الجزيرة:
2025-05-01@23:08:24 GMT

المنشورات الجوية.. أسلوب إسرائيلي لترويع سكان غزة

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

المنشورات الجوية.. أسلوب إسرائيلي لترويع سكان غزة

غزة- حينما أخبرت الطفلة ملك والدها رائد أبو خوصة، صباح الثلاثاء 20 فبراير/شباط الجاري، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي تلقي منشورات، أصيب بالقلق الشديد، فقد أدرك على الفور العواقب المحتملة، إذ اعتاد الأهالي أن تحمل هذه الأوراق أوامر بالرحيل الفوري عن منازلهم.

خرج أبو خوصة من خيمته المقامة في أحد مراكز الإيواء بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، لتقصّي الأمر، وبعد نحو نصف ساعة، جاءه أحد الجيران حاملا البشرى، إذ تبين أن المنشورات تتضمن مادة تحريضية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولا تدعو السكان للرحيل.

وعن شعوره حينما علم بمضمون المنشورات، قال "ارتحت جدا" وعبّر عن سعادته.

ونزح أبو خوصة 3 مرات سابقا، بناء على أوامر وإنذارات حملتها هذه المنشورات، أولها من منزله بمخيم البريج وسط قطاع غزة.

ويقول للجزيرة نت "أصبت بحالة من الإحباط والهم والغم، إحباط غير طبيعي، لدرجة أني قلت للأولاد جهزوا حالكم للرحيل.. المنشورات كارثة ومصيبة، وأنا أعتبرها قرارا بالإعدام، فجأة يرمون مناشير تدعو للرحيل.. أين سنذهب؟".

التشريد مجددا

وبدت هذه المنشورات الورقية بالنسبة لسمير سكيك كابوسا حقيقيا، نظرا لحداثة نزوحه بعد أن رحّله جيش الاحتلال من مدينة غزة إلى وسط القطاع، رغما عنه.

يقول سكيك للجزيرة نت "أنا الآن بدون سكن، وبدون أهلي، والناس وفروا لي خيمة مؤقتة، ولما رأيت المنشورات خفت كثيرا، وقلت إنهم ينوون تشريدي مجددا".

ويضيف "وصلت إلى دير البلح منذ أسبوع فقط بعد اعتقال لمدة 4 أيام في غزة، الجنود ألقوني في الشارع بملابسي الداخلية، حاليا لا أملك شيئا، ولا أعرف ماذا أفعل أو كيف سأعيش".

وتابع أنه شعر بالارتياح الكبير حينما عثر على أحد المنشورات، وتبين أنها لا تحتوي على أمر تهجير.

منشورات في غزة

وفي الوقت الذي كان فيه سكان دير البلح محظوظين بعدم احتواء المنشورات على أوامر بالإخلاء، كان نظراؤهم في حيي الزيتون والتركمان شرقي مدينة غزة (شمال) على خلاف ذلك، إذ أمرتهم مناشير ألقتها الطائرات (صباح الثلاثاء 20 فبراير/شباط) بمغادرة منازلهم فورا والتوجه إلى منطقة "المواصي" جنوبي قطاع غزة.

وحسب شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت، فقد هام السكان على وجوههم حاملين بعض الأمتعة، وتوجهوا إلى منطقة غرب غزة، رافضين الانصياع لأوامر الجيش التي طلبت منهم التوجه إلى الجنوب.

سكيك: عندما رأيت المناشير خفت كثيرا، وقلت إنهم ينوون تشريدي مجددا (الجزيرة) تأليب على المقاومة

تعدد رنيم عبده، الباحثة في "العلامات التجارية وإستراتيجيات الإعلانات"، أهداف إسرائيل من نشر المنشورات، ومنها:

تهجير السكان من مناطقهم. إضعاف معنوياتهم. تأليبهم على المقاومة الفلسطينية. نشر الرعب. جمع معلومات استخبارية عن قادة المقاومة والأسرى الإسرائيليين في غزة.

وبخصوص هدف تأليب السكان على حركة حماس، ذكرت عبده في حديثها للجزيرة نت أنها اطلعت على منشورات حملت اسم "صحيفة الواقع"، ومنها عدة أعداد، وتتضمن تحريضا مباشرا على الحركة. كما تضمن أحد المنشورات مثلا شعبيا يقول "حماس مثل البوم ما بتلفي إلا على الخراب".

منشور يحمل اسم "صحيفة الواقع" ويتضمن محتوى تحريضي ضد حركة حماس (الجزيرة) جمع معلومات استخبارية

وحول استخدام إسرائيل هذا الأسلوب لجمع المعلومات الاستخبارية، أشارت رنيم عبده إلى أن كثير من المنشورات تدعو السكان إلى تقديم معلومات عن أماكن قادة حماس، والأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، وترفقها بأرقام هاتفية وتطبيقات.

وعلى سبيل المثال، ألقت الطائرات منشورات مطبوعة على عملات ورقية غير حقيقية عُرضت فيها "مكافأة" لمن يقدم أي معلومات عن المحتجزين الإسرائيليين.

كما ألقت منشورات تحمل صور 69 إسرائيليا محتجزا في القطاع، وتطالب الفلسطينيين بإبلاغ جيش الاحتلال في حال التعرف على أي منهم.

وأسرت كتائب القسام أكثر من 200 إسرائيلي، خلال هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأفرجت عن 77 منهم في تبادل أسرى مع الاحتلال تم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

محاولة لإثارة الرعب

وتُشير تقارير إلى أن بعض المنشورات التي ألقتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تهدف إلى إثارة الرعب في نفوس السكان.

وتقول الناشطة الحقوقية رنيم عبده إنها اطلعت على مناشير تحتوي على تهديدات مباشرة، منها أن أي شخص لن يخلي بيته في شمالي القطاع سيُصنف على أنه "إرهابي".

كما ألقت الطائرات منشورا على مدينة خان يونس يحتوي عبارة مأخوذة من سورة العنكبوت في القرآن الكريم وهي "فأخذهم الطوفان وهم ظالمون"، في محاكاة لاسم الهجوم الذي أطلقته حماس على هجومها على مستوطنات "غلاف غزة" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وهو "طوفان الأقصى". وتختتم عديد من المنشورات بعبارة "قد أعذر من أنذر".

وتستبعد رنيم عبده نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها من خلال هذه المنشورات، مضيفة "بشكل عام، لن تنجح، وما ستحققه هو تعزيز الكراهية".

تأثير نفسي صعب

من جانبه، يؤكد البروفيسور محمد شاهين، أستاذ الإرشاد النفسي والتربوي بجامعة القدس المفتوحة، أن سياسة إسقاط المنشورات تُشعر السكان بالقلق والتوتر نظرا لارتباطها بالتهديد والتوقعات السلبية.

ويشير، في حديث للجزيرة نت، إلى أن قياس التأثيرات النفسية للحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على السكان عملية صعبة، نظرا لشدة بشاعتها.

ويضيف أن "كل المرجعيات النفسية العالمية القوية، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، والدليل الصادر عن منظمة الصحة العالمية، لم تأخذ بالاعتبار الواقع في غزة، ما يجري لم يكن موجودا حتى في الحروب العالمية السابقة، أعتقد أننا بحاجة إلى نظرية مختلفة ودراسات وأبحاث جديدة نظرا لخصوصية الحالة".

ويتابع "الصدمة النفسية تأتي من حدث واحد، لكن هذه صدمات متتالية، وبالتالي فإن أعراضها مختلفة عما ورد في مرجعيات علم النفس"، محذرا من أن تأثيرها سيستمر إلى ما بعد الحرب.

#ترند_غزة
???? طائرات الجيش الإسرائيلي
تلقي مناشير جديدة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة

هل ستقوم إسرائيل بحماقة جديدة#غزة #Gaza #فلسطين #Palestinepic.twitter.com/dHYl3QwKYJ

— تريند غزة_ TREND GAZA (@TRENDGAZA1948) February 10, 2024

انتهاك للقانون الدولي

بدورها، تشير مديرة الدائرة القانونية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ليما بسطامي إلى أن المنشورات التي تلقيها إسرائيل تحتوي على مضامين تنتهك القانون الدولي الإنساني.

وتؤكد بسطامي أن القانون الدولي الإنساني يلزم إسرائيل بإشعار المواطنين بضرورة إخلاء المنطقة العسكرية على نحو مؤقت، لكن الإشكالية تكمن في طريقة تنفيذ الأمر، إذ إن التهجير مخالف للقانون الدولي، وإسرائيل ملزمة بتوفير مناطق آمنة يمكن اللجوء إليها.

وتضيف بسطامي للجزيرة نت "حينما تقول المنشورات إن من يبقى في المنطقة فهو إرهابي ويمكن استهدافه، فهذا ينتهك القوانين الدولية التي تفرق بين المدني والعسكري".

وتشير بسطامي إلى أن تأليب السكان على المقاومة، ينضوي ضمن سياسة "إرهاب المدنيين وارتكاب الجرائم بهدف الحصول على مكاسب سياسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للجزیرة نت قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية للجزيرة نت: يجب محاسبة إسرائيل فورا

لندن- كشف تقرير منظمة العفو الدولية السنوي لموسم 2024-2025 عن تصاعد مقلق في الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ودول أوروبية لقمع الأصوات المتضامنة مع الفلسطينيين أو المنتقدة لسياسات إسرائيل، خاصة في ما يتعلق بحربها على غزة.

واتهمت المنظمة إسرائيل بارتكاب "أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، موثقة انتهاكات واسعة للقانون الدولي الإنساني.

وأكد التقرير السنوي للمنظمة أن الهجمات الإسرائيلية كانت غير قانونية واستهدفت بشكل متعمد شبكات المياه، والطاقة، والمرافق الطبية، مما أدى إلى حرمان السكان من أبسط مقومات الحياة الأساسية.

View this post on Instagram

A post shared by منظمة العفو الدولية (@amnestymena)

تورط بريطاني

وانتقد التقرير بشدة استمرار لندن في تصدير الأسلحة إلى تل أبيب، بالتوازي مع التضييق على الحريات العامة داخل الدول الغربية.

وتعليقا على ذلك، قالت كارلا ماكلارين، مديرة العلاقات الحكومية والسياسية في منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، للجزيرة نت إن "استمرار حكومة المملكة المتحدة في نقل الأسلحة إلى إسرائيل، على الرغم من الأدلة الدامغة على وقوع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، ليس مجرد عمل غير مسؤول، بل ينطوي على خطر تورط المملكة المتحدة في الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين".

وأضافت "في وقت يُقتل فيه الفلسطينيون مع الإفلات التام من العقاب، فإن الحق في الاحتجاج السلمي على هذه الفظائع أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى".

إعلان

ووصفت العفو الدولية -للجزيرة نت- الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة بأنها اتسمت "بالقصف العشوائي، والحصار الشامل، والعقاب الجماعي". وأضافت أن هذه السياسات الممنهجة أدت إلى مقتل آلاف المدنيين، أغلبهم من الأطفال، وتدمير البنية التحتية الحيوية في القطاع المحاصر.

وأكدت أن "القوات الإسرائيلية تنتهك بشكل صارخ اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وهو ما يستدعي تفعيل آليات المساءلة الدولية بشكل فوري"، مجددة دعوتها لدعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية الجارية بشأن الاتهامات الموجهة إلى مسؤولين إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ودعت المنظمة الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى احترام وحماية الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، والتوقف عن تجريم التضامن مع الفلسطينيين أو انتقاد سياسات إسرائيل.

قمع التضامن

وسلط تقرير العفو الدولية الضوء على تصاعد وتيرة قمع التضامن العالمي مع غزة، وأشار إلى أن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين قوبلت بقمع غير مسبوق، وأن السلطات قامت باعتقال الطلاب والناشطين ولاحقت المدافعين عن حقوق الإنسان.

