بينما تستضيف سماء الليل المرور المهيب للمذنب CC/2021 O3 (PanSTARRS)، يستعد علماء الفلك إلى توثيق حدث سماوي فريد قد يعزز فهمهم لتأثر الرياح الشمسية على كوكبنا.  

ومن المتوقع أن يتألق المذنب C/2021 S3 (PanSTARRS) في السماء طوال شهري فبراير الجاري ومارس. وأثناء مروره بالأرض، سيكون واحد من أكثر المذنبات سطوعا في عام 2024، والتي تستحق البحث عنها ومراقبتها.

إقرأ المزيد كويكب يتسلل إلى مسافة قريبة من الأرض بعد أيام قليلة من اكتشافه

وعادة ما تخلق المذنبات ذيلا من الغاز والغبار أثناء دورانها حول الشمس، ويرجح علماء الفلك أن يشهد المذنب C/2021 S3 (PanSTARRS) انفصال ذيله بفعل الرياح الشمسية، وهو ما يمكن أن يقدم معلومات قيّمة عن قوة واتجاه الرياح الشمسية، وهي الظاهرة التي تظل مصدر قلق كبير لعالمنا المترابط والمعتمد على الأقمار الصناعية بشكل متزايد.

وتعمل المذنبات، بقلوبها الجليدية وذيولها المكونة من الغاز والغبار، كمؤشرات طبيعية لظروف الرياح الشمسية. وبينما تشق هذه الأجرام السماوية طريقها عبر النظام الشمسي، تتفاعل الرياح الشمسية مع ذؤابة المذنب (الغلاف المحيط بنواته) وذيله، ما يوفر مؤشرا مرئيا على وجود الرياح الشمسية وخصائصها. ويتجلى هذا التفاعل بشكل خاص عندما تنفصل أجزاء من ذيل المذنب، وهو حدث ناجم عن الزيادات المفاجئة في ضغط الرياح الشمسية.

وعلى الرغم من أن المذنب غير مرئي بالعين المجردة، إلا أنه سيكون في متناول أولئك الذين لديهم معدات المراقبة المناسبة.

ويشير علماء الفلك إلى أن المذنب لا يشكل أي خطر على كوكبنا، فهو يبعد عن الأرض نفس المسافة التي نبعدها عن الشمس تقريبا، لكن العلماء بحاجة إلى صور لـ C/2021 S3 (PanSTARRS)  لتحسين توقعات الطقس الفضائي.

إقرأ المزيد لأول مرة على الإطلاق.. اكتشاف جزيئات الماء على الكويكبات

وتعتبر هذه التوقعات حيوية لمنع المشاكل التي تسببها الرياح الشمسية، وهي عبارة عن تيارات من الجزيئات التي تحتوي على عواصف شمسية يمكن أن تلحق الضرر بالتكنولوجيا في الفضاء وعلى الأرض.

وقالت سارة واتسون، من جامعة ريدينغ: "ما نتوقع رؤيته قد يبدو غير عادي إلى حد ما. فعندما نتحدث عن المذنبات، غالبا ما يفكر الناس في كرة كبيرة وساطعة يتبعها ذيل طويل ورفيع. وقد يبدو المذنب الذي نلاحظه مختلفا، حيث يمكن أن ينفصل ذيله عندما تضربه الرياح الشمسية".

مضيفة: "نحن بحاجة إلى الكثير من الصور للمذنب لبناء صورة لرحلته عبر نظامنا الشمسي. وهذه فرصة رائعة لعلماء الفلك الهواة لإخراج تلسكوباتهم، والتقاط لحظة كونية مذهلة حقا، وتقديم مساهمة كبيرة في بعض العلوم المهمة".

وأصدرت جامعة ريدينغ نداء لمراقبي النجوم في جميع أنحاء العالم لالتقاط الصور للمذنب C/2021 S3 (PanSTARRS) وهو يزين السماء .

وهذه الصور ليست مجرد تذكارات، بل إنها قد تحمل المفتاح لفتح رؤى جديدة حول الرياح الشمسية، تيار من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس والتي يمكن أن تعيث فسادا في البنية التحتية التكنولوجية للأرض.

 المصدر: bnn breaking

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الارض الشمس الفضاء النظام الشمسي ظواهر فلكية معلومات عامة معلومات علمية الریاح الشمسیة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين

يقدم أول كوكب صخري يجري رصده وهو يدور حول نجم يشرف على نهايته، ويسمى قزما أبيض، لمحة عما قد يكون عليه كوكب الأرض بعد مليارات السنين، إذ يبدو من المحتمل أن ينجو كوكبنا من فناء الشمس، لكنه سيتحول فقط إلى جرم بارد وخاو من البشر في الفضاء الشاسع.

وذكرت دراسة تستعين ببيانات من تلسكوبات موجودة في ولاية هاواي أن الكوكب، الذي تعادل كتلته 1.9 مرة كتلة كوكب الأرض، يدور حول قزم أبيض يبعد نحو 4200 سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي ويقع قرب مركز مجرتنا درب التبانة.

والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وتقدر بنحو 9.5 تريليون كيلومتر.

وبدأ القزم الأبيض حياته نجما طبيعيا أكبر من شمسنا مرة أو مرتين، وتساوي كتلته الحالية نصف كتلة الشمس.

وتتحول النجوم التي تقل كتلتها عن ثمانية أمثال كتلة الشمس في نهاية حياتها إلى أقزام بيضاء، وهو أكثر أنواع البقايا النجمية شيوعا.

وقبل فناء النجم المضيف، دار الكوكب حوله على بعد يُحتمل أنه وضعه في "نطاق قابل للحياة"، أي في مكان غير شديد الحرارة وغير شديد البرودة ويمكن أن يوجد فيه الماء السائل على السطح، مما قد يدعم استدامة الحياة.

وكان الكوكب يدور في الأصل على بعد يساوي تقريبا بعد الأرض عن الشمس، وعقب موت نجمه، زادت المسافة 2.1 مرة على المسافة السابقة.

وقال كيمينغ تشانغ عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا-سان دييغو والمعّد الرئيسي للدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر أسترونومي" العلمية: "إنه عالم متجمد حاليا لأن القزم الأبيض، وهو أصغر من الكوكب في الواقع، خافت بشدة مقارنة بحالته عندما كان نجما طبيعيا".

نهاية الشمس

من المتوقع أن تتحول الشمس، وعمرها 4.5 مليار سنة، إلى قزم أبيض.

وحول ذلك قالت جاسيكا لو عالمة الفلك في جامعة كاليفورنيا-بيركلي: "في نهاية حياة شمسنا، ستنمو إلى حجم ضخم يسميه علماء الفلك العملاق الأحمر، ثم ستتخلص بالتدريج من طبقاتها الخارجية".

وأضافت لو المشاركة في إعداد الدراسة: "ومع فقد شمسنا كتلتها، سيزداد حجم مدارات الكواكب. وفي نهاية المطاف، ستفقد الشمس كل طبقاتها الخارجية وستخلّف لُبا مكثفا ساخنا. ويُسمى هذا قزما أبيض".

ويختلف علماء الفلك حول ما إذا كان كوكبنا سيتعرض للابتلاع والدمار حينما تتضخم الشمس خلال بلوغها مرحلة العملاق الأحمر، وتشير التقديرات إلى حدوث ذلك بعد 7 مليارات عام من الآن. وستتحول الشمس إلى قزم أبيض بعد مليار عام من حدوث ذلك".

وبحسب تشانغ "تختلف النظريات على ما إذا كان كوكب الأرض سينجو. ومن شبه المؤكد أن كوكب الزهرة سيتعرض للابتلاع، بينما من شبه المؤكد أن كوكب المريخ سينجو. يظهر نموذجنا أن من المرجح بشدة أن مدار هذا الكوكب كان مشابها لمدار كوكب الأرض قبل أن يتحول النجم المضيف للكوكب إلى عملاق أحمر. ويشير هذا إلى أن فرص كوكب الأرض في النجاة ربما تكون أكبر من المعتقد حاليا".

وحتى الآن، لم تُرصد كواكب تدور حول أقزام بيضاء إلا كواكب غازية عملاقة أكبر من كوكب المشتري، أكبر كواكب نظامنا الشمسي.

وتحمل الكوكب أوقاتا عصيبة في غمار موت النجم المستضيف له.

وأوضح تشانغ أنه "ربما تحول إلى كوكب منصهر حينما أصبح النجم عملاقا أحمر، ثم انخفضت حرارته بالتدريج في نهاية المطاف ليصل إلى حالته المتجمدة الحالية".

هلاك محقق للبشرية؟

يؤكد تشانغ أنه مع تقدم عمر الشمس وارتفاع درجة حرارتها، سيبتعد النطاق الصالح للحياة في النظام الشمسي عن وضعه الحالي.

وستظل الأرض صالحة للحياة لأقل من نحو مليار عام من الآن، ومن المرجح أن تكون محيطات الأرض قد تبخرت عند بلوغ تلك المرحلة.

وردا على السؤال المهم: "هل يعني هذا هلاك البشرية المحقق؟ أو هلاك أي شكل من أشكال الحياة التي ستظل باقية على كوكب الأرض؟"، قال تشانغ: "لا بد أن نهاجر من كوكب الأرض قبل إطار المليار عام الزمني".

وتابع قائلا إنه بحلول الوقت الذي ستصير فيه الشمس عملاقا أحمر، ربما نجد ملاذا في أقمار ضخمة محددة في النطاق الخارجي لنظامنا الشمسي مثل القمر "غانيميد" التابع لكوكب المشتري والقمرين تيتان وإنسيلادوس التابعين لكوكب زحل.

مقالات مشابهة

  • ابتكار نظام يلتقط الضوء للألواح الشمسية.. بماذا يفيد؟
  • سكان الأرض على موعد مع حدث فلكي نادر يحدث مرة كل 80 ألف سنة
  • بيان جديد بشأن مراكز الايواء التي يمكن أن تستقبل النازحين
  • الأرض على موعد مع كسوف حلقي.. كيف يمكن رؤيته بأمان؟
  • « قزم أبيض» يستشرف مستقبل الحياة على الأرض
  • الأرض تشهد حدثاً فلكياً نادراً.. يظهر مرة كل 80 ألف عام
  • مذنب القرن يقترب من الأرض وهذا موعد ظهوره
  • يظهر مرة كل 80 ألف عام… الأرض تشهد حدثاً فلكياً نادراً
  • دراسة تكشف مستقبل الحياة على الأرض بعد مليارات السنين
  • ظاهرة فلكية مميزة في سماء السعودية: هلال القمر والمذنب تسوتشينشان أطلس