السياسة البريطانية في أسوأ حالاتها.. فوضى في البرلمان بسبب تصويت يرتبط بغزة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
انسحب عشرات المشرعين من البرلمان البريطاني، الأربعاء، وسط حالة من الغضب مع سعي كل من الأحزاب الثلاثة الكبرى للتحكم بزمام الأمور خلال تصويت على وقف إطلاق النار في غزة.
جاءت موجة الغضب بعدما سمح رئيس البرلمان بإجراء تصويت ساعد حزب العمال المعارض على تفادي حدوث انقسامات كبيرة بين أعضائه بسبب الموقف من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وغادر مشرعون من حزب المحافظين الحاكم والحزب الوطني الاسكتلندي المعارض القاعة احتجاجا، وحاول البعض اتخاذ خطوة نادرة هي إجراء المداولات بشكل منفصل.
واعتذر ليندسي هويل، رئيس مجلس العموم، في نهاية المطاف وقال إنه اتخذ قراره للسماح للمشرعين بالتصويت على عدد من الرؤى المختلفة، لأنه كان قلقا إزاء أمنهم بعدما واجه بعضهم تهديدات بالعنف بسبب مواقفهم من الحرب.
وذكر هويل، الذي كان عضوا في حزب العمال، للبرلمان "الأمر مؤسف وأعتذر عن القرار". وأضاف "لم أرد أن ينتهي الأمر هكذا".
ويشهد حزب العمال، المتوقع فوزه في الانتخابات العامة المزمع عقدها في وقت لاحق هذا العام، معركة داخلية بشأن سياسته تجاه الصراع في الشرق الأوسط منذ هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس وأدى إلى الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة.
وكان الحزب الوطني الاسكتلندي قد بادر إلى طرح النقاش في البرلمان بتقديمه لمقترح يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. وطرح حزب العمال وحزب المحافظين تعديلات.
وفي إجراء غير مألوف، اختار رئيس مجلس العموم جميع تلك التعديلات للتصويت عليها، ليخالف العرف بأنه لا يمكن لحزب معارض تقديم تعديل على مقترح تقدم به حزب آخر. وعادة ما يجري اختيار التعديل الحكومي.
"في أسوأ حالاتها"كان قرار هويل يعني أن أعضاء البرلمان من حزب العمال يمكنهم التصويت على خطة حزبهم دون أن يضطروا للوقوف في وجه قادتهم من خلال التصويت لدعم تعديل الحزب الوطني الاسكتلندي.
وفي خضم الفوضى، تمت الموافقة شفهيا على تعديل حزب العمال من دون تصويت رسمي تسجل فيه آراء المشرعين. وطالب بعض المشرعين بإجراء التصويت مجددا، لأنهم لم يعبروا عن آرائهم.
وفي حين أن نتيجة التصويت لن تكون ملزمة للحكومة البريطانية ولن تتم مراقبتها عن كثب في إسرائيل أو من قبل حماس، إلا أنها يمكن أن تسبب مشاكل لكير ستارمر زعيم حزب العمال الذي يحرص على تصوير حزبه على أنه موحد ومنضبط وجاهز للسلطة.
وقال حسام زملط السفير الفلسطيني لدى بريطانيا لإذاعة "إل بي سي" إنه "أمر مخز، مخز للغاية. اليوم، شهدنا السياسة البريطانية في أسوأ حالاتها. يحاول السياسيون إنقاذ أنفسهم بدلا من إنقاذ أمة بأكملها".
وطالب مئات المحتجين أمام البرلمان المشرعين بدعم وقف لإطلاق النار خلال إجراء المداولات.
وتعرض ستارمر لأكبر تمرد خلال قيادة حزبه بعد أن شهد اقتراح مماثل قدمه الحزب الوطني الاسكتلندي في نوفمبر تصويت 56 عضوا من أعضاء حزب العمال في البرلمان لصالحه.
وفي البداية، أعطى زعيم حزب العمال الدعم الكامل لإسرائيل عندما شرعت في ردها العسكري. لكن أعضاء كتلة حزب العمال في البرلمان وأعضاء الحزب كثفوا الضغوط على القيادة لدعم وقف فوري لإطلاق النار.
وتتجاهل كل من إسرائيل وحماس الضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب التي دمرت مساحات شاسعة من قطاع غزة وتسببت في كارثة إنسانية، إذ يرفض كل منهما شروط الطرف الآخر لوقف إطلاق النار.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحزب الوطنی الاسکتلندی فی البرلمان حزب العمال
إقرأ أيضاً:
شهداء بغزة ومستشفيات القطاع تناشد لإدخال الوقود
أفاد مراسل الجزيرة، اليوم الخميس، باستشهاد عدد من الفلسطينيين إصابة آخرين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، في حين تناشد مستشفيات القطاع المؤسسات الدولية إدخال الوقود بشكل عاجل.
واستشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين في القصف الإسرائيلي المتواصل على وسط وجنوبي قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وفي شمال القطاع، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل بجباليا البلد، كما استشهد وأصيب آخرون بقصف على مدرسة زينب الوزير بجباليا.
وأمس الأربعاء، استشهد 50 فلسطينيا في غارات إسرائيلية، 33 منهم في شمال القطاع.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 45 ألف شهيد، و109 آلاف مصاب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض أن إسرائيل لم ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
نفاد الوقود
وعلى الصعيد الصحي، أعلن مسؤولو مجمع ناصر الطبي، في خان يونس، توقف جميعة الخدمات الطبية، باستثناء أقسام العناية والعمليات، نتيجة أزمة الوقود مما أدى لتوقف المولدات.
وحذرت إدارة المجمع الطبي من كارثة إنسانية وصحية، قد تؤدي إلى موت المرضى اختناقا في قسم العناية المركزة، وناشدت المؤسسات الدولية التدخل العاجل لإدخال الوقود، لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية.
إعلانمن جهته، قال مدير مستشفى العودة، شمالي قطاع غزة، الدكتور محمد صالحة إن آليات الجيش الإسرائيلي تحاصر المستشفى، وتطلق النار بشكل عشوائي في محيطه، وتلقي قنابل في ساحته.
وأكد صالحة أن قوات الاحتلال أحرقت عددا من المنازل المجاورة للمستشفى، ونبه إلى خطورة وتفاقم الوضع داخل المستشفى، بعد حصار لأكثر من 95 يوما، ومنع سلطات الاحتلال إدخال الأدوية والوقود والطعام.
في الأثناء، قالت وزارة الصحة في غزة إنه تم تسلم كمية محدودة جدا من الوقود لمولدات المستشفيات، وكررت الوزارة مناشدتها للمؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل، لتوفير الاحتياج الكامل من الوقود وتأمينه بشكل دوري.
تطورات صفقة التبادلعلى الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الاتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في الشرق الأوسط قريب جدا.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي في باريس أنه يأمل إنجاز الاتفاق في الوقت المتبقي لإدارة الرئيس جو بايدن.
وذكرت قناة "إن بي سي نيوز" عن مسؤولين بالبيت الأبيض أن إدارة بايدن أبلغت مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالتقدم المحرز بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مصدر مطلع قوله إن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيلتقي اليوم في فلوريدا مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ويبحث معه صفقة تبادل الأسرى.
وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يتوجه ويتكوف إلى الدوحة الليلة للانضمام إلى المحادثات بشأن الصفقة.
وقبل مغادرته إلى الدوحة، قال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف للقناة 12 الإسرائيلية إن التوصل إلى صفقة التبادل من أولويات الرئيس ترامب قبل موعد تنصيبه.