كتب - فهد الزهيمي

تصوير: عبدالواحد الحمداني

يسدل الستار مساء الجمعة على منافسات النسخة السادسة من بطولة عُمان الدولية للانجراف، التي تحتضنها ساحة مسقط أرينا بالجمعية العمانية للسيارات، وذلك عندما يتنافس أبطال العالم في الجولة الثالثة والختامية للبطولة، وتترقب الجماهير الغفيرة الإعلان عن بطل هذه النسخة التي يتنافس على لقبها مجموعة من الأبطال المعروفين في هذه الرياضة وفي مقدمتهم الأردني أحمد دحام والإيرلندي جميس دين والعماني أحمد العامري.

ويشارك في هذه النسخة 32 متسابقا من أبرز أبطال العالم في الانجراف يمثلون 16 دولة، هي سلطنة عمان والإمارات والكويت والأردن ولبنان وماليزيا وليتوانيا ولاتفيا والسلفادور وفنلندا وباكستان والسويد ونيذرلاند وإيرلندا، والصين، وروسيا.

وكانت الجولة الثانية من البطولة قد شارك فيها 6 متسابقين من سلطنة عمان في فئة البطولة المحلية، بينما شارك 10 متسابقين في فئة الشرق الأوسط، أما الفئة الدولية فقد شارك فيها 16 متسابقا محترفا. وبعد ختام المنافسات، قام بدر بن محمد الندابي الرئيس التنفيذي لـ"مواصلات" بتتويج الفائزين بالمراكز الأولى. حيث خلصت الجولة بتتويج المتسابق الأردني أحمد دحام، فيما حل الإيرلندي جيمس دين في المركز الثاني، وجاء المتسابق العماني أحمد العمري في المركز الثالث. بينما في فئة بطولة الشرق الأوسط، فقد تألق المتسابق الأردني أحمد دحام وتمكن من التتويج بالمركز الأول، وحل ثانيا المتسابق الكويتي علي مخصيد، وجاء ثالثا المتسابق العماني أحمد العمري. أما في فئة البطولة المحلية، فقد توج بلقبها المتسابق أحمد العمري، تاركا المركز الثاني للمتسابق علي الشيهاني، بينما المركز الثالث كان من نصيب المتسابق هيثم الحديدي.

بينما انتهت الجولة الأولى من البطولة بتتويج المتسابق الإيرلندي جميس دين بالمركز الأول، فيما حل المتسابق الفلندي جوها مياتيس في المركز الثاني، وجاء المتسابق ايجريس كيرايجس من لاتفيا في المركز الثالث. وفي فئة بطولة الشرق الأوسط، فقد توج المتسابق العماني أحمد العامري بالمركز الأول، أما المركز الثاني فكان من نصيب المتسابق الإماراتي هزاع الحوسني، بينما جاء المتسابق الأردني أحمد دحام في المركز الثالث. بينما في فئة البطولة المحلية، فقد تألق المتسابق أحمد العامري وتمكن من التتويج بالمركز الأول، تاركا المركز الثاني للمتسابق رياض المبلسي، بينما المركز الثالث من نصيب المتسابق طارق الشيهاني.

كفاءة كبيرة للحكام

يدير التحكيم في النسخة السادسة من بطولة عُمان الدولية للانجراف، لجنة من الحكام المخضرمين المشهود لهم بالكفاءة والذين أداروا العديد من البطولات الدولية للانجراف، ويرأس اللجنة الحكم الإيرلندي كيرين هاينز، ويساعده اليمني وضاح عقبة والنيذرلاندي فيرنان زوانفيلد، والعماني سعود الرواحي.

الحضور الجماهيري

تعد بطولة عُمان الدولية للانجراف، التي تتكون من 3 جولات، من أقوى البطولات على مستوى العالم في رياضة الانجراف، وشهدت الجولتان الأولى والثانية حضورا جماهيريا كبيرا امتلأت المدرجات بهم حيث تعدى الحضور الجماهيري 20 ألف شخص في تظاهرة رياضية لعشاق رياضة المحركات بسلطنة عُمان، حيث كان تشجيع الجماهير يعزز الروح الرياضية بين الفرق المتنافسة ويعكس اهتمام المجتمع العماني بمجال سباقات السيارات، وسجلت منافسات الجولتين الماضيتين الكثير من القوة والإثارة وكانت الأجواء مثالية من حيث التنظيم والحضور الجماهيري الذي استمتع بعروض السائقين وهدير محركات سياراتهم الرياضية والدخان المتصاعد من إطارات السيارات التي تمازجت تمازجا رائعا مع تشجيع وحماس الجماهير التي واصلت الاستمتاع بما قدمه أبطال عروض الانجراف من استعراضات مثيرة.

بث مباشر

تقوم الجمعية العمانية للسيارات بتغطية الحدث مباشرة عبر حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد مشاهدين البث المباشر أكثر من 140 ألف مشاهد حول العالم، وتقدم الخدمة بثلاث لغات (العربية - الإنجليزية - الروسية - الفرنسية)، وتحظى هذه النسخة من البطولة برعاية من بنك عُمان الوطني ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التراث والسياحة، وشركة مواصلات، وريد بول موبايل عُمان.

خطط واستراتيجيات

ودأبت الجمعية العمانية للسيارات خلال الفترة الماضية بتوجيه رسائل عبر مختلف القنوات بضرورة تثقيف كل المهتمين برياضة السيارات بأهمية السلامة وجعلها الأولوية الأولى عند ممارسة نشاط رياضة السيارات، كما سعت الجمعية إلى تطوير برامجها وأنشطتها لمواكبة التطور الدولي الحاصل في هذه الرياضة على مستوى العالم، وقد أعدت الجمعية برامج ومسابقات مختلفة لإرضاء كل الفئات التي تمارس رياضة السيارات من مسابقات الرالي والانجراف وغيرها من الفعاليات والأنشطة الأخرى، كما أن تطوير رياضة السيارات والقيام بالدور الاجتماعي يعدان من أهم أهداف الجمعية العمانية للسيارات خلال المرحلة الحالية والمستقبلية، وتعمل الجمعية دائما على تحقيق هذه الأهداف من خلال خطط عمل واضحة واستراتيجيات تضمن لهذه الرياضة التقدم للأمام، ولضمان نزاهة التنافسية وسلامة المتسابقين وسلامة جميع الجماهير ومحبي هذه الرياضة، كما تتطلع الجمعية قدمًا للمستقبل من خلال تشكيل قاعدة قوية ومتخصصة للنهوض برياضة السيارات والدراجات النارية، وتطويرها من الأفضل للأفضل، بالإضافة إلى تطبيق أعلى المعايير الدولية المعتمدة، وتقديم خلاصة الخبرات في الجمعية لضمان احترافية شباب سلطنة عمان وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة بجميع الأنشطة المتعلقة بهذه الرياضة في المحافل الدولية خلال المرحلة المقبلة بإذن الله.

كما أن نجاح الجمعية في تنظيم فعاليات كبيرة خلال السنوات الماضية كان مؤشرا مهما ليكسب الجميع الثقة في قدرات فريق العمل بالجمعية العمانية للسيارات، والجمعية اليوم هي النواة والحاضن لتطوير رياضة المحركات في سلطنة عمان وقد انعكس هذا النجاح على التنظيم والإقبال الكبير الذي تشهده رياضة المحركات في سلطنة عمان وهو ما يؤهل الجمعية لأن تكون موجودة على خريطة رياضة المحركات الإقليمية والدولية، وقد حرصت الجمعية العمانية للسيارات على تقديم رسالة هادفة للمجتمع من خلال التعريف بالطريقة الآمنة لممارسة رياضة المحركات في الأماكن المخصصة لها، كما تتمتع رياضة المحركات بشعبية جارفة في السلطنة، والجمعية لها دور كبير جدا في احتضان مثل هذه الفعاليات وفقا للمقاييس والمعايير الدولية المتعارف عليها، واحتضان الشباب بالصورة الصحيحة وإرشادهم بكيفية تنظيم مثل هذه الفعاليات بصورة آمنة.

