قال تقرير نشرته صحيفة التليجراف البريطانية أن النصر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا يقترب أكثر فأكثر من موسكو بفضل رفض الغرب تزويد كييف بالأسلحة المناسبة.

وأضافت التليجراف أنه إذا كان لقادة حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أن يستخلصوا أي درس من الصراع المرير المستمر منذ عامين في أوكرانيا، فهو أن الحلف لا يزال غير مستعد على الإطلاق للتعامل مع التهديد الوجودي الذي تفرضه موسكو على أمنه في المستقبل.

"

وأضاف التقرير: لا شك أن المساعدات العسكرية التي تلقتها أوكرانيا من الولايات المتحدة وبريطانيا في المراحل الأولى من الحرب ساهمت في نجاح كييف في الصمود في وجه الجزء الأولي من "العملية العسكرية الخاصة" الروسية في فبراير 2022.

وأثبت توفير الجيش البريطاني لصواريخ مضادة للدبابات فعاليته بشكل خاص في المساعدة على إحباط التقدم الروسي في العاصمة الأوكرانية، حيث كان بوتين يهدف إلى اغتيال الرئيس زيلينسكي وإقامة نظام عميل موالي لموسكو مكانه، بحسب زعم الصحيفة البريطانية.

كما ساعد دعم حلف الناتو، وخاصة توريد الصواريخ بعيدة المدى، الأوكرانيين على تحقيق العديد من الانتصارات البارزة، مثل استعادة المدن ذات الأهمية الاستراتيجية مثل خاركيف وخيرسون في نهاية عام 2022. 

ولكن منذ ذلك الحين، بدأ مزيج من القوى الغربية إن التردد، وخاصة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن الاستجابة لمناشدات كييف للحصول على المزيد من الأسلحة، وقدرة روسيا على إنشاء دفاعات قوية، بما في ذلك أنظمة الحرب الإلكترونية المتطورة، أدى إلى وصول الصراع إلى طريق مسدود.

وأوضحت الصحيفة أن أزمة الأسلحة الأوكرانية ترجع جزئيا إلى الشلل السياسي في واشنطن بشأن الحفاظ على الدعم لكييف، مع قيام هيئة انعزالية من الجمهوريين بعرقلة جهود إدارة بايدن للموافقة على حزمة مساعدات جديدة بقيمة 60 مليار دولار. ولكن هناك عامل رئيسي آخر يتلخص في عجز حلفاء أوكرانيا في أوروبا ــ بما في ذلك بريطانيا ــ عن الحفاظ على إمدادات الأسلحة عند نفس المستوى الذي كانت عليه في بداية الصراع.

وقد تعرقلت الجهود البريطانية لتوفير قذائف مدفعية عيار 155 ملم لأوكرانيا، وهي الذخائر الأكثر طلبًا في الصراع، بسبب مشكلات الإنتاج، حيث يكافح مصنعو الأسلحة لتعويض النقص بعد أن سلمت بريطانيا أكثر من 300 ألف قذيفة.

وأدت سنوات من التخفيضات الدفاعية إلى تضاؤل طلبات إعادة إمداد الأسلحة، مما تطلب من الشركات المصنعة للأسلحة الرئيسية تقليص خطوط إنتاجها. 

ويقدر خبراء الصناعة أن الأمر قد يستغرق عدة سنوات لإعادة بناء إنتاج المملكة المتحدة إلى المستوى المطلوب للحفاظ على صراع كبير في أوروبا ضد معتدٍ مثل روسيا.

وتتكرر الفجوات في تصنيع الأسلحة البريطانية في مختلف أنحاء أوروبا، حيث اعترف الاتحاد الأوروبي مؤخراً بأنه لن يتمكن من الوفاء بتعهده بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية بحلول شهر مارس المقبل، بسبب الافتقار إلى القدرة الإنتاجية. 

وعلى النقيض من ذلك، تمتعت روسيا، حيث بلغ الإنفاق الدفاعي الآن ما يقدر بنحو 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي، بزيادة كبيرة في إنتاج الأسلحة خلال العامين الماضيين، بعد أن أمر بوتن قادة الصناعة بتركيز جهودهم على تعزيز المجهود الحربي الروسي.

وفي هذا المجال فقط لا تبدو أوروبا غير مستعدة على الإطلاق لمواجهة أي تهديد جديد لأمنها قد تشكله روسيا في السنوات المقبلة.

وقد أعاقت تأخيرات مماثلة خطط إدارة بايدن لتزويد كييف بأنظمة الصواريخ التكتيكية العسكرية الجديدة القوية طويلة المدى، والتي من شأنها أن تعزز بشكل خطير قدرة أوكرانيا على الدفاع عن قواتها.

وبهذا المعدل، ونظراً للتقدم الذي أحرزته موسكو مؤخراً في ساحة المعركة، فمن الممكن أن تنتهي الحرب لصالح روسيا قبل وقت طويل من تفعيل هذه الأسلحة الغربية الحيوية، وهو الاحتمال الذي ينبغي أن يثير قلق الزعماء الأوروبيين.

وشددت التليجراف أنه “من الضروري، إذا كان لنا أن نتجنب التصعيد القاتل للصراع في أوروبا، أن يضاعف الغرب جهوده لتزويد كييف بالأسلحة التي تحتاجها لتحقيق النصر في ساحة المعركة. ففي نهاية المطاف، لا تخوض أوكرانيا هذه الحرب من أجل بقائها فحسب. إنها تقاتل للدفاع عن التحالف الغربي بأكمله."

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التليجراف روسيا أوكرانيا اوروبا بوتين

إقرأ أيضاً:

روسيا تعلن عن تدمير معاقل قوات كييف في كورسك

كشفت قوات "أحمد" الروسية الخاصة تدمير أحد معاقل قوات كييف في منزل مهجور بالقرب من منطقة سودجا في مقاطعة كورسك، وفقًا لـ"روسيا اليوم".

وزير الخارجية: لدينا علاقات قوية مع روسيا تمتد لعقود طويلة وزير الخارجية يلتقي عدد من ممثلي الجالية في روسيا ويتفقد السفارة المصرية بموسكو


وقال أحد مقاتلي القوات في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي": "أبلغتنا وحدات الاستطلاع أن مدرعة من طراز BBM قامت بإنزال مجموعة مشاة بالقرب من منزل مهجور في سودجا حيث اتخذوا منه معقلا".
وأضاف: "وبحسب المعلومات ستة جنود على الأقل من القوات المسلحة الأوكرانية وصلوا إلى هذه النقطة وأقاموا معقلا صغيرا هناك".
وتابع قائلا: "نفذنا استهدافا جيدا.. أطلقنا قذيفة أولى، ثم قذيفة أخرى أصابت الهدف مباشرة، ثم قذيفة ثالثة على بعد خمسة أمتار من الهدف، ثم قذيفة أخرى أصابت الهدف مرة أخرى.. دُمر الهدف".
وتواصل القوات الروسية التصدي للهجوم الذي شنه الجيش الأوكراني على أراضي كورسك صباح 6 أغسطس الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن خسائر قوات كييف على أطراف مقاطعة كورسك الروسية بلغت 13800 فرد و 115 دبابة و26 محطة حرب إلكترونية ومئات المدرعات وراجمات الصواريخ منذ الـ6 من أغسطس بحسب بيانات وزارة الدفاع الروسية.

فيما أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو مؤخرا أن متوسط خسائر جيش زيلينسكي 2000 قتيل يوميا على مختلف المحاور.

مقالات مشابهة

  • الناتو يترك للدول الأعضاء حرية اتخاذ القرار حول استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا
  • روسيا تعلن عن تدمير معاقل قوات كييف في كورسك
  • روسيا ترفع عدد قوات الجيش للمرة الثالثة خلال الحرب على أوكرانيا.. كم وصل؟
  • الاستخبارات الروسية: كييف تحضر استفزازًا جديدًا بمساعدة واشنطن
  • أوكرانيا تحبط هجمات روسية في سماء كييف
  • يقدم خطة لتحقيق "النصر".. زيلينسكي يطالب شركاء أوكرانيا بمزيد من الأسلحة
  • كيف يمكن لبوتين أن يستخدم السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا؟
  • أوكرانيا تكشف "أكبر تهديد" خلال الحرب مع روسيا
  • مدفيديف: موسكو لديها الأسباب الموجبة لاستخدام الأسلحة النووية مع كييف
  • «القاهرة الإخبارية»: كييف تسلم واشنطن قائمة بأهداف محتمل ضربها في روسيا