رأي اليوم:
2024-07-06@04:09:20 GMT

المثلية قادمة فماذا أعددنا لها

تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT

المثلية قادمة فماذا أعددنا لها

زهير شمشوب قصة قوم لوط في الزمن الغابر كانت قصة غريبة، و قد أبدت آيات القرآن الكريم هذه الغرابة على لسان نبي الله لوط إذ قال: “أتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين، إنكم لتاتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون” الأعراف 80  هاهو لوط في غابر الزمن، يستغرب من عمل هؤلاء الفساق لما ابتدعوا و اخترعوا من الفاحشة، لكن أغرب من ذلك قصة أحفاد قوم لوط في زمننا الحاضر، فأولئك كانوا ياتون الرجال و يقطعون السبيل و ياتون في ناديهم المنكر، فكان شرهم مقتصرا عليهم يمارسون رذائلهم فيما بينهم و ينزو الرجل منهم على الرجل في نواديهم و أماكن اجتماعهم و على مرأى و مسمع منهم، و يقطعون سبيل من اتخذ ديارهم و مضاربهم طريقا فكانت حرابتهم تطال كل مسافر مر عبر ديارهم إذ يصبح عرضه و ماله مستباحا.

 لكن أحفاد هؤلاء اليوم فاقوا أجدادهم في التعنت و الصلف و بلغوا أعلى درجات الفحش والتفحش؛ ففسادهم متعدي لا يقتصر عليهم، و لا يلزم حدودهم، إذ هم “يناضلون” من أجل نشر رذائلهم لتتخذ صفة العالمية، يريدون أن يصبح شذوذهم حقا من الحقوق المفروضة و المحفوظة بموجب القانون الدولي، الذي يسموا على كل القيم الدينية و التقاليد المجتمعية، يروجونه بين  الناس و ياكلون على ذلك أموال طواغيتهم الكبرى. و لما كان هؤلاء الحفدة هم فروع لبذر خبيث أصيل في التدمير و الشر، أفنى بأنانيته و إسرافه مقدرات الطبيعة بعناصرها مجتمعة، فلم يسلم منه تراب و لا هواء و لا ماء و أغرق الكوكب في أزمات المناخ و شح الماء، ها هي فروعه اليوم تواصل المهمة بالسعي إلى تدمير البشر نفسه،  بدء بنزع طبيعته و إطلاق العنان لكل أنواع الشذوذ التي بلغت من الكثرة و التنوع ما جعلها مستعصية على العد أو الإحصاء، و انتهاء بالقضاء على إنسانيته حتى يتحول إلى كائن مشوه الخلقة و الخلق مذنث ـ يجمع الذكورة و الأنوثة ـ يبول على وجهه. حفدة قوم لوط اليوم أبناء زمانهم فهم ينطلقون من واقعهم و يمتلكون أساليب القوة في هذا الواقع، فتجد منهم “رجل” الدولة المحنك و “رجل” الأعمال الناجح و العالم و الأستاذ و الطبيب المتمكن في ميدانه، مما يعطي الفرصة بالترويج لفكرة أن الشذوذ لا يعيق الاندماج و خدمة الانسانية، حتى أنهم محوروا فحشهم فاتخذوا له تسميات و توصيفات تدرجت بتدرج خطواتهم الشيطانية، إذ انطلقوا من “الشذوذ الجنسي” إلى “المثلية الجنسية” إلى تسمية تجعل من هؤلاء فئة اجتماعية خاصة فسموا أنفسهم “مجتمع الميم”، أو LGBT و هي التسمية التي جمعت مختصرات لمتحورات الشذوذ ابتداء بـ مثلي الجنس و منه اللواطيون و السحاقيات، ثم مزدوجوا التوجه الجنسي، وهم الذين يجمعون في شذوذهم بين الجنسين، ثم متحولوا الجنس، وهم أولئك الذين حولوا جنسهم من الذكورة إلى الأنوثة أو العكس، كما أن هناك تصنيفات أخرى ما تفتأ تتزايد و تنشطر عن هذه الموبقات الهدامة. وما التفنن في اختراع هذه التصنيفات إلا محاولة للتطبيع مع هذه الفاحشة العظمى والتدليس على مخالفتها لطبيعة البشر، و جعلها أمرا مقبولا و جعل أهلها فئة ضمن باقي فئات المجتمع، و هو الأمر الذي تتجند له تنظيمات عالمية من ورائها مؤسسات تتحكم اليوم بمصائر العالم، و إذا كانت الدول التي تملك مصيرها قادرة على أخذ موقف من هذه الأمور انطلاقا من قرارات سيادية فتقبله أو تتركه، فإننا في العالم المتخلف حيث يرتهن غذائنا و بقاؤنا بتفضلات المنظمات الدولية، التي جعلت “الدفاع عن حقوق المثليين” شرطا لتقديم “مساعداتها” كيف يتسنى لنا الرفض و هي التي ترعى أمر الشذوذ في الأصل، و لا تعترف بخصوصية و لا بمبادئ عقدية أو اجتماعية؟ كيف نرفض و نحن الغارقون في هذه التبعية العمياء؟ لكن هل هذا يعني الاستلام؟  فقد لا تسعفنا الظروف أن نرفض لكننا في المقابل يمكن أن نقاوم كأسر مسلمة يهديها القرآن و فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لما كان حالنا اليوم أمام هذا الضغط الفاحش كحال لوط عليه السلام في قومه في ذاك الزمان الغابر، فإن لنا فيه أسوة حسنة؛ فهو عليه السلام، بين لقومه سوء عملهم و استمر ينهاهم عن فحشهم بكل الوسائل، لكن دون جدوى و لما هان في أعين قومه، و أعياه الضغط و التهديد، و أعوزته الحيلة أمام إصرارهم على الفسوق و العصيان، فأدرك ضعفه و افتقاره للقوة الكفيلة بالمواجهة، إذ قال: “لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد” هود 80 فاستمطر رحمة الله و حمايته و هو الركن الذي لا يُهزم من اتخذه حصنا و مأوى، فألهمه الله إلى إدراك خطورة الشذوذ على الأسرة و ما يتهددها بسببه من ضياع فدعا ربه أن ينجيه و أهله  إذ قال: “رب نجني و أهلي مما يعملون” الشعراء 169 و بذلك يكون القرآن الكريم قد وجهنا إلى الدعاء كأنجع سلاح لمواجهة شر الفواحش، و هذا الدعاء يوضح مسؤولية كل واحد منا في حماية أسرته و أهله من هذه الفاحشة،  فدعاء لوط كان استمدادا للقوة من الله في التوفيق للقيام بواجب حماية أسرته، حتى تأتي النجاة من الله، و يأذن سبحانه بتدمير الآخرين فيجعل عاليها سافلها و يمطر “عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك و ما هي من الظالمين ببعيد”، ثم يأتي بعد ذلك الأخذ بالأسباب،  بالحوار الصريح و النقاش البناء مع الأبناء، و استطلاع أفكارهم حول الموضوع، و تصحيح الخاطئ منها وفق ما نص عليه الدين الحنيف، و ذلك دون خجل أو حياء سلبي، فالأمر أخطر من كلمة “حشومة” و إنه لمن المعيب أن تجد أبا أو أما في هذا العصر يمارسان أبوية متهالكة تمنع الحوار و تجعل مناقشة الابناء و مرافقتهم قدحا في الاحترام الواجب للآباء، فإن لم نتولى مهمة توعية أبناءنا بخطورة ما يحاك ضدهم من المصائب و الآلام، فإن الهواتف المحمولة و باقي وسائل التواصل الاجتماعي و التي يتحكم فيها الفساد، ستتولى الأمر بطريقتها ولات حين استدراك. إن شر المثلية اليوم ليس منا ببعيد، و هو كالسرطان يذب في جسم المجتمع ذبيبا، هدفه تخريب بنية الأسرة المسلمة، هذه الأسرة التي يوجد بين ظهرانينا من اندمج في مسلسل تخريبها منذ زمن، مع دعوات إدماج المرأة في التنمية و هم الذين يدعون اليوم إلى المساواة بين الجنسين في انتظار إلغاء مفهوم الجنسين، و قد أصبح اليوم بينهم من له من الجرأة ما يدفعه إلى حمل رايات الشذوذ على الملأ و أمام الكاميرات، وفي ظل بروز النابحين على الهوامش الذين يدمرون كل قدوة و يسفهون كل معتقد سليم و يطعنون في المقدسات و رموزها تحت مسمى التنوير و تصحيح الإسلام،  فإن المهمة تصعب يوما بعد يوم، مما يستدعى تجندا و يقظة أساسها المرافقة الدائمة للأبناء و الحرص على تعزيز ارتباطهم بعقيدتهم و سنة نبيهم، و تعظيم شعائر دينهم و رفع شانها و تفعيل مفهوم القدوة الحسنة التي تصلح بها البلاد و العباد، و التركيز على أن مظاهر الشذوذ كلها مخالفة للفطرة محرمة من الخالق عز و جل. كاتب مغربي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: هجوم حزب الله اليوم على شمال إسرائيل "الأكبر منذ بداية الحرب"

إعلام إسرائيلي: هجوم حزب الله اليوم على شمال إسرائيل "الأكبر منذ بداية الحرب"

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأسبق: ترشح بايدن وترامب للانتخابات الأمريكية مؤسف
  • كيف ردّ حزب الله على آخر قصف إسرائيلي للجنوب؟ بيان بعمليات جديدة
  • مساجد الجزائر تحيي الذكرى 62 للإستقلال
  • إلهام شاهين تشيد بالراحلة وردة الجزائرية.. فماذا قالت؟
  • الاغتسال والتطيب وسورة الكهف.. سنن محببة في يوم الجمعة
  • بسرعة 70 كم بالساعة.. رياح البوارح قادمة وعواصف غبارية ستغطي العراق
  • كُتلة هوائية بحرية قادمة للأردن في هذا الموعد
  • إعلام إسرائيلي: هجوم حزب الله اليوم على شمال إسرائيل "الأكبر منذ بداية الحرب"
  • فرنسا تسحب مشروبًا غازيًا؛ فماذا عن وضعه في سلطنة عمان؟
  • الاحتلال يعتقل شابًا من رام الله فجر اليوم