الدكتور خيام الزعبي سقط الرهان، أسقطه السوريون بعدما إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في دول المنطقة من مجازر ودمار، وواهم من يعتقد أنه له مكان في يلدنا الغالي “سورية” رغم اشتداد الهجمة عليه، لأن أبناء القبائل والعشائر العربية والجيش السوري لهم بالمرصاد، استطاعوا أن يبرهنوا إنهم قادرين على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة وسحقها في كل المناطق السورية.
وجهت عشائر دير
الزور رسائل قوية تحمل في مضمونها الكثير من الدلائل تثبت قدرة السوريين٬ وعزمهم على طرد الاحتلال الأمريكي التي يؤجج الصراعات في المنطقة، في هذا الإطار رأى سياسيون أن الحرب الأمريكية على سورية فشلت في تحقيق أهدافها وقالوا خلال شهادات أدلوا بها لوسائل الإعلام إن الانتصار الحقيقي الذى حققته أمريكا هو ذلك الإنتصار المتعلق بمساحة الجريمة التي اقترفتها ضد المدنيين والبنية التحتية بينما لم تنجح في تحقيق الهدف الاستراتيجى الكبير وهو كسر شوكة السوريين ومعنوياتهم وإجبارهم على رفع الرايات البيض، لذلك رأينا دعم الأمريكان لأدواتهم في سورية محاولين تفتيتها إلى دويلات لخدمة مصالحها، ولأن سورية مختلفة عن دول العالم إذ تتميز بجيش قوي يقف بحزم ضد جميع المؤامرات التي تحاك ضد سورية، يتجه المشروع الى الفشل. ما يجري في دير الزور اليوم لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها سورية، فالحرب واحدة وممتدّة، فبعد كل هذه السنوات التي راهن فيها الكثير على سقوط المقاومة، ثبت أن هذه المقاومة خرجت أقوى مما كانت عليه، وبإمتحان ريف دير الزور الغربي الآن نجحت في البرهنة -كالعادة- أن دير الزور هي قلب وقبلة المقاومة ضد “قسد” والاحتلال الأمريكي، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة: هل تكون المقاومة الشعبية شوكة بحلق المشروع الأمريكي في دير الزور؟ وعلى الطرف الأخر، يواصل أهالي دير الزور احتجاجاتهم ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والقوات الأمريكية مطالبين بطردهم من منطقة الجزيرة، ومحاسبة قادة ما يسمى بـ “مجلس دير الزور العسكري” التابع لقسد، وذلك على خلفية ارتكابهم الجرائم ونهب الثروات الوطنية وتقديمها للقوات الأمريكية. إن المتتبع للشأن السياسي ببلادنا يرى إن ارتفاع الاحتجاجات الشعبية ضد ” قسد ” والوجود الأميركي غير الشرعي في دير الزور، كانت تعبيراً عن فعل شعبي يؤكد على تاريخ من مشاعر الانتماء، كان أهالي دير الزور جميعا بمختلف فئاتهم وطبقاتهم يهتفون “يحيا الوطن”، هذا بلا شك يجسد انتماءً مشتركاً إلى مجتمع واحد ” المجتمع السوري” بذلك سقط الرهان، أسقطه السوريون بعدما إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في دول المنطقة من إرهاب ومجازر دموية بشعة. مما لا شك فيه، يجري التعويل على العشائر، بعد استعادة دورها المغيب في المنطقة، من أجل الدفاع عن الجزيرة بوجه محاولة تحويلها إلى ثكنات عسكرية تحت مسميات مختلفة وبدعم أميركي، لذلك هناك عدة مهمات أساسية لوجهاء عشائر دير الزور لا بد من القيام والنهوض بها منها: بلورة خطاب جامع بين أبناء المنطقة يقوم على رفض مشاريع الادارة الأمريكية، والعمل بشتى الطرق على اعتبار الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من سورية، وكذلك مواجهة نهب الثروات السورية، بالإضافة الى الوقوف أمام مشاريع ضرب هوية المنطقة من خلال رفض مشاريع تعليمية تحاول الإدارة الكردية فرضها بالقوة، ولا يمكن أن يتحقق ذلك من دون اتحاد العشائر على أسس واضحة، وبناء كيان سياسي يمثل منطقة الجزيرة بكافة محافظاتها: الرقة، دير الزور، والحسكة من أجل تحقيق الأمن والآمان للمواطن السوري. بالتالي إن ارتفاع منسوب التدخل الأمريكي في هذه المنطقة، وبالذات في الجزيرة السورية، يهدف إلى استمرار الفلتان الأمني فيها، وأبعادها عن أي جهد يعيدها إلى حضن الدولة السورية، ويفتح المنطقة أمام صراعات بين القبائل بحسب ولائها السياسي، ويطيل أمد الحرب المفروضة على سورية. وفي إطار التطورات الحالية تجد القوات الأمريكية نفسها أمام مأزق حقيقي، حيث أن سيطرتها على الأراضي السورية فِكرة غير قابلة للتحقق في ظل معارضة روسيا وإيران والمقاومة، كما أن أمريكا التي أدارت الصراع في سورية خسرت رهانها لأن قوات الجيش السوري على مختلف المكونات والأطياف هبوا ليقفوا صفاً واحداً في مقاومة الإحتلال الامريكي، وبذلك فأن أمريكا دفعت ثمناً سياسياً ودبلوماسياً باهظاً لمغامرتها الطائشة في سورية، وبسبب ذلك تحولت الأضواء الى سجلها الذي يرثى له في مجال حقوق الانسان. بالطبع، فإنني لستُ في حاجة إلى مزيد من الشرح إزاء أهمية الإصطفاف الوطني لمجابهة الإرهاب، لكنني أعتقد أن التذكير بخطورة الجماعات المتطرفة والإرهاب والتخريب وأهمية التعجيل بإعلان المصالحات الوطنية الشاملة أمر في غاية الأهمية، وسوف يؤكد حقيقة وأهمية هذا الإصطفاف، وبالتالي القدرة على إصابة هـذا الإرهاب وإزالته من الأرض السورية، والعمل على إعادة بناء سورية الحديثة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. بإخصار شديد…. يمكنني القول أن اللعبة قد إنتهت بالنسبة لأدوات أمريكا في سورية بعد أن قرر أبناء القبائل والعشائر العربية والجيش السوري وحلفاؤه قلب الطاولة على الجميع في المنطقة، وبذلك أسقطوا الرهان على إسقاط سورية وغيّروا ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط برمتها، كل ذلك يؤكد بان خطاب النصر النهائي بات قريباً، وأن معارك داعش والاحتلال الأمريكي وقسد تشارف على نهاياتها. كاتب سياسي سوري Khaym1979@yahoo.com
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
دیر الزور
فی سوریة
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد أن الأمريكي شريك أساسي مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن بريطانيا وفرنسا شاركت الأمريكي في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين وتجنيدها وتسليحها وتمكينها.
وأضاف السيد أن الرئيس الفرنسي الحالي ومن قبله جعلوا من أنفسهم الفداء للصهاينة اليهود، وأن ألمانيا تقدم الكثير من قذائف السلاح والدعم السياسي والإعلامي.. مؤكداً أن قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية اتجاهها الإجرامي الوحشي ضد أمتنا الإسلامية من منطلق عقائدي ورؤية وتوجه
ولفت قائد الثورة إلى أنه من المدهش أن بعض السياسيين والإعلاميين العرب ممن يتحدثون عن المجاهدين في فلسطين ولبنان يتحدثون عنهم وكأنهم هم من استفز العدو الإسرائيلي والأمريكي.
وأوضح السيد أن الأمريكي والبريطاني والأوروبي اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به لتدمير أمتنا الإسلامية.. لافتاً إلى أن الحديث الصهيوني المتكرر عن فلسطين وبقية الشام ومصر وأجزاء من السعودية والعراق بهدف السيطرة والاحتلال المباشر.
وأشار السيد القائد إلى أن ما يعبّر عنه الأمريكي والإسرائيلي بتغيير وجه الشرق الأوسط يعني التحكم بالجميع بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.. مضيفاً أن عدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز بل هم من ابتدأ العدوان على امتنا باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب.
ونوه السيد إلى أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن توجه العدو ظلامي بكل ما تعنيه الكلمة في رؤيته وتوجهه وفكره.