إيران تدعو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة طهران في مايو
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
أعلنت الحكومة الإيرانية الأربعاء أنها دعت مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي لزيارة طهران في أيار/مايو بعد أن وجه لها انتقادات بشأن برنامجها النووي.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي “قمنا بدعوة غروسي لإلقاء كلمة في المؤتمر الدولي للطاقة النووية” الذي سيعقد بين 6 و8 أيار/مايو في إيران.
وأعرب غروسي مؤخرا عن استعداده لزيارة إيران فيما تواجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية صعوبات لمراقبة البرنامج النووي الإيراني الذي لا يزال يواصل تطوره مع نفي طهران نيتها حيازة قنبلة نووية.
وخلال زيارته الأخيرة في آذار/مارس 2023، التقى غروسي الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ورحب بـ”المناقشات البناءة” التي أجراها مع السلطات الإيرانية.
لكن في كانون الثاني/يناير، أعرب عن أسفه لقيام إيران بتقييد تعاونها “بصورة غير مسبوقة” مع الوكالة التي باتت كأنها “رهينة” لدى الجمهورية الإسلامية.
والتقى غروسي الأربعاء في فيينا المبعوث الأميركي الخاص لإيران أبرام بيلي.
وقال بيلي لغروسي إن واشنطن “لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء توسيع إيران المستمر لبرنامجها النووي، والذي يتم تنفيذه دون أهداف مدنية موثوقة، وخصوصا استمرار إنتاجها لليورانيوم المخصب”، حسبما أفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر خلال مؤتمر صحافي في واشنطن.
وتخضع طهران لعقوبات أميركية صارمة منذ العام 2018، عندما انسحب الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب أحاديا من الاتفاق النووي التاريخي الذي خفف العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية لمنعها من تطوير قنبلة نووية.
وردت إيران ببدء التراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق، ثم بطأت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب إلى 60 بالمئة في العام الماضي، عقب بدء مفاوضات غير رسمية هدفت الى خفض التوترات بينهما. لكن إيران ما لبثت أن سرعته في نهاية عام 2023.
وفي مطلع شباط/فبراير، أعلن إسلامي وضع أسس مفاعل جديد في أصفهان (وسط)، بعد أيام من الإعلان عن بناء مجمع لمحطات الطاقة النووية في الجنوب.
وتنفي ايران على الدوام بأن يكون لديها طموحات لتطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية وتؤكد أن أهداف أنشطتها سلمية.
المصدر أ ف ب الوسومإيران وكالة الطاقة الذريةالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: إيران وكالة الطاقة الذرية
إقرأ أيضاً:
شهرود وسمنان.. إيران تسارع سرّا نحو السلاح النووي
في قلب الصحراء الإيرانية، بعيدا عن أعين الرقابة الدولية “يجري العمل بسرية تامة على إنتاج رؤوس نووية تُحمل على صواريخ باليستية قادرة على ضرب أهداف في أوروبا وآسيا”، وفق مصادر من المعارضة الإيرانية في الخارج.
وحسب تقرير صادر عن “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، كشف عنه في مؤتمر صحفي في العاصمة الأميركية واشنطن، الجمعة، يعتمد النظام الإيراني على منظومة تمويه معقدة، مستفيدا من مشاريع فضائية كغطاء لتطوير برنامج نووي عسكري.
وقال المجلس إن تقريره يكشف تفاصيل غير مسبوقة حول هذه الأنشطة السرية، ويستند إلى مصادر من داخل إيران.
لطالما استخدم النظام الإيراني تبرير إطلاق الأقمار الصناعية للتغطية على جهوده الحقيقية في تطوير السلاح النووي.
ويكشف التقرير أن موقعي “شهرود” و”سمنان”، اللذين تم الترويج لهما كمواقع فضائية، هما في الواقع منشأتان مخصصتان بالكامل لتطوير الأسلحة النووية، تحت إشراف منظمة الأبحاث الدفاعية المتقدمة الإيرانية.
يقع موقع “شهرود” على بعد 400 كيلومتر شمال شرق طهران وعلى بعد 35 كيلو مترا جنوب شرق مدينة “شهرود” على حافة الصحراء، وهو منشأة سرية تُعرف محليا باسم “قاعدة الإمام الرضا”.
في هذه القاعدة، يعمل فريق من الخبراء في مجال الفيزياء النووية والهندسة الصاروخية على تطوير رأس نووي يُحمل على صاروخ “قائم-100″، وهو صاروخ باليستي يبلغ مداه ثلاثة آلاف كيلو متر، حسب التقرير.
يعمل الصاروخ بالوقود الصلب ومجهز بمنصة إطلاق متحركة، مما يمنحه قدرة هجومية مرنة.
بحسب التقرير، فإن العمل في شهرود بدأ منذ أكثر من عقد تحت إشراف مباشر من العميد حسن طهراني مقدم، الأب الروحي لبرنامج الصواريخ في الحرس الثوري الإيراني.
في عام 2011، وقع انفجار ضخم في منشأة “مدرّس” في طهران أثناء اختبار المرحلة الأولى من تطوير الصاروخ، ما أدى إلى مقتل مقدم وعشرات من خبراء الصواريخ في الحرس الثوري.
رغم هذا الانتكاس، استمر المشروع، وتم تنفيذ ثلاث تجارب ناجحة على صاروخ “قائم-100” خلال العامين الماضيين.
يُحظر على المركبات الشخصية دخول موقع الصواريخ، حيث يتم ركنها عند نقطة التفتيش عند مدخل الموقع، ثم نقل الأفراد بواسطة مركبات القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني.
على بعد حوالي 18 كيلومترا من الموقع، خلف مصنع الرمل، توجد علامة طريق تشير إلى المنطقة كمنطقة عسكرية، مما يحظر الدخول والصيد.
توجت هذه الخطة في نهاية المطاف بإطلاق ثلاث صواريخ قائم-100 بنجاح خلال العامين الماضيين، مما عزز قدرة النظام على نشر الأسلحة النووية.
ووفقا للخطط المعلنة للنظام، سيختبر الحرس الثوري الإيراني صاروخ قائم-105 الأكثر تقدما في الأشهر المقبلة.
على بعد 220 كيلومترا شرق طهران، يعمل موقع “سمنان” على تطوير صواريخ تعمل بالوقود السائل، وهي مستوحاة من تكنولوجيا الصواريخ الكورية الشمالية.
يركز العمل في هذا الموقع على صاروخ “سيمورغ”، وهو صاروخ بعيد المدى قادر على حمل رؤوس نووية.
التقارير الاستخباراتية تكشف أن جزءا كبيرا من منشآت سمنان يقع تحت الأرض، حيث تم بناء مجمع ضخم على مساحة 750 مترا في 500 متر، ما يجعل من الصعب اكتشافه عبر الأقمار الصناعية.
أشرف على بناء هذه المنشأة السرية شركة “شمس عمران”، وهي شركة هندسية تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
يضم الموقع الآن ثمانية مجمعات، مقارنة بمجمعين فقط في عام 2005. تمت إضافة ستة مجمعات إضافية بحلول عام 2012.
تكشف الوثائق أن النظام الإيراني، رغم التزامه العلني بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، يعمل سرا على تجاوز هذه الالتزامات.
ويشير التقرير إلى أن النظام وضع خطة لإنتاج خمس رؤوس نووية بقوة تفجيرية تصل إلى 10 كيلوطن من مادة “تي أن تي”، بحلول عام 2003.
لكن بعد انكشاف برنامج “أماد” النووي، تم نقل المشروع إلى مظلة منظمة الأبحاث الدفاعية المتقدمة، حيث يتم تطوير الرؤوس النووية في سرية في سمنان، تحت ستار محطة إطلاق الإمام الخميني الفضائية.
ومن أجل تضليل المجتمع الدولي، أنشأت إيران وحدة خاصة تعرف باسم “إدارة الاتفاقيات النووية”، تعمل تحت إشراف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. مهمتها الأساسية إخفاء الأنشطة النووية وإيهام المجتمع الدولي بالتزام طهران بالمعاهدات النووية.
تأتي هذه المعلومات في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط الدولية على إيران بسبب أنشطتها النووية.
وبحسب التقارير الدولية، فإن النظام الإيراني يسابق الزمن لإكمال تطوير السلاح النووي قبل أن يتعرض لعقوبات جديدة أو تدخل عسكري محتمل.
مصطفى هاشم – الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب