرا في القيادة والنخبة في الحزب الديمقراطي ما أسفر عن عدم وجود مرشح رئاسي فتم اللجوء إلى الرئيس الحالي جو بايدن ثم حدثت المفاجأة بالوضع الصحي لبايدن، فتم اختيار كامالا هاريس لاعتبارات إثنية وليست لأنها تصلح لأن تكون رئيسة.
وأوضح أن هاريس كان يمكن لأدائها أن يكون أفضل لو منحت فترة من عام لعام ونصف من الاستعداد والحملة لكن تم حصرها في الأسابيع أو الشهور الأخيرة.
ولفت إلى أن الحزب سيعيد النظر فيما قدم لأنه واجه هزيمة شديدة، حيث خسر مجلس الشيوخ والرئاسة وهنا يجب إعادة النظر بشكل كامل في وضعه.
وفيما يتعلق بالحملة الدعائية أشار المسلماني إلى أن الحزب الديمقراطي اعتمد في حملته على الإعلام الكبير مثل "سي إن إن" أو فوكس نيوز أو واشنطن بوست وفورين بوليسي لكن حملة ترامب ركزت على التواصل الكثيف على منصات التواصل الاجتماعي لا سيما بعد شراء إيلون ماسك تويتر.
كما قال إن حملة ترامب ركزت عل القضاء على المنافسين داخل الحزب الجمهوري ثم حول كل قضية إلى تسويق على النمط الاستهلاكي الأميركي فاستثمر كل شيء وحوله إلى صورة في مقابل ضعف الحزب الديمقراطي الذي لم يقدم شيئا.
كما بين أن التركيب الاجتماعية في أميركا تتغير فالبيض هم الكتلة الرئيسية ويشكلون 60 بالمئة من المصوتين وكان الجمهوريون يرون أن خروج السلطة من البيض سيجعلها تخرج للأبد مبينا أن حديث ترامب عن التزوير كان هدفه دفع الناس للمشاركة الكثيفة في الانتخابات.