الخوف من الحرب... يُثقل تفاهم مار مخايل
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
كتبت كلير شكر في" نداء الوطن": لا جدل حول اعتلال تفاهم مار مخايل. الأرجح أنّه أنهى مخدوميته، وبات على مسافة أمتار من بلوغه السنّ القانونية. منذ خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا، صار لعلاقة «التيار الوطني الحر»- «حزب الله» اعتبارات أخرى لم تكن في السابق في قائمة الأولويات، وقد حتّمت طبيعة مختلفة لمقاربات كلّ فريق.
حالياً، يخوض جبران باسيل، ومعه بطبيعة الحال الرئيس عون، معركة حياته أو موته السياسي. هوية رئيس الجمهورية المقبل، ستحدث الفرق، كلّ الفرق. ولهذا يرفض رئيس «التيار الوطني الحر» الانخراط في تسوية فيها شيء من المخاطرة. فإمّا يربح ما تبقى من عمره السياسي اذا ما أصابت ورقة «يانصيبه» وتمّ انتخاب رئيس يكون له فيه ما يكفيه من «الاوكسيجين»، من دون أن يشكّل أي خطر على مصيره... وإمّا المستقبل برمّته يصير على المحك.
يحتاج جبران باسيل للكثير من الحظّ ليسعفه في لحظة المتغيّرات الاقليمية التي تشهدها المنطقة، وهي التي تكاد تكون انقلابية بنتائجها وتداعياتها.
في الواقع، لا جديد قد يستدعي هذا الصوت العالي في الرفض الحاسم من جانب الفريق العوني، إلّا التطورات العسكرية التي تنذر بمزيد من التصعيد الذي قد لا يسلم منه لبنان. الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب، مع دخول رفح، قد يرتّب توسيع دائرة الأعمال العسكرية التي تدور على الرقعة الجنوبية. احتمال يرتفع منسوبه يومياً بشكل يهدد الاستقرار الداخلي الهشّ. وهو سيناريو يخشى أن يتحمّل باسيل تبعاته السياسية من باب التصاقه بتفاهم مار مخايل خصوصاً وأنّ الظروف لم تعد شبيهة بظروف 2006. والأهم من ذلك جبران باسيل ليس ميشال عون، ولن يكون باستطاعته التصدي لحملات الانتقاد التي سيتعرض لها في حال وقعت فعلاً الحرب الكبيرة.
ولهذا، يفضّل باسيل أن يرسم «زيحاً» بينه وبين اندفاعة «حزب الله» في خوض معركته العسكرية لا سيما وأنّ هذا الخطّ الفاصل قد يشكل مزيداً من الضغط على «الحزب» علّه بذلك يعيد حساباته الرئاسية ليأخذ بالاعتبار مطالب رئيس «التيار» مع العلم أنّ الجمود يسيطر على الملف برمته رغم ضغط الدول الغربية وإصرارها على إنجاز الاستحقاق.
اذ تبيّن حركة الموفدين الغربيين أنّ كلّ همّ الدول المعنية لا سيما الأوروبية ينصب على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس لكي يكون «لبنان الرسمي» الى طاولة المفاوضات بعد انتهاء الحرب، وهي حاصلة حكماً، خصوصاً اذا ما وضع ملف الحدود الجنوبية على المائدة. أمّا غير ذلك، فالرئاسة مركونة على الرفّ. حتى أنّ اللجنة الخماسية غرقت في مستنقع الخلافات وتكرار المحاولات لإحداث خرق والتي اصطدمت جميعها بحائط مسدود.
من هنا، لا يمكن التعويل على الحراك المنتظر لسفراء الخماسية ، فيما الاجتماع على مستوى أعلى، غير محدد الموعد، كما زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان. حتى أنّ مسوؤلاً بارزاً لم يتوان عن وصف حال الخماسية بأنّها باتت تشبه الوضع اللبناني بتعقيداته وخلافاته، وباتت بحاجة إلى لجنة خماسية تتولى إصلاح أحوالها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
العراق وعُمان يوقعان مذكرتي تفاهم سياسيتين
آخر تحديث: 22 دجنبر 2024 - 1:17 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلن وزير الخارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، اليوم الأحد، أن بلاده وقعت مذكرتي تفاهم سياسيتين مع العراق، مؤكدا على تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره العراقي فؤاد حسين في العاصمة بغداد.وقال البوسعيدي خلال المؤتمر، “لقد عكست اجتماعات اللجنة عمق التلاقي الاخوي والثقافي الذي يربط البلدين، والإدارة القوية المشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات الحيوية الواعدة، وخاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمار في تسهيل خطوط النقل.ونوه الى “بحث فرص التعاون في السياحة والطاقة، وتشجيع القطاع الخاص والمجال المالي والمصرفي، مؤكد على “دعم التواصل بين مختلف الشركات المعنية بهذه الشراكة والتعاون الحاضر والمستقبلي”.وأضاف “نحن نتطلع عاليا لمشاركة ناجحة للجانب عماني في معرض بغداد الدولي التجاري في شهر فبراير من العام المقبل”.من جهته قال فؤاد حسين خلال المؤتمر، إن العراق وقع عددا من مذكرات التفاهم مع الجانب العماني، مستطردا القول: لدينا عمل مشترك لإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين.وبما يتعلق في مستجدات الاوضاع في المنطقة، قال وزير الخارجية العراقية، “نتمنى العملية السياسية في سوريا شاملة وتؤدي الى استقرار البلاد”. واعرب عن سعادته إزاء توقيع مذكرتي تفاهم بين البلدين في مجالات المشاورات السياسية والتدريب الدبلوماسي، مردفا بالقول: اتطلع كثيرا الى قيام البلدين لإبرام عدد آخر من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون في المرحلة المقبلة، وكلها لا شك في تقصير وتسهيل ودعم التعاون الثنائي وتعزيزه في المجالات كافة”.وتابع البوسعيدي القول إنه “أكدنا على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات وتعزيز الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة، وهذا بطبيعة الحال ينسجم مع سياسة الحوار والسلام والتعاون والوئام التي تتبناها كل من سلطنة عمان وجمهورية العراق”. هذا وانعقدت أعمال اللجنة المشتركة العراقية العُمانية دورتها التاسعة، صباح اليوم الأحد، في مبنى وزارة الخارجية ببغداد.وترأس الجانب العراقي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، فؤاد حسين، بينما ترأس الجانب العُماني وزير الخارجية في سلطنة عمان، بدر البوسعيدي.وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان اليوم، إن حسين استهل الاجتماع بالإشادة بالعلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع العراق وسلطنة عمان، مؤكداً أهمية تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. ووفقا للبيان، فإن الوزيرين شدد على أهمية استمرار انتظام اجتماعاتها كمنصة رئيسية لتعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.كما أشار البيان الى اتفاق الطرفين على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، بالإضافة إلى تسهيل التبادل الأكاديمي والعلمي بين البلدين. كما تم التأكيد على أهمية التعاون في مجال الطاقة والبيئة، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة لكلا البلدين.واختتم الاجتماع بالتأكيد على ضرورة تنفيذ التوصيات التي صدرت عن اللجنة، مع مواصلة العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعبين العراقي والعُماني، وفقا للخارجية العراقية.