أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية، باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، مشروع القرار الجزائري بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي استخدمته للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

 

من جانبهم، أوضح أعضاء مجلس النواب، أن الحرب في قطاع غزة لن تتوقف بسبب التعنت الإسرائيلي، وما دامت الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتمويل إسرائيل، مؤكدين على ضرورة أن يكون هناك تحالف موحد للدول العربية والإسلامية والإفريقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تنتهي القضية الفلسطينية.

 

اللواء يحي كدواني


وفي هذا الصدد، قال اللواء يحي كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بتوجيه من إسرائيل بما يخدم التوجهات الموجودة في الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة "نتنياهو"، وهو من يُملي على الولايات المتحدة السياسات التي تتبعها إزاء مشكلة الشرق الأوسط.


وأضاف "كدواني" في تصريح خاص لـ"الفجر"، قائلًا: للأسف الشديد الولايات المتحدة الأمريكية تُنفذ ما تأمر به إسرائيل وتقوم بالتضحية بعلاقتها مع الشعوب العربية والإسلامية، مشيرًا إلى مدى الكراهية الحاصلة حاليًا نتيجة التعنت الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية والعالم الإسلامي والعربي ضد الولايات المتحدة ومصالحها، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ألقت بعرض الحائط هذه المصالح في مقابل إرضاء إسرائيل، ووقفت موقف مخزي أمام المجتمع الدولي.

 

وأوضح اللواء يحي كدواني، أن بهذا الموقف للولايات المتحدة الأمريكية وحكومة "نتنياهو" صنعوا أجيال سيأتي يومًا وتكون قنابل موقوتة ضد أمن دولة إسرائيل وضد وجودها، مشيرًا إلى أن الأطفال الصغار الذين شاهدوا هول هذه الأحداث لن تمر عليهم هذه المظالم مر الكرام وسيكون لهم ردود أفعال، وسيكون هناك أجيال أخرى بخلاف حماس وبمسميات أخرى، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستكون محل تجديد مستمر نتيجة التعنت الإسرائيلي ورفض كافة الجهود التي بُذلت لحل القضية.


وتابع: هناك ظلم بين واقع على الشعب الفلسطيني والفرصة الأخيرة التي عرضتها الشعوب العربية والقادة الغرب في المبادرة العربية حاليًا يتملص منها نتنياهو ويرفض قيام دولة إسرائيل على كامل حدودها التي كانت قبل عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، لافتًا إلى أن نتنياهو يعمل على إيصال القضية إلى طريق مسدود.

 

وأردف قائلًا: أحدث ما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية من ذخائر مدمرة تم منحها لإسرائيل وهُدمت بها غزة بمجزرة يندى لها جبين الإنسانية وأسلحة أمريكية تقتل الشعب المقهور الذي يدافع عن أرضه، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي واضح جدًا في التعنت ومجلس الأمن أصبح هيكل لا جدوى من وراءه، ويقضي حق "الفيتو" على آمال الشعوب المظلومة، وكذلك محكمة العدل الدولية لم تكن قوية في إصدار حكمها على أن ما يحدث في فلسطين جريمة حرب وإبادة جماعية وفصل عنصري مرفوض من المجتمع الدولي.

 

وأشار عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بوقف الحرب في قطاع غزة إلا عندما ينتهي نتنياهو من تحقيق أحلامه المفزعة بالقضاء على حركة حماس، على اعتبار أنه إذا لم يقضي عليها سيكون نتيجة ذلك هزيمة إسرائيل أمام العالم أجمع، وهو يرفض أن تكون هناك هزيمة حتى لا تهتز الصورة المرسومة لإسرائيل على أنها القوة الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي مُصر على القتل والذبح والتهجير وإخلاء المنطقة واحتلالها بشكل جديد.

 

النائب عبدالفتاح يحي

 

فيما أوضح النائب عبدالفتاح يحي، عضو مجلس النواب، أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي من تقوم بتمويل إسرائيل، والتي اتخذت قرار بالقضاء على حركة حماس.

 

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تحدد وقف الحرب في قطاع غزة، قائلًا: تعتبر إسرائيل ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن ما حدث في ٧ أكتوبر واعتداء حماس على إسرائيل مثلما تقول يدفعه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن قرار وقف إطلاق النار يأتي من جانب أمريكا بالتنسيق مع تل أبيب.

 

وأشار إلى أن رفض مشروع القرار الجزائري بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ليس بجديد، فقد سبق وأن تم رفض مشروعات أخرى تم تقديمها، لافتًا إلى أن إسرائيل لديها هدف وهو التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء أو قتل الشعب الفلسطيني.

 

ولفت عضو مجلس النواب، إلى أنه لا بد من اتخاذ موقف موحد وتحالف من قِبل الدول العربية والإفريقية والإسلامية بمقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يكون هناك قرار بالضغط على أمريكا، مؤكدًا أن الموقف الموحد هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، وبدونه ستسمر الولايات المتحدة في استخدام حق الفيتو إلى أن تنتهي القضية الفلسطينية.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الامريكية حق الفيتو الفيتو الأمريكي مجلس الأمن وقف الحرب في غزة حق النقض الفيتو وقف إطلاق النار في قطاع غزة القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

مجموعة فلسطينيين في غزة تتظاهر ضد حماس وتطالبها بوقف الحرب

نظمت مجموعة من الفلسطينيين في غزة احتجاجًا ضد حماس، حيث رفعوا شعارات تطالبها بوقف الحرب ومغادرة القطاع، في تحرّك يُعدّ سابقة ضد الحركة التي تحظى بتأييد فلسطيني شعبي واسع، سواء من الناحية السياسة أو العسكرية.

اعلان

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت حشدًا يسير في مسيرة مناهضة للحرب في بيت لاهيا شمال القطاع المحاصر.

وقال بعض الناشطين إن الاحتجاجات التي بدأت شمال القطاع توسعت إلى مناطق أخرى منه في ساعات متقدمة من النهار، حيث خرجت مجموعات من الفلسطينيين في مظاهرة في خان يونس، جنوب القطاع، بحلول المساء.

كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة قال الناشطون إنها لعناصر من حماس وهم يحاولون تفريق الحشود.

وتباينت مطالب المتظاهرين كما ظهرت في مقاطع الفيديو، حيث دعا بعضهم إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية، في حين حمّل آخرون الحركة المسلحة مسؤولية النزاع، وطالبوها بمغادرة القطاع.

فلسطينيون يمشون وسط الدمار الذي خلفته الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية في مخيم الشاطئ، 25 مارس 2025.AP Photo

وكانت حماس قد فازت بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 2006، إلا أنها لم تفز بالأغلبية المطلقة. كما رفضت الحركة تقاسم السلطة مع حركة فتح، الجماعة السياسية التي كانت تسيطر على غزة في السابق، وتفردت بها عام 2007.

هذا وتتهم الجماعات الحقوقية حماس بقمع المعارضة والاحتجاجات في المناطق التي تسيطر عليها، إلى جانب "سجن وتعذيب المنتقدين"، حسب الادعاءات.

الاحتجاجات قد تؤثر على حماس

في بيت لاهيا، شمال القطاع، رفع الناس لافتات كتب عليها "أوقفوا الحرب" و"نرفض الموت"، بينما هتف آخرون "حماس برا برا".

وقال عمار حسن الذي شارك في المظاهرة: "لقد سئمنا من القصف والقتل والتشريد".

ووفقًا لحسن، بدأت المظاهرة كمسيرة مناهضة للحرب شارك فيها بضع عشرات من الأشخاص، ولكنها توسّعت حتى وصل عدد المشاركين فيها المناهضين لحكم حماس إلى أكثر من 2,000 شخص.

وأضاف حسن عبر الهاتف: "إنها الجهة الوحيدة التي يمكننا التأثير عليها". مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تستجيب للاحتجاجات كما يُمكن أن تستجيب لها الحركة الفلسطينية.

مقاتلو حماس يتخذون مواقعهم قبيل الإفراج المرتقب عن الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر تسليمهم للصليب الأحمر في النصيرات، 22 فبراير 2025.AP Photo

وقال المتظاهر محمد أبو صقر، وهو أب لثلاثة أطفال من بلدة بيت حانون: "الاحتجاج ليس لدوافع سياسية، بل لقد يتعلق بحياة الناس".

وتابع: "نريد وقف القتل والتهجير مهما كان الثمن. لا يمكننا منع إسرائيل من قتلنا، ولكن يمكننا الضغط على حماس لتقديم تنازلات".

في المقابل، صدر بيان عن مجموعة "وجهاء ومخاتير بيت لاهيا"، أعربوا فيه عن دعمهم للاحتجاجات ضد "العدوان الإسرائيلي والحصار"، لكنهم أيدوا "المقاومة المسلحة".

وشدد بيان الوجهاء على رفضهم "محاولة استغلال المطالب الشعبية المشروعة من قبل طابور خامس"، في إشارة واضحة إلى معارضي حركة حماس.

Relatedغزة على شفا كارثة إنسانية.. جوع ونزوح وانهيار صحي وشهادات على حجم المأساةحرب غزة: كاتس يصادق على مواصلة القتال والمستشفيات تناشد لإدخال المساعدات ونتنياهو يمرّر ميزانية 2026نتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيتتصاعد التوتر

الاحتجاجات أتت بعد قرابة أسبوع من استئناف إسرائيل الحرب على غزة وانسحابها بشكل مفاجئ من اتفاق وقف إطلاق النار، وشنها غارات جوية عنيفة على القطاع، أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين، جلهم من النساء والأطفال، كما يقول المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.

اعلان

وقبل استئناف الحرب، كانت تل أبيب قد فرضت حصارًا خانقًا عبر إغلاق المعابر ومنعها المساعدات الإنسانية من دخول القطاع، كنوع من الضغط على حماس لقبول مطالبها في المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مصادقته على استمرار القتال في غزة، وتعهد بتحقيق الهدف الأساسي لدولته المتمثّل بإعادة 59 أسيرًا لدى الحركة، ويعتقد أن 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة.

وفيما تسعى تل أبيب إلى إنهاء حكم الحركة السياسي في القطاع والقضاء على قوتها العسكرية وإبعاد قاداتها، تشترط حماس لإطلاق سراح الرهائن لديها وقفًا دائمًا لإطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة.

فلسطينيون يتلقون أكياسًا من الدقيق والمساعدات الإنسانية الأخرى التي توزعها الأونروا في جباليا، 25 مارس 2025.AP Photo

وكانت الحرب قد اندلعت بين الطرفين غداة شن هجوم حماس "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد أسفرت، من الجانب الإسرائيلي، عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وأسر 251 شخصًا، فيما حصدت من الجانب الفلسطيني أرواح أكثر من 50 ألف مواطن، فضلًا عن تدمير واسع للقطاع وتشريد 90% من سكانه.

اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزارة الصحة: حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية في غزة تتجاوز 50 ألفًا حماس توافق على الإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي واحد وجثث 4 آخرين من مزدوجي الجنسية نتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيت غزةقطاع غزةحركة حماسإسرائيلحروبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext غزة على شفا كارثة إنسانية.. جوع ونزوح وانهيار صحي وشهادات على حجم المأساة يعرض الآنNext اتفاق دفاعي بين كرواتيا وألبانيا وكوسوفو... أي تأثير إقليمي؟ يعرض الآنNext انعطافة ميدانية في الصراع السوداني: الجيش يقترب من الحسم في العاصمة يعرض الآنNext هدنة برعاية أمريكية.. اتفاق بين موسكو وكييف بشأن أمن الطاقة والملاحة البحرية يعرض الآنNext المفوضية الأوروبية تدرس مشاريع للتعدين في السنوات المقبلة اعلانالاكثر قراءة هل يؤيد البريطانيون إنشاء جيش أوروبي يضم المملكة المتحدة؟ رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان والمسألة مرفوضة من الجميع نتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيت مقتل مراسلة القناة الروسية الأولى بانفجار لغم أرضي بالقرب من الحدود الأوكرانية ما هي الدوامة الغريبة المتوهجة في ليل أوروبا الحالِك؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلروسياأوكرانياحروباليمنسورياقصفقوات الدعم السريع - السودانمجاعةدفاعالمفوضية الأوروبيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • أمانة جدة تدخل موسوعة غينيس للمرة الثالثة
  • عربية النواب تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وفرض هدنة عاجلة في السودان
  • أبو كلل: القضية الفلسطينية ليست شيعية فقط،.. و لا للقرارات الارتجالية في قضايا الحرب
  • باحث سياسي: المقاومة اللبنانية تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب
  • باحث سياسي: المقاومة اللبنانية مازالت تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب
  • الخارجية الأمريكية تستعين بالذكاء الاصطناعي لرصد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية
  • سوريا تسمح بدخول مفتشين مواقع أسلحة كيميائية من عهد الأسد
  • جنبلاط يتهم الولايات المتحدة بالضغط على لبنان للتطبيع مع إسرائيل
  • قائد القيادة المركزية الأمريكية يزور إسرائيل الأسبوع المقبل
  • مجموعة فلسطينيين في غزة تتظاهر ضد حماس وتطالبها بوقف الحرب