الثورة نت:
2024-10-03@11:11:05 GMT

أمريكا و «وعاء الانصهار»

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

 

 

في حين أن الشارع العربي والغربي، على حد سواء، كلاهما أضحى في درجة الغليان القياسي، الذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة بشكل متصاعد وغير مسبوق، على وقع أحداث غزة الدامية، وما ترافق معها من توحش للعدو الإسرائيلي الذي صار يلفظ أنفاسه الأخيرة في وحل المقاومة الأبية، التي أثبتت الأيام أنها عصية على الانكسار، صامدة في وجه الأعاصير، فيما توالت الهزائم والانكسارات على حكومة بايدن، ذلك المسخ الخرف الذي مازال يطمع في ولاية جديدة، ومازالت تراوده أحلام اليقظة والمنام معاً لاستعادة هيبة الإمبراطورية الملحدة، تلك الأحلام والأوهام التي تهاوت على وقع ضربات المقاومة الحيدرية القسامية واليمنية واللبنانية والعراقية على حد سواء، وفوق كل تلك الأزمات التي باتت تحلق حول بايدن وحكومته المتعفنة فهناك جراح ثخينة للأمريكان في الشرق الأوسط والخليج العربي، وهناك ثأر مازال يتجدد كل يوم ليلاحق بايدن وحلفاءه المهزومين، وتحت الرماد كم من نيران كما يقول المثل.

.
إن الواقع المنفجر في الداخل الأمريكي وفي توقيت حساس كهذا يكشف مدى هشاشة دول الكفر، وإمبراطوريات الإجرام، التي تقتات على دماء الأبرياء، وتتلذذ بأوجاعهم ومعاناتهم، ولطالما رقصت على أشلاء الضحايا المتناثرة في كل مكان، ولكن مهما طغت فراعنة الزمان وتجبرت عتاولة العصر، فسنة الله ماضية في الخلق، “ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا» .
وها هو قد بدأ العد التنازلي لزوال الهيمنة الأمريكية، والبطش الصهيوني، وما ولاية تكساس التي باتت تستعد بكل ما أوتيت من قوة للإنقضاض على الفريسة، إلا مثال واضح على مدى الانفجار الداخلي، الذي تعاني منه الإمبراطورية العظمى!! كيف لا وقد سبقتها في ذلك ولاية كاليفورنيا، وهي أكبر ولاية في أمريكا من حيث المساحة، والموارد المالية والبشرية..
إن أزمة الجنوب في تكساس، والتي تعتبر ثاني أكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة، وواحدة من أهم الولايات ذات التأثير الزراعي والمالي، والصناعي والتجاري، عطفاً على كونها مصدراً من مصادر النفط الرئيسية للبلاد، تتعاظم يوماً تلو الآخر، اليوم بدأ فيروس الانفصال يسري في عروق كثير من الولايات الأمريكية الكبرى، وبنوع خاص تبدو كاليفورينا، تتجهز منذ وقت غير قريب للمضيّ بمفردها، فهناك شيئ ما ينتظرها، فقد سئمت من بلطجات البيت الأبيض، وملت من وجوه مصاصي الدماء، وهناك تبدو حكومة بايدن تترنح بين الشمال والجنوب، إضافة إلى أن الحرب على غزة، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني المظلوم قد أفقدتها صوابها،
كون الولايات المتحدة الأمريكية هي راعية الإرهاب في العالم أجمع، والداعم الرئيسي للكيان الغاصب الذي أضحى يرتكب بمعية أمريكا وحمايتها أبشع الجرائم والإبادة الجماعية والمجازر الوحشية بحق شعب حر عزيز مقاوم، هذه الأسباب مجتمعة وغيرها بدأت تقوض الحكومة الأمريكية من أساسها، وتفاقم الغضب الجماهيري عليها، حتى من داخل أمريكا نفسها، ناهيك عن الشعوب الأخرى التي ترى في الهيمنة الأمريكية خطراً على مصالحها، وزعزعةً استقرارها، ومازالت الاحتمالات مفتوحة على كل السيناريوهات، وهناك المزيد والكثير من المفاجآت التي تنتظر إمبراطورية الشر، ومملكة الإجرام.
علاوة على الأزمة الصينية الأمريكية، وموقف أمريكا من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وبين هذا وذاك تتصاعد مخاوف أمريكا من “وعاء الانصهار “ الذي بات يلاحقها وهو بها جدير، وسط مجتمعات تكن لها كل العداء، ولا ننسى انخراطها في العدوان المباشر على اليمن، لدعم وحماية السفن الإسرائيلية، لتواصل ذبح الشعب الفلسطيني بهدوء وبدون إزعاج..
فالمخاوف الأمريكية من ذلك الوعاء سالف الذكر يجعل من حكومة بايدن وهي أكبر هرم في الولايات المتحدة الأمريكية عرضة للرياح الضاربة، والأمواج العاتية التي تتقاذفها بين المد والجزر، في محاولة لاستعادة هيبتها المخدوشة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن .. ولكن هيهات فقد فاتها القطار، ولا مجال للترميم، وعلى الشيطان الأكبر أن يستعد لسقوطه المدوي، وأن يدفع ثمن دماء الأطفال التي أراقها في كل شبر من المعمورة، وعلى مدار سنوات طوال من العربدة والاستكبار،، ولله عاقبة الأمور..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إضراب عمال الموانئ الأمريكية: كيف يمكن للرئيس بايدن تعليقه؟

حث عدد من المصنعين وتجار التجزئة الرئيس الأمريكي جو بايدن على استخدام قانون صدر عام 1947 كوسيلة لتعليق إضراب 45,000 عامل في الموانئ، والذي أدى إلى إغلاق 36 ميناءً أمريكيًا من ولاية ماين إلى ولاية تكساس.

اعلان

وعلى الرغم من الضغط الذي مارسته الرابطة الوطنية للمصنعين والاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، إلا أن الرئيس أكد أنه لا ينوي محاولة تعليق إضراب عمال الموانئ على السواحل الشرقية والخليجية.

وقال بايدن يوم الأربعاء، قبل مغادرته قاعدة أندروز المشتركة للقيام بجولة جوية في ولاية كارولينا الشمالية لمشاهدة الدمار الذي خلفه إعصار هيلين، إن إضراب الموانئ يعرقل الجهود المبذولة لتوفير مواد الطوارئ لجهود الإغاثة.

وأضاف الرئيس: ”هذه الكارثة الطبيعية ذات عواقب وخيمة للغاية“. وآخر ما نحتاجه فوق ذلك هو كارثة من صنع الإنسان"، مشيراً إلى أن الشركات التي تسيطر على موانئ الساحل الشرقي والخليج قد حققت أرباحًا ضخمة منذ الجائحة.

قانون علاقات إدارة العمل لعام 1947، المعروف باسم قانون تافت-هارتلي، يسمح للرئيس بالسعي للحصول على أمر من المحكمة يقضي بفترة تهدئة تصل إلى 80 يومًا، لكي يتاح خلالها للشركات والنقابات أن يحاولوا حل خلافاتهم. ومع ذلك، قال بايدن إنه لن يتدخل في الإضراب.

الحد من سلطة النقابات

القانون الذي قدمه اثنان من الجمهوريين، هما: السيناتور روبرت تافت من أوهايو والنائب فريد هارتلي جونيور من نيوجيرسي، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بعد سلسلة من الإضرابات في عامي 1945 و1946 من قبل العمال الذين طالبوا بتحسين الأجور وظروف العمل بعد الحرمان في زمن الحرب.

وقد أبطل الكونغرس حينئذ حق النقض الذي استخدمه الرئيس الأمريكي هاري ترومان قانون تافت-هارتلي، ضد القانون.

وبالإضافة إلى تفويض الرئيس بالتدخل في الإضرابات، يحظر القانون ”المتاجر المغلقة“ التي تتطلب من أصحاب العمل توظيف العمال النقابيين فقط. ويسمح الحظر للعمال برفض الانضمام إلى نقابة.

إضراب خارج بوابة فيرجينيا الدولية في بورتسموث، فيرجينيا، الثلاثاء 1 أكتوبر 2024. Billy Schuerman/The Virginian-Pilot

كما يحظرقانون تافت-هارتلي أيضًا ”المقاطعة الثانوية“، مما يحظر على النقابات الضغط على الشركات المحايدة لوقف التعامل مع صاحب عمل مستهدف في الإضراب. كما يلزم قادة النقابات بالتوقيع على إقرار خطي يعلنون فيه عدم دعمهم للحزب الشيوعي.

تعليق إضراب العمال

يمكن للرئيس تعيين مجلس تحقيق لمراجعة وكتابة تقرير عن النزاع العمالي، ومن ثم توجيه المدعي العام ليطلب من المحكمة الفيدرالية تعليق إضراب العمال أو إغلاق الإدارة.

وإذا أصدرت المحكمة أمرًا قضائيًا، فإن ذلك يعني أن تبدأ فترة تهدئة مدتها 80 يومًا. وخلال تلك الفترة، يجب على الإدارة والنقابات ”بذل كل جهد ممكن لضبط خلافاتهم وتسويتها". ومع ذلك، فلا يمكن للقانون واقعيا إجبار أعضاء النقابات على قبول عرض العقد.

إضراب خارج بوابة فيرجينيا الدولية في بورتسموث، فيرجينيا، الثلاثاء 1 أكتوبر 2024. Billy Schuerman/The Virginian-Pilotاللجوء سابقاً إلى قانون تافت-هارتلي

ووفقًا لدائرة أبحاث الكونغرس، فإن حوالي نصف المرات التي لجأ فيها الرؤساء إلى المادة 206 من قانون تافت-هارتلي استطاع الأطراف تسوية خلافاتهم.

Relatedالإعصار هيلين يخلّف عشرات القتلى في الولايات المتحدة ويترك الملايين دون كهرباءالولايات المتحدة تعلن عن تخصيص 424 مليون دولار كمساعدات إنسانية للسودانالولايات المتحدة: إعصار هيلين يتحول إلى عاصفة استوائية ويخلف دمارا واسعا في ولاية جورجيا

وقد لجأ الرئيس جورج بوش إلى تافت-هارتلي في عام 2002 بعد أن أغلق 29 ميناء على الساحل الغربي أعضاء الاتحاد الدولي للموانئ والمستودعات في مواجهة مع العمال.

المصادر الإضافية • AP

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حالات الانتحار في الولايات المتحدة تبلغ أعلى معدل لها منذ العام 1941 بعد البقاء في الفضاء لأكثر من عام.. سويوز تهبط في كازاخستان حاملة روادا من روسيا والولايات المتحدة الولايات المتحدة تعترف بعدم إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قبل انتهاء ولاية بايدن موانئ الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن النقابات العمالية إضراب القانون اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next

مقالات مشابهة

  • السلطات الأمريكية: الخطر الإرهابي في الولايات المتحدة سيبقى عاليا في العام القادم
  • إضراب عمال الموانئ الأمريكية: كيف يمكن للرئيس بايدن تعليقه؟
  • السودان يوجه دعوة إلى الولايات المتحدة بعد مصادقة بايدن على رفع قرار عقوبات
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستنسق الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية مع إسرائيل
  • “إن بي سي”: الولايات المتحدة عاجزة والبيت الأبيض محبط ونتنياهو يحدد “أجندة” الشرق الأوسط وليس بايدن
  • بايدن يخلط بين الغارات الإسرائيلية في اليمن وإضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة
  • "إن بي سي": الولايات المتحدة عاجزة ونتنياهو يحدد "أجندة" الشرق الأوسط وليس بايدن
  • ليست ”أمريكا وبريطانيا وإيران”.. محلل سياسي: هذا الذي يمنع تحرير صنعاء!
  • الولايات المتحدة تعترف بإسقاط الطائرة الأمريكية الـ11 في اليمن
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات