موقع النيلين:
2024-12-25@08:09:53 GMT

فيلسوف يبكي..!

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT


وهو كهل.. وضع جان جاك روسو كتابه الشهير «الاعترافات» وهو في أواخر الخمسين من عمره، ومن أولى صفحات الكتاب نتعرّف إلى رجل نبيل صان نفسه عن الوضاعة والدّنس، فكانت شخصيته الإنسانية العالمية: الأدب، والفكر، والفلسفة، وفي جانب منه عالم نبات، أحب في طفولته الحكايات والغناء والموسيقى.. فهل من امرأة وراء هذا التكوين البشري – الأنيق؟؟.

. نعم هناك امرأة، إنها: عمّته سوزان.. واقرأ معي هذا الوصف لتلك السيدة الحنونة، ويستمع إليها وهي تغني.. «.. وأنا قاعد أو واقف إلى جانبها يتولّاني السرور، وكان من بشاشتها ووداعتها ووجهها الطلق ما طبع في نفسي أثراً عميقاً، حتى أنني لا أزال أتصوّر هيئتها ونظرتها وسلوكها جميعاً، ولا أزال أتذكّر أحاديثها اللطيفة، ويمكنني أن أصف ما كان عليها من ثياب، وكيف كانت تصفف شعرها.. ما أنسى خصلتي الشعر الفاحم قد تدلّنا على صدغيها».

يقول، إنه مدين لها بالميل إلى الموسيقى بل ولعه بها، ويقول إنها كانت تعرف قدراً من الألحان، وتغني بصوت عذب.. وكان صفاء روح هذه الفتاة الكريمة «عمّته» يقيها ويقي كل ما يحيط بها من أحلام اليقظة والأحزان»، ويقول إنه كلّما تذكر ذلك بالغناء كان حتى وهو كبير في السن يفاجئ نفسه بالبكاء، وحين تسعفه ذاكرته على استعادة بعض الكلمات لأغنية كانت تغنّيها عمّته كان يشرق بالدموع..، وهو يقول في مكان آخر من «الاعترافات» إن حواسّه منسجمة ومزاجه الحيّ، ويقول، إن روحه كانت رومانسية.

جاءت كل هذه الينابيع الجميلة إلى تكوين «روسو» من عروق تلك العمّة الشابة، وهو تأسيس نفسي نظيف كان كفيلاً وحده بأن يحوّل صاحب «العقد الفريد» إلى شاعر، ولكنه لم يكتب الشعر،.. ولكن من قال إن الشعر يقوم فقط على اللغة والصور والوزن، لا بل الشعر نسغ حيّ في النور الذي ينبعث من الفكر والفلسفة.

كثير من الشعراء كانوا محظوظين بأمّهات وعمّات وخالات من نوع سوزان التي كانت تغني وتظرّز من أجلها أولاً أو من أجل شبابها، وإذ بها من دون أن تعرف تفعل كل هذه الأشياء الجميلة الحميمة من جان ابن أخيها الذي كان آنذاك في نحو الثامنة من عمره.. أساسية، بل، خطيرة تلك الصبية أو الشابة أو المرأة التي تقع في حياة الطفل، ذلك أنها ستبقى قنطرة من الضوء في كل حياته، وسيظل يشرق بالدمع كلما ابتعد عن تلك القنطرة.. الكتب، والسفر، والتجارب، المغامرة، والبطولة والشجاعة. الحب والنجاح والثروة.. كل هذا وحده لا يجعل من المرء شاعراً أو رسّاماً أو فيلسوفاً في مثل شفافية روسو.. لا بد من امرأة، تومض كالجوهرة بهذه الشفافية التي تشبه الدموع، التي شرق بها «روسو» وهو كهل.

يوسف أبولوز – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تعز.. مسلحون يهددون امرأة مسنة بالقتل في جبل حبشي

شكت امرأة مسنة من تعرضها للتهديد بالقتل من قبل مسلحين في إحدى البلدات بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن.

 

وقالت مصادر محلية إن امرأة مسنة تعرضت للتهديد بالقتل من قبل مسلحين في قرية المزبار بعزلة عدينة التابعة لمديرية جبل حبشي غرب محافظة تعز.

 

وأضافت المصادر أن المرأة المسنة تدعى "مريم غالب عبدالواسع"، وهي أم للشهيد محمد عبدالسلام الراشدي.

 

وأشارت المصادر إلى أن المسلحين ينشطون في ممارسة الجرائم وأعمال القتل والنهب ونشر الفوضى وسط صمت من الجهات الرسمية.

 

ونشر ناشطون مقطع فيديو للمرأة وهي تشكو تعرضها للتهديد والقتل من قبل المسلحين.

 

ويطالب الأهالي بضبط العصابات المسلحة ووضع حد لجرائمهم المنتشرة في مديرية جبل حبشي، التي تقع في إطار سلطات القوات الحكومية.

 


مقالات مشابهة

  • منير حامد: قواتنا سيطرة على أسلحة نوعية وخطيرة كانت مخزنة في قاعد الزرق
  • مذكرات امرأة
  • ديوان "كانت هنا امرأة" جديد دار فهرس في معرض الكتاب
  • رحيل السيَاب رائد الشعر الحر في مثل هذا اليوم
  • إلقاء القبض على امرأة بعد طعنها لزوجها في لحج
  • تعز.. مسلحون يهددون امرأة مسنة بالقتل في جبل حبشي
  • "القيروان للشعر العربي" يختتم إبداعاته
  • غير متوقع .. علاج جديد محتمل للصلع الوراثي
  • الشعر متّحداً بالحياة: ستة عقود على غياب السياب
  • الجل السكري.. ربما هو السر في علاج تساقط الشعر