بغداد اليوم - متابعة

أدى فرض السلطات العراقية حظرا واسعا هو الأول من نوعه على استيراد منتجات الشكولاتة والحلويات والمعجنات، ضمن مساعيها لدعم الإنتاج المحلي، إلى توقف استيراده من دول عديدة أبرزها تركيا وإيران، غير أن الأخيرة كانت الأكثر تضررا بفعل التجارة الواسعة في هذا النوع من المنتجات داخل السوق العراقية، والتي بلغت خلال العام 2020، أكثر من 201 مليون دولار، وفقا لتقرير سابق نشرته وكالة فارس الإيرانية، عن هيئة الاستيراد الإيرانية.

وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، فرضت هيئة الجمارك العراقية حظرا على استيراد جميع أنواع الكيك والمعجنات والشوكولاتة والحلويات وغيرها.

وقالت الهيئة إن هذه التعليمات جاءت في سياق حرص الهيئة على حماية السوق العراقية من المنتجات الغذائية التي لا تكون مطابقة للمواصفات والمعايير العراقية، بالإضافة للسعي بهدف دعم المنتجات الغذائية العراقية المحلية وتعزيز الصناعة الوطنية.

قرار السلطات العراقية، أسهم سريعا في معاودة ظهور الكثير من المنتجات المحلية التقليدية العراقية من الحلويات والمعجنات، بعد انحسار تلك المستوردة التي بدأت تتراجع كمياتها في الأسواق منذ الأسبوع الثاني من حظرها.

بالمقابل، نقلت وسائل إعلام إيرانية أن التجار العراقيين أوقفوا مشترياتهم لهذه المنتجات وتوقف تصديرها في الوقت الحالي، امتثالا لقرارات السلطات العراقية.

اتحاد الصناعات العراقية في العاصمة بغداد، أعلن دعمه لأي قرار يتضمن حظر استيراد السلع والمنتجات من الخارج أو فرض الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، ليس من إيران فقط إنما من جميع دول العالم.

وقال المتحدث باسم الاتحاد، كرار القيسي، إن العراق اليوم يختلف عما كان عليه في السنوات السابقة، فالمنتجات المستوردة من الخارج لا تضاهي في جودتها أو كفاءتها الصناعات والمنتجات التي تنتج محلياً.

وبيّن القيسي أن الإنتاج المحلي يخضع للتقييس والسيطرة النوعية والرقابة الصحية والاقتصادية، كما تختلف المنتجات المحلية من الحلويات عن المنتجات المستوردة من ناحية الطعم والتغليف، فضلاً عن وجود خبرات وكفاءات عراقية لها باع طويل في هذا الجانب.

وأضاف أن الإنتاج المحلي من الحلويات والمعجنات أصبح يغطي حاجة السوق ولا حاجة للاستيراد، وهناك مصانع متخصصة في هذه الصناعات تعمل بجودة وكفاءة عالية، تصدر منتجاتها لأكثر من 14 دولة.

وأشار إلى أن، المشاكل التي تواجه الصناعات المحلية ترتبط بعدة عوامل، في مقدمتها الحدود المفتوحة لعمليات التهريب والاستيراد المفرط، بالإضافة إلى ضعف دعم الدولة للقطاعات المحلية من وقود وكهرباء.

وأوضح القيسي، أن قائمة الصناعات الغذائية التي تنتج محلياً بالإضافة إلى الحلويات، تتضمن المرطبات والألبان والمعجنات بأنواعها (الكرواسون والكيك)، بالإضافة إلى سعي الاتحاد لإنتاج السلة الغذائية المدرسية، التي تضم مجموعة غذائية متكاملة لطلبة المدارس الابتدائية.

ووفقا لمصادر من داخل هيئة الجمارك، فإن القرار دخل حيز التنفيذ، مع مراعاة وجود عقود استيراد لتجار مدفوع ثمنها، وهو ما دفع الجمارك إلى منح مهلة سماح زمنية.

وأكدت المصادر ذاتها أن القرار يتعلق بجميع الدول، لكن بما أن إيران الأكثر حضورا في السوق العراقية، كان التأثير الأكبر للقرار عليها”.

وأوضحت أن القرار تم تعميمه على جميع منافذ العراق البرية مع السعودية والكويت وتركيا والأردن وتركيا وإيران بلا استثناء.

لكن الخبير بالشأن الاقتصادي العراقي، عبد السلام حسن، استبعد إمكانية تنفيذ القرار فترة طويلة، مؤكداً أن هناك جهات تسيطر على عمليات الاستيراد من إيران لا تمتثل للتعليمات والقوانين النافذة للدولة العراقية.

وأضاف حسن، أن الاقتصاد العراقي مهدد إلى حد كبير بسبب عدم تطبيق القوانين الاقتصادية، وسوء الإدارة والتخطيط الاستراتيجي للمؤسسات الاقتصادية ومنها الجمارك والتجارة.

واشار الى، أن القرارات الحكومية ضعيفة وغير ملزمة للعديد من الجهات، ومسألة الاستيراد من إيران لا تتعلق بجودة منتجاتها أو حاجة السوق، إلا أن الأمر يتعلق بديمومة الاقتصاد الإيراني على حساب العراق بعد فرض العقوبات الأميركية.

من جانبه، قال عضو اتحاد الغرف التجارية العراقية، صبيح الهاشمي، إن اعتراض إيران على حظر استيراد الحلويات والمعجنات منها أمر طبيعي، لأنها تعتبر العراق سوق رئيسي لتصدير منتجاتها وصناعاتها.

