الماء المقطر اتخداماته ومخاطره
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
الماء المقطر هو نوع من أنواع المياه المصفاة النقية، ويتم الحصول عليه عن طريق إعادة تحويل بخار الماء المغلي إلى الحالة السائلة من جديد. يتم ذلك من خلال عمليتين رئيسيتين يطلق عليهما اسم التقطير والتكثيف. يتم فيها فصل الماء عن الشوائب التي قد تكون موجودة في الماء العادي.
تبدأ العملية بتسخين الماء حتى يتحول إلى بخار، ثم يتم تجميع هذا البخار وتبريده ليعود إلى الحالة السائلة ويتم تجميعه كمياه مقطرة.
تستخدم المياه المقطرة في مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك الأغراض الصناعية، والتجارية، والطبية، حيث يكون النقاء المرتفع للماء ضروريًا.
خصائص الماء المقطرخصائص الماء المقطر تشبه الخصائص المعروفة الموصوفة للمياه بشكل عام، بالإضافة إلى بعض الخصائص التي تميزه عن المعدل الطبيعي للماء العادي، ومنها: توصيله الكهربائي الذي يكاد يكون معدوم، لافتقاره إلى الأيونات، الغير موجودة في الماء المقطر المزدوج.
فالماء المقطر نوع من المياه المعالجة لكونه مفتقر للأيونات، مثل الكلور الموجود في مياه الصنبور لتنقيتها، بالإضافة إلى أن الماء المقطر خالي من المواد المذابة، والشوائب، والأوساخ، والكائنات الحية الغير دقيقة مثل الجراثيم.
ويختلف الماء المقطر عن الماء منزوع المعادن أو الأيونات، حيث أن المياه المقطرة يتم الحصول عليها من خلال عملية التقطير، بينما المياه منزوعة الأيونات يتم الحصول عليها من خلال استخدام المبادلات الأيونية، والتي لا يمكن من خلالها القضاء على المواد العضوية، ويعد تناول الماء المقطر أقل خطورة من الماء منزوع الأيونات.
استخدامات الماء المقطرتتعد المجالات التي يتم استخدام الماء المقطر بها، ويرجع ذلك إلى أن عملية التقطير فعالة في تنقية الماء من البكتيريا، والشوائب، ومن أه هذه المجالات ما يلي:
الشرب، وهي أحد الاستخدامات الشائعة لماء المقطر، لأنه أحد أشكال الماء النقي الصالح للشرب، لذلك يعد من أفضل أنواع المياه بالنسبة لصحة جسم الإنسان، مقارنة بمياه الصنوبر التي تم تعريضها للعوامل الملوثة مثل: المواد الكيميائية الضارة والمبيدات الحشرية، لهذا السبب يعد الماء المقطر أكثر أمانًا من مياه الصنوبر.الاستخدامات الطبية المختلفة، مثل: تعقيم الأدوات الطبية، لقدرتها الهائلة على التخلص من أي بقايا أو رواسب عالقة بها، كما أن الجراحون يلجئون إليه لتعقيم الجروح من الملوثات، والالتهابات التي تشكل خطر على صحة الإنسان، بالإضافة إلى استخدامه من قبل أطباء الأسنان، خاصة بعد عمليات خلع الأسنان، وفي غسيل الفم، بهدف التخلص من أي جراثيم، ولمنع الإصابة بالتهابات اللثة.أغراض التجميل، حيث يتم استخدامه بشكل كبير في صناعة مستحضرات التجميل، لأن الماء عبارة عن مذيب يتم من خلاله انتقال المواد الفعالة الموجودة في المستحضرات الخاصة بالشعر والجلد، وبالتالي تزيد فاعلية استخدام تلك المستحضرات.صناعة المواد الغذائية المعلبة، حيث يتم استخدامه في عملية التعليب، لأنه يساعد على الاحتفاظ باللون الطبيعي للفاكهة والخضار، على عكس ماء الصنوبر الذي يؤدي إلى تغيير لونها إلى حد كبير، كما أن له قدرة كبيرة على إبقاء نكهة الطعام كما هي دون أن تتتغير؛ بسبب عدم احتوائه على المعادن والأملاح التي تساهم في تغيير الطعم.في التجارب الكيميائية، بهدف الحصول على نتائج دقيقة، لعدم احتوائه على المعادن، والملوثات والبكتيريا، الموجودين في المياه العادية، لذلك تستخدمه جميع المعامل الكيميائية، كما أنه لا يتفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى، مما يزيد من احتمالية الوصول إلى تجارب كيميائية غير مشوهة، ودقيقة، وسليمة.جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمرCPAP في المجال الطبي، وهو عبارة عن آلة متخصصة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس أثناء النوم، ويتم اللجوء إليه عند استخدام هذ الآلات لأنه يعمل على منع تراكم البكتيريا، عن طريق منعها من التكاثر، لأن وجود البكتيريا يمثل عائق كبير أمام عمل الجهاز.أنظمة تبريد السيارات، لأن استخدام الماء الملوث يؤدي إلى وجود رواسب معدنية، مما يسبب تآكل في نظام تبريد السيارة، وبالتالي يحدث تأثير عكسي على المدى الطويل، فتتآكل الترسبات والتآكلات المتكونة التي تتسبب في رفع درجة حرارة السيارة بدلًا من تبريدها.في أحواض الأسماك المنزلية، لأنه خالي من الكلور، وهو أفضل ما يمكن استخدامه للمحافظة عل صحة الأسماك.أجهزة ترطيب الهواء، لأنه يساهم في منع جفاف الجلد، بالإضافة إلى أنه مفيد للأشخاص الذين يعانوا من حساسية وجيوب أنفية، أو شخير أثناء النوم، ويرجع ذلك لعدم لاحتوائه على المواد الضارة والملوثات، والمعادن التي لها دور كبير في تقصير صلاحية الأجهزة، وتعطيلها في بعض الأحيان.مخاطر استخدام الماء المقطر
يفتقر الماء المقطر إلى الإلكترونيات، مثل: المعادن، والبوتاسيوم الهامان لجسم الإنسان، لذلك يفقد الإنسان المعتمد على الماء المقطر فقط بعض هذه المغذيات الدقيقة، كما وجدت بعض الدراسات صلة بين شرب الماء المنخفض المغنسيوم والكالسيوم مثل الماء المقطر، وبين تشنجات العضلات، والإرهاق الدائم، وأمراض القلب، والضعف العام.
في نهاية المقال يكون قد تم التعريف بالماء المقطر، وخصائصه، واستخداماته المختلفة في العديد من الصناعات، كما تم ذكر مخاطر استخدامه، مع ذكر بعض الدراسات المؤكدة لهذه المخاطر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يصف إزاحة غالانت بأنها موت للديمقراطية وإقالة للدولة
وصف الكاتب والصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع، خطوة رئيس وزراء الاحتلال بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت، بأنها بمثابة التعبير عن موت "الديمقراطية الإسرائيلية" ببطء وتدريجيا وبشكل بلطف.
وقال برنياع في مقال نشره عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت": "صباح الخير لكم، مواطني إسرائيل، قد لا تشعرون بذلك، وقد يكون ما تقوله الأخبار غير مؤثر في حياتكم حاليا، لكنكم تعيشون منذ هذا الصباح في ديمقراطية سابقة.. يبدو أنه يوم عادي: الشمس تشرق، الأطفال يذهبون إلى المدرسة، القهوة ساخنة تفوح، والزحام مرهق كالمعتاد في الطريق إلى العمل".
وأضاف "خطأ كبير.. هناك ديمقراطيات تموت بين عشية وضحاها، في حمام دم، أما ديمقراطيتنا، فهي تموت ببطء تدريجيا، الإقالة الثانية لغالانت أسوأ من الأولى، في المرة الأولى أقاله لأنه حذر من الانطباع الذي يتركه الانقلاب الحكومي لدى أعدائنا، تمت إقالته لأنه كان على حق، وهذه المرة أُقيل لأنه رفض إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مما تسبب في تهديد محتمل لحكم نتنياهو".
وأوضح "أصبح بقاء نتنياهو في السلطة الهدف الأساسي، وأصبح هذا أهم من أداء النظام العسكري في خضم حرب، وأهم من سلامة المقاتلين في الخطوط الأمامية المدعومين من حكومة مسؤولة عاقلة، عندما يكون رئيس الوزراء أهم من الدولة التي يرأسها، فنحن نعيش في ديكتاتورية".
وأوضح "انظروا إلى رومانيا تشاوشيسكو، أو المجر أوربان، العلامات موجودة بالفعل، أحد هذه العلامات هو تعيين إسرائيل كاتس وزيرا للدفاع.. كاتس سياسي قديم ذو خبرة، ويتقن المناورة في مركز حزب الليكود، لكن إدارة حرب ليست من اختصاصه"، على حد قوله.
وأشار إلى أنه "ربما يستطيع الجيش التأقلم بدون الوزير، لكن ماذا سيحدث للمفاوضات المعقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية؟ إذا جلب كاتس الدبلوماسية نفسها التي جعلته يتنازع مع كل دولة ممكنة عندما كان وزيرا للخارجية، فنحن في مأزق".
وأكد الكاتب أن "نتنياهو لا يهتم، كلما تم تصوير وزير دفاعه على أنه غير مؤهل أو مضحك أو فاشل، كلما زاد رضاه.. وغالانت ليس شخصا سهلا، وتصريح نتنياهو بأنه لا يثق به صحيح، لكنه أيضا لا يثق بوزير خارجيته الجديد جدعون ساعر، ومع ذلك يتدبر الأمر".
وأكد أن "الثقة في السياسة غالبا ما تكون مجرد أخبار كاذبة وسراب، شيء يظهر في رسائل الحكومة التي يرددها أبواق السلطة، انظر إلى رابين وبيريز؛ نتنياهو وإسحق مردخاي، نتنياهو وغانتس، نتنياهو ومعظم وزراء حكومته، لا يهمه أنهم لا يثقون به طالما أنهم لا يهددون بقاءه في الحكم.. كي يشعر بالعظمة، يجب أن يكونوا صغارا".
وأضاف أن "السلطة التي يمنحها القانون لرئيس الوزراء لإقالة الوزراء مبررة تماما، فالحكومة ليست ناديا للجدل؛ الوزير الذي يعمل بعكس سياسة الحكومة يجب أن يُقال، لكن الكنيست الذي أقرت القانون لم يأخذ في الحسبان أن يأتي يوم في إسرائيل يقف فيه رئيس وزراء يخشى فقدان السلطة لدرجة يفقد معها صوابه، إنه ليس أول سياسي في العالم يُنتخب ديمقراطيا ويصبح ديكتاتورا".
وذكر أن "السلطة تُفسد، كما قال اللورد أكتون، وإذا سمحتم لي بإضافة شيء، فإن السلطة أيضا تحول الأشخاص الأذكياء إلى مجانين، هناك خطر واضح وقريب، خذا ما كتبته في ليلة غالانت الأولى، وهذا صحيح أكثر في ليلة غالانت الثانية، في خضم الحرب".
وختم الكاتب "ربما هناك نقطة إيجابية واحدة في هذا الحدث الصعب: يمكن لغالانت أن يصبح زعيما لطيف واسع من الإسرائيليين الذين يقولون: لا بعد الآن، في مكان لا يوجد فيه أحد ولا توجد معارضة، قد يصبح غالانت أملا بديلا".