تواجه المنطقة الحدودية بين الولايات المتحدة والمكسيك حالة طوارئ صحية عامة حادة، حيث تتدفق مليارات الجالونات من مياه الصرف الصحي الملوثة من المكسيك إلى كاليفورنيا، مما يثير مخاوف بشأن مخاطر صحية واسعة النطاق، وفقًا لتقرير نشرته أيه بي سي نيوز.

ووصف عمدة إمبريال بيتش، بالوما أغيري، الوضع بأنه رهيب، مشددًا على أن مقاطعة جنوب سان دييغو تواجه "حالة طوارئ كاملة" بسبب التلوث العابر للحدود.

لقد أصبح نهر تيجوانا، الذي يمتد شمالا من المكسيك إلى كاليفورنيا، ممرا لمياه الصرف الصحي غير المعالجة، والنفايات الصناعية، وجريان المياه في المناطق الحضرية، مما يشكل مخاطر صحية كبيرة على المجتمعات على طول مساره.

على مدى السنوات الخمس الماضية، دخلت كمية مثيرة للقلق تبلغ 100 مليار جالون من مياه الصرف الصحي غير المعالجة والملوثات إلى نهر تيجوانا، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الحرج بالفعل. ووصفت كلية الصحة العامة بجامعة ولاية سان دييغو التلوث بأنه "أزمة صحة عامة"، مشيرة إلى عدم كفاية إجراءات التنظيم والمراقبة.

حدد الباحثون مجموعة من المواد الضارة في المياه الملوثة، بما في ذلك العناصر السامة مثل الزرنيخ والكادميوم، والتي تتجاوز عتبات السلامة التي حددتها وكالة حماية البيئة (EPA). علاوة على ذلك، أثبتت عينات المياه التي تم جمعها من نهر تيجوانا ومصب النهر أنها إيجابية للفيروسات والبكتيريا الخطيرة، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد والسالمونيلا والضمة، من بين أمور أخرى.

ويمتد تأثير هذا التلوث إلى ما هو أبعد من المناطق الساحلية، ويؤثر على السكان البعيدين عن الشاطئ. أبلغ الأطباء كيمبرلي ومات ديكسون من الرعاية العاجلة في ساوث باي في إمبريال بيتش عن زيادة في عدد المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي بعد العواصف المطيرة الغزيرة. وعزا الباحثون هذه الأمراض إلى تسرب مياه الصرف الصحي إلى شوارع المدينة، مما سلط الضوء على المخاطر الصحية الأوسع التي يشكلها التلوث.

واجهت الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة تحديات عديدة، بما في ذلك قيود التمويل والعقبات البيروقراطية. وبينما وافق الكونجرس على 300 مليون دولار لتوسيع المحطة الدولية لمعالجة مياه الصرف الصحي سان يسيدرو في عام 2020، تم تحويل أجزاء كبيرة من الأموال إلى الصيانة المؤجلة، مما أدى إلى تأخير تحديث البنية التحتية الأساسية.

دعا المسؤولون المحليون، بما في ذلك العمدة أغيري والحاكم جافين نيوسوم، إلى تمويل فيدرالي إضافي لمعالجة هذه المشكلة، لكن الموافقة لا تزال معلقة. أعلنت اللجنة الدولية للحدود والمياه عن مشروع إعادة تأهيل وتصميم تدريجي للبناء لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي، بهدف تحسين البنية التحتية ومعالجة فيضان مياه الصرف الصحي.

ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن الآثار الصحية طويلة المدى للتلوث المستمر، ما دفع إلى المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحة العامة ومنع المزيد من التدهور البيئي. وبينما تتصارع المجتمعات على جانبي الحدود مع عواقب التلوث غير الخاضع للرقابة، يؤكد أصحاب المصلحة على الحاجة إلى بذل جهود منسقة واستثمار مستدام في البنية التحتية للتخفيف من حدة الأزمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

