كاتبة بمجلة فرنسية: السماح لنتنياهو بفعل ما يريده يعني دفع الإنسانية إلى الهاوية
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
ترى الكاتبة دومينيك إده أن هناك مسألتين ضروريتين لمواجهة جحيم غزة، هما وقف إطلاق النار في القطاع والإطاحة بالمسؤولين عن هذه المأساة، لا بالسلاح بل بالضغط الهائل من الداخل والخارج، مؤكدة أن ذلك لا يتم إلا بإيقاظ الضمائر المخدرة، بدءا بالضمائر الأكثر حسما، كضمائر الإسرائيليين.
وانطلقت الكاتبة -في مقال لها بمجلة لوبس الفرنسية- من وصف الحال في غزة، من عشرات آلاف القتلى والبنى المدمرة، وآلاف الجرحى المحرومين من المستشفيات، والذين تبتر أطرافهم دون تخدير، ناهيك عن نزوح مئات الآلاف من سكان غزة وانتشارهم على الطرق، وهم يرتجفون من الخوف والبرد والجوع، يجرون أنفسهم منهكين في قطعان مثل الحيوانات، لتصل إلى أن هذه الأرقام المذهلة والصور لا يبدو أنها تؤثر في عالم يرى في عيون هؤلاء أن هناك ما هو أسوأ من فقدان الحياة، وهو الاستمرار في العيش بدونها.
نصف قرن من المجازر
واستغربت الكاتبة كيف يكون هذا ممكنا، وعشرات الأطباء من كافة الدول ومن كافة الأطياف يؤكدون أن ما يحدث ليس حربا بل مشروع إبادة، لتتساءل أي عقل مستنير لا يزال يتصور للحظة أن هذه حربا على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؟ وهل ندرك في أوروبا، وفي فرنسا على وجه الخصوص، أننا ندفع الإنسانية إلى الفراغ؟
وتقول إنه "بالنسبة لأشخاص من أمثالي يتذكرون نصف قرن من المجازر في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين فإن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشكل جزءا من تدهور إقليمي مروع، مليء بالمجازر، خاصة في لبنان وفلسطين، ومن أشهرها مذبحة دير ياسين التي ارتكبها مقاتلو منظمة الإرغون بقيادة مناحيم بيغن عام 1948″.
ومع أنه لا أحد يعرف المخرج في هذا الوقت من الأزمة، فإننا نعلم أنه يمر بمبدأ التمييز بين المحتل الغاصب والمحتلة أرضهم، والمستوطن والمغصوبة أرضه، ومن أجل التحرك نحو السلام، علينا أن نحدث فرقا، وذلك بخلق مساحة للطرف الآخر، كما تقول الكاتبة اللبنانية.
وتستطرد دومينيك إده ما كتبته أميرة هاس في صحيفة "هآرتس" عن هجوم رفح الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلة "إذا اضطر ما يقرب من مليون فلسطيني إلى الفرار للمرة الثالثة أو الرابعة إلى المواصي فإن الكثافة ستكون نحو 62 ألفا و500 شخص لكل كيلومتر مربع، مما يعني أن الأشخاص لن يتمكنوا إلا من الوقوف أو الركوع، ومحكوم عليهم بالتناوب في النوم، لتستنتج أن احتمال الانقراض هذا هو ما يجب أن نتخيله لدفع بيادق السلام.
ولهذا تدعو الكاتبة إلى العودة إلى المناقشة التي كانت متعثرة منذ عام 1948، حين كان العديد من اليهود قلقين من إنشاء دولة لشعبهم في بيئة أجنبية وحتى معادية، كما كتب ألبرت أينشتاين وسيغموند فرويد وغيرهما، مؤكدا أن جذور المشكلة لا يمكن حلها بالسلاح ولا المال، بل بوضع حد لخطاب الإنكار.
إشارات الاعتراف
ونبهت دومينيك إده إلى أن الأسلوب الذي يتمثل في وصف أي شخص يعارض سياسات إسرائيل بأنه معاد للسامية نمط من الإرهاب الفكري الذي يواصل تعميق الكراهية وتقويض الحوار، ومثل ذلك توجيه الإهانة إلى أي شخص يجرؤ على ذكر قوة جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، خاصة أن الصهيونية ومعاداة السامية كلمات لم تعد تعني أي شيء.
ولأن بقاء الناس لن يعتمد على توازن القوة العسكرية الذي أثبت فشله مرارا وتكرارا، فإن المطلوب الآن هو اكتشاف إشارات التعرف الجديدة، حيث يتوقف إنكار وجود الآخر والحلم بموته.
وخلصت الكاتبة إلى أن ما أسمته فظائع 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا تشكل حدثا معزولا من حيث التاريخ الإقليمي، بل هي النتيجة البغيضة لظاهرتين، الأولى عمى أغلبية الإسرائيليين الذين يحتمون بالحليف الأميركي القديم والأصدقاء العرب الجدد، في تحدٍ للحقائق، ويعتقدون أنهم يستطيعون العيش والتجارة والرقص بشكل طبيعي وعلى عتبة بابهم شعب حرموه وسحقوه وسلبوه كل حقوقه، والثانية هي فشل فلسطين في تجهيز نفسها بالقوى القادرة على التفكير في تحرير الشعوب.
ولقد وصلنا الآن -كما تقول الكاتبة- إلى النقطة التي يخيم فيها الخوف والتخويف في أذهان الجميع، لا بد أن يتوقف الجميع بمن فيهم إسرائيليون عن تأييد نظام همجي، والاستماع إلى صرخات المساعدة اليائسة من أولئك الذين يعيشون ويعملون في غزة، لأن المسألة لم تعد مجرد مسألة مذبحة ومعاناة لا تطاق، بل إنها مسألة جحيم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الجيش العراقي يعلق على تقارير السماح لإيران بالهجوم على إسرائيل من أراضي البلاد
أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل لها بأن الجيش العراقي نفى بشكل قاطع صحة ما تردد عن السماح لإيران بشن هجوم على إسرائيل انطلاقا من الأراضي العراقية.
وحذّرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الحكومة العراقية، من أنه "إذا لم تمنع هجوماً إيرانياً من أراضيها"، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً على أراضيها، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين.
أكسيوس: إدارة بايدن حذرت العراق من هجوم إسرائيلي على أراضيها اكتشاف جديد يفك لغز اختراع الإنسان الكتابة في العراق القديمةوتسعى الولايات المتحدة لردع إيران عن مهاجمة إسرائيل، وتشعر بالقلق من أنه إذا شنّت إيران هجوماً على إسرائيل من الأراضي العراقية، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد إضافي في التوترات الإقليمية.
وتشير الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، إلى أن إيران تخطط لهجوم كبير ضد إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة كـ"رد" على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت إيران في 25 أكتوبر الماضي، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
وقال المسؤولون إنه منذ الهجوم الإسرائيلي، قام الحرس الثوري الإيراني بنقل طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إلى فصائل في العراق، ويخطط لهجوم مشترك ضد إسرائيل.
وذكر مسؤول أميركي، أن الولايات المتحدة حذرت إيران علناً، وبشكل خاص من شن مثل هذا الهجوم، ولكن حتى الآن لم يظهر الإيرانيون أي استعداد لخفض التصعيد.
وتحدث مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني الأحد، بشأن الهجوم الإيراني المخطط له من العراق، وفقاً لما ذكره مسؤول أميركي.
كما تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع السوداني، الاثنين، بشأن القضية ذاتها، وقال مسؤولان أميركيان إن سوليفان وبلينكن حثا رئيس الوزراء العراقي أيضاً على إيقاف هجمات الفصائل المسلحة ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا وهجماتهم ضد إسرائيل، التي تتصاعد في الأسابيع الأخيرة.
وقال المسؤولون الأميركيون إن سوليفان وبلينكن أخبرا السوداني أنه يجب عليه ألا يسمح لإيران بشن هجوم ضد إسرائيل من الأراضي العراقية.
ونقل مسؤول أميركي عن رسالة إدارة بايدن إلى رئيس الوزراء العراقي: "إذا لم تفعلوا ذلك، فلن نتمكن من منع إسرائيل من ضرب العراق".
وأوضح رئيس الوزراء العراقي ومستشاروه في السر وفي تصريحاتهم في الصحافة العراقية أنهم لا يريدون أن يتم جر العراق إلى صراع بين إسرائيل وإيران.