عشاري محمود خليل: في استثنائية قبيلة الرزيقات
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
□ هذه خدعة “القبيلة”، المركبة ككيان خارج العالم الذي نعيشه، وخارج القانون الوضعي، وحتى خارج القانون الطبيعي والأخلاقي، خارج المعقولية، مع تصوير القبيلة، هنا الرزيقات، كشيء حساس، وأنه يجب أن نتعامل معها بطريقة مختلفة، وإلا الطوفان.
□ هذه الخدعة سارية بين الأعوان الجنجويد بقيادة د الوليد مادبو كبير المروجين لهذه الخدعة بالمغالطة.
□ إن علينا ان نفهم ما يريده هو، وأن نتصرف وفق فهمه.
□ فليست القبيلة الرزيقات عندي في نهاية الأمر سوى جماع أشخاص فاعلين متعددي الأعراق والإثنيات، يزعمون أنهم إثنية-عرقية موحدة صافية، في “دار الرزيقات”، الحاكورة التي يتم طرد كل لا-رزيقي منها في أي وقت، وربما قتله إن هو قاوم.
□ لكن، بتلك الخدعة عن القبيلة الرزيقات، كالحالة الخاصة في حاكورتها، يلهينا د. الوليد عن حقيقة أن “القبيلة” فيها متعلمون بشهادات عليا، مثله د. الوليد بالمئات، وربما بالآلاف،
وفيها القبيلة سياسيون “حداثيون” ماكرون بعض منهم في كل ولايات السودان، ومنهم السياسيون القابعون في الضعين نفسها،
أعضاء القبيلة الظاهرون المستلمون المجال المسيطرون على أغلبية أعضاء القبيلة يركبون الطائرات، وعندهم تلفونات وأنترنيت، ومواقع في الأنترنيت للقبيلة نفسها، وشبكات لها قنوات تواصل آنية مع عدة أماكن خارج السودان.
□ والقبيلة، كقبيلة مرؤوسة، عندها مكرفونات منها يهدد رئيس القبيلة من الأسرة الحاكمة يهدد الشعب السوداني أن الجنجويد حميدتي، نفسه الذي نحن الشعب السوداني في كل مكان عرفناه قاتل الرجال والنساء والأطفال، مغتصب الذكور والإناث، النهابي السراق، قال رئيس قبيلة الرزيقات إن “حميدتي ولدنا، ابن القبيلة، هو خط احمر، ونحن ما بنرضى بيهو”.
□ هؤلاء كبار أعضاء قبيلة الرزيقات كانوا دائما موجودين في كل مؤسسات الدولة الحديثة، أحيانا في أعلى المناصب السيادية، وفي المهجر، ولهم خبرات حداثية في الإعلام ومنتشرون في وسائط التواصل الاجتماعي.
□ وكذا هم في رئاسة القبيلة جندوا فقراء القبيلة في قوات الجنجويد كقوات إجرامية، بل كشركة عسكرية أمنية خاصة يملكها ابن القبيلة أول قائد مليشيا في التاريخ بدون تعليم أو خبرة في غير الإجرام يتمكن بالتهديد واستخدام القوة المسلحة، وبالدعم الأجنبي، والرشاوى للسياسيين الفاسدين، يتمكن من الحصول على منصب نائب رأس الدولة.
□ وجند كبار أعضاء القبيلة أيضا فقراء القبيلة ليكونوا كذلك الجسد الحرابي القبيلي الإجرامي تحت رئاسة الناظر المتحالف مع قائد الجنجويد.
□ ومع ذلك، تجد هؤلاء القبيليين الحداثيين بقيادة الوليد مادبو يتصنعون أنهم “حالة خاصة”، حالة قبيلية أنثروبولوجية من الماضي.
□ وهم الرزيقات الحداثيون يجدون الدعم لهذا التصنع أن “القبيلة” حالة خاصة يأتيهم من الأعوان الجنجويد، البدون، خاصة أولئك في دول المهجر الذين قطعوا صلتهم بالوطن السودان ولم يجدوا في المهجر غير موطئ قدم، فيتشوقون الى أن يكونوا كانوا، عرقا وإثنية، رزيقات أشاوس، بالمواطنة في الحاكورة، لا مجرد إكسسوارات ملحقين استلحاقا في هيئة “الأعوان” البدون.
□ هؤلاء المستلحقين يروجون لخطاب الوليد، ويترجمونه بلهجات الأعوان في القروبات المختلفة.
□ كبار الأشخاص الرزيقات الأصليون موضوع الكلام عن “الحالة القبيلية الخاصة”، ووراءهم يردد الأعوان الجنجويد البدون، إنما يقولون لنا لأغراض الوعيد والتهديد: إن عضو القبيلة الرزيقي، حتى وهو الفقير الذي تتاجر فيه تستغله قيادة القبيلة، لا عقل له، يتصرف كحيوان، لا يفكر، لا يقدر، لا يفهم معنى الوطن أو الدولة، ولا القانون، ولا الأخلاق، ولا حتى الإسلام.
□ هو عندهم مجرد “رزيقي”،
هكذا هم أنفسهم بقيادة الوليد مادبو، يقولون إن “الرزيقات” حالة خاصة.
□ يصور الوليد والأعوان الجنجويد هذا الرزيقي القبيلي بأنه استثناء من كل المعايير، وانه يجب التعامل معه كهذه الحالة الخاصة.
□ يقول الوليد ما معناه إنه يجب علينا نحن اللا-رزيقات أن نتعامل مع “الرزيقي” الشايل الثريا والمدفع الرشاش ولابس الكدمول ويغتصب جنسيا يمين وشمال، ويقتل المدنيين، وينهب ويحرق، ويفسد في الأرض، يقول د الوليد إنه يجب علينا أن نتعامل مع هذا الرزيقي المجرم بلطف، وبالهداوة، نديهو الهو دايرو،
وكمان حتى الدايرنو أسياد حميدتي، الإماراتيون، برضو نحن نديهو ليهم.
□ هكذا تحدث الوليد مع الكابلي: “نشوف أولاد زايد دايرين شنو”!
يعني ليس فقط ترضخوا يا سودانيين للجنجويدي الرزيقي القاتل النهابي قبل ما يقوم ياكلكم وينتهي من حاجة اسمها الولاية الشمالية، جاييكم جاييكم هذا الجنجويد الرزيقي المتوحش بالتاتشرات بي القوة القبيلية الغاشمة يا بتاعين الشمالية،
كمان، لازم يا سودانيين هنالك أولاد زايد تدوهم حقوقهم في السودان.
□ هكذا هو معنى كلام الوليد مادبو.
□ في جميع الأحوال، فإن أسرة مادبو جعلت عددا مقدرا من الأفراد أعضاء القبيلة العاديين الأصلهم مثل كل الناس يبدأون طيبين، جعلتهم بالتطبيع وبالتحشيد والتهويل والاستغلال، وبالخرافات عن “الاستثنائية الرزيقية”، جعلتهم يندرجون في مجال الجريمة منذ منتصف القرن التاسع عشر، حتى يومنا هذا، ويفلتون من العقاب.
□ وأصبحت الجريمة المنظمة بقيادة أسرة مادبو، في تحالفها مع الجنجويد والمرتزقة والنهابة، هي وسيلة الكسب الأساسية لعدد مقدر من قيادات القبيلة ومن أفراد القبيلة العاديين، دائما بقيادة أسرة مادبو الحاكمة.
□ ولولا ريع الرق، ونهب ممتلكات الدينكا، من غزوات قبيلة الرزيقات بقيادة أسرة مادبو على المدنيين الدينكا في شمال بحر الغزال، ١٩٨٦-١٩٨٧، وخلال حكم الإنفاذ، لما كان كثيرون من الرزيقات المتنطعين الآن تلقوا أي تعليم.
□ لذا ينحصر فهم أسرة مادبو الحاكمة في أن الجريمة المنظمة هي سنة الحياة، الآن بالجنجويد حميدتي، بعد استقلال جمهورية جنوب السودان.
استفادت قيادات القبيلة أسرة مادبو في تثبيت هيمنتها على المواطنين أعضاء القبيلة وغيرهم، ولاستغلالهم في مجال الجريمة المنظمة،
استفادت أسرة مادبو وقيادات أخرى في القبيلة من الدعم غير المحدود لها من نظام الدولة الإسلامية الإجرامية الفاسدة، وقبلها من حكومة الصادق المهدي، الإجرامية الفاسدة أيضا.
□ كانت القبيلة الرزيقات، كقبيلة بقيادة أسرة مادبو، هكذا تقترف الجرائم العالمية المعروفة ضد المدنيين من القبائل اللا-رزيقات التي تسكن في الولاية، أو المجاروة،
وحتى البعيدة في بلاد الدينكا غزتها مليشيات أسرة مادبو وقتلت الذكور الرجال، وخطفت لأغراض الرق النساء والأطفال ونهبت الأبقار وكل مقومات الحياة وتسببت في مجاعة ١٩٨٨ ومجاعة ١٩٩٨ في منطقة بحر الغزال.
□ يردد الوليد مادبو أن قبيلته مختطفة، في المبني للمجهول، لأنه يعلم أن مختطف القبيلة هي أسرة مادبو التي يفاخر د الوليد بأنها الأسرة ظلت حاكمة خمسمئة عاما.
□ الحل هو دراسة هذه ظاهرة “القبيلة المجرمة” بأنها ظاهرة “إجرام قيادة القبيلة”،
والبعد الطبقي هنا مهم في تقاطعيته مع العرق والذكورية وكذا مع المواطنة ومع ظاهرة المرتزقة القبيلي، في سياق هذه وضعية حرب العدوان الإماراتية – التشادية ضد السودان.
□ ثم يتعين إخضاع قيادات القبيلة للقانون الوطني، حين يأتي الوقت.
ذلك، على أقل تقدير.
□ فأسرة مادبو المتحكمة في قبيلة الرزيقات تريد أن تؤسس لحكم إجرامي للجنجويد والمرتزقة والنهابة، بقيادة حميدتي ابن القبيلة. دائما، في سياق العدوان الأجنبي الإماراتي ضد السودان.
(مكتوب بالتلفون).
عشاري محمود خليل
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الولید مادبو الولید ما د الولید
إقرأ أيضاً:
الاتحاد السكندري يعتمد تشكيل الجهاز الفني الجديد بقيادة طلعت يوسف
اعتمد مجلس إدارة نادي الاتحاد السكندري، تشكيل الجهاز الفني الجديد للفريق الأول لكرة القدم بقيادة طلعت يوسف ، من أجل قيادة الفريق خلال الفترة المقبلة بعد رحيل بابا فاسيليو .
وجاء تشكيل الجهاز الفني للفريق كالتالي:
طلعت يوسف – مديرًا فنيًا للفريق
منير عقيلة – مدربًا عامًا
محمد لطفي – مدربًا
محمد سعد – مخطط أحمال
السيد السويركي .. مدرب للحراس
ويتواجد الاتحاد السكندري في المركز العاشر بجدول ترتيب الدوري برصيد 9 نقاط، حققها زعيم الثغر بعد أن نجح في تحقيق انتصارين، وسقط في فخ التعادل بثلاث مناسبات وتلقى هزيمتين.
كان قد قاد المدرب الراحل نيكوديموس بابافاسيليو الفريق في 9 مواجهات حقق انتصارين فقط وتعادل في 3 مواجهات وسقط في فخ الهزيمة بـ4 مباريات، كان آخرها الخروج من دور الـ32 بمسابقة كأس مصر عقب الهزيمة من تيم إف سي بهدفين نظيفين.