خطط التغريب السعودية تهدد المدينة المنورة
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
الثورة / متابعة /هاشم علي
تهدد الخطط الخبيثة- التي يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تنفيذها- المدينة المنورة في إطار استراتيجيته لتغريب المملكة وجرف قيم شعبها وهويته، والتي بدأت من الرياض وامتدت لمدن أخرى.
وأهم المخططات التي تستهدف المدينة المنورة، ضرب قدسيتها الدينية ومسجدها النبوي الشريف، إذ منذ قرون وللمدينة قدسية خاصة، لا مكان للعبث أو الفساد فيها وخصوصًا عند مسجدها النبوي.
لكن نظام محمد بن سلمان بدأ بكسر هذه القدسية عبر استبدال عبارة “للمسلمين فقط” بعبارة “حد الحرم”، في اللوحات الإرشادية في المدينة المنورة.
ومن نتائج ذلك فقد المسجد النبوي جزءاً من حرمته وهيبته، فانتشر مقطع فيديو لفتاتين متبرّجتين بلا حجاب وبملابس ضيقة وفاضحة وهما تحاولان دخول المسجد تزامنًا مع انطلاق صوت الأذان قبل أن يعترضهما أحد رجال الأمن، فمن سمح لهما بالوصول للمسجد النبوي بهذه الملابس؟!.
ووصل الاستخفاف بقدسيّة المسجد النبوي للسماح بعرض الملابس النسائية الفاضحة على بعد مئات الأمتار من حرمه الشريف.
وشهد يناير الماضي الحدث الأخطر، بعد استضافة الحكومة بنفسها لوفد هندوسي متطرّف والتجول به قرب المسجد النبوي في تحدٍ واضحٍ لرمزية المكان ومشاعر المسلمين.
وكأن الرسالة أن المدينة لم تعد للمسلمين فحسب، بل يمكن للأديان الشركية الأخرى زيارتها وتدنيس مسجدها.
بموازاة ذلك يجرى على قدم وساق فسح المجال للتغلغل الإسرائيلي في المدينة المنورة.
إذ شهدت سنوات حكم ولي العهد خروقات إسرائيلية خطيرة استهدفت المدينة المنورة وآثارها ومسجدها النبوي الشريف بشكل مباشر.
وكانت بداية ذلك ما قام به إسرائيلي يُدعى بن تسيون في 2017 والذي صوّر نفسه من حرم المسجد النبوي في ملابس بكتابات عبرية.
وتطورت الأمور بعد ذلك بسماح الحكومة بدخول وفود إسرائيلية علانية للمدينة المنورة بين إعلاميين ورجال أعمال وسياح.
من ذلك ظهور إسرائيلي يتفاخر بتصوير فيديو قرب المسجد النبوي ويقول “إنه إلى قبل سنة فقط كانوا ممنوعين من دخول الرياض واليوم يتجولون في المدينة المنورة”.
وفي فبراير 2023 بث الإعلام العبري عبر قناته الـ 13 ،تقريرًا للمرة الأولى من قلب المدينة المنورة تم تصويره بكاميرة إسرائيلية وبلسان مراسل إسرائيلي على بعد أمتار قليلة من قبر رسول الله.
وقد نشرت صحيفة The Times of Israel العبرية في يوليو 2022م، تقريرا مطولا يرصد فيه الزيارات المتكررة للإسرائيليين للمملكة من رجال أعمال وإعلاميين وغيرهم، ويتحدّث عن زيارة 50 منهم للمدينة المنورة.
في هذه الأثناء تتعمد استراتيجية محمد بن سلمان إشاعة اللهو والمنكرات في المدينة المنورة.
فقد بدأت أصابع هيئة الترفيه عبثها بالمدينة المنورة عبر إطلاق مشروع “هوى” العام الماضي والذي ضم لأول مرة سينما خارجية في خطوة أولى لنشر الفساد.
بالتوازي مع ذلك سمح نظام محمد بن سلمان ببيع عقارات المدينة المنورة للأجانب بعد إجراء تعديلات على قانون التملك للسماح للأجانب بالتملّك في مكة والمدينة بعد أن كانتا مستثنيتين من ذلك منذ تأسيس المملكة.
وهذا ما سيفتح الباب على مصراعيه للإسرائيليين للتملك في المدينتين المقدّستين ولو بجنسيات أخرى وطرق ملتوية.
وأسوة بغيرها من المدن وبحجة التطوير والبنيان، بدأت حملات هدم وتهجير لعدد من أحياء المدينة المنورة ومعالمها وتراثها الإسلامي العريق الذي ينبض بالذكريات العديدة.
فيما غابت التعويضات الحقيقية عن كثير من سكانها الذين شمل الهدم منازلهم.
ويجمع مراقبون على أن محاولة ولي العهد استهداف المدينة المنورة بدينها وأهلها وتراثها وهويتها يحمل دلالات خطيرة. ومع تكرار زيارات الحاخامات للمملكة، تتصاعد المخاوف من أن يتم تداول اسم “يثرب” من جديد.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة من المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما سر ثبات الأمة في أقسى الأزمات
ألقى فضيلة الشيخ عبدالبارئ الثبيتي خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله تعالى، تقوى من يرجو دار النعيم.
وبيّن فضيلته أن الحياة وتقلباتها وتحدياتها يجد الإنسان خلالها حاجته إلى الشعور بما يبدد القلق، ويمنحه الطمأنينة، ويبعد عنه الخوف والشك.. وأن حسن الظن بالله يمضي بمسيرة حياة الإنسان بثقة اطمئنان، وإذا أيقن الإنسان بأن الله يعده لمستقبل مشرق عاش بالأمل برحمة الله، فتحركه قوة الإيمان إلى السعي والإبداع.
وقال: “إن من سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصبر، ويزيد اليقين بحسن الظن بالله في تحول المحنة إلى منحة، فالتوكل على الله غذاء حسن الظن بالله، ومصدر للقوة المعنوية التي تحمي من اليأس في مواجهة الهموم، وأن من توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأن الله لن يخذله، ويرى في الفتن طريقًا للنجاح وسلمًا للارتقاء وصقلاً للذات.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى قصة مريم وهي في أشد لحظات الضيق حين لجأت وقت المخاض إلى جذع النخلة، وكان حسن ظنها بالله راسخًا، قال تعالى: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}.
وتابع الثبيتي بأن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى حسن الظن بالله، ففي الهجرة مع أبي بكر وقد حاصرهم الخطر قال أبو بكر للنَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-: “لو أنَّ أحَدَهم نَظَر تحْتَ قدَمَيْه لَأبْصَرَنا”، فقال له -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-: “ما ظنُّكَ يا أبا بَكرٍ باثْنَينِ الله ثالثُهما”.
وأوضح أن جل الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة في أقسى الأزمات، مبينًا أن الأمة مرت على مر العصور بأزمات خرجت منها أكثر قوة.
وبيّن فضيلته أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل وترك العمل، بل هو محفز على الجد والاجتهاد، وأن من مقتضيات حسن الظن بالله بذل الجهد وخدمة الدين والأمة وبناء الوطن.. ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها”. وقال جل من قائل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّه يَجْعَل لَّه مَخْرَجًا وَيَرْزُقْه مِنْ حيث لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه فَهُو حَسْبُه إِنَّ اللَّه بَالِغُ أَمْرِه قَدْ جَعَلَ اللَّه لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.