عثر عليه تحت رأس مومياء طفلة.. أبرز المعلومات عن مخطوط سفر المزامير بعد ترميمه
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
شهد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، فعالية الاحتفال بمرور 114 عام على إنشاء المتحف القبطي بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة وافتتح قاعة عرض مخطوط سفر المزامير بعد الانتهاء من ترميمه وتوثيقه.
وفى ضوء ذلك يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن مبنى المتحف القبطي نفسه مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وتم إنشاؤه عام 1898م وافتتاحه رسميًا عام 1910، ليصبح بذلك المتحف الأول والوحيد بالعالم المتخصص في الآثار القبطية.
وأشار "ريحان" إلى أن واجهة المتحف القبطى هى رسالة سلام ومحبة فى حد ذاتها باعتبارها لوحة معمارية استثنائية لا مثيل لها فى العالم، وقد قام مؤسس المتحف القبطى مرقص سميكة باشا بنسخ واجهة جامع الأقمر الفاطمى بشارع المعز لتكون واجهة المتحف القبطى، إبان تأسيسه لتؤكد قيم التلاحم والتعانق بين الأديان فى مصر وأن العمارة المسيحية والإسلامية فى مصر هى منظومة تواصل حضارى وتأثير وتأثر وتشابك والتحام فى نسيج واحد بخيوطه من سداه ولحمة.
وتعد هذه الواجهة نموذجًا طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر وقد أضاف إليها الفنان التشكيلى راغب عياد الرموز المسيحية، وولد مرقص سميكة عام 1864 فى عائلة قبطية عريقة تضم رجال دين ورجال قضاء وعمل بالآثار القبطية حتى وفاته وكان عضوًا فى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلى دار الآثار العربية وعضو مجلس الأثريين فى لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ومن مؤلفاته دليل المتحف القبطى والكنائس الأثرية فى مجلدين باللغتين العربية والإنجليزية ووضع فهارس المخطوطات العربية والقبطية الموجودة بالمتحف القبطى.
وأضاف "ريحان": المتحف القبطى يقع بمنطقة مصر القديمة أمام محطة مترو الأنفاق وقد افتتح رسميًا عام 1910 وأنشأت المبانى الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض التابعة لأوقاف الكنيسة القبطية قدمها البابا كيرلس الخامس البطريرك 112، وقد سمح أيضًا بنقل جميع التحف والأدوات القبطية الأثرية كالمشربيات والأسقف والأعمدة الرخامية والنوافذ واللوحات والحشوات الخشبية المنقوشة والأبواب المطعمة والأرائك والبلاطات الخزفية التى كانت فى منازل الأقباط القديمة وظل المتحف القبطى ملكًا للبطريركية حتى عام 1931حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة لأنه يمثل حقبة هامة من سلسلة حقبات الفن والتاريخ المصرى القديم وتقديرًا لمرقص سميكة باشا قامت الحكومة بعمل تمثال نصفى له على نفقة الدولة أقيم وسط الحديقة الخارجية أمام مدخل المتحف.
وتابع "ريحان": المتحف القبطى يضم حوالي 16000 قطعة أثرية مرتبة فى 12 قسم ترتيبًا تاريخيًا، ومن أهم مقتيناته شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ (نهاية القرن 4م)، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية (القرن 6م)، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح (القرن 7م)، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب (القرن 7م)، مسرجة من البرونز لها مقبض على شكل الهلال والصليب (القرن 13م).
ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الأثاث الخشبية والأبواب المطعمة والباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، كما يضم لفائف نبات الأكانتس وأوراق العنب وأفاريز مزدانة بأرانب وطواويس وطيور، علاوة على مخطوطات للكتاب المقدس.
ونوه ريحان إلى أن مخطوط مزامير داود هو أقدم نسخة كاملة من كتاب المزامير، عثر عليه تحت رأس مومياء طفلة في مقبرة تعود إلى الفترة المسيحية المبكرة في محافظة بني سويف خلال فترة الثمانينات، تاريخه يرجع إلى الفترة بين القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ويتضمن 151 مزمورًا مكتوبة باللغة القبطية، موزعة على 244 صفحة مصنوعة من الرق “جلد الغزال”.
عرض للمرة الأولى داخل المتحف القبطي عام 2006، وبقي داخل “فاترينة” زجاجية لسنوات حتى تقرر تشكيل لجنة في 2019 للوقوف على حالته ومدى حاجته للترميم، حيث اكتشفت اللجنة أن المخطوط لحقت به كثير من الأضرار، وأن صفحاته مصابة جميعها بالجفاف الشديد الذي يعرضها للكسر، فضلًا عن التصاق الصفحات وتآكل أجزاء منها، ما كان يعني ضرورة التحرك لترميمه، وهي العملية التي انتهت بنجاح وتم إعادة عرض المخطوط أمام الجمهور داخل المتحف القبطي أمس فى احتفالية كبرى.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: ليالي سعودية مصرية مسلسلات رمضان 2024 سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان أحمد عيسى وزير السياحة والآثار المتحف القبطي مجمع الأديان المجلس الأعلى للثقافة الحضارة المصرية طوفان الأقصى المزيد المتحف القبطی
إقرأ أيضاً:
محكمة الفاتيكان تعلن حيثياتمحاكمة القرن
قالت محكمة الفاتيكان إنها أدانت كاردينالا بـ"الاحتيال الشديد" وتهم أخرى بسبب "سلوكه الذي لا يمكن تفسيره موضوعيًا" في دفع أكثر من نصف مليون دولار من أموال الفاتيكان لمحللة استخباراتية مزعومة أنفقتها بعد ذلك على سلع فاخرة وإجازات.
وأصدرت محكمة المدينة الدولة 816 صفحة من الدوافع والحيثيات المكتوبة من أحكامها الصادرة في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي في "محاكمة القرن" في الفاتيكان.
وكانت محاكمة 10 أشخاص لمدة عامين قد نشأت عن استثمار الكرسي الرسولي بقيمة 350 مليون يورو (380 مليون دولار) في عقار في لندن، لكنها نمت لتشمل مجموعة من المعاملات المالية الأخرى.
وكان الكاردينال أنجيلو بيتشيو، الكاردينال القوي الذي كان رقم 3، أو "البديل"، في أمانة دولة الفاتيكان، هو الأبرز من بين الأشخاص الـ9 المدانين. ويواجه 5 سنوات ونصفا في السجن بعد إدانته بالاختلاس والاحتيال وتهم أخرى.
وأعلن بيتشيو هو والمتهمون الـ8 الآخرون عن استئنافهم، كما فعل المدعي العام للفاتيكان. ومع تقديم التفسيرات المكتوبة للمحكمة الآن، بعد ما يقرب من عام من صدور الإدانات، يمكن لكلا الجانبين توضيح أساس استئنافهما.
وركزت المحاكمة على مشاركة أمانة دولة الفاتيكان في صندوق لتطوير مستودع هارودز السابق إلى شقق فاخرة. وزعم ممثلو الادعاء أن رجال الدين والوسطاء في الفاتيكان نهبوا الكرسي الرسولي بعشرات الملايين من اليوروهات في شكل رسوم وعمولات ثم ابتزوا الكرسي الرسولي للحصول على 15 مليون يورو للتنازل عن السيطرة على المبنى.
وأدين بيتشيو بتهمة اختلاس الأموال الناجمة عن الاستثمار الأصلي للفاتيكان بمبلغ 200 مليون يورو في الصندوق الذي استثمر في العقار في لندن. وقررت المحكمة أن القانون الكنسي يحظر استخدام أصول الكنيسة في مثل هذا الاستثمار المضاربي.
كما أدين بيتشيو بتهمة الاحتيال المشدد لدوره في دفع 575 ألف يورو من أموال الكرسي الرسولي إلى خبيرة استخبارات معلنة من موطنه سردينيا، سيسيليا ماروغنا.
وقال إن المدفوعات أقرها البابا فرانسيس كفدية لتحرير راهبة كولومبية محتجزة كرهينة من قبل مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في مالي.
لكن التحقيق أظهر أن بيتشيو أرسل فاتورة مزدوجة إلى الفاتيكان، حيث تم إرسال نفس المبلغ من المال إلى شركة أمنية بريطانية لديها خبرة حقيقية في تحرير الرهائن. وأشارت المحكمة إلى أنه تم إطلاق سراح الراهبة لاحقا، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن ماروغنا كان لها أي علاقة بذلك.
وقالت المحكمة، التي يرأسها القاضي جوزيبي بيناتوني" إن بيتشيو لم يقدم قط تفسيرا معقولا لسبب دفعه لماروغنا نفس المبلغ من المال، أو لماذا لم يسألها قط عن أي تحديثات بشأن جهودها المزعومة لتحرير الراهبة".
وأضاف "وحتى عندما أخبره رجال الدرك في الفاتيكان أن ماروغنا أنفقت بدلا من ذلك أموال الفاتيكان على إجازات فاخرة وعمليات شراء في برادا، لم يقدم بيتشيو شكوى إلى المدعين العامين أو يحافظ على مسافة بينه وبين ماروغنا. بدلا من ذلك، استمروا في التواصل عبر صديق للعائلة".
وجاء في حيثيات المحكمة التي نشرتها أمس "سلوك لا يمكن تفسيره موضوعيا، وخاصة لشخص في موقف المدعى عليه، وهو كاردينال رئيس مجمع دعاوى القديسين و7 سنوات نائب في أمانة الدولة، والذي تمتع لفترة طويلة بثقة البابا الكاملة وهو سلوك لم يفسره المدعى عليه بأي شكل من الأشكال".
وقالت المحكمة إن ماروغنا، حوكمت غيابيا وقدمت تفسيرات متناقضة وغير حاسمة في دفاعها المكتوب. وأدينت هي أيضا وحكم عليها بالسجن لمدة 3 سنوات و9 أشهر.
وخصص الجزء الأكبر من الدوافع المكتوبة لفك رموز المعاملات المعقدة في قلب صفقة لندن. كما كرر النص رفض المحكمة السابق لحجج الدفاع بأن المحاكمة نفسها كانت غير عادلة .