وأوضح التقرير أن السلطات في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لجأت إلى استخدام قوانين الأمن ومكافحة الإرهاب لتبرير قمع المظاهرات السلمية أو الحد من انتشارها.

وأوضح مكتب أمنستي العالمي، للجزيرة نت، أن الأمور في أوروبا مقلقة. وقال -في بيان- إن الأوضاع مضطربة على مستوى عالمي، وإن دولا أوروبية عدة تبنّت إجراءات تحدّ من حرية التعبير المرتبطة بالتضامن مع الفلسطينيين أو بانتقاد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

في ألمانيا تم تجريم شعار "من النهر إلى البحر"، وأفضى ذلك إلى إدانات قضائية. وتم حظر غالبية الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، وفرضت قيود على اللغة المستخدمة في المظاهرات، ووردت تقارير عن استخدام مفرط للقوة من قبل الشرطة، بالإضافة إلى حظر وتفريق مؤتمر "فلسطين" في برلين. قيدت الحكومة البريطانية حرية التعبير المتعلقة بفلسطين. فتحت فرنسا تحقيقات مع العديد من الأفراد بتهمة "تمجيد الإرهاب". وواجه المتضامنون قيودا مفرطة، وتم تغريم متظاهرين سلميين. في إسبانيا جرى التحقيق مع ناشطين بتهم مماثلة. وفي النمسا قامت الشرطة بتفريق احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعتي فيينا والجامعة التقنية بفيينا. تعرض المتظاهرون في السويد لمضايقات وعنف وملاحقات قضائية. صوّت البرلمان الهولندي لمصلحة حظر هتاف "من النهر إلى البحر"، وأبدى وزير العدل رغبته في استكشاف قيود على الحق في التظاهر.

إعلان

أما في الولايات المتحدة، فشهدت الجامعات في جميع أنحاء البلاد احتجاجات للطلبة والموظفين ضد الحرب على غزة والتواطؤ الأميركي مع إسرائيل، وطالب المحتجون بوقف إطلاق النار وإنهاء إمدادات الأسلحة وسحب الاستثمارات من الشركات المستفيدة من الصراع.

وانتقدت العفو الدولية وخبراء الأمم المتحدة استدعاء الشرطة لقمع هذه الاحتجاجات. وتم تقديم عشرات مشاريع القوانين في الكونغرس والولايات لتقييد الحق في الاحتجاج.

وفي الشرق الأوسط واجه المتضامنون مع الفلسطينيين قيودا وقمعا. ففي الأردن، اتهم المئات بموجب قانون الجرائم الإلكترونية بسبب انتقاد السلطات أو التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين. وفي مصر، نفذت السلطات حملات اعتقال جماعية قبل الاحتجاجات وقامت بتفريق المظاهرات بالقوة، وظل العشرات رهن الاحتجاز بسبب تعبيرهم عن تضامنهم مع غزة.

مقالات مشابهة

  • حماس تدين الموقف الأمريكي تجاه الأونروا
  • إستشهاد 14 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على عدة مناطق بقطاع غزة
  • سويسرا تحظر حركة المقاومة الفلسطينية حمـ.ـاس
  • ‏إعلام فلسطيني: مقتل 3 فلسطينيين وجرح آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
  • العفو الدولية للجزيرة نت: يجب محاسبة إسرائيل فورا
  • «مفاوضات غزة» بين تأكيد حدوث انفراجة ونفي إسرائيل
  • حماس: إسرائيل تستخدم "سياسة التجويع" كسلاح حرب
  • أمجد الشوا: إسرائيل تستغل العجز الدولي في تضييق الخناق على سكان قطاع غزة
  • رئيس الشاباك يعلن استقالته.. إسرائيل ترفض مقترح هدنة لخمس سنوات
  • باحث إسرائيلي: قادة غربيون يسعون لتشويه صورة إسرائيل وكبح جماحها