“السيناريو الأسوأ” لغزة.. علماء أوبئة: هذا ما سيحدث في 6 أشهر فقط إذا استمرت الحرب
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
#سواليف
قدمت صحيفة أمريكية شهيرة صورة سوداوية ومفزعة لما ستؤول إليه الأحوال في قطاع #غزة المحاصر، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي زاعمة أن #الحرب و #المرض قد يقتلان 85 ألف من سكان غزة خلال 6 أشهر فقط بخلاف عدد الضحايا السابقين.
يأتي ذلك بالتزامن مع استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لإبطال أي مشاريع قرار أمام مجلس الأمن الدولي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
والثلاثاء 20 فبراير الجاري، كانت المرة المرة الثالثة التي تمنع فيها أمريكا مثل هذه الإجراءات منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على غزة، حيث عرقلت مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر لوقف إطلاق النار بغزة والذي أيده الأغلبية.
سيناريوهات كارثية إذا استمرت الحرب
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير كتبته مراسلة منظمة الصحة العالمية لديها “ستيفاني نولين”، إن تصعيد الحرب في غزة قد يؤدي إلى #وفاة 85 ألف فلسطيني بسبب #الإصابات والأمراض خلال الأشهر الستة المقبلة.
ويأتي ذلك ضمن أسوأ السيناريوهات الثلاثة التي صاغها علماء الأوبئة البارزون، في محاولة للتنبؤ بعدد الضحايا الفلسطينيين المحتمل في المستقبل بسبب “الصراع”-حسب تعبيرها- .
وستكون هذه الوفيات بالإضافة إلى أكثر من 29,000 حالة وفاة في غزة، والتي نتجت جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع منذ أن بدأت الحرب في أكتوبر الماضي.
ويمثل هذا التقدير “وفيات زائدة” أعلى مما كان متوقعاً لو لم تكن هناك حرب، وفق التقرير.
وافترض العلماء بحسب ما نقلت “نيويورك تايمز” أن هناك سيناريو ثان بافتراض عدم حدوث تغيير في المستوى الحالي للقتال أو وصول المساعدات الإنسانية، فقد يكون هناك 58260 حالة وفاة إضافية في القطاع المحاصر خلال الأشهر الستة المقبلة.
وهذه التقديرات تأتي وفقًا للباحثين من جامعة “جونز هوبكنز” وكلية لندن لحفظ الصحة- الطب الاستوائي-.
ووجد تحليلهم أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 66720 إذا كان هناك تفشي للأمراض المعدية مثل الكوليرا.
في حال استبعاد الأمراض المعدية
وتابع المصدر بنبرة متشائمة أن التحليل ذاته وجد أنه حتى في أفضل الاحتمالات الثلاثة التي وصفها فريق البحث – وقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع عدم تفشي الأمراض المعدية – يمكن أن يموت 6500 شخص آخر من سكان غزة خلال الأشهر الستة المقبلة كنتيجة مباشرة للحرب.
وكان عدد سكان قطاع غزة قبل الحرب حوالي 2.2 مليون نسمة.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور فرانشيسكو تشيتشي، أستاذ علم الأوبئة والصحة الدولية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي قوله: “هذه ليست رسالة أو مناصرة سياسية”.
وأضاف: “أردنا ببساطة أن نضعها في مقدمة أذهان الناس وعلى مكاتب صناع القرار، حتى يمكن القول بعد ذلك أنه عندما تم اتخاذ هذه القرارات، كانت هناك بعض الأدلة المتاحة حول كيفية تأثير ذلك”.
بيانات صحية
وقام الدكتور “تشيتشي” وزملاؤه بتقدير عدد الوفيات الزائدة المتوقعة من البيانات الصحية التي كانت متاحة من غزة قبل بدء الحرب، ومن تلك التي تم جمعها خلال أكثر من أربعة أشهر من القتال.
وتنظر دراستهم في الوفيات الناجمة عن الإصابات الخطيرة والأمراض المعدية، وأسباب وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، والأمراض غير المعدية التي لم يعد بإمكان الأشخاص تلقي الدواء أو العلاج لها، مثل غسيل الكلى.
وقال الدكتور “تشيشي” إن التحليل جعل من الممكن تحديد التأثير المحتمل لوقف إطلاق النار على الأرواح.
وأضاف: “القرارات التي سيتم اتخاذها خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بتطور عدد القتلى في غزة”.
معرباً عن اعتقاده بأن الوفيات المتوقعة البالغة 6500 شخص حتى مع وقف إطلاق النار، مبنية على افتراض أنه لن تكون هناك أوبئة من الأمراض المعدية.
أمراض منسية
وبدوره قال الدكتور بول شبيغل، عالم الأوبئة في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة ومؤلف البحث، الذي لم يخضع لمراجعة النظراء، إنه مع تفشي الكوليرا أو الحصبة أو شلل الأطفال أو التهاب السحايا، فإن هذا الرقم سيكون 11580.
وقال: “النقطة هنا هي أنه حتى مع وقف إطلاق النار، فإننا لم نخرج من الأزمة على الإطلاق.. لا يزال هناك عدد كبير من الوفيات، ويجب الاستعداد لذلك.”
وأضاف:”في حين أنه من الواضح أن التصعيد العسكري من شأنه أن يؤدي إلى خسائر إضافية، إلا أنه يجب على صناع السياسات أن يكونوا على دراية بنطاق عدد الوفيات الذي تشير إليه هذه السيناريوهات.”
وقال الدكتور شبيجل: “نأمل أن نجلب بعض الواقع إلى الأمر.. هذا يعني 85 ألف حالة وفاة إضافية في مجتمع قُتل فيه بالفعل 1.2 بالمائة من هؤلاء السكان”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة الحرب المرض وفاة الإصابات وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
الصحة تحتفل بتدشين المسح الوطني للأمراض غير المعدية والتحضير للمرحلة الثانية
دشنت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للأمراض غير المعدية، وبالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان اليوم بفندق ميركيور ـ مسقط ـ رسميًّا المسح الوطني للأمراض غير المعدية والتحضير للمرحلة الثانية، وبدء البرنامج التدريبي للعاملين في المسح الصحي الوطني.
رعت الحفل صاحبة السمو السيدة الدّكتورة منى بنت فهد آل سعيد ـ مساعدة رئيس جامعة السُّلطان قابوس للتعاون الدولي ــ رئيسة اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المعدية.
وألقى سعادةُ الدّكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي ـ كلمة في بداية الحفل ـ قال فيها إن هذا المسح الصحي الوطني يهدف إلى التزام سلطنة عُمان بتطوير نظامها الصحي من خلال سياسات واستراتيجيات مبنية على الأدلة، وبهدف التصدّي للتحديات الصحية المتزايدة الناتجة عن الأمراض غير المعدية.
وأضاف أن الأمراض غير المعدية، كالسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والسرطانات، والاعتلالات النفسية، من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة في دول العالم اليوم، وأنه على المستوى العالمي، تشكل هذه الأمراض أكثر من 70% من إجمالي الوفيات، مع زيادة ملحوظة في العبء الصحي والاقتصادي المرتبط بها.
وبيّن أنه في سلطنة عُمان تُسهم هذه الأمراض في 80 % من الوفيات، وتكلفنا نحو مليار ريال عُماني سنويًّا من تكاليف علاجية وغير علاجية، مما يمثل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الوطني، موضحا أن سلطنة عُمان تسجل سنويًا أكثر من 6500 حالة جديدة من مرض السكري، ويُقدّر انتشار المرض بحوالي 15% من السكان، كما يتم تشخيص أكثر من 2000 حالة جديدة لمرضى السرطان سنويًّا، ويعاني واحدًا من كل ثلاثة أفراد من ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى ذلك، يعاني 66% من السكان من زيادة الوزن والسمنة.
وأشار سعادةُ الدّكتور وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي إلى أن رؤية عُمان 2040 تضع الصحة في طليعة أولوياتها، وتهدف إلى بناء نظام صحي مستدام يعزز الوقاية ويقلل من عبء الأمراض غير المعدية، وقد عملت سلطنة عُمان على تعزيز نظامها الصحي لمواجهة تحديات هذه الأمراض من خلال برامج الكشف المبكر عن السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، بالإضافة إلى استراتيجيات مكافحة التبغ، وتعزيز النشاط البدني والتغذية الصحية.
كما ألقى سعادة الدكتور جان جبور ـ ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان كلمة قال فيها: "نحتفي معًا بهذا النجاح الوطني لتدشين المسح الوطني للأمراض غير السارية بسلطنة عُمان، وتأتي هذه المبادرة لتمثل علامة نحو تعزيز الصحة العامة ومكافحة الأمراض غير السارية وهي (أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والسكري، فهي مسؤولة عن نسبة كبيرة من الوفيات والإعاقات على مستوى دول العالم".
وأضاف أن عبء الأمراض غير السارية في سلطنة عُمان يشهد ارتفاعًا متصاعدًا، ويشكل تحديًا جسيمًا لنظام الرعاية الصحية، وكذلك يؤثر سلبًا في صحة المجتمع، لذا يتطلب التصدي لهذا التحدي المتزايد فهمًا عميقًا لعوامل الخطر التي تسهم في انتشار هذه الأمراض، وسيركز هذا المسح على عوامل الخطر السلوكية الرئيسة، مثل تعاطي التبغ والخمول البدني والنظام الغذائي غير الصحي، وعوامل الخطر البيولوجية، حتى زيادة الوزن والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر في الدم، وبجمع هذه البيانات بمنهجية ودقة، يتكون لدينا فهم شامل للسلوكيات الصحية والحالات المرضية السائدة.
وأشار سعادة ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عُمان إلى أهمية هذا المسح التي تكمن في النتائج التي كشف عنها المسح لسلطنة عُمان في عام 2017، وأظهرت اتجاهات مقلقة في عوامل خطر الأمراض غير السارية.
وتضمنت فقرات الحفل محاضرة علمية للدكتورة هبة فواد ـ المسؤولة التقنية المعينة في الترصد للأمراض غير المعدية من منظمة الصحة العالمية في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط حول التقدم المحرز في الوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية في سلطنة عُمان، وعرض مرئي حول مراحل المسح الوطني للأمراض غير المعدية.
ويهدف المسح الوطني للأمراض غير المعدية إلى جمع بيانات دقيقة حول مدى انتشار الأمراض غير المعدية، مما يسهم في تعزيز استراتيجيات الصحة العامة واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة،كما يعد خطوة أساسية نحو تحسين جودة الخدمات الصحية وتحقيق الأهداف الوطنية للصحة.
وكانت المرحلة الأولى من المسح الوطني قد بدأت في 29 ديسمبر 2024، وركزت على تحديث قوائم الأُسر في محافظات سلطنة عُمان المختلفة استعدادًا لاختيار العينة العشوائية للأسر المشاركة، ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية في أبريل القادم، وتستمر ثلاثة أشهر، تشمل على جمع البيانات الميدانية من الأسر المختارة من خلال استبيانات صحية وقياسات سريرية تشمل قياس الطول والوزن وضغط الدم واختبارات الدم لتحديد مستويات السكر والكوليسترول.
ويعكس هذا المشروع التزام سلطنة عُمان بتعزيز الصحة العامة ومكافحة الأمراض غير المعدية، بما يتماشى مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة ورؤية عُمان 2040.
حضر المناسبة عددٌ من أصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة، وأصحاب السعادة المحافظين في محافظات سلطنة عُمان المختلفة، وعدد من أصحاب السّعادة وكلاء الوزارات من القطاعات الأخرى ذات العلاقة، وعدد من المسؤولين والمختصين بوزارة الصحة، وشركاء من منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية.