لواء إسرائيلي متقاعد: حديث واشنطن عن الدولة الفلسطينية مجرد تكتيك للضغط
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) اللواء احتياط عاموس ملكا إن الحديث الأميركي عن الاعتراف بدولة فلسطينية، إشارة موجّهة إلى إسرائيل من باب الضغط ليس إلا.
وفي لقاء مع إذاعة "إف إم 103" الإسرائيلية، قال ملكا إن واشنطن ليست جدية في إثارتها موضوع الدولة الفلسطينية، وإنما تريد الضغط على إسرائيل فقط، التي تتلكأ في التعاون مع المبادرات الأميركية منذ بدء الحرب على غزة.
وبخصوص الحرب على غزة، وصف ملكا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرهينة في يد بعض وزرائه، وقال إنه بدل أن ينبري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولوزرائه، "أبان عن جبن في التصدي لعناصر داخل تحالفه يروّجون لنظريات المؤامرة ويحملون على قائد الأركان"، ووصف سلوك الحكومة بالفظيع خلال الحرب الحالية.
وذكر قائد الاستخبارات العسكرية السابق بتصريحات صادمة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش قبل نحو أسبوعين، قال فيها إن عودة الأسرى ليست أهم مسألة حاليا ولن تتصدر (الأجندة) إلا بعد القضاء على حماس، وإنه "يأمل أن يتجمّد (يحيي) السنوار حتى الموت في الأنفاق، رغم أن ذلك يعني تجمّد الأسرى وموتهم معه".
وقال ملكا "هذه الحكومة يفترض فيها حرب حماس، لكن فعليا يقول ويفعل سموتريتش (ووزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير ما يحلو لهما ويرتهنانها"، وضرب أمثلة استخف فيها وزير المالية بنتنياهو تمام الاستخفاف حين وصفه بالكاذب الكبير، وقال إن حليف سموتريتش في ارتهان رئيس الحكومة هو بن غفير، الذي أطلق حملة إلكترونية أيّدها مئات الآلاف لإحباط صفقة تبادل الأسرى.
ومع إعلان الجيش تشكيل فريق للتحقيق في مرحلة ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال ملكا إن الإخفاق الاستخباري والعسكري والسياسي كان عميقا، وذكّر بـ4 تحذيرات إستراتيجية أصدرها جهاز الأمن العام وشعبة الاستخبارات العسكرية في 2023، لم يحرّك لها أحد ساكنا باستثناء وزير الدفاع الذي تناول -حسبه- أحد هذه التحذيرات، وكاد يفقد حقيبته بسبب ذلك.
مصر وهجوم رفحأما بخصوص معبر رفح، فدعا قائد الاستخبارات العسكرية السابق إلى التنسيق مع مصر؛ لأن أي تحرك دونها قد يكون مشكلة، وأكد ثقته في إمكانية الحصول على هذا التنسيق بشكل أو بآخر، وعزا تأخر الهجوم على رفح، إلى المستوى السياسي الذي لم يتخذ القرار بعد وليس إلى الجيش.
وحسب ملكا، فإن على إسرائيل إذا لم يتغير هدف الحرب (وهو القضاء على حماس) دخول رفح لتحييد (قتل) قيادة الحركة، ولإثبات أنها تبذل وسعها -كذلك- لاستعادة الأسرى أو لزيادة الضغط، داعيا إلى تفضيل خيار كيان فلسطيني يدير غزة بعد الحرب؛ لأن حكما عسكريا سيكون خطأ إستراتيجيا، وحماقة سياسية في رأيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاستخبارات العسکریة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، عن تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرة إلى أنّه في تل أبيب يتحدثون عن تقديم في المفاوضات، وعن محادثات مستمرة في قطر.
وذكرت الصحيفة أن "الطرفين يرغبان في صفقة، ومع ذلك ما زالت الفجوات في طريق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى كبيرة، وكذلك في بعض القضايا"، منوهة إلى أن "حماس أرسلت قائمة بالمطلوبين للإفراج عنهم، وهناك مناقشات حول ذلك، بما في ذلك فرض الفيتو على الإفراج عن بعضهم، وطالبوا بنقل آخرين إلى دول أخرى. لكن إلى جانب ذلك، ورغم التقارير حول هذا الموضوع في الأسبوع الماضي، لم تقدم حماس بعد قائمة بأسماء الأسرى الأحياء الذين تحتفظ بهم".
الثغرة الأساسية
وتابعت: "إحدى القضايا الرئيسية هي مسألة وقف الحرب. في مقابلة نُشرت أول أمس في وول ستريت جورنال، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لن يوافق على صفقة تبادل أسرى تنهي الحرب مع حماس"، مؤكدة أن أهالي الأسرى الإسرائيليين استنكروا هذه التصريحات.
ولفتت الصحيفة إلى أن "هناك خشية بين العاملين في القضية من أن تصريحات نتنياهو قد تعرقل المفاوضات، حتى وإن كانت قد قيلت سابقًا".
ونوهت إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا، مضيفة أن "إسرائيل قدمت قائمة تضم 34 أسيرًا تطالب بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة - بما في ذلك 11 أسيرًا لا يلبون معايير هذه المرحلة. وقد وافقت حماس على إطلاق سراح من تطلب إسرائيل عودتهم في المرحلة الأولى بشرط أن يُعطوا تعويضًا خاصًا".
قبول صفقة صغيرة
وأوضحت أن "المرحلة الأولى من خطة صفقة تبادل الأسرى لن تشمل في كل الأحوال انسحابًا كاملاً للجيش الإسرائيلي، لكن حماس مع ذلك تصر على ضمانات لوقف الحرب. إذا استمرت الصفقة إلى المرحلة الثانية - التي تعني وفقًا للخطة الأصلية من مايو الماضي انتهاء الحرب - فسيتم إطلاق سراح أسرى من الذكور والشباب والجنود. في المرحلة الثالثة، وفقًا للخطة الأصلية، يجب أن يتم إطلاق سراح الجثث".
وبحسب "يديعوت"، الإصرار الإسرائيلي على إنهاء حكم حماس في غزة، كما أبرز نتنياهو في المقابلة التي أُجريت معه مساء أمس، قد يضع علامة استفهام حول موافقة حماس على قبول صفقة صغيرة، مع العلم أن إسرائيل قد تعود إلى القتال بعد المرحلة الإنسانية.