بعد حظر العراق استيراد الحلويات.. إيران في قائمة الدول المتضررة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
أدى فرض السلطات العراقية حظرا واسعا هو الأول من نوعه على استيراد منتجات الشكولاتة والحلويات والمعجنات، ضمن مساعيها لدعم الإنتاج المحلي، إلى توقف استيراده من دول عديدة أبرزها تركيا وإيران، غير أن الأخيرة كانت الأكثر تضررا بفعل التجارة الواسعة في هذا النوع من المنتجات داخل السوق العراقية، والتي بلغت خلال العام 2020، أكثر من 201 مليون دولار، وفقا لتقرير سابق نشرته وكالة فارس الإيرانية، عن هيئة الاستيراد الإيرانية.
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، فرضت هيئة الجمارك العراقية حظرا على استيراد جميع أنواع الكيك والمعجنات والشوكولاتة والحلويات وغيرها.
وقالت الهيئة إن هذه التعليمات جاءت في سياق حرص الهيئة على حماية السوق العراقية من المنتجات الغذائية التي لا تكون مطابقة للمواصفات والمعايير العراقية، بالإضافة للسعي بهدف دعم المنتجات الغذائية العراقية المحلية وتعزيز الصناعة الوطنية.
قرار السلطات العراقية، أسهم سريعا في معاودة ظهور الكثير من المنتجات المحلية التقليدية العراقية من الحلويات والمعجنات، بعد انحسار تلك المستوردة التي بدأت تتراجع كمياتها في الأسواق منذ الأسبوع الثاني من حظرها.
بالمقابل، نقلت وسائل إعلام إيرانية أن التجار العراقيين أوقفوا مشترياتهم لهذه المنتجات وتوقف تصديرها في الوقت الحالي، امتثالا لقرارات السلطات العراقية.
اتحاد الصناعات العراقية في العاصمة بغداد، أعلن دعمه لأي قرار يتضمن حظر استيراد السلع والمنتجات من الخارج أو فرض الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، ليس من إيران فقط إنما من جميع دول العالم.
وقال المتحدث باسم الاتحاد، كرار القيسي، إن العراق اليوم يختلف عما كان عليه في السنوات السابقة، فالمنتجات المستوردة من الخارج لا تضاهي في جودتها أو كفاءتها الصناعات والمنتجات التي تنتج محلياً.
وبيّن القيسي أن الإنتاج المحلي يخضع للتقييس والسيطرة النوعية والرقابة الصحية والاقتصادية، كما تختلف المنتجات المحلية من الحلويات عن المنتجات المستوردة من ناحية الطعم والتغليف، فضلاً عن وجود خبرات وكفاءات عراقية لها باع طويل في هذا الجانب.
وأضاف أن الإنتاج المحلي من الحلويات والمعجنات أصبح يغطي حاجة السوق ولا حاجة للاستيراد، وهناك مصانع متخصصة في هذه الصناعات تعمل بجودة وكفاءة عالية، تصدر منتجاتها لأكثر من 14 دولة.
وأشار إلى أن، المشاكل التي تواجه الصناعات المحلية ترتبط بعدة عوامل، في مقدمتها الحدود المفتوحة لعمليات التهريب والاستيراد المفرط، بالإضافة إلى ضعف دعم الدولة للقطاعات المحلية من وقود وكهرباء.
وأوضح القيسي، أن قائمة الصناعات الغذائية التي تنتج محلياً بالإضافة إلى الحلويات، تتضمن المرطبات والألبان والمعجنات بأنواعها (الكرواسون والكيك)، بالإضافة إلى سعي الاتحاد لإنتاج السلة الغذائية المدرسية، التي تضم مجموعة غذائية متكاملة لطلبة المدارس الابتدائية.
ووفقا لمصادر من داخل هيئة الجمارك، فإن القرار دخل حيز التنفيذ، مع مراعاة وجود عقود استيراد لتجار مدفوع ثمنها، وهو ما دفع الجمارك إلى منح مهلة سماح زمنية.
وأكدت المصادر ذاتها أن القرار يتعلق بجميع الدول، لكن بما أن إيران الأكثر حضورا في السوق العراقية، كان التأثير الأكبر للقرار عليها”.
وأوضحت أن القرار تم تعميمه على جميع منافذ العراق البرية مع السعودية والكويت وتركيا والأردن وتركيا وإيران بلا استثناء.
