واشنطن بوست: روسيا تتقدم، وأوكرانيا تكافح من أجل البقاء. دعونا نأمل أن يرق قلب الجمهوريين في مجلس النواب قبل أن يسدل ستار العار! ديفيد إيغناتيوس
لم يكن من الممكن أن تكون الرسالة التي خرج بها مؤتمر ميونيخ الأمني في نهاية الأسبوع الماضي أكثر وضوحا: روسيا تتقدم وأوكرانيا في وضع عسكري لا تحسد عليه. وقال السيناتور شيلدون وايتهاوس (ديمقراطي من ولاية رود آيلاند)، الذي قاد وفد مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى المؤتمر: "إن أوكرانيا تتجه نحو تدهور معنوي" ما لم يتحرك حلفاؤها بسرعة لتعزيز الدعم.
يحتاج زيلينسكي إلى صواريخ ATACM-300 بعيدة المدى ، وفق تصريحه في اجتماع خاص مع مجموعة من الحزبين في الكونغرس. وأخرج خريطة توضح الأهداف الروسية في شبه جزيرة القرم المحتلة والتي يمكن أن تتعرض للضرب بصواريخ ATACMS. وطبعا لن تؤدي الضربات إلى تحرير شبه جزيرة القرم، لكنها ستهز ثقة روسيا وترفع معنويات أوكرانيا.
كان الرئيس بايدن مترددًا في إرسال أنظمة ATACMS، لسبب وجيه وهو أن الولايات المتحدة تحتاج إليها للدفاع عن نفسها، ولا يريد بايدن تصعيدا مع روسيا. ولكن ليس هناك ما هو أكثر أهمية لأمن الولايات المتحدة في الوقت الحالي من مساعدة أوكرانيا على وقف زخم روسيا في ساحة المعركة. وأظهرت أوكرانيا أنها ستفي بوعودها بعدم إطلاق أسلحة أمريكية على الأراضي الروسية. لا تنتظروا التشريع؛ أرسلوا الصواريخ.
إن أهمية أفديفكا ليست بسبب أهميتها الاستراتيجية، ولكن لأن ذخيرة المدفعية والدفاعات الجوية كانت تنفد من القوات الأوكرانية، وهي علامة على ضعفها المتزايد. ويثير النقص في الدفاعات الجوية القلق، فالطائرات الروسية يمكنها إسقاط قنابل دقيقة التوجيه على أفدييفكا متى شاءت. وإذا لم تحصل أوكرانيا على إمدادات للدفاع الجوي قريبا، فقد يمتد هذا التهديد إلى المدن في جميع أنحاء البلاد.
إن القوات الروسية تمضي قدماً باستخدام اثنين من مواردها الوطنية العظيمة: الأجساد الدافئة والصبر. هكذا تخوض روسيا حروبها، من نابليون إلى هتلر إلى الآن. وقال زيلينسكي: "غضبهم هائل وهناك عشرات الآلاف من جنودهم". وحذر سفير أوروبي يعد أحد مراقبي الكرملين الغربيين الأكثر حكمة من أن "هذه الحرب تسير على طريقة روسيا حتى الآن".
إن دعم الكونجرس الأمريكي لاستمرار المساعدات العسكرية له أهمية كبيرة. فهي توفر لأوكرانيا الوقت لتعزيز دفاعاتها وحماية أراضيها من الهجوم هذا العام، كي تتمكن في العام المقبل من إعادة إطلاق الهجوم. بالنسبة لأوكرانيا، فإن مواصلة القتال وعرقلة روسيا هو نوع من النصر.
أما بالنسبة للجمهوريين في الكونغرس المستعدين للتخلي عن أوكرانيا بناء على توجّه الرئيس السابق دونالد ترامب، فلا يسع المرء إلا أن يشعر بالحزن؛ خاصة بالنسبة لشخص مثل السيناتور ليندسي جراهام (ساوث كارولينا)، الذي كان حتى هذا العام عضوًا أساسيًا من إجماع مؤتمر ميونيخ على مقاومة التقدم الروسي.
وصفت تقارير، شاركها السيناتور بريان شاتز (ديمقراطي من هاواي) في ميونيخ، أن الجنود الأوكرانيين في الجبهة كانوا يتفقدون هواتفهم المحمولة لمعرفة ما سيفعله الجمهوريون في مجلس النواب بشأن حزمة المساعدات العسكرية. ما الذي يجب أن يفكر فيه هؤلاء الجنود، المحتشدون تحت القذائف والقنابل الروسية، في أعضاء الكونجرس الذين هم على استعداد للتخلي عنهم؟
دعونا نأمل أن يرق قلب الجمهوريون في مجلس النواب قبل أن يسدل ستار العار!
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي الاتحاد الأوروبي الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي
إقرأ أيضاً:
ميركل تدعو لمنع انتصار روسيا في أوكرانيا وتؤكد دعمها لسياسة شولتس
دعت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، إلى منع روسيا من تحقيق أي انتصار في النزاع المستمر في أوكرانيا، مشيرة إلى أهمية اتخاذ خطوات مدروسة في دعم أوكرانيا دون تصعيد الحرب بشكل غير محسوب، جاء ذلك خلال فعالية إعلامية نظمتها صحيفة Die Zeit في ألمانيا، حيث ناقشت ميركل تطورات الحرب الأوكرانية وآفاق الحلول الممكنة.
وفي ردها على سؤال حول قرار المستشار الحالي أولاف شولتس بعدم إرسال صواريخ "تاورس" إلى أوكرانيا، قالت ميركل: "لقد أظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن من خلال قراراته الحذرة بشأن نوع الأسلحة التي يمكن إرسالها إلى أوكرانيا، أهمية التفكير العميق في كيفية دعم أوكرانيا بهدف منع روسيا من الفوز في هذه الحرب"، وأضافت: "من الضروري أن نتخذ خطوات مدروسة بعناية، مع الحرص على عدم تصعيد النزاع بشكل يجرنا إلى الحرب مباشرة".
وأعربت ميركل عن دعمها لسياسة شولتس في هذا المجال، مشيرة إلى أن المستشار الألماني يمتلك أسبابًا مقنعة تبرر موقفه في هذا الخصوص، وأكدت أن ألمانيا تحتاج إلى اتخاذ مواقف تحافظ على توازن دقيق بين دعم أوكرانيا واحتواء التصعيد العسكري مع روسيا.
وفي وقت سابق، شدد شولتس على أن ألمانيا لن ترسل صواريخ بعيدة المدى من طراز "تاورس" إلى أوكرانيا، ولن توافق على استخدام أسلحتها ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، وهو ما يبرز الفرق في المقاربة بين الحكومة الألمانية السابقة والحالية في التعامل مع هذا الملف.
من جهة أخرى، تعتبر روسيا أن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا يعد أمرًا يعرقل جهود البحث عن حل دبلوماسي للصراع، حيث اعتبرت ذلك بمثابة تصعيد مباشر يجر دول الناتو إلى دائرة القتال، وهو ما وصفته بـ "اللعب بالنار"، وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "أي شحنات تحتوي على أسلحة موجهة إلى أوكرانيا ستصبح هدفًا مشروعًا للقوات الروسية".
وكانت ميركل قد تحدثت في مذكراتها الأخيرة، وفي تصريحات سابقة، عن نيتها "خداع" الجانب الروسي فيما يتعلق بتطبيق اتفاقيات مينسك، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقيات كانت تهدف إلى ضمان استقرار المنطقة، لكنها اعترفت بوجود صعوبات كبيرة في تنفيذها على الأرض بسبب تعنت روسيا في الالتزام بها.
وتعكس هذه التصريحات التوترات المستمرة في السياسة الدولية بشأن النزاع الأوكراني، حيث تتباين الآراء حول كيفية دعم أوكرانيا دون التصعيد المباشر مع روسيا، وهو ما يبقى محورًا حساسًا في العلاقات بين الدول الغربية وروسيا.
"أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية
قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تقرير نشر اليوم الخميس إن نظام الرعاية الصحية في الضفة الغربية المحتلة يعاني من "حالة طوارئ دائمة" منذ ال 7 من أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن إسرائيل تنفذ هجمات ممنهجة على القطاع الصحي في المنطقة.
وأوضحت المنظمة أن التصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي تضمن توغلات عسكرية لفترات طويلة وفرض قيود أكثر صرامة على حركة الفلسطينيين، قد أعاق بشكل كبير الوصول إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية، ونتيجة لذلك، تفاقمت الظروف المعيشية للفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل كبير.
وأكدت المنظمة في تقريرها أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، سجلت منظمة الصحة العالمية 694 هجومًا على المنشآت الصحية في الضفة الغربية، بما في ذلك المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، التي كانت غالبًا ما تقع تحت حصار القوات العسكرية الإسرائيلية، واعتبرت المنظمة أن هذه الهجمات تشكل جزءًا من "نمط منهجي" من التدخلات التي تهدف إلى تعطيل تقديم الرعاية الصحية الطارئة.
وفي هذا السياق، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الهجمات الإسرائيلية وعنف المستوطنين قد أسفرت عن استشهاد 884 فلسطينيًا على الأقل في الضفة الغربية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر 2023.
وأشار التقرير إلى أن منع الفلسطينيين من الوصول إلى الرعاية الصحية يعتبر جزءًا من "نظام أوسع للعقاب الجماعي" تفرضه إسرائيل تحت ذريعة محاربة المسلحين الفلسطينيين، وأكدت "أطباء بلا حدود" أن النظام الصحي الفلسطيني في الضفة الغربية، الذي كان يعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد، أصبح أكثر ضعفًا منذ بداية الحرب، في ظل القيود الكبيرة على الميزانية ونفاد نصف الأدوية الأساسية من المخازن.
وأضاف التقرير أن العيادات والمستشفيات تعمل "بمستويات منخفضة" بسبب نقص الموارد وغياب رواتب العاملين الصحيين منذ عام، كما أشار إلى أن حركة سيارات الإسعاف تمثل تحديًا كبيرًا بسبب نظام واسع من نقاط التفتيش وحواجز الطرق، مما يعرقل الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة.
كما أفاد التقرير بتكرار الهجمات على العاملين والمرافق الطبية من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وغالبًا ما كانت المستشفيات والمرافق الصحية محاصرة من قبل القوات العسكرية، مما يزيد من المخاطر على المرضى والعاملين في المجال الصحي.
ودعت "أطباء بلا حدود" إسرائيل إلى "وقف استخدام القوة غير المتناسب" ضد المرافق الطبية والعاملين الصحيين في الضفة الغربية، وطالبت بإجراء تحقيقات مستقلة في الهجمات السابقة على المنشآت الصحية، كما شددت على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الطبية إلى المحتاجين، والسماح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمواصلة عملها في المنطقة.
ختامًا، أكدت المنظمة أن الوضع في الضفة الغربية يزداد تعقيدًا بشكل يومي، محذرة من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر ويعرقل أي آفاق لتحقيق الاستقرار في المنطقة.