رأي اليوم:
2025-02-12@19:48:49 GMT

المهمة المستحيلة.. كيسنجر وترويض الصين

تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT

المهمة المستحيلة.. كيسنجر وترويض الصين

اسيا العتروس كل الطرق تؤدي إلى الصين وهذا ما تؤكده بوصلة إدارة البيت الأبيض في هذه المرحلة وبعد وزيرة المالية في حكومة بايدن وزيارة جون كيري المسؤول عن إدارة المناخ جاء دور مستشار الأمن القومي الأسبق ووزير الخارجية الملقب بثعلب الديبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر الذي احتفل بعيد ميلاده الواحد بعد المائة والذي تلجأ إليه واشنطن في محاولة لتطويق الأزمات وتطويع العملاق الصيني وربما ضمان حياد بيكين في اعقد واخطر أزمة تقودها أمريكيا في خضم الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا وتداعياتها الأمنية والإستراتيجية والاقتصادية على أكثر من منطقة في العالم.

. ولعل المثير فعلا أن تعود واشنطن الى الدفع بكيسنجر الى سطح الأحداث لتعبيد الطريق نحو بيكين وربما لمحاولة استقراء توجهات المنافس الصيني.. أن تكون للزيارة صبغة رسمية أو غير رسمية فقد لا يكون الأمر مهما والاهم أن كيسنجر المبعوث الأمريكي الى الصين التقى وزير الدفاع الصيني ما يمنح الزيارة بعدا أعمق مما يبدو ويجعلها أكثر من زيارة مجاملات أو إحياء لصداقة قديمة.. زيارة المسؤول الأمريكي السابق الى الصين في مثل هذا التوقيت ما يدفع الى استحضار البيان الختامي لقمة الحلف الأطلسي الأسبوع الماضي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس والتي حدد الخطر الأكبر على الحلف بعد روسيا والإرهاب في الصين ثم إيران.. وقد ذكر البيان الختامي لقمة الناتو الصين في أكثر من بند واعتبر ان ما تتجه اليه الصين من تعزيز قدراتها العسكرية بات امرا مثيرا للمخاوف فضلا عن تدخلات الصين وامتدادها في افريقيا وفي منطقة الشرق الاوسط.. آخر زيارة للمسؤول الأمريكي السابق كانت عام 2019 قبل اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا عندما استقبله الرئيس شي جين بينغ في قاعة الشعب الكبرى بميدان تيان ان مين ما يؤكد مكانته لدى الصين وما يمكن أن يفسر العودة إليه في هذه المرحلة رغم تقدمه في السن وابتعاده عن السياسة .. كيسنجر الذي يعود مجددا الى الصين في مهمة رسمية تبدو معقدة وإن لم تكشف تفاصيلها اعتبر أن عالم اليوم يحتاج لتعايش بين التحديات والفرص بما يمكن أن يضمن للولايات المتحدة والصين بإزالة سوء التفاهم والتعايش سلميًا وتجنب المواجهة..الى هنا يبدو صوت الحكم والديبلوماسية ملازما للديبلوماسي الأمريكي الذي خبر الأحداث العالمية طوال أكثر من سبعة عقود وعايش الحرب العالمية الثانية وبقية الحروب التي خاضتها أمريكا من فيتنام الى العراق وأفغانستان وليبيا بما يعني أن في سجل الرجل من المعلومات والأسرار ما يجعله الصندوق الأسود لكل المخططات والأحداث التي تركت بصماتها بعمق في مصير الكثير من شعوب العالم.. ما يدفع للتساؤل عما إذا كان لما بقي للرجل من قدرة على متابعة وفهم تطورات عالم اليوم تأثير على علاقات بلاده بالتنين الصيني الذي يواصل التمدد ويستمر في مساعيه لكسب ود وصداقات وثقة مختلف شعوب العالم التي تبحث عن مخرج لأزماتها .. ليس من الواضح الى ماذا ستؤول مهمة كسينجر وهل سينجح في الدور الذي أعاده الى الأضواء أو ما إذا كانت الزيارة الى الصين مجرد صورة تريدها واشنطن لتوجيه رسائلها الى أكثر من طرف وأولها روسيا الحليف للصين .. يبقى من الواضح من الجانب الصيني أن بيكين فهمت مقتضيات اللعبة وقد كشف كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يى، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الزائر هنري كيسنجر أمس، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى “حكمة دبلوماسية على غرار كيسنجر” لمراجعة العلاقات الثنائية التي بلغت أدنى مستوياتها تاريخيا… تصريحات المسؤول الصيني وانج، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، لم تغب عنها اللياقة الديبلوماسية إزاء من وصفه بالصديق القديم في إشارة الى دور كيسنجر في سبعينات القرن الماضي في إذابة الجليد وتقريب المواقف وتهيئة المناخ لزيارة الرئيس نيكسون الى الصين … ولكن آداب الضيافة الصينية وشروط  اللياقة الديبلوماسية لم تمنع المسؤول الصيني من تذكير الزائر بالخطوط الحمراء لبيكين وأنه سيكون من المستحيل تطويق الصين ومن المستحيل التخلي عن سياسة الصين الواحدة في تذكير واضح بان علاقات بيكين وواشنطن محكومة برفع الإدارة الأمريكية اليد عن ملف تايوان.. التحولات المناخية بدورها لم تغب عن اللقاء ولكن ما لم يكشف الطرفان في هذا اللقاء يذهب بالتأكيد الى ما يمكن أن تطلبه واشنطن من بيكين في علاقة بروسيا وبالدعم الصيني لبوتين في حربه المفتوحة مع أوكرانيا ومع الغرب .. كاتبة تونسية

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الى الصین أکثر من

إقرأ أيضاً:

المحكمة: بيت العدل!

#المحكمة: #بيت_العدل!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

​ استقر في ذهن الناس أن المحاكم هي أماكن يصعب أن تشعرك بالأمن. فالمحكمة مكان مساءلة وليست مكانًا اجتماعيّا؛ ولذلك يقولون: اللهم أبعدني عن المحاكم والحاكم! كذلك يقولون: “جرجرني في المحاكم”، ويهدد بعضهم بعضا بقوله: والله لأجرجره إلى المحكمة! هذه هي الصورة النمطية للمحكمة: حبالها طويلة. وكما يقال: العدالة أشبه بالقطار، تصل دائمًا متأخرة!!
​وليس من النافل أن نقول: المحكمة بيت العدل والعدالة! وليس للمظلوم من نصير إلّا محامٍ أمين وقاضٍ نزيه. فالتقاضي حق من حقوق الإنسان، ولولا المحاكم، والقانون، والمحامون لضاعت مدنية المجتمعات، وأصبحت غابات يُفتَرس فيها الضعاف.

(01)
القانون، ولا شيء غيره!
​تتفاضل المجتمعات بمدى احترامها للقانون، ومدى سيادة القانون فيها.ولا شكّ أننا عربيّا بعيدون عن ذلك؛ على الرغم من ادّعاء كل نظام التزامه بالقانون.
نظريّا: الدستور يسمو على كل القوانين، وهناك تباينات تتعلق بسموّ الدستور على المعاهدات الدولية. ولكن من المتفق عليه أن الدستور ملزِم لكل السلُطات: التنفيذية، والقضائية، والتشريعية! ولا تستطيع سلطة” محترمة” مخالفة الدستور. وتنبثق عن الدستور القوانين، والأنظمة، والتعليمات، حيث تتفق مع الدستور” روحًا “على الأقل! ولذلك، فإن الدستور حين يكفل حرية الرأي، والتعبير، والتفكير، والعقيدة، يكون المرجع الذي يلجأ إليه القضاة، والمحامون في أعمالهم!
​والمادة 15 من الدستور تكفل حرية الرأي بالقول، والكتابة لكل أردني؛ شرط عدم تجاوز القانون .والغاية من هذه المادة إباحة النقد، وإشراك المواطنين في مراقبة أداء مسؤوليهم، ومؤسساتهم. وتبقى فجوات بين الدستور، والقانون، والتطبيق على كاهل القضاة. فالمسؤول قد يتخذ قرارات خاطئة، ومن حق المواطن نقدها بهدف تصويبها.

(02)
بين النقد وتشويه السمعة
​أجازت المواثيق الدولية حقوق التعبير، والنقد، وحرية الرأي، وكذلك الدساتير في فرنسا، والعراق، ومصر، والأردن، والكويت، وغيرها، فالأصل فيها الإباحة، وليس التجريم. وما يميز النقد عن القذف، وتشويه السمعة أنه يركز على أداء المسؤول، وليس شخصه وعرضه، كما يتميز النقد بقصده في الإصلاح، وليس المساس بشرف المسؤول! ولذلك، حين ننقد المؤسسات، فلا علاقة لها بنقد المسؤول، فالمؤسسات وطنية تبنى من ضرائب كل مواطن، ولذلك، يحق له نقدها، أو الدفاع عنها بقدر المسؤول نفسه.

مقالات ذات صلة الصراحة راحة يا “بن غفير “ 2025/02/10

(03)
في أدب المحاكم!
​تشير تقاليد المحاكم إلى مجموعة من الأخلاقيات التي يلتزم بها القاضي، والمحامي، والمواطن. وسأبرز هنا سلوك المواطن في المحكمة: شاهدًا، أو متّهمًا، أو محبّا للاستطلاع؛ ومن أبرز هذه السلوكيات:
اللباس الأنيق، والألوان الهادئة، وعدم المبالغة في التزيّن. والجلوس المحترم، فمن الممنوعات التي عرفتها مؤخرا، ممنوع وضع ساق فوق أخرى، وممنوع التحدث مع الآخرين، ووجوب الاستماع لما يدور، وعدم استخدام أي أدوات في اليد مثل مفاتيح وغيرها،
لم أكن أعرف ذلك قبل أن ينهرني أحد القضاة.
​قلت للقاضي بعد الجلسة: لماذا لا تعلنون هذه الممنوعات؟ ولو كنت أعرفها لركزت عليها في المناهج الدراسية.
المحاكم تستحق الاحترام!!

مقالات مشابهة

  • «مدبولي» يترأس اجتماع الحكومة غدا لمناقشة عدد من الملفات المهمة
  • الصين تحذر الفلبين من مخاطر نشر نظام تايفون الصاروخي الأمريكي لفترة طويلة
  • الصين: لن نسمح بأي تدخل أجنبي ولدينا القدرة للحفاظ على سيادتنا
  • الجيش السوداني يرد على طلب الإمارات وقف إطلاق النار في رمضان
  • السفير محمد حجازي: البيان المصرى الأمريكي حمل العديد من الرسائل المهمة
  • أكثر خطورة من الكوكايين والماريجوانا.. ماذا تعرفون عن الفنتانيل الذي يحاربه ترامب؟
  • إيران تدين المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهجير سكان غزة قسرا
  • المحكمة: بيت العدل!
  • المعادلة المستحيلة
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: الصين والهند مستعدتان لتسوية صراع أوكرانيا