الثورة نت:
2024-12-26@15:18:39 GMT

صالح الصماد.. اغتيال مشروع وطن

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

 

 

الكتابة عن الشهيد الرئيس صالح الصماد قد لا تتسع هذه الإطلالة لرحيل بحجم وطن، مشروع قائم على التحرر ومواجهة التبعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات، رافق الشهيد القائد وكان عونا وسندا، ولما مضى حمل رسالته ودافع عنها فكرا ومنطقا وشعارا وموقفاً في الجبهات دائم الحضور والنفور لم يستقر أو يركن على التقارير والمراسلات، بل ذهب ليشاركهم أفراح انتصاراتهم ويرفع الروح المعنوية كقائد يمثل الأسوة والقدوة.


ورغم خطورة المواجهات واحتدام الاقتتال في تلك الساحات، لم يأبه لذلك أو يتراجع، أحس المتآمرون على الوطن بخطورته ورصدوا الملايين للقضاء عليه، لم يأبه لذلك وواصل تحركاته، وكأن شيئاً لم يكن ثقة بالله وإيمانا بالمنهج الذي اختاره وسار عليه رجال المسيرة القرآنية وأولهم الشهيد القائد المؤسس حسين بن بدر الدين الحوثي –رحمه الله-.
وكما شهدت له ساحات المواجهة وميادين الشرف بالحضور والمشاركة والفهم والقدرة على إدارة المعارك وكسب الصولات فيها، شهدت له المعتركات السياسية حضورا متميزا في إيجاد القواسم المشتركة مع كافة القوى السياسية وتغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى.
قدم رؤيته في البناء والتنمية المرتكزة على ركيزتين أساسيتين هما “يد تحمي ويد تبني” فالتكامل هو الذي يوفر أسس البناء، فإذا تركت الحماية فإن العدو سيمارس كل أشكال الاذلال والاستعباد للشعب، كما هو حال تلك المحافظات التي أرسل فيها قطعان المتعاونين معه وجنوده، وأصبح المواطن فيها يعيش محتلا داخل وطنه ومن أبناء جلدته، ويترادف مبدأ الحماية مع مبدأ البناء والتنمية، فلا تنشغل الجهود في محور واحد، بل تبني وطنا وتؤسس للحاضر والمستقبل.
دعا إلى إحلال السلام مع كافة القوى السياسية وقدم الرؤية والحل، ولما رأى انعدام القرار لدى تلك القوى، قدم التضحية وجعل الوطن هو الهاجس الذي يجب أن يشعر به الجميع، لم يحفل بأي تهديد أو وعيد، بل توعد كل من يريد اليمن بأنه سيجعل اليمن قبرا له.
خطيب مفوه ومؤمن متقٍ لا يخاف في الله لومة لائم، جاهد بنفسه وماله ونذر كل أوقاته لنشر قيم ومبادئ الخير والمحبة والسلام، لقد كان مشروعا وطنيا يمنيا خالصا يحب وطنه ويحرص على إزالة كل التشوهات والأمراض التي تفتك به، في المجالات كلها- وهو ما أقلق القوى المتآمرة على اليمن التي وجدت أن بقاءه على رأس الهرم السلطوي سيعيق مخططاتها التآمرية على اليمن أرضا وإنسانا حضارة وقيما، لذلك لم يهدأ لها بال ولم يقر لها قرار حتى اختارت تلك القوى المتآمرة اغتياله واختاره الله شهيداً وهي المرتبة التي سعى لها ونذر نفسه وضحى بجهده وجعلها قربانا لمنهجه ومسيرته التي ختم بها حياته الحافلة بالتضحية والفداء..
سلام عليك وعلى رفاق دربك الذين نالوا الشهادة وأتبعوا الأقوال بالأفعال ” وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البُوصلة الإيمانية فيها طريقان لا ثالث لهما

بشرى المؤيد

قال تعالى: “يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.

كلّ منا سمع خطاب السيد القائد/ عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- وبكل ما تعني الكلمات من صفات إنه خطاب لا يعلى عليه، خطاب تاريخي، مرحلي، عالمي؛ وضع كُـلّ نقطة على حرفها ووضح المسائل التي تهم شعوب الأُمَّــة وتهم العالم أكمل، هو خطاب مهم جِـدًّا حازم ومفصلي، ومن لم يستوعب خطاب السيد لن يستوعب المراحل القادمة فمن كان مع الله وَرسوله لن يخذل أبداً، بل سيكون في عز وَمكانة عظيمة عند الله وَرسوله فلنعيد سماع خطابه مرات ومرات وَنستوعب كُـلّ كلمة وحرف وَنقطة.

إن معادن الناس لا تعرف إلا بالمواقف الكبيرة حين تأتي ويوضع الإنسان في امتحان عظيم، حينها يخرج معدن الإنسان الأصيل الذي تربى ونما على مبادئه الأصيلة؛ فالإنسان من خلال تصرفاته وَأفعاله وَأقواله يوضع في الخانة المناسبة له.

فالمواقف العظيمة هي التي تفرز الناس وَيحشرون في زاوية خانقة لا يستطيعون الفرار إلا لهذه الزاوية أَو تلك الزاوية، لا يوجد زاوية وسطية/رمادية يحتمي بها أَو يخبئ نواياه فيها، ويقول سأتجنب تلك الزاوية حتى لا أكون من هذا أَو ذاك فالأحداث تزداد انحصاراً وَضيقاً وتزداد فرزاً وَتنقيه؛ فلا يكون لك إلا خياران إما أبيض أَو أسود كما كنا نقول منذ سنين ماضية، إما أن تتجه للبوصلة التي أرادك الله فيها، أَو تتجه للبوصلة التي أراد الشيطان وضعك وَإيقاعك فيها، وهنا يأتي التوفيق في أية بوصلة ستضع نفسك.

القرار سهل في من يعرفون اتّجاه بوصلتهم منذ بداية انطلاقهم، وهذا توفيق من الله سبحانه لهم، وَصعب في من كان متذبذباً ولا يعرف أين اتّجاهه الصحيح؛ لأَنَّه كان يخدع وَيضحك على نفسه وَالآخرين بأنه سيكون “ما بين وبين” ذكرت “كعكي” في مسلسل الأطفال نعمان حين كان يغني ويقول “ما بين وبين، أنا بين اثنين، بين الوحشين” فمن لا يستطيع تحديد اتّجاه بوصلته سيقع فعلاً بين الوحوش من هم لا يرحمون ولا إنسانية لديهم.

فتحديد الاتّجاه فيه فوز، نجاح، اطمئنان، سكينة، رضا وَقبول من عند الله، نعمة من نعم الله أن تستطيع تحديد “بوصلتك الإيمانية” فحينها لن تحتار في اتّجاهك، لن ترتاب في مواقفك، لن تشك في نتائجك، لن تتذبذب في مواقفك، لن يتزعزع ثباتك؛ لأَنَّ بوصلتك الإيمانية الصحيحة ستوصلك إلى الطريق الآمن، الطريق الواضح معالمه، الطريق العادل الذي يريده الله لك، الطريق الذي يحبه لك الله وَرسوله.

في الدنيا ستعيش في رغد الحياة الهانئة وَالمستقيمة، في رغد العيش الآمن، في رغد العيش النظيف وَالمال الحلال، في رغد الازدهار وَالتطور وَالتوسع.

أما إذَا كان الطريق الآخر سيكون حياة قاتمة سوداء، في سخط الحياة لك وَالأرض ستضيق بك، لن يبارك الله لك في مالك الذي اكتسبته بطرق غير مشروعة وحرام، وسيضيق قلبك حتى لو كنت في اتساع مالي وَمعنوي.

فالحياة لها ميزانان، معياران، مقياسان؛ وهما ميزان الخير والشر، الظلام وَالنور، السعاه والشقاء، في الدنيا ما زلنا في فسحة يستطيع الناس مراجعة أنفسهم وَأعمالهم، أما في الآخرة فإما جنة أَو نار خالدين، دائمين، مُستمرّين، مواصلين فيها إلى أبد الآبدين.

فلماذا يكون الناس في ذل ومهانة وهم يستطيعون أن يكونوا في عز وَكبرياء وَاستقامة؟

قد يظن الكثير أن الاختبارات الإلهية لا تأتي إلا لأشخاص أَو أفراد من الناس، أن الاختبارات الإلهية تأتي للأفراد، والفئات والجماعات، وَالشعوب وَالطوائف، وَالمجتمعات، وَالدول فحينها يعرفون أنه يجب أن يتخذون قرارات صائبة ليتجنبوا مقت وغضب الله عليهم وَإنزال العقوبة عليهم قال تعالى: “ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ” وقال تعالى: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ”.

فجعل الله للناس عقولاً يفكرون بها وهذا ما يميزهم عن سائر مخلوقات الله، وجعل لهم حواس يستشعرون الخير من الشر وَجعل لهم الحرية في اختيار طريقهم وحياتهم التي يشاءونها حتى لو عانوا فيها وتعبوا؛ فالنتيجة في الأخير ستكون مدهشة لهم، وسيشكرون الله ليل نهار على اختيارهم لطريق حياتهم الصحيحة؛ فهم لم يخلقوا عبثاً في هذه الحياة وإنما لعمل دؤوب يكرمهم في الدنيا وَالآخرة قال تعالى: “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا” فالفائزون وَالناجحون من يستغلون حياتهم في أعمال ترضي الله وَتغنيهم من واسع فضله الكريم.

مقالات مشابهة

  • موقف الحزب الشيوعي العراقي من المنظومة السلطوية في العراق والتغيير المطلوب
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء المصرية “خلود” تعود لإشعال مواقع التواصل السودانية بترديدها أغنية الفنانة ندى القلعة التي تمجد فيها ضباط الجيش (حبابو القالوا ليهو جنابو)
  • البُوصلة الإيمانية فيها طريقان لا ثالث لهما
  • حزب الله وأهالي بلدة المعيصرة شيعوا الشهيد عيسى عبد الله عمرو الشيخ عمرو: المقاومة هي لكل اللبنانيين
  • رينارد يستبعد صالح الشهري قبل ملاقاة اليمن
  • بعد موافقة الشيوخ.. 3 حالات تنتفي فيها المسئولية الطبية وفقًا للقانون
  • «العدل» تشيد بالتعاون البناء مع معهد التخطيط القومي
  • الروبوتات بدل العمالة في أكبر مشروع بناء بالعالم في السعودية
  • 3 حالات تنتفي فيها المسئولية الطبية بمشروع القانون الجديد
  • خالد الغندور يوجه نصيحة لـ إمام عاشور: حافظ على النعمة التي تعيش فيها