لبنان ٢٤:
2025-02-01@23:44:30 GMT

إسرائيل تحاول ردع حزب الله: التصعيد لن يفيدكم!

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

إسرائيل تحاول ردع حزب الله: التصعيد لن يفيدكم!



من الواضح أن اسرائيل تسعى منذ الايام الماضية، وبعد حديث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخير الذي اعلن خلاله أن الحزب سيرد على استهداف المدنيين بإستهداف مماثل تراق فيه دماء، الى توجيه رسائل ميدانية يراد من خلالها التخفيف من قدرة الحزب على إيلام تل ابيب وتثبيت المعادلات معها خصوصاً في مسألة المدنيين، أو معادلة المدني "في مقابل المدني".



ترى تل ابيب انها غير قادرة على ايلام "حزب الله" عسكرياً وفق المسار الحالي للمعركة، ولعل افضل "انجازات" الحزب حتى اللحظة انه استطاع ان يخوض معركة نظيفة وأن يحيّد المدنيين اللبنانيين بشكل شبه كامل عن الاستهدافات الاسرائيلية، ما سلب اسرائيل قدرتها على الضغط عليه عبر بيئته الحاضنة كما فعلت في "حرب تموز" والحروب الاخرى السابقة. كما ان الحزب، ومن خلال تمكنه من تخفيف عدد خسائره العسكرية، زاد من ازمة تل ابيب.

من هنا قد يكون الحل الاسرائيلي الاساسي، للضغط على الحزب، وإلزامه تقديم تنازلات سياسية وميدانية، هو كسر "معادلة المدني بالمدني"، وقد جاءت مجرزة النبطية لكي تجسّ نبض حارة حريك، ولمعرفة السقف الذي قد يصل اليه الحزب للردّ على قتل المدنيين. لكن، وبعد خطاب نصرالله بات الانظار سيد الموقف لإختبار قدرة الحزب وإرادته بالردّ على الاستهدافات العميقة.

منذ ما بعد خطاب نصرالله بدأت إسرائيل سياسة مختلفة، اذ استهدفت بلدة الغازية واصابت مصنعا مدنيا فيها ودمرته، ومن ثم ارتكبت مجزرة جديدة امس ادت الى استشهاد طفلة وامها، وهذا يعني ان اسرائيل تريد القول أن ردّ الحزب، مهما كان قوياً لن يكون متماثلاً مع قدرة اسرائيل على اصابة المدنيين اللبنانيين، وهذا يعني، من وجهة النظر الاسرائيلية، ان معادلة "المدني في مقابل المدني" ليست معادلة رابحة للحزب بل على العكس من ذلك، فإنه الى حين قيام الحزب بالردّ على مجزرة النبطية تكون اسرائيل قد ارتكبت اكثر من مجرزة اخرى.

كما ان هناك رسالة ثانية تريد اسرائيل ايصالها من خلال استهدافاتها وهي انها لا تخاف التصعيد ولن يستطيع خطاب لنصرالله ردعها، وعليه، على الحزب ان يخاطر بردّ قد يؤدي الى تحقيق ما يريده نتنياهو، اي توسع الحرب، وهنا تصبح الحسابات معقدة في حارة حريك من منظار اسرائيلي، خصوصا ان تل ابيب توحي بأنها جاهزة للتصعيد ولولا ذلك لما استمرت بعمليات الاستهداف التي تقوم بها والتي تصيب المدنيين.

في المقابل باتت حاجة "حزب الله" لرد سريع وفعال جدا ضرورية أكثر من اي وقت مضى، على اعتبار ان هذه الخطوة ستقطع الطريق على اسرائيل وتمنعها من التوسع بعدوانها على المدنيين،لان عدم الرد، سيؤدي النتيجة ذاتها للتصعيد الذي قد يحصل نتيجة الرد نفسه، اي ان عدم الذهاب الى مخاطرة لفرض قواعد اشتباك جديدة خوفا من التصعيد، ستسفر عنه خسائر عسكرية ومدنية اكثر من التصعيد نفسه..  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله تل ابیب

إقرأ أيضاً:

تعقيب على مذكرات محمد سيد أحمد الحسن

بقلم عبد الله رزق ابو سيمازه

على مشارف المائة (حيث ولد حوالي عام ١٩٣٠)، توفي السيد محمد سيد أحمد الحسن، بعد حياة عمرها بالكدح، وبالكفاح والنضال، كناشط وفاعل إيجابي في وسطه الاجتماعي والسياسي، كما تعكس ذلك مذكراته التي أعدها وحررها، ابنه المهندس عادل سيد أحمد، تحت عنوان: (في سياق الأحداث: مذكرات محمد سيد أحمد الحسن)، والتي يمكن النظر إليها، أيضا، كأمثولة في البر بالوالدين.
ورغم تقدمه في السن، فقد حافظ الراوي، وهو يملي مذكراته، على ذاكرة متقدة، مكنته من استعادة تفاصيل ما عاشه او عايشه من الوقائع والأحداث المهمة، والاسماء والتواريخ، بكثير من الدقة.
تعكس المذكرات، من ناحية، الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية، لمنطقة حيوية من مناطق الخرطوم، هي منطقة الديوم، جنوب السكة حديد، وتوثق، من ناحية أخرى، مساهمة صاحب السيرة، محمد سيد أحمد الحسن، في تلك الحياة، بكل تنوعها وعنفوانها. وقد اؤتي محمد سيد أحمد، وهو الذي لم يتلق تعليما نظاميا كافيا ومتقدما، حظا كبيرا من الكاريزما وقوة الارادة، والمهارات و الجدارات القيادية التي اهلته لأن يكون في الطليعة دائما : رئيسا لفرع الحزب الشيوعي بالمنطقة منذ أن انتمي للحزب، وسكرتيرا للمديرية، ورئيسا للنادي و للجمعية التعاونية والخيرية، وقائدا نقابيا بارزا، ومن قبل، شغل موقع مرشد لجماعة الاخوان المسلمين... (لحسن الحظ، فان الجماعة، على عهد مؤسسها، حينذاك، على طالب الله، لم تكن حزبا سياسيا، وإنما كانت مجرد جمعية دينية تحض على مكارم الأخلاق.)
شكل نشاط محمد سيد أحمد ضمن الحزب الشيوعي، في المنطقة، جانبا كبيرا من المذكرات، والتي غلب عليها طابع القصص والحكايات القصيرة والنوادر، حيث يتجلى التاريخ، الذي يصنعه الناس العاديون، وهم يمارسون حياتهم العادية، دون جلبة او ضوضاء، او كثير ادعاء، فيما اختار لها المحرر، المهندس عادل سيد أحمد، قالب الانترفيو (Interview)، بدلا من السرد، كشكل فني، ربما لم يكن معهودا، في كتابة المذكرات.
لكن صاحب المذكرات لم يكن مجرد كادر سياسي في حزب ثوري. فهو، مثل مالكولم إكس، ثقف نفسه بنفسه، عبر اطلاع واسع، ليبرهن بأن القراءة المثابرة، تعين في تغيير الفرد، وبما تفتحه أمامه من آفاق للمعرفة غير نهائية، تمكنه من المساهمة على نحو فعال في تغيير مجتمعه. فالراوي، ومنذ ان غادر مسقط رأسه في المقل، في أقصى شمال البلاد، قاصدا الخرطوم، وهو صبي يحمل في دواخله مشروع رجل عصامي، قد توفر على عقلية متفتحة، وطاقة ديناميكية، يسرت له النجاح باستمرار في سوق العمل، بالذات، الميدان الحيوي للنشاط الفاعلية. فهو لم يكتف بالعمل في شركة شل، لكنه ارتاد ميادين أخرى للعمل، انعكس في ترقي وضعه الاجتماعي، حتى ان بعض زملائه في الحزب استنكف التعامل معه بحجة انه أصبح برجوازيا، ويعيش في مستوى حياتي مترف: البيت الفخم المزود بالثلاجة والتلفزيون بجانب السيارة.. الخ
ولان محمد سيد أحمد، صاحب السيرة، قد شغل، من جهة، والي حد كبير بحياة الفكر، على حد تعبير إتش دي لورانس، وحياة الكدح وبالكفاح، والنضال، في جبهاته المتعددة: فرع الحزب، النقابة، الجمعية التعاونية، النادي.. الخ، من الجهة الأخرى، فقد غابت من مذكراته ملامح الحياة الثقافية والفنية والرياضية لمنطقة الديوم، والتي كانت عاصمة لفن الغناء، خاصة، موازية لأم درمان.
غير بعيد من هذا السياق، َوردت، عرضا، الإشارة لبيت العزابة، دون تفصيل. وبيت العزابة، والذي قد يكون وكرا حزبيا، تنعقد فيه الاجتماعات، وتخرج منه المنشورات، ويختفي فيه الملاحقون والمطاردون من قبل الأجهزة الأمنية. فهو ظاهرة او كينونة اجتماعية - ثقافية - سياسية شديدة الاثارة. وقد اشتهرت بيوت العزابة، في المدن الكبيرة خاصة، باحتضانها القعدات، التي يؤمها سياسيون وأدباء ومغنون، وجمعت، بجانب شريحة الأفندية، فسيفساء من أبناء الطبقة الوسطى، حيث وفرت لهم إطارا لممارسة حيواتهم السرية. بجانب ذلك كانت مختبرا لكثير من ناشئة الفنانين لإنضاج تجاربهم وتلمس خطاهم على طريق الفن..
وعلى الرغم مما توفر لصاحب المذكرات من قدرات وخبرات ومعرفة ووعي، إلا أن القارئ قد يلاحظ انه، كناشط سياسي، كان ينقصه الطموح. فلم يتطلع لان يكون عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الشفيع احمد الشيخ، مثلا. ولم ينخرط بقوة في الصراع الداخلي، لترجيح كفة اي من طرفي الصراع، أثر الخلاف الذي أحدثه الموقف من انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩، وما ترتب عليه من صراعات وانقسام في الحزب. وقد انتهى به هذا الاستنكاف الصراع، والذي ربما كان منطلقه رؤية مثالية للحزب وللشيوعية، موغلة في الرومانسية الثورية، الي أن يرى في الانقسام نهاية الحزب، ومبرر، من ثم، لاعتزاله العمل العام.
خلت المذكرات، بشكل لافت للنظر، من تعليق صاحب المذكرات على فوز السكرتير العام للحزب الشيوعي، محمد ابراهيم نقد، في دائرة الديوم وحي الزهور، في انتخابات عام ١٩٨٦، والذي قد يري فيه محصلة تراكمية لجهوده ونضالات مع زملائه من الشيوعيين، وتتويجا لتلك الجهود والنضالات الممتدة.

عبد الله رزق ابو سيمازه
القاهرة - الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٥م.

amsidahmed@outlook.com  

مقالات مشابهة

  • خطر قد يهدّد جنازة نصرالله.. باحث إسرائيليّ يكشف!
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • تعقيب على مذكرات محمد سيد أحمد الحسن
  • دور المدنيين في انتشال السودان من قبضة الحكم العسكري وتحقيق الحكم المدني
  • اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • 18 شباط مهلة أمر واقع تفرضه إسرائيل لاستكمال تدابيرها