بالهوية الإيمانية وعدم تجزئة المعركة انهارت الرأسمالية (الصهيوامريكية)
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
لا يكتشف الناس والشعوب و الأمم أنفسهم بقدر ما يكتشفونها في أوقات حيرتهم ، ولا يتأكدون من جوهرها الحقيقي إلا في لحظات القرارات والمراحل الصعبة ، وخير دليل على ذلك هو اكتشاف الشعب اليمني والإنسان اليمني نفسه خلال فترة الحرب والعدوان والحصار عليه، والحرب والحصار على غزة ، عاملان رئيسيان للانتصار هما الجغرافيا اليمنية ذات البعد التاريخي المقاوم للغزاة والمحتلين وهزيمتهم دوما ، والهوية الإيمانية اليمنية الناصرة لدين الله وأنبياء الله بمختلف الرسالات والأديان السماوية وفي مختلف العصور، ليأتي الحاضر بالحرب والعدوان والحصار السعودي الأمريكي على اليمن ، والحصار الإسرائيلي الأمريكي والبريطاني على غزة، وما قابله من صمود وثبات وتحد يمني وفلسطيني ، حددهما السيد القائد وفق مسارين منضبطين هما (الهوية اليمنية الإيمانية وعدم تجزئة المعركة) وهذان المساران قاما بتعرية العالم ، وكشف عملية مرور العالم كله بأزمة مركبة من أزمتين متزامنتين ومرتبطتين ، وهما أزمة انهيار الرأسمالية العالمية (الصهيوامريكية) وبوادر تراجع الغرب الأوروبي لحجمه الطبيعي مع عودة الشرق والجنوب لتاريخ القوة والهيبة والقيم والأخلاق والإنتاج والتطور ، وهي عودة مبنية أصلا على تراكم تاريخي طويل حذر جدا من هيبة الجغرافيا وقوة الهوية.
وهذا ما لا تحذره ولا تعرف هيبته وقوته الجغرافيا (الصهيوامريكية) اللقيطتان على الجغرافيا والتاريخ اصلا ، وما شابه تكوينهما من دويلات ومشائخ الرمال الخليجية ، الذين تبنوا بناء اقتصاد الهويات الرأسمالية الاستغلالية ، وتقزيم الهويات الكبرى ، وجعلها هويات متناقضة في تكوينها الاقتصادي والمعرفي والديني والإنساني ، أي التناقض (إنها تعمل بعكس ما تدعي) وهو أسلوب إنتاجي يسهل عملية نهب واستغلال شعوب تلك الهويات القزمة ، وبشكل أو بآخر كل أزمات العالم الأساسية ناتجة عن هذا التناقض ، وبتعقيداته المباشرة وغير المباشرة، وهنا لقد لعب التطور الزائف في القوى الإنتاجية دورا متناقضا في حياة النظام الرأسمالي الصهيوامريكي ، وعلاقات إنتاجه وتناقضاتها ، فهو من جهة كان يزيد الفائض المنتج ، لتتمكن القوى الاستغلالية من رشوة الطبقات المُستغلة ، بتوسيع الحدود الفعلية لديموقراطيات اجتماعية سهلة الانقياد والتبعية ، وبالتالي تأخير ثورة مجتمعاتها ، وإن كان ذلك بتعميق مدى الاستغلال ذاته ، ومن جهة أخرى يزيد من التناقض ما بين القوى الإنتاجية وعلاقات الإنتاج ، فهي تلعب دورا في حماية النظام الاستغلالي على المدى القصير ، ودورا آخر معاكساً في هدمه على المدى الطويل..
وعودا على بدء ، علينا أن نعي جيدا أن نظرية الهوية الإيمانية اليمنية ونظرية عدم تجزئة المعركة، تقولان لنا وبكل وضوح إن من يبني عاليا ، يجب أن يحفر عميقا ، ومن هاتين النظريتين ، لابد لنا نحن كيمنيين من بلورة رؤية تغيير الواقع لدينا أولا ، واقع يكون أكثر وضوحا وأكثر بلورة وأكثر مقدرة على فرز القوى المختلطة في داخل الحركة الوطنية والقومية العربية والإسلامية ، لأن نظرية الهوية الإيمانية تجعل كافة القوى تلتقي في قوة واحدة ولو كانت أقل عددا ، وتلتزم فيها بخطة واضحة ولو كانت أطول مدى ، وتقود خطى الجميع ولو كانت أبطأُ حركة ، ونحن كيمنيين حينئذ سنتقدم تقدما مطردا، بدلا من أن نقفز إلى الأمام لنعود فنقفز إلى الخلف ولا نتقدم إلا قليلا..
سنواصل محاصرة العالم المستغل في باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي، حتى تنجو وتنتصر غزة وأهلها، وسننجو وسننتصر نحن أيضا، وكل ما علينا كأصحاب هوية إيمانية أن لا نقبل تجزئة المعركة مع الرأسمالية (الصهيوامريكية) وإن ندرك جيدا انه في لعبة الشطرنج ومن أجل الفوز والانتصار الكبير لابد من التضحية، حتى بأهم وأقوى قطعة وهو الوزير، واليوم ليس أمام حركة الهوية اليمنية الإيمانية إلا التضحية بعدد من أولئك الذين يقفون حجر عثرة أمام تطور حركة هذه الهوية الكبرى والجامعة وإنقاذها من الضمور والانهيار..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نموذج لافت.. انتخابات برجا تكسر المعركة بـالتنافس
تحتدم المنافسة الانتخابية في بلدة برجا - إقليم الخروب بعدما تم الإعلان عن لائحتين أساسيتين وهما "التوافق البرجاوي" و"قرار برجا". اللائحة الأولى التي جاءت مُكتملة من 21 عضواً ويترأسها المهندس ماجد ترو، جاءت ثمرة توافق سياسيّ أجمعت عليه الأحزاب السياسيّة وهي "الحزب التقدمي الإشتراكي"، "تيار المستقبل"، "الجماعة الإسلامية"، "الحزب الشيوعي اللبناني"، والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج. أما اللائحة الثانية فأتت بتشكيلة من مجموعة ناشطين آخرين وعلى رأسهم المحامي أحمد حمية، وشكلوا لائحة "غير مكتملة" مهددة بانسحابات عديدة، آخرها كان على صعيد أحد المرشحين فيها وهو حسن سعد الذي أعلن انسحابه من السباق بعد ساعات من إعلان اللائحة ليل الأربعاء. اللافت هو أنه رغم وجود لائحتين، إلا أن الأجواء "تنافسية" بامتياز، وما ظهر هو أن الخطاب المُعتمد انتخابياً ما زال يندرج تحت إطار "التنافس" من دون وجود أي بوادر للذهاب نحو "التناطح". يقول رئيس لائحة "التوافق البرجاوي" المهندس ماجد ترو لـ"لبنان24" إن اليد ممدودة للجميع، مشيراً إلى أنّ الهدف في برجا هو الإنماء والعمل مع كافة الفاعليات المحلية للنهضة بالبلدة، وأضاف: "برجا بحاجة إلى الكثير، وبتضافر جهود الجميع والتوافق نستطيع أن نعمل". واعتبر ترو أن "خوض المعارك لا يخدم العمل البلدي والإنمائي بل يساهم في عرقلته"، وتابع: "التوافق هو سبيلنا بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية والعائلات، وما سعينا إليه هو وجود أكبر نسبة من مشاركة الجميع. هناك ثغرات وُجدت في أماكن ما، لكن الأساس وُجد، والأجواء التنافسية هي التي نحتاجها وما أتينا لنكسر أي طرف، لأن النهوض لا يقوم على التناطح". وأردف: "برجا قدّمت نموذجاً مهماً في التوافق بين مختلف البلدات اللبنانية من خلال التوافق الانتخابي، وما يجري هو رسالة إلى أن النهوض والإنماء يحتاج إلى التكاتف والتعاون بين كافة الشرائح الاجتماعية والبلدية والمحلية". في المقابل، يقول المحامي أحمد حمية، رئيس لائحة "قرار برجا" لـ"لبنان24" أنّ "الهدف من هذه الانتخابات هو الوصول إلى مجلس بلدي يستطيع النهوض ببرجا"، مشيراً إلى أن "اللائحة تمارس عملها الانتخابي انطلاقاً من الخطاب الموزون والذي لا يمثل تحدياً لأحد، باعتبار أن جميع المرشحين في اللائحتين هم من أبناء البلدة". وأوضح حمية أنَّ "لائحة قرار برجا لا تخوض معركة ضد الأحزاب"، متوقعاً حصول مفاجآت انتخابية خلال الاقتراع حيث أنه قد لا يكون هناك التزام كامل من الناخبين بلائحة كاملة وسط وجود إمكانية للتشطيب. تدخلات خارجية؟ وسط ذلك، تحدّثت مصادر سياسية أنّ نائبين من التغييرين وهما مارك ضو وحليمة القعقور، يتدخلان بشكل مباشر في إنتخابات بلدية برجا وذلك في إطار معارضة "التوافق". وذكرت المصادر أنَّ ضو والقعقور كانا من المعارضين لتحالفات الأحزاب، ما جرى اعتباره في أوساط حزبية سياسية محاولة لـ"شرذمة الصفوف". "لبنان24" حاول الاتصال بالنائب مارك ضو ولكن من دون أن يلقى أي إجابة. في المقابل، قالت القعقور في إتصال مع "لبنان24" إنها "لا تتدخل لا من قريب أو بعيد بمسألة الانتخابات البلدية في برجا"، وقالت: "كان بودّي التدخل لكنني قررت عدم القيام بذلك لأسباب مختلفة، وما نصبو إليه هو الوصول إلى تنمية محلية مستدامة وتفعيل الحوكمة الرشيدة في البلديات، ولدينا شؤون تشريعية مهمة جداً نهتم بها وتشكل رافعة لكل عملية تطوير نريدها". وأثنت القعقور على نقاط عديدة مذكورة في لائحة "التوافق" لاسيما تلك المتعلقة بالحوكمة الرشيدة والشفافية المالية، لكنها قالت في المقابل إنها لم تلحظ أي برامج واضحة من الأطراف الأخرى، آملة أن يتبلور هذا الأمر بشكل واضح لتحقيق التنمية الفعالة. وذكرت القعقور أن "مسألة التوافقات الحزبية التي حصلت تعني اندماج تناقضات مع بعضها البعض، ما قد يولد انفجاراً للمجالس البلدية"، وتابعت: "ما يجري في مختلف المناطق هو توافقات على أساس المحاصصة من دون برنامج مفصل للاتفاق عليه". وتابعت: "لا أرى أن هناك بلديات تتحدث عن تنمية محلية مستدامة، لذلك على رؤساء البلديات وضع خطة تشاركية وطرحها مع الفاعلين في المجتمع، وعليهم أن يقودوا عملية التنمية عبر خطط واضحة وبرامج هادفة".المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هل يخوض "حزب الله" المعركة بـ"أبناء العــشائر"؟ Lebanon 24 هل يخوض "حزب الله" المعركة بـ"أبناء العــشائر"؟