لبنان ٢٤:
2025-03-06@19:58:25 GMT
إسرائيل تحاول ردع حزب الله: التصعيد لن يفيدكم!
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
من الواضح أن اسرائيل تسعى منذ الايام الماضية، وبعد حديث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخير الذي اعلن خلاله أن الحزب سيرد على استهداف المدنيين بإستهداف مماثل تراق فيه دماء، الى توجيه رسائل ميدانية يراد من خلالها التخفيف من قدرة الحزب على إيلام تل ابيب وتثبيت المعادلات معها خصوصاً في مسألة المدنيين، أو معادلة المدني "في مقابل المدني".
ترى تل ابيب انها غير قادرة على ايلام "حزب الله" عسكرياً وفق المسار الحالي للمعركة، ولعل افضل "انجازات" الحزب حتى اللحظة انه استطاع ان يخوض معركة نظيفة وأن يحيّد المدنيين اللبنانيين بشكل شبه كامل عن الاستهدافات الاسرائيلية، ما سلب اسرائيل قدرتها على الضغط عليه عبر بيئته الحاضنة كما فعلت في "حرب تموز" والحروب الاخرى السابقة. كما ان الحزب، ومن خلال تمكنه من تخفيف عدد خسائره العسكرية، زاد من ازمة تل ابيب.
من هنا قد يكون الحل الاسرائيلي الاساسي، للضغط على الحزب، وإلزامه تقديم تنازلات سياسية وميدانية، هو كسر "معادلة المدني بالمدني"، وقد جاءت مجرزة النبطية لكي تجسّ نبض حارة حريك، ولمعرفة السقف الذي قد يصل اليه الحزب للردّ على قتل المدنيين. لكن، وبعد خطاب نصرالله بات الانظار سيد الموقف لإختبار قدرة الحزب وإرادته بالردّ على الاستهدافات العميقة.
منذ ما بعد خطاب نصرالله بدأت إسرائيل سياسة مختلفة، اذ استهدفت بلدة الغازية واصابت مصنعا مدنيا فيها ودمرته، ومن ثم ارتكبت مجزرة جديدة امس ادت الى استشهاد طفلة وامها، وهذا يعني ان اسرائيل تريد القول أن ردّ الحزب، مهما كان قوياً لن يكون متماثلاً مع قدرة اسرائيل على اصابة المدنيين اللبنانيين، وهذا يعني، من وجهة النظر الاسرائيلية، ان معادلة "المدني في مقابل المدني" ليست معادلة رابحة للحزب بل على العكس من ذلك، فإنه الى حين قيام الحزب بالردّ على مجزرة النبطية تكون اسرائيل قد ارتكبت اكثر من مجرزة اخرى.
كما ان هناك رسالة ثانية تريد اسرائيل ايصالها من خلال استهدافاتها وهي انها لا تخاف التصعيد ولن يستطيع خطاب لنصرالله ردعها، وعليه، على الحزب ان يخاطر بردّ قد يؤدي الى تحقيق ما يريده نتنياهو، اي توسع الحرب، وهنا تصبح الحسابات معقدة في حارة حريك من منظار اسرائيلي، خصوصا ان تل ابيب توحي بأنها جاهزة للتصعيد ولولا ذلك لما استمرت بعمليات الاستهداف التي تقوم بها والتي تصيب المدنيين.
في المقابل باتت حاجة "حزب الله" لرد سريع وفعال جدا ضرورية أكثر من اي وقت مضى، على اعتبار ان هذه الخطوة ستقطع الطريق على اسرائيل وتمنعها من التوسع بعدوانها على المدنيين،لان عدم الرد، سيؤدي النتيجة ذاتها للتصعيد الذي قد يحصل نتيجة الرد نفسه، اي ان عدم الذهاب الى مخاطرة لفرض قواعد اشتباك جديدة خوفا من التصعيد، ستسفر عنه خسائر عسكرية ومدنية اكثر من التصعيد نفسه.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل ابیب
إقرأ أيضاً:
رسائل اغتيال تلقاها حزب الله.. ماذا كشفت؟
المصارحة التي أطلقها النائب السابق نواف الموسوي عن الثغرات الأمنية ضمن "حزب الله" وإسهام ذلك في حصول اغتيالات إسرائيلية طالت الأمينين العامين السابقين للحزب الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، إنما تعتبرُ أساسية وواضحة لكشف الكثير من الأمور الأخرى داخل الحزب والتي يصعب التغاضي عنها.في المبدأ، يخضع "حزب الله" الآن لورشة تدقيقٍ داخلية في إطار "نفضة شاملة"، كما قالت مصادر مقربة منه، كاشفة أنَّ "الحزب لا يريد حالياً إبراز أي تفصيل يرتبط بتحقيقاته قبل جلاء الحقائق كاملة".
المصادر تكشف أن "التوقيفات ضمن الحزب لم تتوقف بل شملت عناصر جديدة"، مشيرة إلى أنَّ الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت قادة ميدانيين مؤخراً وآخرهم خضر هاشم من قوة "الرضوان"، تشير إلى أن النشاط الإسرائيليّ عبر الخروقات ما زال مستمراً وهناك ثغرات قائمة ويجب معالجتها.
وحالياً، فإن "حزب الله" يحاول التقليل من الوسائل والخطوات التي تؤدي إلى حصول ثغرات، لكن المسألة التي تُثار تساؤلات حولها ترتبط بأسباب عدم انكفاء القادة الميدانيين المهددين عن التحرك في الوقت الراهن وذلك بعد بروز تصعيدٍ بالاغتيالات.
المسألة هذه توقفت عندها مصادر معنية بالشأن العسكري فقالت لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" لا يستطيع الآن ضبط تحركات كل عناصره، فيما الأمر الأكثر خطورة يرتبط بإمكانية وجود عملاء لإسرائيل في المناسبات التي يقيمها الحزب والتي يمكن اعتبارها سبيلاً سهلاً لاصطياد بعض الأشخاص عبر مراقبتهم.
المسائل الأمنية هذه تعتبرُ محورية ومفصلية خلال عملية إعادة الحزب بناء نفسه، وتعتبر المصادر أنَّ الاغتيالات تحمل رسائل جديدة مفادها أن إسرائيل تحاول عرقلة مسار تأهيل الحزب لصفوفه، وأن الخروقات ما زالت مستمرة كما أن كل من تولى مناصب جديدة قيادية ضمن "حزب الله" بات تحت الرصد والاغتيال، وبالتالي فإن تل أبيب لم تكتفِ بتصفية القادة السابقين بل شملت أيضاً الحاليين.
بالنسبة لكل ما تقدّم، فإن بناء "حزب الله" لنفسه استخباراتياً سيكون أيضاً بمثابة تحدّ للجانب الإيراني الذي يُشارك في هذه العملية، علماً أن "حزب الله"، وفق المصادر المقربة منه، إلى تغيير كل آليات التواصل والأمرُ يشمل أيضاً الجانب المعلوماتي حيث بات الحزب يحظر أي معلومة أو تفصيلٍ عن أي جهة عادية باعتبار أن هذا الأمر قد يمثل تسريباتٍ يمكن استغلالها ضده مُجدداً.
لهذا السبب، فإنّ مسألة تكوين "حزب الله" لنفسه مُجدداً تصطدم بعقبات وصعوبات، والسؤال الأبرز الذي تحدثت عنه المصادر المعنية بالشأن العسكري هو التالي: "ما هي قوة الردع الإستخباراتية التي سيخلقها لضمان الحفاظ على نفسه بمنأى عن الخروقات؟ كيف سيعالج أزمة العملاء وإلى أي مدى ستؤثر هذه الخروقات على صمود الحزب عسكرياً وداخلياً؟".
وفق المصادر، فإن الأمور مرهونة بالوقت، وقد يكون ما قاله نواف الموسوي رسالة تحذير عن أن "القصور" و "التقصير" الذي ما زال يعاني منه الحزب، سينعكس سلباً على ما تبقى من قوته، ولهذا السبب "الحذر" يجب أن يكون كبيراً.
المصدر: خاص لبنان24