إنجاز 25% من المرحلة الثالثة لمشروع شبكة الصرف الصحي بصحار

تواصل شركة نماء لخدمات المياه جهودها في تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية في قطاع الصرف الصحي التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والصحة العامة وتعزيز البنية الأساسية للخدمات وحماية مصادر المياه الجوفية من التلوث، إلى جانب توفير مصدر بديل للمياه العذبة يُمكن استخدامه في ري الحدائق والمسطحات الخضراء، وذلك لمواكبة النمو السكاني والعمراني، وتعمل الشركة حاليا على تنفيذ مشروع استكمال شبكة الصرف الصحي بولاية صحار «المرحلة الثالثة»، الذي يهدف إلى توصيل شبكات الصرف الصحي إلى ما يقارب 3300 وحدة سكنية وتجارية وربطها بالشبكة الحالية، وقد بلغت نسبة الإنجاز في المشروع 25%، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول الربع الأول من عام 2026 إذ تجاوزت التكلفة الإجمالية للمشروع 11.5 مليون ريال عماني، شاملة جميع مكوناته الفنية.

وصرح مدير المشروع المهندس حسن بن عبد الله بن محمد الفارسي قائلا: إن المشروع يُعد من المشاريع الحيوية لاستكمال البنية الأساسية بمحافظة شمال الباطنة، ويُعزز جهود الحكومة في توسيع خدمات الصرف الصحي بالمحافظات الإقليمية إضافة إلى التوسع في منظومة الخدمات الأساسية إضافة إلى تحسين جودة الحياة في عدد من المناطق بولاية صحار، خاصة في المناطق السكنية والتجارية مثل الهمبار والطريف وغيل الشبول والمناطق الساحلية في الصبارة والشيزاو والحظيرة، وستُستخدم تقنية التفريغ الهوائي في بعض هذه المناطق نظرًا لارتفاع منسوب المياه الجوفية فيها.

وأوضح الفارسي أن المشروع يشمل إنشاء شبكة صرف صحي بطول 40 كيلومترًا بأقطار تتراوح بين 150 إلى 1000 ملم، بالإضافة إلى تنفيذ شبكة التفريغ الهوائي بطول 3 كيلومترات في المناطق الساحلية، وإنشاء خطوط ضخ بطول 3 كيلومترات، كما يتضمن المشروع رفع كفاءة محطات الضخ في مناطق الحجرة والهمبار 6 والهمبار C-1، وإنشاء محطة رفع جديدة في منطقة غيل الشبول، واستكمال الأعمال الإنشائية في محطات الضخ بالطريف والهمبار-1 ومحطات التفريغ الهوائي في الحظيرة والشيزاو، وكذلك إنشاء ورشة متخصصة للصيانة لدعم عمليات التشغيل المستقبلية، إضافة إلى ذلك سيساهم المشروع في تخفيف معاناة السكان من طرق التخلص التقليدية لمياه الصرف الصحي، وتقليل الاعتماد على صهاريج نقل مياه الصرف الصحي، مما يُخفض التكاليف على المشتركين ويحسن المظهر الحضري، وتعزيز الكفاءة الصحية والبيئية في المناطق المستهدفة.

وأكد المهندس الفارسي أن نجاح المشروع يعتمد بشكل كبير على تعاون الأهالي وتفهمهم لأهمية هذا المشروع الحيوي. وأضاف: أن تجاوب المجتمع مع الشركة المنفذة وتقديرهم لطبيعة العمليات الإنشائية سيسهم في إتمام المشروع وفق الجدول الزمني المحدد، مما يتيح تقديم خدمات أفضل للمجتمع.

مقالات مشابهة

  • تحليل أكثر من 66 ألف عينة لضمان جودة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم
  • المياه الوطنية تُنجز مشروع الصرف الصحي في حي العارض بالرياض
  • إنجاز 25% من المرحلة الثالثة لمشروع شبكة الصرف الصحي بصحار
  • رئيس الشيخ زايد تتفقد محطات رفع الصرف الصحي وتنقية مياه الشرب بالمدينة
  • “المياه الوطنية” تنتهي من تنفيذ خطوط الصرف الصحي في حي العارض بالرياض بأكثر 33 مليون ريال
  • وزير الإسكان يتابع مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة المنوفية
  • وزير الإسكان يتابع مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية
  • “المياه الوطنية” تُنفذ خطوط الصرف الصحي في حي العارض بالرياض بأكثر من 33 مليون ريال
  • “المياه الوطنية” تنتهي من تنفيذ خطوط الصرف الصحي في حي العارض بالرياض
  • زيارة ترامب إلى بريطانيا قد تخلق أزمة دستورية في بريطانيا