وأكد الهاشمي، أن بقاء العراق بلدا مستهلكا للمنتجات والبضائع حتى تلك البسيطة منها، أسهم في تعطيل الإنتاج والصناعة المحلية العراقية.

وطالب الهاشمي بضرورة وضع دراسات وبيانات علمية دقيقة تُبين حجم الإنتاج المحلي قياساً مع مستوى الاستهلاك، لكي لا يتم حظر استيراد بضائع معينة لا تتوفر ضمن قائمة الإنتاج المحلي أو تلك التي لا تغطي حاجة السوق.

وشدد على أهمية وجود بدائل للمنتجات التي يتم حظر استيرادها، خاصة مع وجود بضائع مستوردة رديئة الجودة وذات أسعار منخفضة، لكنها لا تجد منافسة أو بديلا لها ضمن قائمة الإنتاج المحلي.


المصدر: ميدل ايست نيوز


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الإنتاج المحلی حظر استیراد

إقرأ أيضاً:

متحدياً إصابته… الجريح يوسف أسعد يؤسس مشروعاً لصناعة الحلويات بريف طرطوس

طرطوس-سانا

على طريق عام، وبالقرب من مفرق مشتى الحلو بريف محافظة طرطوس، تفوح رائحة أصناف متنوعة من الحلويات الشهية التي يعدها الجريح يوسف أسعد متحدياً إصابته التي لم تنل من عزيمته وإصراره على تأسيس مشروعه الخاص بتصنيع أنواع الحلويات.

أسعد 30 عاماً من قرية بسدقين بريف صافيتا، ذكر خلال حديثه لمراسلة سانا أنه خلال دفاعه عن الوطن ومحاربة الإرهاب تعرض لطلق ناري بالعمود الفقري عام 2012 في حي القرابيص بمحافظة حمص ما تسبب بشلل الطرفين السفليين بنسبة عجز مئة بالمئة، مبيناً أن رحلة العلاج بدأت في المشفى العسكري بطرطوس، عبر إجراء عمل جراحي لإزالة الرصاصة، واستكمل لاحقاً العلاج في المنزل عبر ممارسة الرياضة وجلسات المعالجة الفيزيائية.

وإيماناً بقيمة العمل في حياة الإنسان، تمكن أسعد من تنفيذ فكرة راودته بتأسيس المشروع بعد مرحلة العلاج، فقرر افتتاح محل لبيع وتصنيع الحلويات، وتطويره بعد اكتسابه مهارة صناعتها بجميع أنواعها وأصنافها الشرقية والغربية، وبدعم من أخيه الكبير الذي شرع بتأمين المواد والآلات اللازمة والبداية من قوالب الكاتو التي لاقت استحسان وتشجيع الجميع.

المشروع الذي افتتحه أسعد منذ أربع سنوات، وبدعم من مشروع جريح وطن وتشجيعه على الاستمرار والمتابعة، أضحى مصدر رزق له ولأسرته ساعده على تجاوز الصعوبات والظروف المعيشية الحالية، كما أكسبه سمعة طيبة في المنطقة والإقبال على شراء منتجاته.

وتمكن أسعد من أن يطوع أمله، ويقوده بروحه المعنوية العالية، حيث تابع تحصيله العلمي بعد الإصابة وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 2022، منوهاً بدعم ووقوف أهله وأصدقائه ومساندتهم له في أصعب الظروف وزرع الأمل والراحة النفسية في ذاته ليحقق طموحه ويتجاوز الصعاب.

ودعا أسعد جميع الجرحى إلى ألا يفقدوا الأمل باعتباره السبيل الوحيد للنجاح والطمأنينة، وانطلاقاً من أهمية العمل والإنتاج دعاهم إلى أن يبدؤوا مشاريعهم الصغيرة التي تتلاءم مع إمكانيات وقدرات كل واحد منهم.

من جهته، أوضح شقيقه علي أسعد أنه طرح عليه فكرة المشروع وانطلقا به معاً، لكونه يمتلك خبرة في مجال تصنيع الحلويات، مشيراً إلى أن ميدان العمل والإنتاج منحا يوسف طاقة إيجابية عالية ما عزز من ثقته بنفسه مثبتاً جدارة الإنسان السوري الذي هزم جراحه وتغلب عليها بإيمانه ومحبته لوطنه والعمل.

هيبه سليمان

مقالات مشابهة

  • متحدياً إصابته… الجريح يوسف أسعد يؤسس مشروعاً لصناعة الحلويات بريف طرطوس
  • تعرف إلى أسعار الليرة الرشادي والإنجليزي في الأردن الجمعة
  • رئيس الحكومة يترأس توقيع اتفاقيات لتأهيل واحات طاطا وتطوير المنتجات المحلية
  • عقوبات أمريكية تستهدف ثلاثة كيانات متورطة في نقل المنتجات النفطية والبتروكيماوية الإيرانية
  • التحديات التي تقف عائقاً أمام طريق التنمية في العراق
  • عبد الفتاح الجبالي يشارك في افتتاح السوق الإعلامي تحت شعار "نصرة فلسطين"
  • التنمية المحلية: إضافة 264 نشاطًا جديدًا إلى قائمة تراخيص المحال العامة
  • هل يدفع توقف إمدادات الغاز الطبيعي مصانع الأسمدة لزيادة أسعارها؟
  • انخفاض يطرأ على أسعار صرف الدولار في البورصة العراقية
  • "البيئة" وغرفة المدينة المنورة يُنظمان مبادرة "تباشير الرطب"