قدرة تنافسية

وتسعى الجمعية العمانية للسيارات جاهدة للارتقاء برياضة المحركات في سلطنة عمان وذلك من خلال تنظيم مجموعة من البطولات المحلية والإقليمية والدولية، لاستقطاب عشاق هذه الرياضات وتحفيزهم على ممارستها بشكل آمن وفقا للقواعد والمعايير التي يضعها الاتحاد الدولي للسيارات، والتي يشرف على تنفيذها خبراء ومراقبون من سلطنة عمان وخارجها، كما قدمت الجمعية خلال الفترات الماضية الكثير من الدعم للمتسابقين وتسهم في إنجاح مشاركات الأبطال العمانيين محليا وخارجيا، وقد سعت الجمعية العمانية للسيارات منذ سنوات عديدة للاهتمام برياضة السيارات في سلطنة عمان والتركيز في جوانب الجودة والكم والتطبيق والتوجيه والقدرة التنافسية والتمددية على المستوى العالمي، والاهتمام كذلك بجانب المسؤولية الاجتماعية التي أخذت على عاتقها منذ التأسيس والتطوير تذليل العقبات ودعم ومساندة أبناء سلطنة عمان في قطاع رياضة السيارات، حيث تمكنت الجمعية خلال السنوات الماضية من تنظيم بطولات شرق أوسطية ودولية في الانجراف الثنائي، وسلطنة عمان من أوائل الدول العربية التي استطاعت تنظيم بطولة الانجراف الثنائي محليا وخليجيا وعربيا وإقليميا ودوليا، كما أن الحراك الذي حققته الجمعية خلال السنوات الماضية يعد علامة فارقة في الارتقاء برياضة المحركات في سلطنة عمان، حيث أسهمت في استقطاب فئات مختلفة من عشاق هذه الرياضة وتمكنت بجهود القائمين عليها من تنظيم العديد من المسابقات والبطولات على المستوى المحلي والدولي.

كفاءات عمانية

وتفتخر الجمعية العمانية للسيارات أن لديها نخبة من الكفاءات العمانية التي استطاعت خلال فترة بسيطة وضع سلطنة عمان على الخريطة الدولية في رياضة المحركات بمختلف فئاتها، كما أن فريق العمل في الجمعية يتمتع بخبرات متراكمة بفضل ممارستهم لهذه الرياضة سواء على الجانبين الفني أو الإداري، وهذا ما يعزز فرص نجاح أي فعالية أو استضافة تكون في مقر الجمعية، كما أن الجمعية تواصل وضع الخطط والبرامج التي من شأنها تطوير رياضة المحركات بسلطنة عمان، وتسعى الجمعية إلى الارتقاء برياضة المحركات في سلطنة عمان من خلال تنظيم مسابقات رياضة السيارات وتوفير كافة الإمكانات والسبل المتاحة بهدف تطوير رياضة السيارات والعمل على توفير الرياضة الآمنة التي تتوافر فيها جميع المتطلبات الضرورية من إجراءات الأمن والسلامة لحماية المتسابقين والمشاركين فيها ومراعاة كافة الوسائل الوقائية وفقا لنظام قانوني، كما تهدف هذه الفعاليات والبطولات التي تقيمها الجمعية إلى تطوير هذه الرياضة وإيجاد بيئة آمنة لممارسيها وذلك لاحتوائهم والتطوير من قدراتهم وهو ما تحقق على أرض الواقع، فالعديد من المتسابقين العمانيين في رياضة المحركات يقدمون خلال الفترة الراهنة أداء مميزا ويمثلون سلطنة عمان في العديد من المحافل الإقليمية والدولية.

ويعد الشاب العماني ضمن أكفأ الشباب العاملين في رياضة المحركات نظرا لتراكم الخبرات لديهم لكثرة مشاركاتهم الداخلية والخارجية، حيث تم تدريب الشاب العماني الذي يعمل على إدارة وتنظيم فعاليات رياضة المحركات من قبل خبراء وزملاء لهم سبقوهم في هذا المجال، وبلا شك أن الجمعية العمانية للسيارات تمتلك جميع عناصر النجاح لاستضافة أي بطولة وذلك لوجود المعدات المناسبة التي تستخدم في تنظيم السباقات المحلية والدولية، فالجمعية تقف دائما خلف توفير المستلزمات الخاصة بالأمان والسلامة والتواقيت في جميع مجالات سباقات المحركات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ریاضة السیارات المرکز الثالث المرکز الثانی بالمرکز الأول العمانی أحمد هذه الریاضة تطویر ریاضة فی المرکز فی ریاضة من خلال کما أن فی فئة

إقرأ أيضاً:

إعلاميون ومختصون: عُمان نموذج للوئام والتعايش واحترام التنوع الثقافي

حافظت سلطنة عمان على نهج التسامح والتآخي والألفة والمحبة، ونبذ العنف والتطرف والغلو، وعاش المجتمع العماني في انسجام وتلاحم، مستلهما فكره ونهجه من الدين الإسلامي الداعي للتسامح، وانبنت السياسة العمانية الحكيمة على المستويين المحلي والدولي على مبادئ السلام والوئام، وهي انعكاس لطبيعة المجتمع العماني وانفتاحه على الآخر.

ورسخت القيادة أسس التعايش الاجتماعي، حيث وضعت القوانين والأنظمة التي تحث على المساواة والتعايش بين فئات المجتمع، وسخّرت كل السبل من أجل المضي وفق هذا النهج الذي جنّب البلاد دعوات الفرقة والتطرف التي لا تؤدي إلا إلى الدمار والخراب.

ونأت سلطنة عمان دائما عن التدخل في شؤون الغير أو التدخل في الصراعات، ودعت عبر المحافل الدولية إلى السلام، وأسهمت في حل الكثير من الملفات الشائكة، مما انعكس ذلك إيجابيا على سمعتها كوسيط نزيه لحل النزاعات بين الدول والشعوب، واكتسبت احترام العالم.

وأكد خبراء ومختصون أن سلطنة عمان تعَد نموذجا ناجحا في التعايش السلمي؛ وذلك يعود إلى اعتبارات عدة، من بينها طبيعة الإنسان العماني ونهجه المتسامح وتقبله للآخر لاعتبارات إنسانية، بغض النظر عن اللون والعرق والدين.

فكر مستنير

وقال المحامي الدكتور راشد بن سالم البادي، محامي عليا: إن المتتبع لتاريخ سلطنة عُمان منذ القِدم سيجد بأن العقلية العمانية زاخرة بفكر مستنير قوامه حب المجتمع للسلام وميله إلى إحكام العقل في حل النزاعات ونبذ أي شكل من أشكال العنف أو إقصاء الآخرين أو التصادم مع الغير كل ما كان لذلك سبيلا.

موضحا أن هذه العقلية وهذا الفكر المستنير يتجسدان من خلال العديد من الشواهد التاريخية على مر التاريخ منذ القِدم، وفي مقدمة ذلك تلك الرسالة المحمدية الكريمة إلى أهل عُمان يدعوهم فيها إلى دخول الإسلام، فتقبلها ملكا عُمان عبد وجيفر ابنا الجلندى برحابة صدر وبعقل حكيم وفكر مستنير وبتدبر سديد، وأجابا دعوته المحمدية الكريمة فدخلا الإسلام الحنيف طواعية ومن خلفهم كافة العمانيين وبقلوب ممتلئة بمحبة الله ورسوله، ومنفتحة للدين الجديد الذي يدعو الناس إلى مبادئ العدالة والمساواة، وكفالة الحريات الشخصية بما يتوافق مع الشريعة السمحاء لكافة شرائح المجتمع، ويرسي قواعد التعامل مع كافة الدول والشعوب.

إن هذا الفكر العُماني المستنير على مر العصور جعل من سلطنة عُمان والعمانيين محل إعجاب وتقدير وإشادة من قبل مختلف شعوب العالم، وجعلهم ذلك بمثابة صمام أمان ومقصد آمن تلجأ إليه الأطراف المتنازعة لإيجاد حل لنزاعاتهم وخلافاتهم سواء كانت نزاعات أو صراعات عسكرية التي قد تنشأ بين بعض الدول سواء في المحيط الجغرافي لسلطنة عمان أو خارج المحيط الجغرافي، أو صراعات ناعمة إلا أن لها تأثيرات اقتصادية وتداعيات أمنية على مجتمعات تلك الدول.

ومن بين المسببات التي هيأت لسلطنة عُمان هذه المكانة المرموقة بين دول العالم أيضا أنها أبعدت نفسها عن الدخول بشكل مباشر أو غير مباشر في أي نزاع أو خلاف إقليمي أو دولي، أو تأجيج الخلافات، ونأت عُمان بنفسها عن المشاركة في أي عمل عسكري ضد أي دولة من الدول؛ وذلك لإيمانها الراسخ بأن حل أي نزاع يجب أن يكون أساسه الحوار البنّاء بين كافة الأطراف.. وفي المقابل فإنها تبدي دائما استعدادها للمساهمة البنّاءة في حلحلة أي نزاع قد ينشأ بين دولتين أو أكثر بالطرق السلمية وبالحوار البنّاء الذي مؤداه تحقيق العدالة للأطراف المتنازعة، ودائما ما تعمل بشفافية ونزاهة واضحتَيْن لكل الأطراف، وهي بذلك تكون على مسافة واحدة بين كافة الأطراف ذات العلاقة، متمسكة بمبادئ الحق والعدالة وحق العيش الكريم لكافة الشعوب وعدم الظلم، وعدم إقصاء شعب عن أرضه ومقدساته بأي شكل من الأشكال.

وأكد البادي أن علينا كعُمانيين التمسك بثوابتنا الوطنية وبنهجنا القويم وفكرنا المستنير، وأن لا تجرنا الرياح العابرة عن تلك الثوابت المتينة التي أثبت الزمن نجاحها وفعالياتها، وأن نلتف جميعا حول قيادتنا الرشيدة التي هي عنوان وحدتنا الوطنية وصمام أمانها، إذ إنه لولا هذا التناغم والتماسك المتين بين القيادة الرشيدة والشعب العماني الوفي لما تمكنت سلطنة عُمان من المحافظة على هذه المكانة الدولية المرموقة التي يشاد بها في كافة المحافل الدولية والإقليمية.

عمان التسامح

من جانبه أكد سعادة الدكتور طلال بن سعيد المحاربي، عضو مجلس الشورى على أن سلطنة عمان استطاعت أن تحافظ على أمنها واستقرارها ومكانتها بالرغم من الأوضاع التي مرت بها المنطقة، لتعيش بعيدًا عن العنف والصراعات طوال العقود الماضية بفضل سياساتها الحكيمة ونهجها القائم على الحوار، والتسامح، والتعايش السلمي، وهذا الأمر لم يكن بالصدفة، بل هو نتاج جهود مضنية ومتواصلة من القيادة الحكيمة، والمجتمع العُماني الذي تبنّى هذه القيم وجعلها جزءا أساسيا من ثقافته وهويته.

وقال إن عُمان تُعد نموذجا يُحتذى به في التسامح ونبذ العنف، فجعلت سياساتها الداخلية والخارجية تقوم على مبادئ التفاهم، والحوار، والاحترام المتبادل، وذلك منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وهو النهج ذاته الذي يسير عليه قائد عمان وباني نهضتها المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وعَبَّر عنه في الخطاب السامي الأول متضمنا المبادئ والقيم السامية للدولة العمانية الأصيلة، والمآثر، والركائز الراسخة لأبنائها، ودور كل ذلك في رسم الذات العمانية المتسامحة والمتعايشة مع بعضها بعضًا ومع الغير بعيدًا عن الفرقة، فكانت عُمان حاضنة الأمن والأمان وقاعدة تنطلق منها رسالة السلام إلى العالم بأسره بفضل سياساتها الحكيمة التي تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي داخليا وخارجيا.

وأشار المحاربي إلى أن هناك مجموعة من المبادئ التي تتبنّاها سلطنة عمان وتجعلها أساسا ثابتا للمحافظة على نهجها وتعزيز التعايش السلمي ونبذ العنف والتسامح بين أفراد المجتمع ومع الغير، من أبرزها نبذ الفرقة ومحاربة التمييز القائم على الاختلاف الثقافي والديني؛ فعُمان تضم في تكوينها الاجتماعي مجموعة من العناصر الثقافية والدينية المتنوعة التي تتعايش مع بعضها بعضًا بسلام واحترام مكونة المجتمع العماني المتماسك، وكان النظام الأساسي للدولة هو الإطار الدستوري الذي يرسخ ذلك النهج ويحافظ عليه ويحظر المساس به أو التعرض له بأي شكل من الأشكال، فكان صون الوطن، والحفاظ على أرضه، ووحدته، ونسيجه الاجتماعي، وحماية مقوماته الحضارية أحد أهم الأسس التي أولاها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- عنايته وحرصه لتكون خريطة لبناء مجتمع متماسك متسامح، ومتعايش؛ فالدولة تضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الطوائف، وتدعم قيم التسامح بين مختلف الفئات.

وبيَّن المحاربي أنه من أجل الحفاظ على التعايش السلمي الذي تتمتع به سلطنة عمان، وضمان استمراره والبعد عن العنف، فيجب توجيه الجهود -سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي أو المؤسسي- إلى مجموعة من العناصر اللازمة لتعزيز الولاء والانتماء للوطن لدى أفراد المجتمع، وإشعارهم بأهمية التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية والعادات والتقاليد وما يترتب على ذلك من انعكاسات إيجابية تحقق أعلى درجات الاستقرار والطمأنية، ومن ثم تحقيق الأمن والأمان كنتيجة حتمية لذلك، ومن هذه العناصر تعزيز الهوية العُمانية القائمة على القيم الأصيلة مثل التسامح، والتعايش، والولاء للوطن يجب أن تظل محورا أساسيا في حياة الأفراد، والتركيز على غرس قيم الانتماء والاعتزاز لدى المجتمع العُماني والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ودعم فئة الشباب وتمكينهم وإشراكهم في تنمية المجتمع من خلال تبنّي برامج خاصة تضمن مشاركتهم في الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والرياضية وتعزيز دور الأسرة في المجتمع، فالأسرة هي المدرسة الأولى القادرة على غرس قيم التسامح والاحترام والأخلاق، وبالتالي لا بد من أن تقوم بدورها على أكمل وجه، وأن تكون شريكا حقيقيا وفاعلا في تعزيز الولاء والانتماء وغرس قيم التسامح ونبذ العنف والفكر غير السوي لدى أبنائها، حتى ينشأ جيل قوي يعتز بقيمه وعاداته فخور بوطنيته وعمانيته.

ملتقى الحضارات

وقالت ميمونة بنت موسى الوهيبية، كاتبة ومدربة في التحفيز إن سلطنة عمان تعَد نموذجا رائدا في التعايش السلمي على مر الزمان؛ كونها تتميز بموقع جغرافي يعَد ملتقى للحضارات والثقافات.

وبيَّنت أن من أبرز الجوانب التي تعَد ركيزة راسخة للتعايش السلمي النهج السياسي الحكيم الذي تتَّبعه سلطنة عمان والتي تتبنّى سياسة قائمة على الحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الآخرين، كما ساهمت الدبلوماسية العمانية في حل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية من خلال تقريب وجهات النظر ونشر ثقافة الحوار والتسامح والذي عزز بدوره مكانة سلطنة عمان كوسيط سلام موثوق به.

وقالت: يحظى المجتمع العماني بألفة ترسخت بين مختلف المذاهب مما ولَّد تعايشا متناغما بين الأفراد بعيدا عن الطائفية والتعصب والصراعات الدينية بالتالي تشكيل وحدة مجتمعية غير قابلة للزعزعة السياسية والاجتماعية.

وأكدت ميمونة الوهيبية على أن الأسرة تؤدي دورا مهما من خلال توعية الناشئة عن أهمية احترام الآخرين باختلاف مذاهبهم وأفكارهم وعدم الخوض في أي نوع من أنواع التعصب والجدال فيما يخص الفروقات المذهبية لتجنب الصراعات والفتن التي تزعزع أمن المجتمع والدولة وتعزيز ثقافة احترام الآخرين وعدم تجاوز حدود وحرية وخصوصية الآخرين.

احترام التعددية

من جانبه أكد الكاتب المنتصر بن زهران الرقيشي أن سلطنة عمان تعَد واحدة من الدول القليلة التي استطاعت أن تحافظ على توازنها الداخلي والخارجي بوصفها نموذجا فريدا قائما على التسامح ونبذ العنف، ومثالا حيا لدولة استطاعت تحقيق السلام والتعايش السلمي، وهذا عائدٌ إلى سياسة وقيادة حكيمة ومجتمع متماسك بعدد من المرتكزات التي أدّت دورًا في هذا النموذج الفريد بدءا من التأكيد على أن القيادة العمانية تبنّت نهجًا قائمًا على الإصلاح والدعوة المستمرة إلى التعايش السلمي في نهجها الداخلي والخارجي، فضلاً عن أن العُماني يتميز بفطرته السوية بروح التسامح والتعايش على مختلف الطوائف والقبائل في بيئة يسودها الاحترام المتبادل، كما أن المجتمع العماني يتسم بحرية المعتقد والتعددية المذهبية في جو من الاحترام المتبادل، ناهيكم عن أن عُمان تجنبت التدخل في النزاعات الإقليمية واتخذت موقف الحياد الإيجابي، مما جنّبها أية تداعيات من العنف الخارجي، كل هذه العوامل عززتها تشريعات داخلية أكدت على تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الأفراد، مما منع نشوء بيئة العنف والغلو والتطرف واحترام التعددية الثقافية والمذهبية.

وقال الرقيشي: مسؤولية الجميع اليوم تكمن في الحفاظ على هذا النموذج الفريد من خلال تعزيز الحوار، ونشر ثقافة التسامح، والعمل معًا للحفاظ على بيئة مستقرة وآمنة للأجيال القادمة، وقد ركزت الحكومة العمانية على هذا النموذج من خلال استثمارها الحثيث في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والبنية التحتية، مما أسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك ساعدت القيم العمانية الأصيلة، مثل الكرم والتسامح، في بناء مجتمع متماسك ينبذ العنف، كما تُساهم البيئة المجتمعية في تعزيز ثقافة الحوار والتواصل المجتمعي.

وأوضح بأنه لضمان استدامة هذا النهج من التعايش السلمي، يجب علينا إلزاما أن نساهم في ترسيخ قيم التسامح في المناهج الدراسية لتربية الأجيال القادمة على مبادئ التعايش السلمي، بالإضافة إلى ذلك يجب الاستمرار في تبنّي السياسات الدبلوماسية الهادئة للحفاظ على الاستقرار الداخلي والخارجي، وأخيرًا، يجب مواجهة التطرف الفكري من خلال نشر ثقافة الفكر المعتدل وتعزيز الوسطية في جميع المجالات.

وأكد الرقيشي أن سلطنة عمان تظهر إمكانية الخروج بنموذج رائد في منطقة مليئة بالتحديات والأزمات، وأن تسامحها الداخلي وحيادها الإيجابي في القضايا الخارجية يُشكّلان حجر الأساس في مسيرتها نحو الاستقرار والسلام. ومن خلال الجمع بين قيمها الثقافية ومبادئ الحكمة السياسية، قدّمت عُمان مثالًا يُحتذى به للدول الأخرى، مؤكدة على أن تحقيق الأمن والسلام ليس مجرد شعار، بل هو ممارسة عملية تتطلب رؤية استراتيجية عميقة وشاملة.

إعلام متزن

من جانبه قال الإعلامي فارس بن جمعة الوهيبي: ترسّخ التعايش في المجتمع العماني منذ أزمنة طويلة، وهي موطنُ متسامح ومتماسك على الرغم من النسيج الثقافي المتعدد في البلاد، ولكن هذا التعدد لم يكن في يوم من الأيام إلا طريق لتلاحم أفراده بعيدا عن التعصب.

وأرست النهضة العمانية الحديثة قواعد منهجية وواضحة للتعايش السلمي، ونبذ كل أشكال العنف والتمييز بين أفراد المجتمع، فكانت تلك المرحلة مفصلية مضى عليها العمانيون في حياتهم وطريقة وتفكيرهم وسلوكهم وعاداتهم وثقافتهم.

وأشار إلى أن الإعلام العماني يمضي وفق رؤية واضحة ومسار موحد مرئيا ومقروءا ومسموعا في نقل سياسة سلطنة عمان المتزنة، حيث يتسم الإعلام العماني ببث رسائل التسامح بطريقة غير مباشرة، لإدراكه التام أن المجتمع العماني بطبيعته متماسك ومتراحم، فلا يلحظ أن هناك غلوا، ولا تعصبا، بل يرسم مساراته لبث روح الود والتراحم بين أفراد المجتمع، الذين هم بدورهم يعملون على بث القيم الإنسانية النبيلة فيما بينهم.

مقالات مشابهة

  • إعلاميون ومختصون: عُمان نموذج للوئام والتعايش واحترام التنوع الثقافي
  • سلطنة عمان تشارك في الاجتماع الـ 38 لوزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون
  • ملتقى نسائي يناقش دور المرأة في العمل الخيري بلوى
  • القسام ترفع صورة مفتي عُمان خلال تسليم جثامين إسرائيليين .. والأخير يعلق
  • القسام ترفع صورة مفتي عمان خلال تسليم جثامين إسرائيليين.. والأخير يعلق
  • شاهد.. “كتائب القسام” ترفع صورة مفتي سلطنة عمان خلال تسليم رفات أسرى إسرائيليين
  • “القسام” يرفعون صور مفتي عمان خلال تسليم جثامين الصهاينة
  • قرعة دور الثمانية لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية تسفر عن ملاقاة المصري لسيمبا التنزاني
  • ملتقى المحامين يناقش دور التشريعات في جذب الاستثمارات الأجنبية
  • الجماهير المصرية تترقب.. 5 معلومات عن قرعة دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية