مرصد حقوقي: خسائر بشرية مروعة وأكبر موجات النزوح في العالم بالسودان
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
الجديد برس:
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء، إلى ضرورة وضع حدٍ فوري للصراع الدامي في السودان، والذي دخل شهره العاشر في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية على نحو مأساوي وتقاعس المجتمع الدولي في حماية المدنيين، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر بشرية مروعة والتسبب بأكبر موجات النزوح الداخلي في العالم.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنه ينبغي اتخاذ إجراءات حاسمة من كافة الأطراف الدولية لوقف النزاع على السلطة والنفوذ في السودان، مبيناً أن نحو عشرة ملايين و700 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم— منهم نحو تسعة ملايين نازحين داخل السودان ومليون و700 ألف لجأوا في الدول المجاورة— في ظل وضع إنساني كارثي وتدمير للبنى التحتيَّة الحيوية الأساسية، من مستشفيات ومراكز طبية ومدارس وطرقات، إلى جانب خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات.
وكانت الأمم المتحدة وثقت أن حوالي 25 مليون شخصاً في السودان— من ضمنهم 14 مليون طفلًا— بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، فيما فقد 65% من السكان القدرة على الوصول للخدمات الصحيَّة بعد أن خرجت 70%-80% من المستشفيات الواقعة ضمن مناطق النزاع عن الخدمة، وذلك في ظل الشكوك بوجود 10500 حالة كوليرا خلفت 292 حالة وفاة، وتفشي عدد آخر من الأوبئة مثل الملاريا.
وقال المرصد الأورومتوسطي إن 37% من السكان في السودان (حوالي 18 مليون نسمة) دخلوا مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد، في وقت يواجهون الموت في كل لحظة بفعل القصف العشوائي والانتهاكات الميدانية الواسعة، بما فيها أعمال النهب والاغتصاب.
وشدد الأورومتوسطي على أن الأوضاع الإنسانية المتفاقمة هي مسؤولية الأطراف المتنازعة التي لا تنفكّ تنتهك قواعد القانون الدولي الإنساني، وذلك على الرغم من تصريحها دائمًا أنَّها تعمل على مساءلة ومحاسبة من ينتهكون هذه القواعد، دون أي خطوات عمليَّة على الأرض.
من جانبه، قال مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي في لبنان “محمد المغبط”: “من الواضح أن طرفي النزاع في السودان لا يراعيان في أعمالهما العسكرية الأفراد المدنيين والأعيان المدنية، ضاربان بعرض الحائط مبدأ التمييز بين ما هو مدني وما هو عسكري ومبدأ التناسب بين الهدف العسكري المحقق من عمليَّة ما والمصلحة المدنيَّة التي يجب أن تتمتع بحماية أعلى من الأهداف العسكريَّة”.
وأضاف: “بعد عشرة أشهر من العمليات العسكرية وصلنا إلى أزمة إنسانية شديدة، وهنالك نقص شديد في الغذاء ومقومات الحياة، فيما المستشفيات والمراكز الطبيَّة في أغلبها متوقفة عن العمل، بينما يبقى ملايين النازحين وأكثر من مليون لاجئ خارج الحدود، كل ذلك من أجل صراع على السلطة بين أطراف عسكرية”.
وشدد “المغبط” على أن الحل للأزمة الدامية في السودان يتمثل بضرورة احترام طرفي النزاع لإرادة الشعب السوداني الذي خرج في العام 2019 يطالب بحكم ديمقراطي من خلال انتخابات حرَّة ونزيهة يختار عبرها ممثليه بما يضمن التداول السلمي للسلطة والعمل على تأمين حاجاته.
ومنذ بدء النزاع الحالي في أبريل من عام 2023 في السودان، تمَّ وُثقت العديد من الجرائم التي ارتكبها طرفا النزاع، والتي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيَّة بحسب نظام روما للمحكمة الجنائيَّة الدوليَّة التي لديها اختصاص محدود فيما يتعلَّق بالنزاعات داخل السودان.
وبحسب مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ الأوروبي، تضمنت هذه الجرائم الخطف والعبودية الجنسية لفتيات قاصرات في منطقة خرطوم الكبرى، في حين أن هناك على الأقل 842 مدنياً تعرضوا للإخفاء القسري من بداية النزاع، وتمَّ توثيق احتجاز ثمانية أطفال على الأقل من قبل قوات الدعم السريع في غرب دارفور.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أطراف النزاع بوقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومعاقبة مرتكبي تلك الانتهاكات وتحقيق العدالة للضحايا، وضمان الممرات الآمنة والإنسانيَّة لوصول المساعدات للمدنيين، إضافة إلى ضرورة وقف الأعمال العسكريَّة واحترام إرادة الشعب السوداني.
وحث الأورومتوسطي المجتمع الدولي على لعب دور أكبر لإنهاء النزاع المسلح في السودان وحماية المدنيين من الانتهاكات والاعتداءات، إلى جانب التحرك الفاعل في سبيل تأمين احتياجات الشعب السوداني الإنسانية إلى حين عودة الحياة لطبيعتها.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی فی السودان
إقرأ أيضاً:
الأورومتوسطي.. تدمير مخيمات اللاجئين وتهجير سكانها فصل خطير من فصول النكبة المستمرة
#سواليف
يندد #المرصد_الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأشد العبارات بأوامر وزير الدفاع الإسرائيلي لجيشه بالسيطرة على ثلاثة من #مخيمات #اللاجئين_الفلسطينيين شمالي #الضفة_الغربية ومنع عودة سكانها، في خطوة تعكس تصعيدًا خطيرًا لجريمتي #الفصل_العنصري و #التهجير-القسري اللتين تمارسهما إسرائيل ضد #الشعب-الفلسطيني منذ نكبة عام 1948.
وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الثلاثاء أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي أكّد في بيان علني طرد نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني من مخيمات “جنين” و”طولكرم” و”نور شمس” شمالي الضفة الغربية، متذرعًا بمزاعم محاربة وتدمير “البنية الإرهابية” في تلك المناطق، بينما ما يحدث على أرض الواقع هو اقتلاع جماعي للفلسطينيين من أماكن لجوئهم، وتدمير شامل لمنازلهم، ومصادر رزقهم، والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والطرقات، في محاولة لفرض واقع جديد يجعل عودتهم مستحيلة، سواء على المدى القريب أو البعيد.
أكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه الأفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، إذ ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في هذه المناطق بأساليب تشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي، التي تُلزم القوة القائمة بالاحتلال بحماية المدنيين والأعيان المدنية، وتحظر استهدافهم أو تعريضهم لهجمات مباشرة أو عشوائية أو مفرطة.
مقالات ذات صلة سوريا والأردن.. لقاء الضرورة والمصير المشترك 2025/02/25وشدد المرصد على أن هذه الانتهاكات، التي تتكرر بشكل منهجي وتتخذ طابعًا واسع النطاق، تعكس تجاهلًا صارخًا من قبل إسرائيل لالتزاماتها القانونية الدولية، وتشكل خطرًا جسيمًا على السكان المدنيين، الأمر الذي يستوجب تدخلا دوليًا عاجلًا ومحاسبة فورية لضمان عدم إفلات المسؤولين من العقاب.
إدخال جيش الاحتلال الإسرائيلي عددًا من الدبابات إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية وإقامة مواقع عسكرية داخلها ومنع عودة السكان، يعكس توجها واضحًا لفرض أمر واقع جديد بالقوة العسكرية، بما يتنافى مع قواعد القانون الدوليوأشار في هذا السياق إلى أن إدخال جيش الاحتلال الإسرائيلي عددًا من الدبابات إلى تلك المخيمات وإقامة مواقع عسكرية داخلها ومنع عودة السكان، يعكس توجها واضحًا لفرض أمر واقع جديد بالقوة العسكرية، بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، وينهي عمليًا الاتفاقيات الموقّعة التي تشكّلت بموجبها السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ فريقه الميداني تابع تحرك نحو 3 دبابات إسرائيلية في وقت متأخر من مساء السبت المنصرم من “فتحة مقيبلة” قرب حاجز الجلمة العسكري في جنين، في حدث هو الأول من نوعه منذ عام 2002، وتمركزها في محيط مخيم جنين.
ولفت إلى إنّ إقحام الدبابات وسط تجمعات سكنية مكتظة بالمباني وفي بيئة مدنية بالكامل، أتى بعد 33 يومًا على بدء الهجوم الواسع الذي يشنه الجيش الإسرائيلي تحت مسمى “السور الحديدي” في جنين ومخيمها، والذي توسع ليشمل طولكرم وطوباس، وبعد أن أحكمت تلك القوات سيطرتها بالفعل على مخيمات شمالي الضفة الغربية، ودمرت مئات المنازل فيها، ما يعني أنّ الدفع بتلك الآليات الثقيلة ليس له ضرورة أمنية أو عسكرية، وإنما يأتي في إطار تكريس السيطرة العسكرية على المنطقة.
وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تدمير منهجي لتلك المناطق دون وجود ضرورة عسكرية، إذ شقّت الجرافات العسكرية طرقًا جديدة على أنقاض المنازل المدمرة، وتلقى الجيش توجيهات بإقامة مواقع عسكرية هناك، في محاولة لتغيير الواقع الجغرافي لتلك المناطق، وما تمثّله المخيمات من رمزية لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجرّوا قسرًا من مدنهم وقراهم عام 1948.
وبيّن أنّ تمركز جيش الاحتلال الإسرائيلي في المخيمات المذكورة أعدم سبل الحياة فيها، وحول آلاف السكان إلى نازحين قسرا في مراكز إيواء مؤقتة، أو عند أقاربهم.
ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ إسرائيل قد تسعى لفرض أمر واقع جديد في المناطق التي تخضع لسيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يعني عمليا إنهاء الاتفاقيات الموقعة معها، وإلغاء لدورها الفعلي في تلك المناطق، وقد يكون ذلك خطوة على طريق ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها بالقوة، تنفيذًا لتوجهات وزراء اليمين الإسرائيلي في الحكومة، الذين أعلنوا أن عام 2025 سيكون عام السيادة عليها.
وحذر من أنّ التوجهات الرسمية الإسرائيلية تشير إلى أنّ الهجوم العسكري لن يقتصر على مخيمات شمالي الضفة الغربية، بل سيمتد إلى مناطق أخرى شمالي الضفة الغربية وجنوبها، ما يضع مئات آلاف المدنيين في مواجهة خطر القتل أو الإصابة أو الاعتقال أو التهجير القسري أو فقدان الممتلكات.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي أن إفلات إسرائيل من العقاب على مدار العقود الماضية، وحالة التعاجز الدولي التي رافقت ارتكابها لجرائم العدوان والفصل العنصري والتهجير القسري والاستيلاء على الأراضي بالقوة طوال 77 عامًا، فضلاً عن الصمت الدولي إزاء جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لأكثر من 15 شهرًا، قد شجّع إسرائيل على توسيع عدوانها وتصعيده ضد الفلسطينيين والأرض الفلسطينية المحتلة.
وحذر من أن استمرار غياب المساءلة والمحاسبة يعني تزايد احتمالية ارتكاب المزيد من الجرائم دون أي ردع أو تداعيات قانونية، مما يشكل خطرًا حقيقيًا ليس فقط على حقوق الشعب الفلسطيني بل على استقرار المنظومة الدولية بأسرها.
وأضاف أن الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية بشأن السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد كشف عن عدم قانونية وجود إسرائيل في هذه الأراضي، وأكدت المحكمة أن إسرائيل ملزمة بإنهاء وجودها غير القانوني فيها بأسرع وقت ممكن، وتعويض الأضرار التي لحقت بجميع الأشخاص المتضررين هناك، إلى جانب التزامات أخرى تقع على عاتقها تجاه الشعب الفلسطيني.
ودعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي إلى الضغط الفعلي على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي وإنهاء عمليتها العسكرية شمالي الضفة الغربية، والانسحاب من كافة المناطق التي تحتلها عسكريًا على نحو غير قانوني، والسماح بعودة سكانها إليها، والكف عن سياسة التدمير والتهجير التي تنتهجها منذ عقود.
وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بضمان حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة ودعم حقه في تقرير المصير وفقًا للقانون الدولي، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية، وتفكيك نظام العزل والفصل العنصري المفروض ضد الفلسطينيين، ورفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة، وضمان مساءلة ومحاسبة الجناة الإسرائيليين، وكفالة حق الضحايا الفلسطينيين في التعويض والانتصاف.