عون وباسيل يعلنان مراسم دفن اتفاق مار مخايل
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
قد يبدو "حزب الله" غير مبالٍ ظاهريًا بخطوة "التيار الوطني الحر" غير المسبوقة في تاريخ علاقتهما، التي كان فيها "طلعات ونزلات". ولكن في حقيقة الأمر أن "حارة حريك" مستاءة كثيرًا من توقيت تزامن موقفي كل من الرئيس السابق ميشال عون ورئيس "التيار" النائب جبران باسيل، اللذين أعلنا وفي شكل غير مباشر مراسم دفن "اتفاق مار مخايل"، وبالأخص البند العاشر منه، والذي ينص على الآتي: "إن حماية لبنان وصون استقلاله وسيادته هما مسؤولية وواجب وطني عام تكفلهما المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان لا سيما في مواجهة أي تهديدات أو أخطار يمكن أن تنال منهما من أي جهة أتت.
وبما أن "إسرائيل" تحتل مزارع شبعا وتأسر المقاومين اللبنانيين وتهدّد لبنان فإن على اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم وتقاسم أعباء حماية لبنان وصيانة كيانه وأمنه والحفاظ على استقلاله وسيادته من خلال:
1 - تحرير مزارع شبعا من الاحتلال الإسرائيلي.
2 - تحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية.
3 - حماية لبنان من الأخطار الإسرائيلية من خلال حوار وطني يؤدي إلى صياغة استراتيجية دفاع وطني يتوافق عليها اللبنانيون وينخرطون فيها عبر تحمّل أعبائها والإفادة من نتائجها. وتعتبر "حارة حريك"، وكما سبق أن أعلن ذلك الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله، أنها لن تسحب يديها من يد الآخر إلا إذا سحب هذا الآخر، أيًا يكن هذا الآخر، يده من يدها. وهكذا يكون كل ما بني قبل عشرين سنة حتى الآن بين "الحليفين الاستراتيجيين" مبنيًا على رمل، وكل بناء لا يكون مبنيًا على الصخر يكون مآله الانهيار، فكيف لو كانت هذه الرمال متحركة. والمقصود بـ "الرمال المتحركة" في علاقة "حزب الله" بـ "التيار الوطني الحر" أنها كانت قائمة على مصالح متبادلة ومشتركة، أي أن "التيار" يضمن عدم تعرّض خاصرة "المقاومة" لـ "الطعن المسيحي"، وهذا ما حصل في حرب تموز، مقابل أن يؤمن "الحزب" وصول "التيار" إلى السلطة، وهذا ما حصل في العام 2016 بوصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية. ولأن هذه العلاقة بُنيت على رمال المصالح فإنها كانت عرضة للسقوط في كل مرّة كان كل من "الحزب" و"التيار" يمرّان في ظروف صعبة، إلاّ أن السيد نصرالله كان يأخذ الأمور بصدره، ويحاول في كل مرّة ترميم صورة هذه العلاقة بـ "التي هي أحسن"، ويحاول التمييز بين الرئيس عون والنائب باسيل، حيث كان يتفهمّ "شطحات" الأخير لأسباب لم تعد خافية، وهي بدأت تظهر إلى العلن بعد الافطار الرمضاني، الذي جمع باسيل برئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية إلى مائدته، وأفهمه صراحة أن حصّة الرئاسة هذه المرّة من نصيب ابن فرنجية، الذي تنازل عمّا يعتبره حقًّا له في المرّات السابقة لمصلحة كل من العمادين ميشال سليمان وميشال عون. ويُسأل النائب باسيل من بيئة "حزب الله" بالذات فيما لو أن "الثنائي الشيعي"، وبالأخصّ "حزب الله"، قرّر أن يرشّحه بدلًا من فرنجية فهل كان لينقلب على "اتفاق مار مخايل" بهذا الشكل وفي هذا التوقيت بالذات، وهو يعرف أن موقفه هذا من شأنه أن يضعف خاصرة "المقاومة" داخليًا، وأنه بهذا الموقف غير المسبوق قد يعطي خصوم "الحزب" في الداخل والخارج حججًا لم تكن مقنعة كثيرًا قبل "الانعطافة العونية". أمّا الآن فإن ما يمكن أن تتعرّض له "المقاومة" من سهام ستُرشق بها من كل حدب وصوب قد يصيبها في المعادلات السياسية الداخلية بشظايا مؤذية. وفي رأي أوساط سياسية قريبة من "حارة حريك" فإن موقف كل من عون وباسيل لم يقتصرا على رفض "تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين. ولسنا مع وحدة الساحات ومع ربط لبنان بجبهات أخرى، وتحديداً ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة"، بل زادا عليهما موقفا آخر، وهو ما كشفه رئيس "التيار" عن سعيه إلى حلقة تشاورية في الموضوع الرئاسي يكون مناهضًا لطرح "الثنائي الشيعي"، الأمر الذي نسف إمكانية ترميم الجسور، التي تنهار الواحد تلو الآخر، بين "حارة حريك" و"ميرنا الشالوحي". وفي رأي هذه الأوساط فإن خطوة كل من عون وباسيل في هذا التوقيت القاتل هو طعنة في الظهر لم تكن متوقعة، وعلى هذا الأساس سيكون التعامل معها، وقد ينسحب ذلك على ما يمكن أن تتركه من آثار على علاقات قواعد كل من الفريقين، التي بدأت تهتز بما يصدر عن الجيوش الالكترونية من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي سيكون لها الأثر السيئ ، خصوصًا في مناطق التماس.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حارة حریک حزب الله
إقرأ أيضاً:
الإعلان عنه قريبا.. الكشف عن ملامح اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، أن ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل.
ونقلت "نيويورك تايمز"، عن مسئولين إقليميين وأمريكيين أن الاتفاق المطروح يتضمن الدعوة لهدنة 60 يوما تنسحب خلالها إسرائيل من جنوب لبنان وينسحب مقاتلو حزب الله لشمال الليطاني.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل انتشار الجيش اللبناني وبعثة حفظ السلام في المنطقة الحدودية خلال هدنة الـ60 يوما.
وأوضح المسئولون لـ "نيويورك تايمز" أن " الاتفاق يشمل آلية جديدة برئاسة أمريكا لضمان بقاء قوات حزب الله وإسرائيل خارج المنطقة الحدودية.
وأضافوا أن المفاوضين يأملون أن تصمد الهدنة 60 يوما لتتحول إلى دائمة خلال إدارة ترامب.
وقال المسؤولون لـ"نيويورك تايمز" إن إسرائيل أكثر حرصا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مقارنة بغزة.
وفي سياق المتصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن رفض إسرائيل ضم فرنسا إلى الدول المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان من بين الثغرات حتى الآن.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن إسرائيل ترى أنه سيتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام قليلة.