لكن الخبير بالشأن الاقتصادي العراقي، عبد السلام حسن، استبعد إمكانية تنفيذ القرار فترة طويلة، مؤكداً أن هناك جهات تسيطر على عمليات الاستيراد من إيران لا تمتثل للتعليمات والقوانين النافذة للدولة العراقية.
وأضاف حسن، أن الاقتصاد العراقي مهدد إلى حد كبير بسبب عدم تطبيق القوانين الاقتصادية، وسوء الإدارة والتخطيط الاستراتيجي للمؤسسات الاقتصادية ومنها الجمارك والتجارة.
واشار الى، أن القرارات الحكومية ضعيفة وغير ملزمة للعديد من الجهات، ومسألة الاستيراد من إيران لا تتعلق بجودة منتجاتها أو حاجة السوق، إلا أن الأمر يتعلق بديمومة الاقتصاد الإيراني على حساب العراق بعد فرض العقوبات الأميركية.
من جانبه، قال عضو اتحاد الغرف التجارية العراقية، صبيح الهاشمي، إن اعتراض إيران على حظر استيراد الحلويات والمعجنات منها أمر طبيعي، لأنها تعتبر العراق سوق رئيسي لتصدير منتجاتها وصناعاتها.
وأكد الهاشمي، أن بقاء العراق بلدا مستهلكا للمنتجات والبضائع حتى تلك البسيطة منها، أسهم في تعطيل الإنتاج والصناعة المحلية العراقية.
وطالب الهاشمي بضرورة وضع دراسات وبيانات علمية دقيقة تُبين حجم الإنتاج المحلي قياساً مع مستوى الاستهلاك، لكي لا يتم حظر استيراد بضائع معينة لا تتوفر ضمن قائمة الإنتاج المحلي أو تلك التي لا تغطي حاجة السوق.
وشدد على أهمية وجود بدائل للمنتجات التي يتم حظر استيرادها، خاصة مع وجود بضائع مستوردة رديئة الجودة وذات أسعار منخفضة، لكنها لا تجد منافسة أو بديلا لها ضمن قائمة الإنتاج المحلي.
المصدر: ميدل ايست نيوز
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الإنتاج المحلی حظر استیراد
إقرأ أيضاً:
الزراعة المستدامة.. مفتاح لتحقيق الأمن الغذائي
يُعدّ الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تواجهها الدول في العصر الحديث، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
ومن بين العوامل الرئيسية لتحقيق هذا الأمن، تبرز الزراعة كركيزة أساسية، خاصة في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج المحلي للغذاء، وتعزيز الزراعة المستدامة وتطويرها يمكن أن يسهم بشكل كبير في تأمين احتياجات المواطنين الغذائية، وبالتالي تحسين جودة الحياة.
ما هو الأمن الغذائي؟
الأمن الغذائي يعني قدرة الدول على توفير الغذاء الكافي والآمن لجميع مواطنيها، وضمان الوصول إليه بشكل منتظم. لا يقتصر الأمن الغذائي فقط على توفير الغذاء بكميات كافية، بل يشمل أيضًا ضمان تنوعه وجودته، بحيث يكون خاليًا من الملوثات والأمراض، ويحقق احتياجات الأفراد الغذائية دون التأثير على قدرة الأجيال القادمة.
الزراعة ودورها في تحقيق الأمن الغذائي
تعد الزراعة المصدر الأساسي للإنتاج الغذائي في العديد من الدول، إذ توفر المواد الأساسية مثل الحبوب، الخضروات، الفواكه، واللحوم. وتساهم الزراعة المحلية في تقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، مما يعزز قدرة الدول على مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية.
كما أن الزراعة المستدامة تساهم في تحسين دخل المزارعين وتوفير فرص العمل في المناطق الريفية، مما يعزز من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
الزراعة تجرى حركة تغييرات جديدة بمركز البحوث الزراعية تعزيز الإنتاج المحلي: تعتبر الزراعة المصدر الأول للإنتاج الغذائي في العديد من البلدان. من خلال دعم الإنتاج المحلي، يمكن تقليل الاعتماد على استيراد الغذاء، وبالتالي تقليل تعرض البلاد للأزمات العالمية التي تؤثر على التجارة الدولية، وزيادة الإنتاج المحلي من خلال تحسين تقنيات الزراعة ومواكبة التطورات التكنولوجية يمكن أن يسهم في تأمين الغذاء للسكان.الاستدامة الزراعية: تعتمد الزراعة المستدامة على استخدام تقنيات تحافظ على البيئة وتحسن من جودة الإنتاج الزراعي على المدى الطويل، ومن خلال تبني أساليب الزراعة التي تحافظ على الموارد الطبيعية، مثل التربة والمياه، يمكن تقليل التأثيرات السلبية للزراعة على البيئة، مما يساهم في استدامة الإنتاج الزراعي وضمان توافر الغذاء للأجيال القادمة.تنوع المحاصيل الزراعية: من خلال زيادة تنوع المحاصيل الزراعية، يمكن توفير مجموعة واسعة من الغذاء، مما يقلل من مخاطر الاعتماد على محصول واحد، وتنوع المحاصيل يساهم في استقرار الإنتاج الغذائي ويساعد على مواجهة التقلبات المناخية أو الاقتصادية التي قد تؤثر على محاصيل معينة.التكنولوجيا الزراعية: أصبحت التكنولوجيا الحديثة في الزراعة أحد العوامل المهمة التي تسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، ومن خلال تطبيق الابتكارات التكنولوجية مثل الزراعة الدقيقة، استخدام الري الحديث، وتحسين الممارسات الزراعية، يمكن تحسين إنتاجية الأرض والمياه، وزيادة كفاءة استخدام الموارد الزراعية، وكما أن تطبيق التقنيات الحديثة يمكن أن يساعد في تقليل الفاقد من الغذاء وتحسين الجودة. وزيرا الزراعة في مصر والأردن يترأسان أعمال اجتماع اللجنة الفنية الزراعية المشتركةالتحديات التي تواجه الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي
على الرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي قد تعيق هذا الدور:
التغيرات المناخية: يشكل التغير المناخي تهديدًا كبيرًا للزراعة في العديد من الدول، حيث تؤدي زيادة درجات الحرارة والجفاف إلى تقليص المساحات الزراعية وزيادة التصحر. كما يؤثر التغير المناخي على مواسم الزراعة ويقلل من إنتاجية المحاصيل.نقص المياه: تعد المياه أحد الموارد الأساسية في الزراعة، ومع تزايد الضغوط على مصادر المياه بسبب النمو السكاني والتغيرات المناخية، يواجه العديد من البلدان تحديات كبيرة في توفير المياه اللازمة للزراعة.محدودية الأراضي الزراعية: تواجه بعض الدول تحديًا في توفير الأراضي الزراعية المناسبة بسبب النمو السكاني المستمر والتوسع العمراني. هذه العوامل تؤدي إلى تقليص المساحات الزراعية المتاحة، مما يحد من قدرة البلاد على زيادة إنتاجها الغذائي.ضعف البنية التحتية: البنية التحتية الزراعية الضعيفة، مثل شبكات الري والتخزين، قد تؤدي إلى فقدان كبير في الإنتاج الزراعي. كما أن نقص الدعم الفني للمزارعين يعيق استفادتهم من التكنولوجيا الحديثة التي يمكن أن تحسن من إنتاجهم.الأزمات الاقتصادية والسياسية: تؤثر الأزمات الاقتصادية والسياسية على قدرة الحكومات على دعم القطاع الزراعي بشكل كافٍ. كما أن النزاعات والحروب في بعض المناطق تؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية وتشريد المزارعين.الزراعة كحلول للأمن الغذائي في المستقبل
لحل هذه التحديات، يمكن اتخاذ عدة خطوات استراتيجية لزيادة فعالية الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي:
تعزيز البحث والتطوير: دعم البحث العلمي في مجال الزراعة وابتكار تقنيات جديدة يمكن أن يسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين مقاومة المحاصيل للتغيرات المناخية.الاستثمار في البنية التحتية: تحسين البنية التحتية للقطاع الزراعي، مثل أنظمة الري، التخزين، والنقل، يمكن أن يقلل من الفاقد ويحسن من كفاءة الإنتاج.التعاون بين الدول: التعاون بين الدول في مجالات تبادل الخبرات الزراعية وتقنيات الري والوقاية من الآفات يمكن أن يساعد في تعزيز الأمن الغذائي الإقليمي.توسيع نطاق الزراعة المستدامة: تبني ممارسات الزراعة المستدامة التي تعتمد على الاستخدام الفعّال للموارد وحماية البيئة سيؤدي إلى تحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل.